المقارنة الخبيثة بين برنامج المجلس ووثيقة العطاس

[ابوعلي ذيب الكور]

عزيزي القارى ارجو التمحص جيدا في الموضوع وابدى الرئي السديد هناك من يريد فقط اثارت الخلاف سبق وان طلبنا من الادارة تثبيت موضوع يتعلق بالوثيقة السياسية وانزلنا وثيقة العطاس وقلنا ان 90 في المية منها موجود فيما يخص جوهر ومضمون القضية اتمنى من الاخوة الاعضاء الدخول والمشاركة الفاعلة






ومشروع العطاس مقارنة خبيثة بين برنامج المجلس ومشروع العطاس
احمد سالم ( ابو سلطان ) -

لقد اتحفنا فى الاونة الاخيرة بعض النفر بمقارانات عقدوها بين برنامج المجلس الوطنى ومشروع العطاس الغرض منها هو التشكيك فى برنامج المجلس الوطنى وكانت مقارنات اقل مايقال فيها انها تصيب الانسان بالغثيان لدوافعها الدنيئة . انها مقارنة هزيلة خرجت من نفوس هزيلة مريضة لايعجبها العجب . انها مقارنة ساقطة من اساسها لاتحتاج الى مجرد الالتفات اليها . ان مجرد قراءة برنامج المجلس الوطنى يرد على السموم التى تنطوى عليها هذه المقارنات الخبيثة . ولكننا نرد هنا حتى لا يغتر احد من البسطاء بأمثال هؤلاء القوم ومن باب ( وفيكم سماعون لهم ) .
ملاحظات أساسية :
1- لا مقارنة بين برنامج المجلس ومشروع العطاس . لماذا لاتوجد مقارنة ؟ لسبب بسيط جدا ، أن برنامج المجلس ومشروع العطاس متحدان فى الجوهر ، بل يمكن ان نقول ان برنامج المجلس استلهم مشروع العطاس الى حد التطابق فى نقاط عدة .
2- إذا كان هناك أى اختلاف فهو ناتج من طبيعة الطرف الذى طرح البرنامج او المشروع . ففرق كبير بأن يطرح مكون سياسى (شخص اعتبارى ) برنامج وأن يطرح فرد ( شخص طبيعى ) مقترح لمشروع . ومن هذا المنطلق نقرأ برنامج المجلس فى كونه برنامج مكون سياسى يعبر عن طبيعة ذلك المكون ورؤيته ومبادئه واهدافه ووسائلة والياته وليس مجرد مقترح لشخص . ومن هنا جاءت الاسهاب والاطناب والتفصيل فى كثير من النقاط حيث ارتأها المجلس مهمة ، بينما جاء مشروع العطاس مركزا محددا بمثابة مبادئ عامه .
3- إن أساس المقارنة التى تمت بين برنامج المجلس ومشروع العطاس كانت على إعتبار مشروع العطاس المرجع النهائى والمعيار الذى من خلاله يتم الحكم على البرامج الاخرى ، ولانه لايوجد اختلاف جوهرى تم افتعال اختلافات عبر التدليس والكذب ورمى التهم جزافا حينا والتهويل الخبيث حينا اخر وقراءة بعض العبارات والارقام قراءة مغرضة أحيانا اخرى ، و الهدف محاكمة النوايا والصاق التهم واسقاط الايجابيات واغفال كل النقاط التى وردت فى البرنامج التى تجيب على مزاعمهم .
إن المقارنة تمت على أساس جردة حسابية فمالم يوافق مشروع العطاس ( حقا او افتعالا ) يُعد نقطة سلبية . و على هذا الاساس تمت مقارنة سلبيات ( مفتعلة ) بايجابيات واضحة ( معيار - جعل برنامج العطاس معيارا يجب التحاكم اليه ) وهذا تعسف وتجن لغرض فى نفس يعقوب ، والغرض تجاوز برنامج المجلس الى برنامج العطاس ، اى باختصار سحب البساط من تحت المجلس واسقاطه ، وهل المكونات الا برامج سياسية ؟ والادهى من ذلك تجاوز المجلس الى مشروع فرد ، الا اذا كان العطاس يمثل مكونا سياسيا . وإذا كان كذلك فطلب تجاوز احد المكونات الجنوبية المهمة يجعلنا نتصور ، على أقل تقدير ، كأننا فى حلبة انتخابات سياسية فى دولة مستقلة وليس فى مرحلة تحرر وطنى ومعنى ذلك جرنا الى معارك جانبية عوضا عن الدعوة الى التوحد وعمل برنامج موحد للجميع . أما اذا لم يمثل العطاس مكونا فلا يعد هذا العمل الا أن يكون نوعا من العبث اذا احسنا النية ، فتجاوز المجلس واسقاطه الى من ؟ الى مكون جديد ؟ وأين نضع قوى المجلس ؟ ولو كان كذلك لهان الامر . ولكن نعتقد انه عمل طابور خامس يهدف الى تفيت القضية الجنوبية واسقاطها وليس انتصار لا لمشروع العطاس ولا غيره .

الماخذ على برنامج المجلس والردود عليها :
مقدمة قبل الماخذ :
قبل عقد المقارنة المزعومة كانت هناك مقدمة تستوقف القارئ .. اليك هى : " من يتمعن يجد البرنامج يتشرب الشمولية التى حكمت الجنوب (لماذا) فهو يستعيد (ج ى د ش) كاملة فى اجزائه ومفاصله وبدون فحص او تمحيص وابرز خصائصه - اى البرنامج - اعتبار المجلس الممثل الشرعى والوحيد ... ففى هذه الجزئية يبرز التنظيم القائد الطليعى واضحا وجليا " . هكذا ..
وكأننا نقرأ لشخص متشف ، وكأننا نقرأ لناطق من الناطقين باسم عصابة الاحتلال الذى يرعب الجنوبيين من عودة الحزب والمذابح ويذكرهم بالاحداث السابقة . إنها بروبجندا رخيصة مغرضة تتطابق مع بروبجندا الاحتلال . يجب وضع علامة استفهام واستشفاف الروح التى تسرى فى هذه المقالات المغرضة .
فى الرد هناك ثلاث وقفات :
اولا : تستوقفنا عبارة " من يتمعن " . وهذا اعتراف ضمنى يفضح الغرض الحقيقى من عقد المقارنة ، اعتراف بانه من يقرأ البرنامج لن يجد فيه اى ماخذ جوهرية فهو واضح بين ، لكن المتمعن ( لغرض فى نفسه ) سوف يجد ماخذ جوهرية ، منها انه يتشرب الشمولية عندما ذكر استعادة ( ج ى د ش ) . وسوف نجد ان الكذب والمغالطة المفضوحة تندرج تحت باب " التمعن " .
ثانيا - كيف يتشرب الشمولية ؟ لانه " يستعيد ( ج ى د ش ) . دون تفرقة بين الدولة والنهج السياسى . هناك فرق بين استعادة الدولة واستعادة النهج السياسى .
استكمال الرد فى النقطة رقم ....
ثالثا - ومن باب التمعن ايضا كذبة ان البرنامج يعتبر المجلس الممثل الوحيد للشعب الجنوبى ، وهنا يصل الى مربط الفرس وهو ان المجلس يعتبر نفسه " التنظيم الطليعى القائد " . ... لن يجد الاحتلال من يخدمه اكثر من هذه الاقلام . مع من هؤلاء حقا ؟ هل هناك افتعال للمعارك اكثر من هذا الافتعال ؟ هل هناك تحريض على مكون جنوبى ومناضلين جنوبيين اكثر من هذا التحريض ؟ اذا لم تكن هذه حرب قذرة تلبس لباس الدفاع عن الجنوب فما هى الحرب اذا ؟ ربما كانت مقارنة تفيدنا فى شئ اخر وهو كيف نتعلم شئا عن ماذا يعنى ان تكون مندسا وكيف تكون ؟
المآخـــــــــــــــــذ :
1- اغفال الدور السلبى للقيادة الجنوبية ( الحزب الاشتراكى ) ولم ينتقدها بعكس مشروع العطاس الذى طالب الحزب بالاعتذار .
انه مأخذ مضحك حقا ، وكما قلنا سابق فقط لانه ورد فى مشروع العطاس يجب ان يرد فى برنماج المجلس والا " هناك غرض فى نفس يعقوب " .
ليس مهمة المجلس الاعلى نقد القيادة الجنوبية السابقة والحزب الاشتراكى انما مهمته التاسيس لعمل على ارض الواقع واعطاء رؤية للمستقبل ، اما السلبيات للنظام السابق فهى معروفة ويستطيع العطاس ان يطالب بنقدها ، لكن لا تستطيع ان تطالب مكون سياسى (المجلس ) ان يطالب فى برنامجه مكون سياسى اخر ( الحزب ) بادانة نفسه .
2- لم يذكر يوم انطلاق الحراك الجنوبى 7-7-2007 وهذا خطأ " فظيع ومتعمد " و " خطيئة فى حق الحراك والشعب " . لماذا ؟ لان الاغفال نتاج عقلية لها مطالبها الذاتية الانانية .
انظر الى القاء التهم بخبث . عندما " لم يذكر ... " فقد ارتكب فظاعة متعمدا " لانه ذاتى انانى اقترف " خطيئة فى حق الحراك والشعب " . من هو هذا ؟ انه البيض الذى وزع البرنامج على أساس أنه برنامج المجلس كما ذكر المنتقد النحرير . إنها عبارات يكاد يقفز منها الحقد والغضينة الموغلة فى جحيم الكراهية .
" ولتعرفنهم فى لحن القول والله يعلم اعمالكم " سورة محمد 30 .
وتنازلا من اجل النقاس : هل هذه نقطة نقد حقيقة وجوهرية ؟ فى نظره نعم ، لانها قراءة " بتمعن " تستشف منها ان البرنامج يتشرب الشمولية . لابد لبرنامج المجلس ان يعبر عم يدور فى رأس المنتقد او لابد ان يتطابق مع ما جاء فى مشروع العطاس ولو تطابق لنتقده بسبب اختلافه فى صياغته والفاضه عن صياغة مشروع العطاس ولوجب تجاوزه . فلماذا لم ينسخ المجلس الاعلى برنامج العطاس ؟ انها جريمة لاتغتفر اذ جاء المجلس بكلام غير قران العطاس الذى يعتبر المرجع المقدس . ان حقيقة المقارنة من هذا الباب . وليس لاختلاف جوهرى انما افتعال اختلاف ولو حتى فى الالفاظ من مثل ( لم يذكر المجلس فى العنوان كلمة " شعبى " ) .
3- أ- البرنامج هو للمجلس الاعلى باعترافه - اى المجلس - وليس للحراك السلمى عموما على اعتبار ( ان الحراك حراكه ) .
هل الاعتراف بان البرنامج برنامجه يدل بالضرورة " ان الحراك حراكه " ؟ هذه هى القراءة " بتمعن " .
ماذا يريد من المجلس أن يفعل ؟ الا يخرج برنامجا حتى لايكون " الحراك حراكه " ؟ واذا لم يخرج برنامجا فسوف يقول - وقد قالوا - ليس لديهم برنامج ولارؤية فلماذا لاتبعون العطاس ؟ انه تناقض المغرضين . تناقض بشكل فاقع .
وتنازلا من اجل النقاش ، نقول : اما كون البرنامج للمجلس فهو كذلك ، فلمن اذا يريدونه ؟ هل للحراك ؟ وما هو الحراك ، اليس مكونات سياسية لها برامجها واهدافها ؟ اليس المجلس أحد المكونات له برنامجه واهدافه ؟ هذا من جانب اما من جانب اخر ، اذا اعلن المجلس اياه ( اياه للغمز على طريقتهم ) ان هذا برنامج الحراك فان ردهم سيكون : من خولة ان يتحدث باسم الحراك ويفرض عليه برنامجا من عنده ؟
يجب ان نفرق بين مشروع برنامج يطرحه شخص وبرنامج مطروح فعلا من قبل مكون سياسى . ان العطاس طرح مشروعا ليستفيد منه الحراك بجميع مكوناته ( والمجلس احد المكونات مثل تاج ) ، اما المجلس فطرح برنامجا خاصا به استوعب جوهر برنامج العطاس بل تطابق معه فى بعض الفقرات .
ب- ثم يقول : " وفى فصل ، دوافع النشأة والصراع مع الاحتلال ، ... الخ . وهذا يتنافى مع اعداد البرامج السياسية " ..
ليس كل البرنامج برنامجا بمعنى الكلمة . انه فى فقرات منه يتحدث عن المجلس الاعلى ومادام يتحدث عن المجلس ورؤيته وموقفه من بعض القضايا والنقاط فانه سوف يتحدث فى هذه الفقرات باسمه كمجلس لان الحديث هنا عبارة عن اتخاذ موقف وتحديد هوية وليس فرض رؤية . فعندما يتحدث عن نشأته هل يفرض رؤيته ؟ انه حديث عن شئ حدث ، وعندما يتحدث عن الصراع مع الاحتلال ويراه بأنه صراع وجود فهو يتحدث عن رؤيته وقراءته للصراع كمجلس . ونرجع الى الملاحظات الاساسية اعلاه فى بداية المقال ومنها نعرف انه عندما لم يتحدث العطاس عن ننفسه ولم يقدم رؤيته للصراع فيعتبر عمل المجلس هنا ماخذا لانه قال مالم يقله العطاس . هذه هى القراءة " بتمعن " حقا ... عرفنا الان ان هناك فلاسفة فى البرامج السياسية سوف يفاخر بهم الجنوب حقا . وادركنا بما لايدع مجالا للشك ان القراءة " بتمعن " قد تعنى الكذب ، وتكثل الكذب فى قوله : " تحول البرنامج الى قرارات وتوصيات واضحت فقرات البرنامج حتى اخر صفحات تبدأ بكلمات مثل : يرى المجلس .. يؤكد المجس .. يسعى المجلس " .. انظروا الى بقية البرنامج وستعرفون الدجل المفضوح . لماذا هذا التحامل والدجل تمهيدا للتالى :
ج- ثم يقول : " انظروا الفقرة الثانية من -الفصل الثالث- الموقف من القوى الجنوبية الاخرى ( ....ويرى ان اى صيغة مشتركة مع اى مكون من خارج المجلس يجب ان تقوم على اساس الالتزام بالعمل السلمى لتحرير الجنوب وعدم الاعتراف بالمحتل واعطاءه حق الوجود على اى جزء من الجنوب ) نفس العقلية التخوينية التشكيكية التى درجنا عليها فالحق مع المجلس الذى لا ياتيه الباطل منخلفه او بين يديه . " ...

والسؤال هل هذه الفقرة تشكل ادانة ام نقطة ايجابيه ؟ انها عندهم ادانة ، لماذا يكون للمجلس معيار فى العمل المشترك مع اى مكون اخر ؟ عندما يقول المجلس لن يكون لى عمل مشترك الا مع مكون يعلن نفس المبادئ فهذا يعتبر تشكيك وتخوين ، ومنطقهم حتى لايكون المجلس تخوينيا يجب ان يضع يده فى يد اى بنى ادم فقط لانه من الجنوب دون قيد او شرط . اليست هذه هى العقلية الشمولية .
بالرجوع الى جميع نقاط العنوان " الموقف من قوى الحراك الاخرى " بما فيها النقطة الثانية نجد انها تكشف التحامل والتحريف والتدليس الذى يريد ان يروج له هذا الشخص الحاقد . هل يستطيع احد ان يقراء فيها اى تشكيك او تخوين لاحد ؟ هل تعنى انه لا حق الا مع المجلس فقط ؟ هل اعتبار مايخالف المطالبة بالتحرير الناجز هو حق يجب الاعتراف به ؟ هل اعتبار عدم الاعتراف بالمحتل واعطاءه حق فى الجنوب تخوينا وتشكيكا ؟ هل يعنى اعتبار عدم التعاون مع من يقول بغير التحرير والاستقلال الناجز ومن يعترف بالعدو هو من باب التشكيك والتخوين ؟ ان هذا المنطق يلقى بضلال من الشك على حقيقة هؤلاء القوم ، انه يريد من المجلس ان يعترف غصبا عنه بشرعية من يقول بغير التحرير ومن يعترف بالعدو ويعطيه حقا فى ارض الجنوب ، بل والتعاون معه والا اصبح مشككا وتخوينيا ؟ هل تحملون مبادئ غير التحرير والاستقلال وتعترفون بالمحتل وبحق له فى ارض الجنوب وتخافون اعلانها ، وكل من يضرب على هذا الوتر الحساس يثير غيضكم ؟
ان المجلس مكون جنوبى يعلن مبادئه وشروط تحالفاته ومن حقه ذلك لماذا تصادرون حقه ؟ مم تخشون ؟ هل هناك بطحاء على رؤسكم ؟ هل تعترفون بالعدو و تعترفون بحق له فى ارض الجنوب ولاتؤمنون بالاستقال الناجز ؟ " من على رأسه بطحا فليتحسسها .
4- إختزال الحراك فى شخص البيض لاغراض فى نفس يعقوب .
تحت عنوان الاهداف والمهام النضالية للحراك ورد التالى : " الحراك الجنوبى الشعبى السلمى هو حركة جماهيرية سلمية والاداة والوسيلة النضالية لابناء الجنوب المعبرة عن ارادة الشعب الجنوبى فى التحرر من الاحتلال واستعادة هويته وسيادته ودولته المدنية المستقلة وهو الحامل الشرعى والمعبر السياسى عنها محليا واقليميا ودوليا ممثلا بالرئيس على سالم البيض " . ومنه ساق الناقد الاتهام السابق .
لماذا اختزل الحراك فى شخص البيض من وجهة نظره " المتمعنة " ؟ لانه المجلس اعتبر الحراك الحامل الشرعى للقضية الجنوبية والمعبر السياسى عنها اقليميا ودوليا ممثلا - اى الحراك - بالرئيس على سالم البيض .
هل هذا حقا اختزال للحراك ام ان هناك قوى من الحراك - اذا لم تكن الغالبية - تتمسك بالبيض الممثل الشرعى للحراك ؟ هذا ليس اختزالا للحراك بقدر ماهو رد على مشاريع اخرى لا تتفق مع ارادة الشعب الجنوبى ، مشاريع ترفع شعار " التغيير لا التشطير " . من السهل جدا ازالة اسم البيض اذا توحد الجنوب فى مكون واحد على ذات المبادئ والاهداف ولن يتغير فى البرنامج اى شئ ... ان لكل قضية سياسية خصوصيتها فليس محرما ذكر شخص لاغراض سياسية مصيرية فى اى برنامج الا من يريد ان يحرم ويفتى من عنده ، ولتكن سابقة نجترحها يقتدى بها اى شعب اخر يمر بنفس الضروف . ان الضرورة تفرض احيانا منطقها .
ثم اليس البرنامج للبيض كما تقولون ؟ اذا كان كذلك فلماذا الرد اذا والعنت ؟
5- برنامج المجلس يريد استعادة (ج ى د ش) بقيادة البيض وسته من المجلس اياه ( انظر الغمز ) . وجمعية وطنية من ( 111 ) اى مجلس الشعب الاعلى ( انظر الهمز والقاء الشكوك ليتخذ منها دليلا على ) امتلاك ناصية السلطة والمؤسسات ويحكمون باسم الشعب ومن سيضمن ان الشعب سوف يقرر . هكذا .
- لقد ورد فى مشروع العطاس تحت عنوان اهداف الحراك الجنوبى الشعبى السلمى فى النقطة اولا مايلى : النضال الدؤوب من اجل تحقيق فك الارتباط مع (ج ع ى) واستعادة دولة الجنوب " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " . حلال على العطاس حرام على غيره .
- يعتبر ان الرقم ( 111 ) يعنى مجلس الشعب ببساطة ، فاذا غير الرقم الى ( 113 ) ماذا سيقول ؟ ولماذا لاتعتبر الرقم (301) هو مجلس النواب اليمنى الشكلى ؟ هل هناك هناك اسفاف اكثر من هذا الاسفاف ؟ انها محاولات خبيثة تروج مايروج نظام الاحتلال نفسه من عودة النظام السابق ؟ هل هناك اتفاق ؟ هل هناك عمالة ؟ بالنسبة لى كمواطن جنوبى مهتم جدا بالقضية الجنوبية لا استبعد جميع الاحتمالات وربما يكون التحرك من جيبوتى الى لندن بخطة خبيثة مع نظام الاحتلال . هناك اناس متورون حقا يريدون الانتقام من كل شئ جنوبى .. لماذا لانسأل انفسنا عن وجود طابور خامس بيننا تصدر منه اشارات ونحن فى غفلة ساهون ؟ ...
6- عدم ذكر الاسس التى تبنى عليها الدولة .
هذا افتراء صريح . انه يعتمد على مشروع العطاس ثم يقارن به برنامج المجلس نقطة بنقطة فعندما لا يجد تطابق فى الفقرات يرمى التهم ليس جزافا بل تعمدا وعن سبق اصرار وترصد . ان العطاس لخص أسس بناء الدولة بشكل مختصر ، اما برنامج المجلس ولانه برنامج مكون سياسى وليس برنامج شخص ، فقد اسهب كثيرا وفصل فى اسس بناء الدولة وادخل اليها نقاط اخرى . وقد ورد كل هذا فى الفصل الثالث بعنوان ملامح النظام السياسى لدولة الجنوب وسياستها الداخلية والخارجية . وقد احتوى مشروع العطاس فى اسس بناء الدولة وزاد عليه كثيرا . ان الاسس التى ذكرها العطاس ذكرت متفرقة جميعها وبتفصيل اكثر وزياة اكثر بكثير . وليراجع برنامج المجلس .
7- استعرض البرنامج الاجراءات فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية ... مم يدل على عقلية التخطيط المركزى ( هكذا ) ... فى الوقت الذى اغفل فيه أسس بناء الدولة الجديدة واهمها البناء الفدرالى لمكونات الدولة .
قف عند " التخطيط المركزى " ... نفس النغمة حتى استحالت الى اصطوانه مشروخة ، نفس منطق الاحتلال . نفس التشكيك ، لم يعد قاصرا الا ان يقول فلول " الردة والانفصال " . الذين خرجوا عن الاجماع الوطنى .
وتنازلا ايضا من اجل النقاش : هل هذا الاستعراض يدين البرنامج ام نقطة لصالحه . اما عدم ذكر اسس بناء الدولة فقد ورد الرد عليها اعلاه ، واما بخصوص كون النظام فدرالى من عدمه ، فلم يقطع البرنامج بذلك واعتبر ذلك من مهمة الدستور ويعود للشعب فاذا كان العطاس مقتنع بالنظام الفدرالى فهل على الجميع ان يقتنعوا به ؟ ان المجلس هنا يطرح الخيار على الشعب بقبول دولة فدرالية او دولة مركزية بحكم محلى كامل او واسع الصلاحيات . هل هذا عيب ؟ ، هل يعنى هذا انه لابد ان يفرض المجلس النظام الفدرالى ؟
8 - البرنامج مغرم باللجان ليخلق سلطة موازية تضع كامل السلطات بيد الرئيس .
مجرد ادعاء واتهام وقراءة للفنجان غير بريئة ، انه لايريد ان يحاكم البرنامج الى ماورد فيه بل عبر استنتاجات مغرضة ثم يرمى بباقى البرنامج عرض الحائط .
سلطة موازية ، كامل السلطة .... لاجديد ، نفس النغمة .
9- اغفل البرنامج التعرض للوحدات الادارية المكونة للدولة وحقوقها .
ماذا تعنى الوحدات ؟ هل هى المحافظات الست التى ذكرت فى برنامج العطاس ام القصد غير ذلك ؟ اذا كان القصد غير ذلك فلامجال للمقارنة هنا لانها لم تذكر فى البرنامجين . اما اذا كان المقصود المحافظات الست ، فلا اعتقد انها نقطة مهمة حقا تستحق التوقف عندها اولا لانه امر مفروغ منه وواضح الى حد البداهة ، ثانيا ان الفترة الانتقالية التى سيكون فيها الحكم على شكل ج ى د ش بمحافظاتها يغنى عن ذكر المحافظات واذا ارتأى الشعب تقسيما اخر يتم حسمه فى المرحلة الانتقالية مثلما يتم حسم كون الدولة بسيطة او مركبة من ست ولايات او اكثر او اقل . انها نقطة لا تستحق حتى ذكرها ولكنها المقارنة التعسفية ، اخذ مشروع العطاس نقطة نقطة ثم اذا رأى فقرة او صياغة تخالفة فى برنامج المجلس يحكم على برنامج المجلس بانه معيب ، هل هذه اسس مقارنة منصفة ؟ هذا على اعتبار ان هناك اختلاف جوهرى ولكن فى حقيقة الامر ان لا اختلاف جوهرى ، والاختلاف يكمن فى ان العطاس فرد ، والمجلس مكون سياسى له نظام داخلى وبرنامج سياسى .
10- اغفل البرنامج التعرض ليهكلية المجلس نفسه الذى ينطق باسمه البرنامج ولا اليات عمله فهو مجلس مجهول .
مرة اخرى نجد نغمة التخويف " مجلس مجهول " ...
لايكفيهم ان يكون للبرنامج نظام داخلى ، فلابد من وجهة نظرهم ان يكون النظام الداخلى جزء من البرنامج ، هل هناك تحكم اكثر من هذا التحكم ؟ ان البرنامج شئ والنظام الداخلى شئ اخر . واعلانه يكون بشكل مستقل . وقد اورد العطاس مشروع للهيكل التنظمى للحراك الجنوبى ، ولان الكاتب وصل الى حد من الاسفاف والاستخفاف فقد رأى ان عدم ايراد النظام الداخلى للمجلس هو نقص فى برنامج المجلس يستوجب تجاوزه ، والعطاس قد اورد مشروع الهيكل المقترح فى ذيل برنامجه المقترح (وليس جزء لا يتجزأ منه ) ولكنه اورده حتى يقدم مشروع متكامل من الناحية التنظيمية والسياسية . لم يعد الا ان يقول هذا المتحذلق انه لابد ان يتطابق النظام الداخلى للمجلس مع مشروع العطاس الهيكلى والا وجبت المقارنة التى ستخرج انه برنامج داخلى شمولى تخوينى اقصائى .
اما ماذكره من ايجابيات مشروع العطاس لن نتعرض له ، ومشروع العطاس متضمن فى برنامج المجلس كله الى حد التطابق فى بعض الفقرات .
هذه هى العقلية التى تعارض اى عمل يهدف الى توحيد الحراك الجنوبى ، ليس حبا فى برنامج العطاس ولا برنامج المجلس ( وهما برنامجان متحدان جوهريا ) بل حبا فى الفرقه والفتنة . انه لعب من قبل طابور خامس على الاختلافات الجنوبية من اجل الزعامة لشق الصف الجنوبى ليس الا . والعتب على العطاس الذى يسمح بهذه الابواق النشاز ان تتحدث باسمه ليس لتجاوز برنامج المجلس بل لتجاوز القضية الجنوبية برمتها مع مشروع العطاس .
ان النقد الموجه ليس مقارنة حقيقة ولانقدا من اجل النقد لتطوير وتحسين البرنامج السياسى لمجلس الحراك ، بل هو مذكرة اتهام بالشمولية والتخوين والتشكيك ومحشو بالتخويف ومبطن بالهمز والغمز المغرض . لم يسق ما ساقه للفائدة والوصول الى نتيجة بل مسألة انتصار للمحتل وليس للقضية الجنوبية . ثم يختم المقال بالاحترام الجزيل للاخ على سالم البيض ، الذاتى الانانى الذى وزع البرنامج ووضع فيه اسمه كممثل للحراك الجنوبى لغرض فى نفس يعقوب .. بعد كيل التهم والتخويف والاتهام بالشموليه يجزى ايات الاحترام والتجبيل .. هل رأيتم صفاقة اكبر من هذه الصفاقة . ارجعوا الى المقلات السابقة التى حاول فيها هذا المدعى نبش الماضى ضد البيض وتبرئة الطرف الاخر لتعرفوا حقيقة " الاحترام الزائف " . انها حملة ضد مبدأ التصالح والتسامح وضد وجدة الجنوب .

ختــــــاما :

1- إن الانتقادات كلها الموجهة الى برنامج المجلس تفوح منها رائحة المؤامرة الرخيصة على القضية الجنوبية . ان الذى يجمع شتات المآخذ الموجهة لبرنامج المجلس هو هدف جوهرى واحد الا وهو اسقاط المجلس وشق الحراك الجنوبى والتهمة المراد اثباتها لتحقيق هذا الهدف هى تهمة الشمولية والتخوين والاقصاء التى يصور المجلس انه ينتهجها والتخويف من المجلس الغامض الذى يريد اعادة النهج الشمولى القديم . ليس غريبا على الخائن ان يتهم الاخرين بانهم يخونونه ولو لم يخونه احد ، انها مضاعفات " البطحاء على الرأس " ، وليس غريبا على المتامر ان يتهم الاخرين الذين يقفون لمؤامراته بالمرصاد انهم شموليون اقصائيون لا يقبولنه كحرباء متلونه ، ويحاول بكل ما اوتى من قوة تحويل الايجابيات الى سلبيات وتصوير نقاط القوة وكأنها نقاط ضعف . فعندما يقول المخلص لن اتعاون الا مع من يتفق معى فى الاهداف ولايقبل بالاحتلال فهو من وجهة نظر الخائن الذى لا هدف له الا الفتنة ان ذلك الشرط هو تخوين وتشكيك ، أنه اسلوب بائعة الهوى التى تتهم البتول التى تتحدث عن الشرف ( عدم الاعتراف بالاحتلال والرضى بغير الاستقلال ) انها تشكك فى النساء وتتهمهن بالخيانة .
2- فى حقيقة الامر لايوجد اختلاف جوهرى بين مشروع العطاس وبرنامج المجلس بل ان برنامج المجلس اشتمل على برنامج العطاس برمته وزاد عليه تفصيلا واكد جوانب مهمة اغفلها مشروع العطاس وهى التأكيد على حق التحرر من الاحتلال وليس فقط الوقوف عند مصطلح فك الارتباط وثانيا التأكيد على الهوية السياسية الجنوبية المستقلة غير التابعة لليمن وهى نقطة بالغة الاهمية من الناحية السياسية . وتعد الهوية ركن من اركان برنامج المجلس اولاها اهمية بالغة .
3- هناك نفر معارضين للمجلس وهؤلاء على قسمين ، معارضين لان لديهم برنامج اخر يقوم على شعار " التغيير لا التشطير " وهم يتماهون مع الحزب الاشتراكى اليمن ولكنهم لايفصحون عن نواياهم ويتخذون من مشروع العطاس غطاء لاسقاط برنامج المجلس ، والقسم الثانى يختلفون مع المجلس بسبب الزعامة وان كانوا يتحدون معه فى جوهر البرنامج .
.