أماه اغفري لي .. فقد كان لي منه مآرب أخرى

[العاصفة]

لكِ باقةُ عِطر تليقُ بـمقامكِ في قلبي ..

.. يامانعهٌ ومُتمنعة ..

.. ارحمي .. فـنظراتِ التأنيب لا أحتملهَا من عينيكِ ..

.. والصدُ والهُجران لايزيدُ هوة الخطأ إلا اتساعاً ..

.. ولا يمنحُ الجرحَ إلا التهاباً ..

.. فـكما وقفتِ يوماً أمامي شامخةً وانتي تُلقينَ بـ عباراتِ النهي والتحذير .. فـعوديِ الآنَ واسمعي شمُوخ الباحث فـي داخليِ ..

.. أم أن ذاكَ يعنيكِ .. وهذا لا .. !!!

.. وإن كانَ لا يعنيك فـإني سـأسوقُ أعذاري علكِ تمُرين على الديارِ فـ تنظُرين ..

.. وبعدَ النظرِ تـ تفكرين وبعدها ياأماهُ تعدُرين ..

.. فـإن عذرتِ فـأنتِ العظيمة في أهلك .. العزيزةُ في قومك ..

. فـاسمعي وأصغي وعي ..

.. والله ربُكِ أجيبي ..

.. لماذا سربتِ لـطفولتي معلوماتٍ خاطئة ومواقف خاطئة ولم تمنحيني زورقَ نجاةٍ لأعبُرَ به منها إلى نُضجي بـطريقةٍ سليمة ؟؟؟

.. لماذا زَجَرتِني حينَ أستفسرتُ عنْ معنى قولهِ تعالى ” وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ” وطلبتِ ألا اُعيدَ السؤال على بشر ؟؟

.. لماذا لمْ تشرحي قولَ الله تعالىَ ” قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ” حين سألتُكِ أني سمِعتُ إحدى القريبات تُرددُ عَلى مسامعُكِ أنا عاقر وما علاقةُ هذا بذاك ؟؟

.. لماذا خدعتِني حينَ سألتُكِ عن طريقةِ خروج المولود وعيشتني رُعبَ شقِ البطن لأيامً وأيامْ ؟؟؟

،

،

.. لماذا يا أمي المُعلمة عاقبتني حينَ كتبتُ “مِشعلاً ” .. ” مِشعلن ” ولم توضحي لي الفرقَ بين كتابةِ النون ونطقِ النون ؟؟

.. لماذا تهربتِ من استفساراتي عن مرحلةِ البلوغ وتركتِ الصفحةَ دونَ سردٍ مُفصل لـ تغيُراتٍ يُرعبُ طفولتي الجهل بها ؟؟

.. لماذا غضبتِ حين أبديتُ رأيي في أنَ ” جمال عبدالناصر” ليسَ أفضل من اعتلى عرشَ الأمةِ العربية ؟؟؟

.. لماذا أرغمتني على إخفاءِ كُتبِ ” نزار قباني ” وكأنها قطعة أفيون أو زُجاجة خمرٍ مُحرمة ؟؟؟

.. ولماذا .. لماذا .. لماذا ..

؟؟؟؟
،
،

.. عُـذراً أيتها المُبجلة ..

.. فـأنتِ من دفعني رلاتكابِ المُحرمات دفعاً ..

.. وعيشتني رُعب لحظةِ اكتشافكِ لي ..

.. لذا فعلتُها على غَفلةٍ منكِ ..

.. لم تنتبهي لـتعطشِ طفولتي للاكتشافِ والحُريةِ وإبداء الرأيِ والاستقلاليةِ ..

.. لـذا الآن يجبُ أن تغفِري .. ولـتفهمي بحقٍ كان لي منهُ مآربُ أخرىَ ..