الـحـيـلــة الـيـمـانـيــة ســبــب تـعــثــر الـحــراك

[المسعودي اليافعي]

إن الـعـقـبـة الــرئـيـسـيـة بـل الــوحـيـدة الـتـي تـقــف حـجــر عـثــرة أمـام مـسـيــرة الـحــراك الـجـنــوبـي, تـكـمـن فـي عــدم تـمـكـن شـعــب الـجـنـوب مـن الاصـطـفـاف عـلـى أســاس وطـنـي لـلـنـضـال فـي سـبـيـل قـضـيـتـه الـوطـنـيــة, نـتـيـجـة الـخلـفـيـات الإيـديـولــوجـيـة والـسـيـاسـيــة الـتـي جـاءت مـنـهـا قـيـادات مـكــونـات الـحــراك .

مـعـلــوم إنــه مـتـى مـا وجِــد الـخــلاف عـلـى الـمـسـتــوى الإيـديـولــوجـي/ الـسـيـاسـي يـظـل الـخــلاف مـخـفـيـا... لا يـظـهــر إلـى الـعـلـن ولا تـبـان حـقـيـقـتـه لـعـامـة الـنـاس, وقــد يـكـمُـن ســـر هــذا الإخـفـاء فـي تـهــرُّب الـطــرف الـذي يـقـف وراء الـخــلاف مـن الإفـصـاح عــن مـنـهـجـه الـفـكـري والـسـيـاسـي كــونـه مـغـايــر لـطـمــوح وتـطـلـع الـشـعــب ويـتــنـاقـض مـع الأســس والـمـبـادئ والأهــداف الـتـي يـدعـي الـنـضال مـن أجـلـهـا ويــرفـعـهـا فـي خـطـابـة الـسـيـاسـي, لـهـذه الأسـبــاب إن قـامــر بـالـكــشــف عنـهـا داسـتـه الـجـمـاهـيــر بـأقــدامـهـا .

الـخـلاف الإيـديـولــوجـي/ الـسـيـاسـي دائـمـا مـا يــؤدي فـي الـنـهـايـة إلـى اخـتـلاف الـسـبـل والأهــداف نـظــرا لاخـتـلاف الــرؤيـة إلـى جــذور الـقـضـايـا وأصــول الـمـشـاكـل وأسـبـاب نـشــوءهـا... والـنـظــر إلـى تـلـك الـقـضـايـا والـمـشـاكـل بـمـفـاهـيـم مـخـتـلـفـة ومـتـنـاقـضـة, فـكـلا يـنـظُــر إلـى نـفـس الـقـضـيـة أو الـمـشـكـلـة الــواحــدة مـن الـمـنـظــور الإيـديـولــوجـي الـذي يـلـتــزم بـمـنـهـجـه وخـطـة الـسـيـاسـي ولـيــس الــوطـنـي . بـالـنـسـبـة لـلـقـضـيـة الــوطـنـيـة الـجـنــوبـيـة إن أي خــلاف حــولـهـا بـيـن الـجـنــوبـيـيـن إنـمـا هــو فـي حـقـيـقــتـه خــلاف قـائـم عـلـى أســس إيـديـولـــوجـيـة/ سـيـاسـيـة ولـيـسـت وطـنـيـة... خــلاف عـلـى الأســس والـمـبـادئ والأهــداف الـتـي يــرفـعـهـا ويـنـاضـل مـن أجــل تـحـقـيـقـهـا شـعــب الـجـنــوب .

إن الـدلـيـل عـلـى وجــود خــلاف يـتـعـلـق بالأســس والـمـبـادئ والأهــداف الـمـتـعـلـقـة بـجــوهــر الـقـضـيــة الــوطـنـيـة الـجـنــوبـيـة دون ســواهـا, يــؤكـده مـنـع أي تـقـدم لـمـجـلـس الـحــراك الـسـلـمـي الـجـنــوبـي عـلـى الـمـسـتــوى الـتـنـظـيـمـي, *ـ* كـإقــرار الـوثـائـق الـسـيـاسـيـة والـتـنـظـيـمـيـة الـتـي تـلــزم مـجـلـس الـحــراك الـجـنــوبـي الـعـمـل تـحــت سـقـفـهـا, *ـ* الـتـحـضـيــر لـعـقــد مــؤتـمــر وطـنـي جـنــوبـي, *ـ* انـتـخـاب قـيـادة شــرعـيـة قـادرة عـلـى قـيـادة الـعـمـل الــوطـنـي والـسـيــر بـالـحــراك الـجـنــوبـي نـحــو خـطــوات لاحـقــة مـطـلــوبـة لـتـحـقـيـق الأهــداف الـمـنـشــود .

الـخــلاف مــوجــود ومـنــذُ فـتــرة... وقــد يـتــوسـع ويـتـعـمـق إن اسـتـمــر اسـتـخــدام أسـلــوب ( الــحـيـلـة الـيـمـانـيـة الـمـذمــومـة ) فـي الـتـعـامـل مـع قـضـايـا شـعـب الـجـنــوب المـصـيـريـة. والـلجــوء إلـى تلـك الأسـالـيـب سـعـيـا وراء الــوصــول إلـى قـيـادة نـشــاط الـحــراك سـيـاسـيـا وتـنـظـيـمـيـا لـلـسـيـطــرة عـلـيـة والـسـيــر بـه إلـى حـفــره جــديـدة. إن الــوقــوف عـنـد نـقـطـة بـعـيـنـهـا مـن دون حــراك فـي مـحـاولـه لـوأد الـعـمـلاق الـجـنـوبـي الـذي يــدرك مسـار طــريـقـة الـصـحـيـح... لـم يـعـد مـمـكـنـا عـلـى الإطـلاق .

هــل سـنــرى فـي قـادم الأيـام اصـطـفـاف جـنــوبـي لـلـنـهـوض بـالـقـضـيـة الــوطنـيـة الـجـنــوبـيـة ! ؟ . أم هـي وقـفـة لـلـبـحـث مـجــددا فـي تـحـسـيـن شــروط نـضــال الـقــوى الــوطـنـيــة الـيـمـنـيــة الـمِـشـتــرك مـع حـــزب الــوحـــدة الـشـعـبـيــة ( حــوشـي )؟. الـذي داس عـلـى تـلـك الـشـعـارات وتــرك أبـنـاء الـجـنــوب ( حــل الـعـشـاء بـلا عـشـاء , وهـم مـن قــدّم لـه الـسـمـن والـسـمـيــن ) لـيــواجـهـوا مـصـيــر الاحـتـلال عـام 1994 م ! ؟