الرسالة الثالثة : الى الحركة الشبابية الجنوبية .. المحامي فؤاد ابو سهيل المحرمي

[ابو سهيل]

الرسالة الثالثة :-
إلى الحركة الشبابية الجنوبية

المحامي فؤاد ابو سهيل المحرمي
نرى أن القضية الجنوبية كقضية رئيسية بدأت تظهر من ضمن المشاكل الذي فرضها النظام وإنها ستكون من أولويات الثورة الشبابية المطالبة بإسقاط النظام وذلك برحيل صالح وابنائة وأبناء إخوته وإخوانه . ونرى هذا الظهور لم يظهر بشكل جلي صريح وواضح في أبجديات الثورة الشبابية إلا بعد أن برزت حلقات المؤامرة على الثورة الشبابية بالشمال من خلال المواقف الإقليمية والمبادرات التي طرحتها كحل لايرضي الشباب أصحاب الثورة المسروقة في الشمال من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح . والذي عكس رأي إقليمي أن المعارضة هي من تدير خيوط اللعبة وهي من تحرك الشارع والشباب الأمر الذي كنا قد حذرنا من نتائجه سابقا على ثورة الشباب في الشمال والذي كنا نخشى انعكاسه على شباب الجنوب أصحاب الدولة المنهوبة والمحتلة من النظام المراد إسقاطه والذي اتضحت لهم الرؤيا واللعبة التي تديرها منظومة الحكم القبلي والديني والتي لايعتبر هذا النظام إلا جزء من هذه المنظومة والتي عملت على احتواء هذه الثورة في في الشمال وهي بمهدها وذلك بقفز قيادات كانت معروفة بأنها ركن من أركان هذا النظام المراد إسقاطه اليوم ومنها كلمة عبدالمجيد الزنداني للشباب بأنهم مثلوا براءة اختراع بثورتهم وهي الكلمة التي بدأت بها الحلقة الأولى من مسلسل التآمر على ثورة الشباب الذي تلاها تصريحات صادق وقيادات بؤرة الفساد والمؤامرة بحزب الإصلاح
كما انه يجب أن يعي الشباب من أبناء الجنوب أن قضيتهم هي ليست قضية إسقاط النظام وان كنا نبارك ثورة شباب الجمهورية العربية اليمنية بثورتهم المطالبة بإسقاط النظام لكن هذا لايعني أن نتخلى عن قضيتنا كجنوبيين أصحاب دولة وهوية لا يعنينا كهدف رئيس واستراتيجي إلا إنهاء الاحتلال الواقع على الجنوب منذ صيف حرب 1994م ويجب أن يكونوا في معرفة سياسية أن يحافظوا على قضيتهم وعدم خلطها وتمييعها بمسمى ثورة إسقاط النظام وان كنا نؤيدهم لان قضيتنا ستبقى حتى بعد رحيل نظام صالح، لذا على الشباب الجنوبي أن يكونوا بالفكر والدهاء الذي يحققوا به مكاسب لقضيتهم سوف تكون الورقة التي ستفرضها على النظام القادم بعد صالح والكيفية التي سيفرضون قضية الجنوب كقضية شعب صاحب دولة وشراكة بمسمى وحدة حولها النظام السابق إلى احتلال .
والظروف التي تمر بها الثورة الشبابية المتبنية لفكر إسقاط النظام هي الآن تمر بأزمة حقيقية قد تعمل على حرف أهدافها السامية التي قامت من اجلها والتضحيات التي قدمتها من قوافل الشهداء من شباب التغيير فلذا هم بأمس الحاجة للدعم البشري والميداني من شباب الجنوب والذي أرى أن يقدم هذا الدعم بشكل محسوس ومادي على الأرض والواقع السياسي الذي يراد الغدر به من قبل أحزاب اللقاء المشترك التي نصبت نفسها هي صاحبة لواء التغيير بينما وجودها بالشارع معدوم وذلك ناتج عن الإرباك الذي أوجدوه بمظاهرات الشباب بشكل متعمد لأهداف بدأت تظهر إبعادها هذه الأيام على لمستوى الاقليمي ، لكن قبل هذا كله يجب أن تخرج مجالس تنسيق الثوار بالجنوب من الشباب والثوار بالشمال من الشباب إلى ميثاق شرف وطني يعترف بحق الجنوبيين بتقرير مصيرهم من الوحدة المقتولة وان لايكررو إي شباب التغيير بالشمال ما عمله ومارسه النظام المراد إسقاطه من عدم اعترافه بحق الجنوبيين أصحاب دولة الجنوب واعتبارهم ودولتهم الفرع الذي عاد إلى الأصل ضاربين بعرض الحائط بدولة الجنوب وهوية أبنائه الأمر الذي اظهر الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط والذي له الفضل بالحراك الظاهر ألان من قبل الشباب والذي سينضج اكبر من قبل وسيكون له وجود اكبر على المستوى المحلي والإقليمي لان قضيته لن تنتهي إلا بزوال أرضه وشعبه من على الوجود .
وبالأخير اشدد على الشباب من أبناء الجنوب أن يحتاطوا بالحذر من دعاة الخلط بين قضية إسقاط النظام وبين القضية الجنوبية كون القضية الجنوبية هي قضية اكبر وأبقى من قضية إسقاط النظام لأنها مرتبطة بهويتهم كجنوبيين وبمستقبل أجيالهم القادمة والحفاظ على فكرها وبقائها هو الواجب الوطني الذي يجب أن يكون نصب أعينهم في ظل المخاض الحاصل بالساحة السياسية اليمنية الذي لن يدوم كثيراً وسيلد نظام لم تتحدد معالمه بشكل واضح وماهي الكيفية التي سيتعامل بها مع قضية الجنوبيين وهي الأمانة التي يحملونها وسيسألون عنها من الأجيال القادمة من أبناء الجنوب
والله ولي التوفيق والهداية