الحوار المنقوع بالوجع ..بقلم اسحاق الشيخ ..وتفسير مصطلح فك الارتباط

[شيخ الطيور]

كاتب بحريني دائما مناصر للقضيه الجنوبيه باخلاص وبصمت وله ذكريات جميله للجنوب وخاصتا عدن وقرات موضوعه هذا وهناك كثير من الطلاسم وقد تحدث عن فك الارتباط وماذا يعني فك الارتباط من خلال ما قاله له صديقه وباعتقادي انه اراد يقول ذلك ليقول للجنوبين ولقيادات الجنوبيه ماذا يعني فك الارتباط ... رغم ن موضوعه يختلف عن مواضيعه الاخرى

الحــــوار المنقــــــــوع بالوجـــــع ( بقلم : إسحاق الشيخ يعقوب )



كتابات حرة المنامة – لندن " عدن برس " : 11 – 6 – 2010
يوم ان تسد السياسة منافذ الحياة.. يتسكع الضمير الاجتماعي في فضاء وطن يتلمس مخرجاً منقوعاً بوجع السياسة.. ويتسابق القوم في الدعوة الى حوار لإخراج مجتمع تبلد في قبضة طاغية!!

الحوار كلمة جميلة اصبحت في ازمتنا العربية الرديئة لعبة التكافؤ بين الحاكم والمحكوم.. حوار على طاولة ما برحت اظافر طاغية.. تشل جسد الضحية.. حوار مسكون في تفاصيله بعفاريت النظام السياسي.. ولا فائدة لحوارٍ لا يأتي أُكله لمصلحة الوطن.. وبالرغم من ذلك لا يمكن ادارة ظهورنا للحوار حتى ولو طل علينا من بين اكمام حاكم ظالم.. فالحوار مهما فقد تكافؤ حقيقته بين طرف معارض وآخر.. فإنه يحمل في طياته وعي منطق عادل ضد وعي منطق ظالم!!
وبالرغم من الاختناق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وارهاب القاعدة الذي يذرع اليمن بخلاياه الساكنة والمتحركة فان الدعوة للحوار الوطني الذي اطلقه الرئيس اليمني بالرغم من الاختناقات التي تعم الكثير من المحافظات والإجراءات الأمنية وانزال الاحكام القاسية على مناضلي الجنوب لمدد تتراوح بين ثمان سنوات والتي نالت: فواز حسن باعوم ومازن محمد باهيج وصالح عبيد باهلموس وعلي عبيد باهلموس وغيرهم إلا ان دعوة الحوار لاقت قبولاً من اطراف المعارضة واشترط آخرون اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
ومن سنوات واليمن بشماله وجنوبه في تراكم مخاض سياسي واجتماعي ادى الى دعوة حوار وطني قد يدفع الى حلحلة الأزمة التي تشد خناق الوطن..
اقترب مني.. مدّ شفتيه الى أذني.. وقال في جفلٍ وتردد.. لنتحاور فاليوم حوار رديء.. وغداً حوار مفيد.. وحتى الرديء من الحوار مفيد!!
في الحوار هجس الروح بالروح.. وهجس القلب بالقلب.. وهجس الضمير بالضمير.. يصمت.. يتلفتني.. ويضيف وكذا هجس السياسة بالسياسة!!
عندما يترجل الحاكم.. يطلب الحوار.. أفي ذلك ضعف.. أم في ذلك قوة؟! الحوار قوة.. وضعف في تفاصيله.. أما في نتائجه فهو قوة..
الظالم يستقوي بالحوار ليعزز ظلمه، والمظلوم - ايضاً - يستقوي بالحوار ليزيل عن كاهله ظلم الظالم.. وما أكثر الظلمة في أوطاننا العربية.. ومنذ الأزل يتجدد الحوار في حاكمية الزمان والمكان من اجل التغيير.. فهل دقت ساعة التغيير في اليمن وحراك الجنوب يتصاعد على طريق فك الارتباط.. وهل تدخل مسألة فك الارتباط في الحوار الوطني بين المعارضة فيما يدعو له الرئيس اليمني؟! وما تحديد فك الارتباط.. اهو الانفصال؟! يهز رأسه نافياً (صاحبي) الذي قدم تواً من اليمن.. ويقول: فك الارتباط ليس في مطلقه.. وانما في نسبيته.. فك الارتباط ليس انفصالاً.. وانما عليه ان يكون في علاقة متكافئة وعلى أساس وحدة ديمقراطية انسانية وطنية عادلة في حقوقها وواجباتها.. ان واقع حقيقة فك الارتباط يعني اغناء الوحدة وتعزيزها وتقويمها بالعدل والمساواة في حقوق وواجبات انسان الجنوب وانسان الشمال على حد سواء. فك الارتباط يعني فك القيود التي ترسف بها الانسانية التقدمية والتي تريد الخير والعدل والسلام للشمال والجنوب على حد سواء.. وهو ما نراه من الضرورة بمكان يؤكد (صاحبي) الذي قدم تواً من اليمن ان يدرج في جدول الحوار الوطني الذي يدعو اليه الرئيس اليمني.. وفي ادراجه ما يعني قوة وشجاعة وارادة وطنية.. خالصة.. قد يسجلها التاريخ في انصع صفحاته في تاريخ اليمن.. فهل يمكن ان تتلمس الحكمة اليمانية ذلك.. واليمن يمر في أصعب وأشد ظروفه؟!