جمعيات المتقاعدين العسكريين ومؤتمر قبائل حضرموت نجاح مبكر تعزيزه واجب |د. محمد السقاف

[اسدالجنوب]

البوعزيزي في تونس في ذكراه الثالثة فجر الثورة التونسية والشهيد سعد بن حمدين يجدد وهج الثورة الجنوبية الأول احرق نفسه والثاني أحرقته شركات النفط ونظام صنعاء عمادين رئيسين قامت عليهما الجمهورية العربية اليمنية المؤسستين العسكرية والقبلية وأعيد إنتاجهما بعد حرب 1994ولهذا لم تقلق النخب الحاكمة الكيانات والمنظمات الجنوبية التي ظهرت مباشرة بعد حرب 1994 مثلما أقلقها بشدة تشكيل جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين برئاسة ناصر النوبة التي منها انطلق الحراك الجنوبي في عام 2007 بوحي من كتابات النخب المثقفة الجنوبية والآن بعد العسكر جاء الدور علي القبائل الجنوبية ممثلة بمؤتمر قبائل حضرموت لتضفي ديناميكية ووهج للثورة الجنوبية المخاوف الشمالية من دخول اللاعب الجديد في الثورة الجنوبية

لماذا حضرموت ؟


1-لأنها من حضرموت ولان حضرموت موطن الجزء الأكبر من النفط المكتشف حتى الآن والذي مع بقية نفط وغاز الجنوب يغطي 80 في المائة من موازنة الجمهورية اليمنية

2- بسبب الموقع الجيو استراتيجي لحضرموت المطل علي المحيط الهندي وما يعني ذلك من أهمية كبري لدول مجلس التعاون الخليجي خاصة في حالة تمسك سلطنة عمان من الانسحاب من المجلس

3-الجالية الحضرمية ونفوذها الكبير علي مستوي دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة وانتشارها في جنوب شرقي آسيا وتقلد بعض من أفرادها مراكز القمة في دول كاندونيسيا وماليزيا وتواجدها في دول القرن الإفريقي مجمل تلك العوامل الهامة والإستراتيجية التي أشرت إلي أهميتها منذ سنوات تفسر جانب العجالة في رد فعل السلطة في صنعاء ومحاولة احتواء قبائل حضرموت بالمقارنة برد فغلها علي انطلاقة جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين المخاوف الجنوبية والدروس المستفادة من حركة المتقاعدين العسكريين

1- المخاوف الجنوبية

مخاوف علي مشروع الدولة المدنية لدولة الجنوب بإحياء القبلية والعادات القبلية علي حساب سيادة دولة القانون وأشير بهذا الصدد أن عسكرة الحياة المدنية أكثر خطورة من قبيلة الدولة والقبائل في حضرموت طيلة تاريخها كانت ملتزمة بالدولة المدنية وبالنظام والفانون بعكس حال قبائل اليمن الشمالي

مخاوف غير واقعية تريد التشكيك بالانتماء الوطني للقبائل الحضرمية للجنوب وربما ما يحدث الآن خطوة تمهيدية لفصل حضرموت عن الجنوب وربطها بأحدي دول الجوار وهنا يجب التمييز بين تطلعات الآخرين من ذول وقلة حضرمية من العمق الشعبي الحضرمي بارتباطه العضوي بالجنوب وشعب الجنوب والحاجة إلي تصحيح أخطاء جسيمة في الماضي في التعامل مع حضرموت وأبنائها فإذا كانت هناك مصلحة في نوع من الارتباط مع دولة خليجية والجنوب يجب أن بتم ذلك مع الجنوب ككل وليس مع جزء من الجنوب

2-الدروس المستفادة من تجربة المتقاعدين العسكريين

اذاكانت واحدا من مطالب المتقاعدين العسكريين والأمنيين مجرد إعادتهم إلي مناصبهم ورفض السلطة ذلك فما بالك من استبدال قوي عسكرية وأمنية يمنية بحضارم ؟؟؟

لاشك لامتصاص مرحلة الغضب ستقبل السلطة ببعض مطالب القبائل الحضرمية مؤقتا وحتى لو كان ذلك بشكل دائما ستقيد ذلك بإخضاعهم لقيادات عسكرية وأمنية يمنية وستتحكم في الترقيات والرواتب لتشل فعاليتهم وهذا ما عملته السلطة في تعاملها مع المتقاعدين العسكريين
ظهور الخلافات بين قيادات المتقاعدين العسكريين بسبب مرض الزعامة وأمل.

من قيادات القبائل في حضرموت أن لا يصابر بنفس مرض الزعامات وان يكون الشهيد سعد قدوة لهم يكفي النظر إلي صورته المنتشرة في المواقع ليري في ملامح وجهه عبأ المسؤولية وفي ملبسه البسيط روح التواضع الذي كان يغيش فيه صورة تستحق التأمل والقدوة

3- الخلاصة

من الآن يمكن القول أن قبائل حضرموت قد حققت نجاحا أوليا بإلزام الدولة في رد فعلها السريع التجاوب مع بعض المطالب وغدا يجب علي الجميع إنجاح الهبة الشعبية بشكل واسع ومنظم وسلمي لتسجل في التاريخ كحدث وثورة ناجحة والمهم استمرار التضامن بين القوي الجنوبية بجامعها مع حضرموت ودراسة ما يمكن عمله والإجابة عن سؤال ماذا بعد 20 ديسمبر 2013 ؟؟؟؟؟