من وراء إشاعة تشكيل الحكومة في المنفى ؟

[ابومراد]

ما هي حقيقة تشكيل الحكومة ؟ وكيف انعكست هذه الإشاعة سلبا على الداخل؟
هل هي حكومة فعلا أم صراع قيادات ! أم ماذا ؟ , قد لا أعرف كل شيء , ولكن ما أعرفه أن الضحية هو الشعب الجنوبي الذي يقع بين المطرقة والسندان. بقلم الأستاذ / ناصر عبد الله عبدالرحمن اليزيدي .. رئيس الدائرة التنظيمية بالمجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب .
ما قيل البارحة حول سفر بعض أعضاء المجلس الأعلى للحراك إلى بيروت للاتفاق على تشكيل حكومة في المنفى هي حقيقة يندى لها الجبين ، لأنها فعلا طرحت على الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض من قبل هؤلاء خلال وجود المناضل / علي هيثم الغريب في بيروت من 20 - 28 مايو 2012م , ولكن البيض رفض هذا المقترح رفضا قاطعا , وقال للرئيس البيض حينها :" الحكومة يجب أن تتشكل ليلة استعادة الدولة وتحت إشراف دولي ,وليس قبل ذلك اليوم حتى بساعة واحدة , ويجب أن تأتي من بين أوساط الشعب الجنوبي وعبر صندوق الاقتراع وليس عبر الصراعات كما حصل في عام الاستقلال الأول 1967م .
مع العلم أن هذا الطرح من قبل الغريب أصبح سبب من أسباب رفض عقد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب من قبل أصحاب هذا المقترح , وكان أيضا السبب في نشر سيل من الاتهامات للزعيم باعوم بأنه باع القضية . النقطة الأخرى لرفضنا هذا المشروع غير النافع(مشروع تشكيل حكومة لقيادة الثورة ) , جاء قبل أن يتقدم الرئيس البيض بمقترح بشأن زيارة رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الزعيم حسن أحمد باعوم (حينها كان يتعالج في القاهرة) , وقال الرئيس البيض:" الوفد يتشكل من أربعة برئاسة علي هيثم الغريب وعضوية كل من الأخوة أحمد محمد بامعلم وقاسم عسكر جبران وناصر حويدر . وعند وصولهم إلى القاهرة فإذا بأحدهم يحاول إقناع الغريب في مسألة تشكيل الحكومة , فرد عليه الغريب: نعم , ولكن لمصلحة من مسألة تشكيل الحكومة ؟ , فقال لمصلحة الوطن, فرد عليه الغريب وقال له: لا والله إنها لمصلحة الذاتيات ... إلا يوجد عاقل بينكم يقول لا للأوهام ؟ , وهل هذه الحكومة ستحرر الجنوب؟ . الأهم من هذا كله أن الرئيس الصادق علي سالم البيض كان رافضا لهذه الفكرة . فلمصلحة من هذا التسابق الكاذب على تشكيل الحكومة ؟... والتناحر الداخلي الذي ستحدثه؟ .... إلا للاحتلال , أنهم يريدون أن ينقلوا مكونات الحراك إلى صراع داخل/وخارج الحكومة , والأحزاب التي ينتمون اليها هي جاهزة لتوسيع هذه الشروخ المصطنعة .
للأسف لقد تجاوز هذا التباين من مجرد تباين عادي على رفض الاستئثار بالثورة التحررية الجنوبية من قبل فصيل واحد , حتى وأن أمتلك الإمكانيات المادية والإعلامية , بل تعداه إلى تخوين رجل بحجم الزعيم باعوم , ومحاولة جره إلى الصدام مع كثير من المكونات الجنوبية الأخرى .
لقد كانت هذه المجموعة ، وأمام الرأي العام يصفون رائد الثورة الجنوبية وقائدها حسن احمد باعوم بأبشع الأوصاف ، و كانت لغتهم غير المحترمة ضد باعوم قد استمرت حتى بعد أن أتضحت حقيقة مآربهم الشخصية ، و العديد منا سمع هذه المجموعة وهي تشتم الزعيم باعوم حتى خلال الحشود المليونية . وحشدوا كل طاقاتهم وحلفائهم الحزبيين لمحاربة باعوم

ان الفرق بين باعوم وهذه المجموعة هو أن باعوم الغى الحزبية وثقافة الإقصاء التصنيفية من داخل المجلس الأعلى للحراك , وتمسك بهويتنا الجنوب العربي ، وكان باعوم يعمل لصالح الشعب الجنوبي والوطن بشكل عام . وبأعتقادي أن هذه المجموعة ذهبت إلى بيروت لا لتشكيل الحكومة كما يشاع لأن هذا المقترح رفض من قبل الرئيس البيض , ولكنهم ذهبوا لإبراز دورهم ضد باعوم وانشأ مجلس أعلى بديل للمجلس الشرعي الذي يتزعمه باعوم , ويريدون من الرئيس أن ينحاز لهم على حساب رائد الحراك باعوم والمجلس الأعلى . وكذلك أقناع الرئيس البيض بفصل طلائع النضال التحرري , الذين كانوا بفضل نضالاتهم هم السبب الرئيس في عودة بعض هؤلاء من الخارج عندما كانوا سفراء لدولة الاحتلال اليمني . بينما هذه الطلائع تعيش في السجون ومحاكم الاحتلال , كان الزعيم باعوم في سجن المنورة والغريب في سجن المركزي في المنصورة وهؤلاء أمام الطاغية علي عبد الله صالح يقسمون بالله أنهم سيخدمون دولة الاحتلال قبل تعيينهم سفراء .

أن هؤلاء أوصلوا العلاقة التاريخية بين البيض وباعوم إلى ادنى مراحلها ودمروا الأخلاق العالية التي بناها الحراك قبل مجيئهم اليه , فلم يكن هؤلاء يوما من الأيام من المؤسسين الحقيقيين الذين يعرفهم أرشيف الجنوب التحرري من القادة المؤسسين لان من يبني بيتا له لا يهدمه فوق راسه بيديه كما فعل ويفعل هؤلاء بالمجلس الأعلى للحراك هذه الأيام لأنهم لم يشاركوا في بناءه ... ولكن أنشاء الله أن شباب الثورة الجنوبية التحررية هم الذين سيتحدون ضد كل من يسئ للزعيم باعوم .
ختاما على الجميع أن يطمئن أن الرئيس البيض قد رفض فكرة تشكيل الحكومة , ومهما كانت محاولاتهم المتواصلة لأقناعه فمصلحة الشعب الجنوبي فوق كل الاعتبارات السياسية ، و كل ما نرجوه أن يتوصلوا إلى اتفاق لإنجاح اللقاء بين الرئيس علي سالم البيض ورئيس المجلس الأعلى للحراك الزعيم حسن أحمد باعوم ,بدلا من إقناع الرئيس بتشكيل مجلس أعلى آخر وبنفس وثائق المجلس الأعلى للحراك , خاصة وأنهم كانت لهم وجهة نظر رافضة لهذا اللقاء , ونتمنى إلا يستبدل هذا اللقاء بين السيد الرئيس البيض وأخوتنا المتواجدين اليوم هناك بالاتفاق على مؤتمر ثاني للمجلس الأعلى للحراك وإيجاد قيادة "حزبية لحجية" بديلة للقيادة الشرعية للمجلس الأعلى للحراك ,كما حاولوا فعل ذلك في اجتماع اللجنة التحضيرية في يافع في 18 يناير 2010م وفشلوا , وأن يكلل لقاءهم اليوم في بيروت بتوحيد مكونات الحراك المؤمنة بالتحرير والاستقلال ضد عدونا الحقيقي الاحتلال اليمني.
كثيرون بل أكثر من كثيرين لم يستطيعوا أن يهضموا، أو يتفهموا، ما حدث من انقسام داخل المجلس الأعلى للحراك إلى مجلسين ، احدهما في محافظة لحج(لم يعقد مؤتمره حتى الآن) , والأخر في بقية كافة محافظات الجنوب (عقد مؤتمره الوطني الأول في 30 سبتمبر 2012م في ساحة الشهداء في المنصورة .)
رئيس المجلس الأعلى للحراك الزعيم حسن احمد باعوم اكتسب شرعيته من أتفاق مكونات الحراك التي اندمجت يوم 9 مايو 2009م في أبين ، بل وموافقة كافة المكونات الأخرى التي لم تدخل الاندماج وهي مؤمنة بالتحرير والاستقلال بإعطائه الثقة.
الانقسام في جوهره يتعلق بقضايا الوطن الجوهرية وليس صراعا على القيادة أو أن المسألة هي تنظيمية فقط ، كما حاول البعض أن يصوره، ويخفي بعده السياسي .
وبكل صراحة نقدر نقول أن التباين لم يكن بين الرئيس الشرعي علي سالم البيض ورئيس المجلس الأعلى للحراك حسن احمد باعوم مطلقا , ولكن استغلت هذه المجموعة سفر الزعيم باعوم للعلاج في الرياض ومن ثم في القاهرة , وخططت لجريمة دق آسفين بين الرئيس البيض ورئيس المجلس الأعلى للحراك الزعيم حسن أحمد باعوم بأن السعوديين قد أشتروه . وحتى التباين الذي كان بين هذه المجموعة والزعيم باعوم كنا نعتقد في بدايته بأنه تباينا عاديا , وكنا نحاول نؤكد إننا في ظل ثورة تحررية ومن المؤكد أن الثورة قد تشهد خلافات متباينة على مواضيع عدة ،وهذا التباين أن وجد فهو يجسد واقعا داخليا ، وأكدنا اكثر من مرة إن المناقشات في نطاق التباين داخل المجلس الأعلى للحراك لا يجوز أن يشغلنا أو يمنعنا من الوفاء بالالتزامات الوطنية التي نأخذها على عاتقنا ...
ولهذا فإن ما ظهر من مؤشرات خلال الأسبوع المنصرم مثل تشكيل حكومة , هذا مقترح قديم رفضه الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض في حينه , ولا أساس له من الصحة . ويفترض بعد الحشود المليونية وفتح الحوار تحت رعاية تيار مثقفون من أجل جنوب جديد أن يركز عملنا على حل مشكلتين جنوبيتين : الأولى تتعلق بإيجاد وفاق وطني بين القيادات في الخارج , والثانية عقد مؤتمر جنوبي يختار قيادة دورية مؤقته وإقرار ميثاق شرف وطني .
ختاما : أقولها بكل صراحة لفخامة الأخ الرئيس / علي سالم البيض ، إن المليونية الأخيرة ،جددت العهد للشهداء للسير على دربهم درب الحرية والأستقلال وإستعادة الهوية الجنوبية العربية .. فالحذر .. الحذر .. والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين . النصر والعزة للجنوب .

[وليد الضالعي]

تسايق على شي غير موجود

[المكتفي بالله]

اعلان حكومة جنوبية من طرف واحد سيدخل الجنوب في صراعات نحن في غنى عنها ويمزق الممزق

[شهثان المر]

((((تذكروا فإن الذكرى تنفع المؤمنين))))
أقراوا من الذي كان خلف ١٣ يناير ١٩٦٦م وتسميها بحركة الدمج الغسري.. ولو كانت تمت كان أنتم بخير ولكن الذي رفضها في١٩٦٦م هو الذي خلف عدم لقائكم اليوم.