اليمن: الجنوب يرتب أوضاعه الانتقالية بعيدا عن ناصر و البيض

[نور]

اليمن: الجنوب يرتب أوضاعه الانتقالية بعيدا عن ناصر و البيض

الاثنين, 12 ديسمبر 2011 19:12


صنعاء - خدمة قدس برس – لندن " عدن برس " -

كشفت مصادر سياسية يمنية النقاب عن أن القيادات السياسية اليمنية تشق طريق المرحلة الانتقالية بكثير من الحيطة والحذر، وأنها تنفذ ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية بإشراف دولي بسلاسة تامة دون عراقيل تذكر حتى هذه اللحظة.


وذكرت هذه المصادر، التي تحدثت لـ "قدس برس" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن طموحات الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد لقيادة المرحلة الانتقالية في اليمن قد تلاشت وفقا لما كان متفقا عليه بينه وبين أحزاب اللقاء المشترك، بأن يكون قائد المرحلة الانتقالية بعد الرئيس علي عبد الله صالح جنوبيا، في إشارة لعلي ناصر محمد، الذي تحالف مع أحزاب اللقاء المشترك والشيخ حميد الأحمر منذ وقت مبكر. وقبل انطلاق الربيع العربي في لقاءات مكوكية تمت في عواصم عربية مختلفة في بيروت والقاهرة ودمشق أسفرت عن اتفاق 13 حزيران (يونيو) 2010، الذي بموجبه اتفق الموقعون، ومن بينهم علي ناصر محمد وحميد الأحمر والدكتور ياسين سعيد نعمان وشخصيات جنوبية وشمالية على التصعيد السلمي في الشمال يوازي الحراك السلمي في الجنوب وأن يكون الهدف من هذا الإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، ويقضي الاتفاق بأن يكون علي ناصر محمد قائدا للمرحلة الانتقالية دون أن يتم تدوين ذلك.

وأضافت المصادر: "عندما تفجرت الثورات العربية وخرج الشارع في الشمال عن بكرة أبيه بشكل فاجأ الحراك الجنوبي من حيث كمية الأعداد المليونية التي انخرطت فيه، والتي شملت مختلف المحافظات الشمالية نأى الرئيس علي ناصر محمد بنفسه عن أحزاب اللقاء المشترك وتحالفه السابق معهم، وبدأ بالحديث عن القضية الجنوبية التي تلكأ في الحديث عنها في المراحلة السابقة ورفع شعار التغيير لا التشطير، وهو شعار مناقض لطموحات الجنوبيين الذين دعوا لفك الارتباط، وتحالف علي ناصر مع حيدر أبو بكر العطاس لإحراج علي سالم البيض المنادي بفك الارتباط، وشكل ناصر والعطاس جناحا يدعو إلى الفيدرالية بإقليمين بين الشمال والجنوب فيما تمسك البيض بفك الارتباط عن الوحدة القائمة".

وأشارت ذات المصادر، إلى أن خطوة تشكيل المجلس الوطني في 17 من رمضان الماضي كانت محطة سياسية نوعية لقيادة ثورة اليمن، وهو مجلس ضم أسماء كثيرة من بينها علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس وآخرين ضمن 64 جنوبيا ضمن المجلس المكون من 140 عضوا، ثم فجأة تنصل علي ناصر محمد وفريقه من الاتفاق السابق في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وأعلنوا انسحابهم من المجلس الوطني.

وأضافت المصادر: "من هنا تخلت أحزاب اللقاء المشترك وجناح حميد الأحمر عن فكرة أن يكون علي ناصر محمد هو رئيس اليمن في المرحلة الانتقالية، كما كان متفقا عليه في السابق، ولهذا فصلت المعارضة في الداخل وسمت نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو جنوبي وينتمي إلى ذات محافظة الرئيس علي ناصر محمد (أبين) لقيادة المرحلة الانتقالية مطابقا لمطلب المعارضة بأن يكون الرئيس جنوبيا دون تحديد اسمه".

ولطمأنة الجنوبيين بعد علي عبد الله صالح جرى تسمية رئيس الوزراء من الجنوب وهو محمد سالم باسندوة ووزير النقل ووزيرة حقوق الإنسان الناطقة باسم المجلس الوطني.

وفي الوقت الذي تسير فيه الأمور بشكل طبيعي وسلس بين بقايا نظام علي عبد الله صالح وأحزاب اللقاء المشترك في تقاسم مسؤوليات إدارة البلاد وفقا لمبادئ المبدارة الخليجية تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يؤكد أن أحزاب اللقاء المشترك والمعارضة بشكل عام في الداخل متجهة إلى حلحلة الأمور فيما يخص القضية الجنوبية خلال المرحلة الانتقالية، وبوجود هذه الرموز الجنوبية، فإن المعارضة الجنوبية في الخارج جناح علي ناصر محمد وجناح علي سالم البيض يتصارعان بين القاهرة واسطنبول لكسب شرف تمثيل قوى الحراك في الداخل في أي مفاوضات مقبلة.

وأضافت المصادر: "لقد بات من المستبعد بعد أن أفرجت السلطات اليمنية عن القيادي في الحراك الجنوبي باعوم ونقلته إلى فندق (موفنبيك) ذو الخمسة نجوم ومنحته الحماية اللازمة وسهلت له التواصل مع السياسيين ومع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر ومع السفير الأمريكي في اليمن ومع ممثل الاتحاد الأوروبي في اليمن بما يضفي شرعية على باعوم بأنه هو الممثل للحراك الجنوبي في الداخل، بينما تجاهلت هذه الأطراف ما يجري في القاهرة واسطنبول""، على حد تعبير المصادر: