في ظل اصرارنا على رحيل صالح الفوري –كلام في حسناته-والحذر الحذر القادم

[نبيل العوذلي]

في ظل اصرارنا على رحيل صالح الفوري –كلام في حسناته-والحذر الحذر القادم

لايزال الكثير من اخواننا الاعزاء الشماليين يصرون على تحميل اخطاءهم التي ارتكبوها معا وسوية تجاه الجنوب وابناء الجنوب الرئيس اليمني الرئيس اليمني وحزبه المؤتمر الشعبي العام, واذا ما سألتهم عن سبب مشاركتهم ممارسات سلبية تجاه الجنوب وابناءه يريدون اليوم تحميلها صالح واقاربه وحزبه ربما يقولون لك على احسن حال ان ارادوا اخراج انفسهم من الحرج -لقد كنا مخدوعين فيه-
حينها يجب ان نقول لهم
طيب نحن منذ بداية التسعينات ونكلمكم ان هذا الرجل وطريقة حكمه لاتؤدي الى بناء دولة مؤسسية مدنية تمتثل للقانون والنظام وانه يدير البلاد بسياسة تؤول الى محورة الحكم في افراد من اسرته ولكنكم شاركتموه وان لم يكن قد اقنعتموه اننا على غير جادة من الدين والعرف ويجب مجاهدتنا بالاقصاء والتهميش ولاتزلنا نتذكر ان الشيخ عبدالمجيد الزنداني والاتجاه المحسوب اليوم بالمعارض للرئيس من كان مصرا على عدم مشاركتنا واستيعابنا في مؤسسات الجيش والامن ربما لعدم دخولنا في الاسلام بعد او لحداثة ديننا في الاسلام الذي دخلناه كما يتوهم البعض من اولئك الذين صاروا اليوم معارضين وثوار ضد الرئيس ونتذكر ان الرئيس صالح والمؤتمر هم من كان يدافع على تواجدنا لانه لايرى بمسألة الولاء والبراء على اساس الاصول التي استند اليها الاخوة وكان يرى اننا يمنيون ومن حقنا ان نشارك في تلك المؤسسات ولكن بطريقة قد تكون امكر من طريقة اولئك وهو ان نكون متواجدين في تلك المؤسسات احياء ولكننا اموات بالتهميش والاقصاء النفسي والنفعي الذي ادى بابناء الجنوب الى الشعور بالقهر الذي استعاد منه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء—اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال-, هذا الذي عانيناه من اخوتنا الشماليين ليس كما يريده البعض اليوم ان يصوروه انه كان من المؤتمر والرئيس بل من الاصلاح وحزب الاصلاح ,هذا القهر والاقصاء كان ليس لانك لاتصلي وليس لانك لاتعتقد بدين المسلمين ولكن لانك لاتريد ان تنطوي معهم في اجتماعاتهم الحزبية وجلساتهم وحلقاتهم الدينية والسياسية الخاصة التي بات الكثير من ابناء الجنوب يلقون المحاضرات والنقاشات بلكنة اصلاحيىة شماليه –تعزيه او ابية او ربما صنعانية-ظنا منهم ان ذلك جزء من ثقافة الاخوان اليمنيين
ان الكثير من ابناء الشمال اليوم في حزب الاصلاح والاحزاب الاخرى يريدون ان يصوروا لنا انما كان الاقصاء والتهميش الذي عانى منه ابناء الجنوب كان فقط من المؤتمر ورئيسه ولكننا نعلم يقينا ان ممارسات حزب الاصلاح الاقصائيه تجاه ابناء الجنوب الذين يريدون ان يحتفظوا بهويتهم الطبعيه والعرفيه لدى ممارستهم العمل السياسي ولاتنطوي شخصياتهم تحت الجبلة الطبعية الشماليه يتم اقصاءها بل ومحاربتها
هذه نقطة مهمه جدا يجب ان يعرفها ابناء الجنوب وهي انه يمكن استيعابك في قيادات اللقاء المشترك عامة والاصلاح خاصة في درجة من سلم القيادة عال ولكن يجب ان تنطوي بهويتك الجبلية والطبعيه والعرفيه وسجيتك المذهبيه والسياسية تحت لواء جبلتهم وطبعيتهم وسجيتهم , ولقد عاينا مشاهدات لتعيين محاضرين بل ومسؤلين للاصلاح في الجنوب ومدنه كعدن بل وربما ابين ونحوه لقيادات من الشمال ---هذا ما يكشفه لي الاخ والشيخ العزيز محمد مشدود الذي عاين ذلك كونه كان معهم ووصل به الحال الى ان يعطي ما يسمونه باليعه الكبرى لتنظيم الاخوان الذي لاتعرف من هو اميره واين هي امارته-

لايعني ذلك اننا نقصي دورهم ونضالهم المحترم بل والمستمر بل اننا ندعوا الى التعاون معهم كجزء من التعاون على البر والتقوى ولكنني هنا بصدد الكشف عن تحميل المؤتمر ورئيسه فقط اخطاء الشمال تجاه الجنوب وابناءه فيه مخادعه جديدة يتم طبخها لممارسة سياسة اقصائية جديدة بشكل متطور بعد انكشاف الشكل القديم وتحميله المؤتمر ورئيسه
لست اطالب بموالاة الرئيس صالح وابقاءه في السلطه بعد استنفذ ما لديه من مخزون خبراتي لامكاناته في الحكم لم يعد صالحا لحكم اليمن ويجب التجديد ولكنني بصدد ايجاد واظهار نوع من الموازنه لدى ابناء الجنوب تجاه الحاضر والقادم في معاداتهم ومصادقاتهم كي لايقعوا في فخ جديد, وهو مما يدل على انني لاادعوا الى حل يتعارض مع امكانيات الجنوبيين الحالية التي يعد من اظهرها انهم لم يتمكنوا من الاجتمتاع على قيادة واحدة ولم يتمكنوا ايضا من تجاوز خلافاتهم السابقه لينظموا لهم جوهر اساسي يصطلحون عليه كميثاق شرف ومتغيرات يتعاملون معها—مطلع ومنزل—ولهذا كانت دعوتي ولازلت مصرا عليها انه في ظل هكذا وضع نجد ان من ابناء الشمال ممن قد يكونوا اقرب اليك في مراحل ومواقف نصرة وتأييدا من اخوتك الجنوبيين وربما العكس ايضا صحيح تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم –احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما—
ان للرئيس صالح رغم اتفاقنا على اهمية رحيله حسنات يجب عدم نكرانها منها على سبيل الحصر
اتاحته لخصومه ومعارضيه مخالفته ومجادلته ومناقشته ومعارضته وهو ما لاتجده في كثير من حكام العرب الذين يجعلون لانفسهم هالة من القدسية والتمجيد ربما تكون اعظم مما هو لله تعالى الذي ذكر في كتابه كلام لليهود يعارض صفاته وافعاله تبارك وتعالى

اضعاف السياسة الانتقامية والبوليسيه للدولة البوليسية في سياسته كالتي تتواجد في العديد من الدول الاخرى وخلقت رعبا في الناس يضاهي ما يجب ان يكون لله تعالى ووعيده جلى وعلى ويكفي ان اسرد مثالا لسماحة المفتي حينما سجن في سوريا شهرين وفي اليمن سنتين وكانت معاملته في سوريا اسوأ بينما كان في اليمن افضل حتى انه كان يخطب الجمعه في المساجين وربما العسكر ويصلي بهم داخل السجن

نجاح حسن في نقل ثقافة الشمال وابناءه من التطرف المذهبي للزيدية او الشافعية للراجح من كلام المجتهدين كما هو معروف في المنهج المدرسي لمدارس التعليم اليمنية
عدم محاربته للعرف الثقافي القبلي اليمني المتصل بحمل السلاح وثقافة حمل السلاح التي ظهرت بجلاء في ثورة الشباب العظيمة الكاشفة عن جوهر نفيس للحكمة اليمانية كما حصل لدى الشعوب العربيه الاخرى التي تم محو ثقافة الرجولة العربيه المتصلة بالسلاح والعرف العربي وتم تحويل الناس الى نعاج وخراف جاهزة للذبح حينما يريد النظام البوليسي لها ان تذبح وليس لها بد من الاستسلام لاندراس ثقافة السلاح وعزته تلك التي يحافظ على بقاءها الامم العظيمة في مجتمعاتها كجزء من الحفاظ على هوية الرجولة كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيره
قال تعالى

((وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا }
المعنى : لا يحملنكم بغضكم للمشركين على أن تتركوا العدل فتعتدوا عليهم بأن تنتصروا منهم وتتشفوا بما في قلوبكم من الضغائن بارتكاب ما لا يحل لكم من مثلة أو قذف أو قتل أولاد أو نساء أو نقض عهد أو ما أشبه ذلك.

{ اعدلوا هُوَ أَقْرَبُ للتقوى }
نهاهم أولاً أن تحملهم البغضاء على ترك العدل ، ثم استأنف فصرّح لهم بالأمر بالعدل تأكيداً وتشديداً ، ثم استأنف فذكر لهم وجه الأمر بالعدل وهو قوله : { هُوَ أَقْرَبُ للتقوى } أي العدل أقرب إلى التقوى ، وأدخل في مناسبتها . أو أقرب إلى التقوى لكونه لطفاً فيها .

وفيه تنبيه عظيم على أن وجود العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله إذا كان بهذه الصفة من القوة ، فما الظنّ بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه؟

تفسير الزمخشري