القضية الجنوبية في الملفات الدولية

[أبو عامر اليافعي]

القضية الجنوبية في الملفات الدوليةبقلم / صالح احمد البابكري* - المكلا برس التاريخ: 12/2/2009ظهرت الدولة الجنوبية مع بداية ظهور الدولة القطرية في العالم العربي او كما يحلو للبعض ذكرها بالدولة الحديثة على الارض العربية وكان ذلك في بداية القرن التاسع عشر الميلادي وعلى وجه الخصوص بعيد الحرب العالمية الاولى مباشرة , حيث ادى هزيمة دولة الخلافة العثمانية للعالم الاسلامي الى فراغ كبير في المناطق الاسلامية والعربية و على وجه الخصوص مما جعل القوى الاستعمارية تتسابق سباقا محموما لتجد كل منها موطىء قدم في العالم العربي , حيث كان قصب السبق للامبراطوريتين الغربيتين بريطانيا وفرنسا , وسوف نركز على مايخص الجزء الغربي من شبة الجزيرة العربية والمتعلق ببلادنا الجنوب العربي وبايجاز شديد : فالجنوب العربي يعتبر من الاقطار العربية المستقلة نشاْت دولته عام 928هجرية على يدي السلطان المظفر المجاهد بدر ابو طويرق الكثيري بدعم سخي من الخلافة العثمانية في اسطنبول - تركيا الحديثة - والتي كانت تحكم العالم الاسلامي في معظمه والعالم العربي كله عدا جنوب شبه الجزيرة العربية التي كانت خارج نفوذ الخلافة , لعدم مقدرتها على بسط نفوذها على بلاد الجنوب العربي الممتدة من كمران الى ظفار , ونفس الحال قد واجه الدولة الفاطمية التي خاضت معارك كبيرة ومتكررة عبر عمالها الصليحيين في العربية السعيدة - الجمهورية العربية اليمنية - في محاولة ياْئسة للسيطرة على الجنوب العربي ’ لكن كل تلك المحاولات كان مصيرها الفشل لصمود الحضارمة * الجنوب العربي كله حضرموت * لكن تلك الدولة تمكنت من انتزاع عدن لفترة زمنية , كما كان المصير ذاته واجه الحملات الكردية او الايوبية ومن قبلهم الدولة الرسولية , كل تلك الحملات واجهت نفس المصير على ايدي الحضارمة الجنوبيين ’ وبرغم احتفاظهم جميعا بعدن لكن الحضارمة الجنوبيين كانوا يهاجمون التواجد الاجنبي على تراب عدن الجنوبية ’ وكما اسلفت ان المقصود بالحضارمة الجنوبيين هم كل اهل الجنوب العربي من ظفار شرقا والى باب المندب غربا ’ حيث الثقافة والحضارة الواحدة منذ الاف السنين ’ وظل الحضارمة الجنوبيين محافظين على علاقاتهم الاجتماعية والتجارية والثقافية كما ظل تدفق القبائل الحضرمية لاينقطع عن هذه الجغرافية بالذات قبل الاسلام واثناء الدولة الاسلامية , حيث تشكل قطر عربي بمزاياه وخصوصيته التاريخية والثقافية والاجتماعية والعرقية والدينية بل وحتى واحدية المذهب المعتدل , وفق مرجعية الامام احمد بن عيسى المهاجر , الحسيني الهاشمي النسب , ومركز تلك المرجعية الصوفية في تريم , حيث وصل الى القارات القديمة في اسيا وافريقيا واعتنق الاسلام من خلال الدعوة بالحسنى والمعاملة الحسنة والقدوة الصالحة اكثر من 500 مليون مسلم , والفضل بعد الله سبحانه وتعالى لسلوكيات الحضارمة الجنوبيين الذين كانوا ومازالوا يتمتعون بالصفات الحميدة , ومنها محبتهم للاخوة الانسانية التي اكسبتهم محبة شعوب العالم مما سهل لهم نشر الدين واداء الامانة كما امرهم الله ورسوله ولازالوا على هذا ماضين ان شاء الله حتى تقوم الساعة ... ان قوة الحضور الثقافي الذي يتمتع به شعب الجنوب العربي وتاْثيره القوي على الكثير من شعوب العالم كان الدافع الرئيسي من قبل دولة الخلافة العثمانية لدعم هذا القطر العربي المسلم ’ ورغبة دولة الخلافة الى مساعدتها في البحر العربي وباب المندب ’ وكان السلطان قد اقام من جديد دولة الجنوب العربي بمعاونة وتاْييد يافع الاقليم والقبيلة والشعب واختارته قائدا لها وللجنوب العربي كله وتم نشر الكتائب اليافعية التي حمت الثغور وذادت عن حياض الوطن والاْمة من باب المندب غربا وحتى شواطىء ظفار شرقا وتم بحمد الله هزيمة الغزاه الاروبيين ودحرهم عن بحر العرب وعن البحر الاحمر ... واليوم يراد من الجنوبيين التنازل الكامل عن هويتهم القطرية لصالح الجمهورية العربية اليمنية الدولة التي تحتل جيوشها بلادنا برغم اعتراف المؤسسات الدولية اننا واياهم قطرين وليس شطرين كما يقول البعض دونما وجه حق التاريخ او الجغرافيا او القانون .... والجنوبيون اليوم كما هو تاريخهم يقبلون التسويات والحلول ويرغبون في علاقات مع الاقليم ومع العالم , ومع الاْسف نجد النكران لدى الكثير وينكر البعض حقنا في الوجود برغم انهم يعرفون ان اليمن تحتل الجنوب العربي وشعبه من خلال الخدعة الكبرى التي استهوت البعض ((الضال)) والتي هي اليمننة .
* نائب الناطق الرسمي للمجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب واستعادة الدولة