بيان واشنطن رقم 3 الصادر عن الهيئه الوطنيه لابناء الجنوب في امريكا وكندا

[العقيد \ احمد عمر محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم



بيان واشنطن السياسي رقم (3)

الصادر عن الهيئة الوطنية لابناء الجنوب

في أمريكا وكندا بمناسبة 7 يوليو القاتم





طوى عمر الزمن لهزيمة الجنوب في 7 يوليو 1994م، (14) عاماً من زمن العار والهوان، تجرعنا خلال تلك الفترة المنصرمة من أعمارنا، كل أشكال والوان المظالم والاذلال، وعشنا ولا زلنا نعيش ظلام وسماء بلا نجوم.. وها نحن قطفنا ونقطف العنقود السام، في زمن العشق بين الافعى والعصفور، وصرنا بإصرار ( قيادتنا الغبية ) عاجزين عن أن نحدد أحاسيسنا، بحيث ضيعتنا وضاعت بين صهيل الخيل القديمة، وفقه فقهاء دهاقنة الاحتلال الشمالي للجنوب.



لذلك نقول أن ما أصابنا في 7 يوليو 1994م، هو عقوبة الله لنا على فعلتنا الطائشة والغير واقعية أو منطقية، حين وافقت قيادتنا على أعلان الوحدة الفورية في 22 مايو 1990م.. والنتيجة هي هزيمة وإحتلال وعقاب، ثم إغتصاب أرضنا ونهب ثروتنا والعمل بإصرار على محاولة طمس تاريخنا وهويتنا، على غرار ما يفعله الاحتلال الاسرائيلي للفلسطينين، حتى وصلت الامور الى درجة أنه من كثر إنبطاحنا وركوعنا لنظام صنعاء ما قبل 7/7/2007م، لم نعد نعرف كيف نركع الى الله، الامر الذي جعل أبناء الجنوب يتلمسون أطرافهم، ويتحسسون أشكالهم في مرآة الزمن، ليتأكدوا من كونهم أناس خلقهم الله، مثل غيرهم من البشر، لان ما تعرض له الجنوب وشعبه خلال (14) عاماً، لم يشهد له التاريخ مثيلاً في الجنوب، في كل العصور الغابرة، وهذا ما أكده كلاً من:

الاخ المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس، في مقالة في صحيفة الايام، حين قال: "هل يعقل بأن نسميها وحدة وهي أسوأ من الاحتلال البريطاني؟؟"،

وفي نفس السياق قال الاخ جمال عبداللطيف عبادي، رئيس الهيئة الوطنية لابناء عدن، لشبكة فجر الوطن: "لا فرق بين الاحتلال اليمني والاحتلال الإسرائيلي".

وأيضاً كما وصف الشخصية الوطنية الجنوبية الاخ محمد علي أحمد، في كلمته التي القاها بمناسبة الاعلان عن تشكيل الهيئة الوطنية لابناء الجنوب في المملكة المتحدة لدعم الحراك الجنوبي في الداخل، فقال: " أن الجنود الشماليين المدججين بالسلاح، فارضين على شعبنا حالة طوارئ غير معلنة، يتعاملون مع قرانا ومدننا في الجنوب بصورة أبشع من معاملة أسرائيل للشعب الفلسطيني".

الا أن المارد الجنوبي نهض من رماد التاريخ، ليعلن للعالم في 7 يوليو 2007م، بأن الجنوب على موعد مع القدر، ولم يكن حضور الجنوبيين في ذلك التاريخ، من أجل الاحتفال في تلك المناسبة، التي يجللها الظلم والحقد والعنصرية، وإنما ليقول للاحتلال اليمني الشمالي، أن وجودنا هذا اليوم في ساحة الحرية في عدن العاصمة الابدية للجنوب، يعد بمثابت الخطوة الاولى على طريق الحرية... وفي هذا الصدد نسجل ما يلي:



أولاً: نظم أبناء الجنوب الامريكيين المخلصين والمهاجرين والمهجرين في الولايات المتحدة، بلد الحرية والديمقراطية، مظاهرة كبيرة في العاصمة الامريكية واشنطن، أمام البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية في 7 يوليو 2008م، ومظاهرة أخرى في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أحياء لهذه الذكرى القاتمة، كتاريخ أسود في جبين كرامة وتاريخ الجنوب.. هذا وقد شارك في هذه مظاهرة واشنطن، رغم بعد المسافات وعناء السفر، ما يقارب الـ (100) مندوب لآلاف المهاجرين والمهجرين الجنوبيين في انحاء متفرقه في اميريكا وكندا ، وصلوا من مختلف الولايات، تركوا أعمالهم ومصالحهم التجارية، لتلبية نداء الواجب ودعوة الوطن للمشاركة والحضور في تلك المظاهرة، ليؤكدوا لشعبنا تجديد العزم على مواصلة الدعم والتضامن، بما يعزز الالتزام بالعهد للوطن، وتجسيد الوفاء والانتماء للشعب، إنطلاقاً من روح وطنية أصيلة، وأحساس صادق يعكس الشعور بالمسؤولية المشتركة، من أجل نصرة شعبنا في نضاله ومسيرته التحررية السلمية المشروعة، لرفض الاحتلال اليمني البغيض للجنوب، وصولاً الى حق تقرير المصير وبناء دولة الجنوب على تراب الجنوب.



هذا وقد حمل المتظاهرين الاعلام الامريكية وأعلام اليمن الجنوبي وعلم تاج، كما رفعوا نفس الشعارات واللافتات المتداولة في إعتصامات ومظاهرات الداخل، ورددوا الهتافات المعبرة مثل: باروح بالدم نفديك يا جنوب، بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن، برع برع ياأستعمار، الى جانب ذلك حمل المتظاهرين صور شهداء النضال السلمي، وصور المعتقلين السياسيين، وطالب المشاركين بالافراج الفوري للمعتقلين السياسيين الجنوبيين، قادة الحراك الجنوبي، وعلى رأسهم عميد المناضلين حسن أحمد باعوم، علي منصر محمد، أحمد عمر بن فريد، يحيى غالب الشعيبي، علي هيثم الغريب، أحمد القمع، عباس العسل، حسين زيد بن يحيى، وكل المعتقلين من النشطاء السياسيين في سجون نظام صنعاء.



ثانياً: قدمت قيادة المتظاهرين، مذكرة موثقة بالصور والتواريخ، موقعة بأسماء جميع من حضر المظاهرة، الى الادارة الامريكية، ومذكرات آخرى مماثلة الى مجلس الامن والمنظمات الدولية لحقوق الانسان، تتضمن تلك المذكرات عدد الشهداء والسجناء، وطبيعة الانتهاكات وأساليب القمع، التي يتعرض لها شعبنا في الجنوب، وطالبوا بتطبيق قراري مجلس الامن رقمي (924) و(931).



هكذا طالب أبناء الجنوب الاسرة الدولية وبالذات الولايات المتحدة الامريكية الى مساعدة شعبنا في نضاله السلمي العادل والمشروع، إستناداً الى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة أرقام ( 1514 ، 2588 ، 2649 ، 2672 ، 2787 ، 2792 ، 2955 ، 2963 ، 3070 ، 3089 ، 3246 ) التي تؤكد جميعها حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي، والتصرف الحر بثرواتها و مواردها الطبيعية، لإن القطار الجنوبي تحرك، وسوف يواصل رحلته كضرورة تاريخية حتمية، حتى يصل بإذن الله، ثم بفضل رجال الجنوب الاشاوس الى محطته الاخيرة، شاء من شاء، وأبى من أبى، مهما كانت التضحيات ومهما كانت التحديات التي تقف أمامه.



ثالثاً: رسالة أبناء الجنوب في الولايات المتحدة، تحمل التحية والتقدير لشعبنا المؤمن الصبور الصامد في وطننا الجنوب، لقيادة الهيئة الوطنية العليا لابناء الجنوب، لجمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين والمسرحين قسراً، لملتقيات التصالح والتسامح والتضامن، لقيادات منظمات المجتمع المدني، للهيئة الوطنية لابناء عدن، لجمعيات الشباب العاطل عن العمل، لتيار المستقلين الجنوبيين، للحركة الطلابية لكليات جامعة عدن، للمبادرة الديمقراطية لنساء عدن، ولصحيفتي الايام والجنوب، للشخصيات الاجتماعية والسياسية، وكل أبناء شعبنا.



رابعاً: يدين أبناء الجنوب في الولايات المتحدة الامريكية، ما يقوم به النظام الارهابي في صنعاء عبر إجهزته الامنية من قتل وخطف وتهديد يستهدف أبناء الجنوب، حيث قتلوا السفير علي عبداللاه عاطف جابر وأصابة سالم محمد أحمد سلمان ، وقبله تم إختطاف الشيخ محمد سالمين بن يمين النهدي، ومؤخراً تهديد رئيس تحرير صحيفة الايام الاستاذ هشام باشراحيل، والكاتب نجيب محمد يابلي، ولا زال الحبل على الجرار.



وندعوا الجميع لرص الصفوف، وتوحيد الموقف في مواجهة نظام صنعاء، والعمل على شد الاحزمة على البطون، لكون الايام القادمة وما قد تحمله من مخاطر وتنطوي عليه من مفاجأت، من المرجح أن تكون أقسى وأصعب مما نحن عليه الآن، خصوصاً وأن الاحتلال ينتهج إستراتيجية واضحة المعالم، في التعاطي مع القضية الجنوبية، وهو عدم الاعتراف بها، وأن الخطوط العامة لهذه الاستراتيجية ترتكز على محورين متوازيين ومتلازمين..

المحور الاول هو أجهاد الجنوبيين بسياسات وإجراءات الحصار والتجويع والافقار والقتل والاعتقال، على غرار ما يجري في فلسطين..

والمحور الثاني هو محاولة الترهيب والترغيب للقيادات الجنوبية الرافضة للمساومة، للدخول في بيت الطاعة، من خلال شراء بعض ذمم القيادات الجنوبية من ضعاف النفوس، وفي نفس الوقت العمل على تفتيت الجنوبيين في الداخل والخارج بإعتماد سياسة (العصا والجزرة)..

وعلى أبناء الجنوب الاعتماد على الذات في تصعيد النضال السلمي على الارض، بإعتبار المجتمع الدولي لا يعترف الا بالوقائع على الارض، وصولاً الى صنع تاريخ الجنوب من جديد، دون النظر الى الوراء مثل ما تصنع بقيت شعوب الارض، على قاعدة الوحدة الوطنية الجنوبية الحقيقية، لتشكل تتويجاً لوفاقنا الوطني، الذي تحقق بفضل الرجال الوطنيين المعاصرين، الذين يطلبون الموت من أجل أن توهب لهم الحياة، بإعتبار رغبة شعبنا وتجسيد إرادته، يتمثل في إستعادة حقوقنا الوطنية والتاريخية، هو السبيل الوحيد للخلاص.. لبث الحياة مجدداً فينا، لزرع الامل لدى أبنائنا وشعبنا، وحتى لا يكتب التاريخ أننا شعب ساد ثم باد.



ونختم بما أورده الشيخ عبدربه حديج باراس العولقي في تصريح لصحيفة الايام بتاريخ 5 يوليو 2008م في سياق موضوعه الهام ببيت من الشعر لإبي الطيب المتنبي، حيث قال:



إذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جباناً





صادر عن الهيئة الوطنية لإبناء الجنوب في أمريكا وكندا

واشنطن 7 يوليو 2008


(نقلا عن منتديات ابناء الشعيب )