معارك صعدة تدخل يومها الرابع ومخاوف من امتدادها لصنعاء

[فحمان]

البيض يعلن تأييده للمتمردين..
معارك صعدة تدخل يومها الرابع ومخاوف من امتدادها لصنعاء

منقول من شبكة محيط للاعلام العربية

اثار القصف الجوي لصعدة

صنعاء: دخلت المعارك الضارية بين المتمردين الحوثيين وقوات الجيش اليمني بمحافظة صعدة شمال اليمن يومها الرابع اليوم السبت دون ان تلوح في الأفق اية بوادر للتهدئة بعد رفض المتمردين الشيعة الشروط الستة التي وضعتها الحكومة اليمنية لوقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي أطل فيه نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض مجددا من خلال بيان هاجم فيه "كالعادة" الرئيس علي عبد الله صالح وحمله مسئولية ما يحدث في صعدة والجنوب.

يأتي هذا في الوقت الذي امتدت فيه الحرب خلال اليومين الماضيين إلى منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران التي تبعد 70 كلم عن العاصمة صنعا، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين في وقت أعربت فيه واشنطن عن قلقها من استمرار المعارك الدائرة وطالبت الطرفين بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي كان أعلن في السنة الماضية.

وشارك الطيران الحربي بكثافة في قصف مواقع الحوثيين إلى جانب الجيش مدعوما برجال القبائل الموالين للحكومة، وتحدثت الانباء عن سقوط 7 قتلى من الجيش و16 قتيلاً من الحوثيين، إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين ورجال القبائل الذين سقطوا منذ اندلاع القتال الأخير في حين اتهمت مصادر حكومية أنصار الحوثي باختطاف 15 من العاملين الإنسانيين في الهلال الأحمر اليمني.

ومع أن هدوءا حذراً ساد المناطق التي اشتعلت فيها المعارك خلال الأيام الثلاث الماضية، فقد اشتعل القتال في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، حيث يخوض الحوثيون معارك شرسة مع رجال القبائل المنتمين إلى قبائل العصيمات التابعة لحاشد، كبرى قبائل اليمن، والمدعومة من الدولة.

وشارك سلاحا الطيران والمدفعية في قصف مواقع الحوثيين في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران. وتضاربت الأنباء حول سير المعارك على الأرض، ففيما تحدث الجيش عن استعادة مناطق من الحوثيين، وأكدت السلطة انها قطعت الاتصالات عن صعدة والمناطق التي يدور فيها القتال، قال الحوثيون إنهم تمكنوا من السيطرة على مواقع جديدة وهي المنزالة وقمامة وطلان الاستراتيجية، كما تمكنوا من محاصرة معسكر الكمب، الذي يحتوي على قواعد لإطلاق الصواريخ ويعد من أهم معسكرات الفرقة الأولى المدرعة.

وذكرت مصادر أمنية أن “الأجهزة الأمنية ترصد على مدار الساعة ظهور أي عناصر حوثية في العاصمة صنعاء وأية نشاطات مناصرة لفتنة التمرد”، موضحة أن هذه “وضعت في حالة استعداد لمواجهة أي أعمال معادية قد تقوم به العناصر الحوثية وأنها ترصد وتتابع كافة التحركات والأعمال المشبوهة”.

من ناحية اخرى، قال محافظ صعدة حسن المناع إن الحوثيين خطفوا الخميس15 من موظفي الإغاثة هم أطباء وممرضون ومسؤولون وإداريون يعملون في الهلال الأحمر.

وصرح المناع بأن المتمردين تسببوا في نزوح نحو 17 ألف أسرة من ديارها في محافظة صعدة الجبلية في شمال البلاد في الأيام الأربعة الماضية طبقا لما ورد على موقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت.

في المقابل اتهم الحوثيون الحكومة بالسعي لعزل محافظة صعدة عبر قطع الاتصالات الهاتفية النقالة عنها.

شروط مرفوضة

وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت أمس الجمعة شروطها لوقف إطلاق النار وإنهاء حملتها العسكرية وشملت الشروط انسحاب المتمردين وإزالة كل نقاط التفتيش وتوضيح مصير الأجانب المخطوفين.

وتلزم الشروط كذلك المتمردين بإعادة معدات عسكرية ومدنية استولوا عليها وتسليم المسؤولين عن خطف مجموعة من تسعة أجانب في يونيو/حزيران والتوقف عن التدخل في شؤون السلطات المحلية.

لكن المتمردين رفضوا عرض الهدنة ونفوا احتجاز أي مدنيين مخطوفين، وأعلن المكتب الإعلامي للحوثيين الخميس تحفظ قائد التمرد عبد الملك الحوثي على البنود الستة التي أعلنتها السلطات اليمنية، واعتبر أن مواصلة الحرب تأتي في إطار حق الحوثيين المشروع في الدفاع عن أنفسهم في وجه ما أسماه جرائم ضد الإنسانية ترتكبها الحكومة في قرى صعدة.

وطالب الحوثي بالعودة إلى اتفاق الدوحة الكفيل بحل مسألة صعدة أكثر مما ورد في الشروط الستة التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا متهما الحكومة بأنها هي التي رفضت الاتفاق وعرقلت تنفيذه على الأرض.

ويقول مسؤولون يمنيون إن المتمردين يريدون فرض حكم لرجال الدين كان سائدا في اليمن حتى ستينيات القرن الماضي بينما يقول المتمردون إنهم يدافعون عن قراهم في مواجهة القمع الحكومي.

وفي يوليو/ تموز 2008 قال الرئيس اليمني إن القتال المتقطع الذي دام أربع سنوات مع الحوثيين قد انتهى وإنه يجب أن يحل الحوار محل الصراع، ورغم مساعيه لبدء محادثات استمرت أعمال قتالية متفرقة استمرت وزادت حدة في الأسابيع القليلة الماضية.

البيض يتضامن مع الحوثي

في هذه الأثناء، أدان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الذي يتزعم دعوات الانفصال في المحافظات الجنوبية والشرقية، هجوم الحكومة اليمنية على المتمردين في صعدة و دعا جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي إلى وقف ما وصفه بـ تصرفات النظام الرعناء في صعدة والجنوب.

وحث البيض في بيان موقع باسم رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية نشر في موقع الحوثي، منظمات حقوق الإنسان والإغاثة في العالم التوجه إلى الجنوب وصعدة لتقديم يد العون والمساعدة لضحايا ما وصفه بـ"العدوان والمجازر البشعة".

وقال البيض: "نحن في الجنوب، وبالرغم من أن لنا قضية تتعلق بمصير وهوية واستقلال بلادنا إلا أننا نعبر عن تعاطفنا مع أبناء صعدة الذين يعانون منذ سنوات طويلة من جور وطغيان الحروب الشرسة التي تشن من قبل سلطة تحترف القتل وتتعامل به في كل مناسبة ضدهم".حسبما جاء في البيان.

وأضاف : إن "الحرب السادسة التي يتحدث النظام عنها ضد أبناء صعدة قد بدأت بالفعل، ولم يراعى في توقيتها حتى حرمة شهر رمضان المبارك وتأجيلها وفقاً للهدنة التي أعلنتها السلطة والتي لم يجف حبرها حتى انقلبت عليها كما هي عادتها في الانقلاب على جميع العهود والمواثيق والاتفاقيات".

وقال البيض إن شن النظام لما وصفه بـ"العدوان الآثم" في صعدة إنما يثبت للعالم تواجده في السلطة قد بات قائماً على فناء المواطنين في صعدة والجنوب معاً وأنه بات نظاماً هشاً قائماً على إدارة الأزمات بالأزمات.