صرخة.................. انقذوا الجنوب

[بنت الجنوب]

انقذوا الجنوب

لقد خطر ببالي هذا المقال في احد مواقع الانترنت و اني اراه عبارة عن صرخة استغاثة جنوبية لمن يهمه امر الجنوب و اضم صوتي الى صوت كاتب ذلك المقال لاصرخ بملئ فمي انقذوا الجنوب ..............
لا اظن ان هناك وطني مخلص للوطن يرفض الوحدة فالاتحاد قوة وهو يعني التماسك المتين البناء و التكاثف لبناء وطن له هيبته و بين كل الاوطان والوحدة يعني وحدة المصير لكل ابناء الوطن الواحد فالوحدة و الاتحاد مطلوبة و باكثر من أي وقت لما لها من مردود ايجابي و مستقبل زاهر لابناء الوطن الواحد الموحد و في هذه الحاله فانه مطلوب الاتفاق و الوفاق على وحدة الوطن كما انه ايضا مطلوب الانصهار في وحدة المصير و هذا كله مطالب معقوله و مقبولة و مرغوبة مفادها حين يستغل دعاة الوحدة في الدفاع وحدة الضم و الالحاق بالاكراه و سيلان الدم و تعكير صفو الحياة برائحة الموت واجبار من ضعفت شكيمته على الوحدة قسرا و رفع شعارات ارهابية في خطاب مثال الوحدة خط احمر و الاعلانات الاجبارية المصاحبة بالتهديد و الوعيد لكل من يرفض الوحدة بالقوة ومن لا يعجبه يشرب من البحر العربي، و البحر الاحمر، و الوحدة او الموت، مثل تلك الشعارات لن تخلق الا الازمات و بث روح التمزق والتمرد عليها وهو الذي دعى ابناء الجنوب الى اتخاذ شعاره في الاتجاه المعاكس الاستقلال ( الموت و لا الوحدة ) او الموت وهنا تصير الوحدة ومصيرها فكره تراود الطرف الاخر بحاجة الى دراسة امكانية المصادقة عليها او عدم المصادقة لتصير تثبيت جذور الوحدة مشكلة بحاجة الى حكيم يطببها و هاهم بعض انصار دعاة ماتسمى بوحدة الضم و الالحاق بقوة السلاح يعتقدون ان الوحدة القائمة اليوم هي نموذج لوحدة اللون العربي من المحيط الى المحيط و التي يمارسوا فيها شعار الفيد و الغنيمة و النهب و العبث بثروات و خيرات الارض و الانسان والنهب المنظم و العشوائي لكل خيرات الارض و الانسان .
و لم تفوح شعاراتهم الا بكل روائح الفساد و الافساد و الرعب و الارهاب و سياط العسكر المسلطة على الرقاب و فوهات البنادق الموجهة الى تلك الصدور العارية الرافضة لوحدة اولئك القوم المتنفذين الذين تنبعث منهم رائحة الموت و التزمت المريض المجبر على دعم ممارسة الانفلات الذي لا يخضع لضوابط في حين تسيطر عليه الفوضى الخانقة .
وحين يعلن الشارع رفضة لمثل تلك السلوكيات تهتز اركان عروشهم لترتفع اصواتهم نشازا و صخبا من ان الحفاظ على الوحدة يجب ان يكون في تصفية الرموز من الرافضين تخوفا من سحب بسط النهب و الغطرسة والتجبر ليحيل القوم للمحاكمة على ما ارتكبوه من افعال شنيعة و هكذا تبذل الجهود و تنفق الاموال على الاقلام الواهية ليمارسوا تزييف الوعي من ان هذا الاحتلال هو الوحدة الصادقة مع الله والمخلصة للوطن والمواطن و انه على المواطن ان يضرب تحية السلام لمن احتله و ان يسبح بحمد السلطة التي تمارس الديمقراطية على طريقة ما قبل التاريخ و التي تشرع بشريعة الغاب و لا يهمهم طمس الهوية او الدرجة الادمية للانسان و لا يهم التراب والتاريخ ليبداء تاريخ الوطن من اول يوم للضم و الالحاق هكذا هي وحدة القوم ضم و الحاق ، دم و خراب ورعب و ارهاب ونهب للخيرات موت ودمار اليس تلك الوحدة وحدة معطلة و مرفوضة من قبل القوم الذين ذاقوا مرارة العذاب والويل و صنوف القهر و الاذلال ونهب الارض و هتك العرض و الاعتداء على المحارم و الظلم الذي بلغ مبلغ لايطاق تحمله و لا تقبله ليتسنى للقوم رفع شعار الاستقلال او فك الارتباط او الانفصال سمها ما شئت فالوحدة على الطريقة اليمنية ليست الا مهلكة من المهالك و هي مرفوضة في الداخل و الخارج فوحدة المصالح قد تؤدي الى تصادم المصالح و هنا نرى ان السلطات الاحتلالية عملت على تسخير كل امكانياتها . (لخنق الحراك الجنوبي في كل اصقاع الجنوب لتنفضح معها ممارساتها التعسفية و الهمجية كما كشفت عن مخططها الاجرامي تجاه الجنوب و رموزه لتفرض عليهم المراقبة الشديدة و الحصار الا اخلاقي و العزل التام عن أي اتصال او تواصل وهو الذي بمثابة فرض الاقامة الجبرية عليهم وممارسة الضغوطات الخارجة عن كل الحقوق الادمية و الانسانية و بالرغم من ان بعض الرموز قابعين في زنازين السجون الا ان فرض الاقامة الجبرية ومنع الزيارات لمواسات اهاليهم و التضامن معهم لازال يرافق قرار الاقامة الجبرية على اهلي و ذوي ذلك الرمز المعتقل في زنازين السلطة معتقلي الضمير و الراي و كثيرا ما نجد ان عسكر الاحتلال تداهم منازل اولئك المعتقلين بقوة عسكرية قوامها عدد من الاطقم و عدد من الجنود الذين احالوا المواقع السكنيه الى ثكنات عسكرية ليقتحم الجنود المنازل و تفتيش غرفها غرفه غرفة و العبث بمحتويات المنزل و اثاثة بل يبلغ بهم السلوك السيئ الى نهب اثمن المحتويات من ذهب و نقود مع اعتقال من يتواجد بالبيت و اتهامهم عند الاستجواب بالتحريض ضد ( الفساد والفاسدين ) و كذلك ما يحدث كل يوم حين تقوم شرطة الاحتلال حملة الاعتقالات و الضرب المبرح بالهروات و اعقاب البنادق ضد كل من يتم اسره و اعتقاله كما تمارس سلطة الاحتلال عمليات الاختطاف لعدد من الجرحى طريحي اسرة المستشفيات الى جهة غير معلومة .
و احيانا نرى السلطة تشن حملاتها الشرسة ضد من يرتاد المقاهي لمنعهم من التجمع مرافقة بتهديدات جديدة ضد المواطنين المتواجدين ليتم تفريقهم بارعابهم و اشهار السلاح في وجوههم و فرض حالة من حالات حظر التجوال حتى يتسنى للعسكر ممارسة كل الوان القهر و الإذلال الناجم عن حب التسلط الذي يمارسه الحاكم المتفرد بالسلطة الناهب للثروة القامع لارادة الجماهير بواسطة حفنة من المتنفذين المنغلقين على انفسهم المتسترون وراء قناع الديمقراطية المزيفة الناشرة لغسيل الفساد فوق شماعة الوحدة حفنة من البلطجية مدعية انهم حماة الوحدة التي تم وادها بحرب صيف 94م المشئومة لترتفع معها اصوات وحدة اجبارية تعسفية تختفي خلفها نوايا المغتصب المبيتة و التي هي وحدة الضم و الالحاق .
حقا لقد أخطاءنا نحن ابناء الجنوب حين تصورنا الوحدة ورفعناها شعارا و الزمنا نفسنا لتحقيقها مهما كلفنا الثمن و صورنا للأجيال بانها المثل الاعلى لتحقيق السلام و باعتبارها مطلب ديني ومطلب اجتماعي و ان بالوحدة نحيا حياة الفردوس و نعيمه الذي لا يعرف الظلم و الشقاء طريقه الى كل فئات الشعب وكم كان خطانا الفادح حين اعتقدنا ان بالوحدة سيتم تحقيق العدل الاجتماعي و السياسي المطلقين و نسجنا لها اثوابا زاهية من خيالنا واحطناها بهالات من التقديس وجعلنا منها معبودا سجدنا لها و قدمنا لاجل تحقيقها في 22\5\90م و على اعتابها القرابين لنقع يومها في شر اعمالنا لنفتقد العدل و الحرية و المساواة لتظهر لنا الوحدة بنوايا من اتحدنا معه بنظام يناقض من رمنا ان نشرعه لانفسنا و لاجيالنا لضمان المستقبل الواعد بالخير و العطاء و عندها صرنا نحن الذين طبلنا للوحدة و انشدنا الاناشيد لها و قدمنا القرابين لها نحن من غدر بالشعب الجنوبي حين صارت الوحدة للطرف الاخر هي بمثابة الفيد و الغنيمةو الهوية الضائعة و المطموسه و التراث الذي يجب دفنه في مقابر التاريخ لنضع انفسنا في مزابل التاريخ و نعض اصابعنا ندما و حسرة و نقضم اضافرنا قهرا و كمدا بعد ان برزت الحقيقة جلية للعيان ان وحدتنا سيطرت عليها سلطة لا تؤمن بالعدل و لا بالحرية ولا بالمساوة لتثور عندها ثورة المغدور في من غدر به حين اصابتهم الحيرة و الدهشة من وقوعهم فجاءة في حضيض الياس حين احسوا بما نسجه خيالنا والواقع المرير الذي داهم حياتهم عند انتقالهم الى جحيم الحياة الذي ينقلى فوق مرجلها شعب امتهنت كرامته وانتهك عرضه وطمست هويته ، و ارض نهبت ثرواتها وطمست هويتها و دك تاريخها لتثور ثائرة الجماهير راجية الخلاص من وحدة اصدر في حقها قرار الاعدام المعجل في 7\7\94م لتنصب لعنة الجماهير على من خدعها ورفع شعارها ورمت بها في صحراء مقفرة لا تاؤيها الا الوحوش الضارية .... لتسقط الوحدة مع سقوط من نسج لها ثوب الخيال في احلام اليقظة و لتنطلق ثورة رافضة ذلك الثوب الواهي النسيج والرافضة لعبث الفاسدين ليتواصل النضال لاجل الخلاص و للعمل على اعادة النظر و تهيئة الظروف و الامكانيات لاعادة صياغة متكاملة لتحقيق وحدة برغبة الجماهير الجنوبية لا برغبة قادة اخفقوا في الممارسة السياسية و لا دراية لهم و لا علم لديهم بالشؤون السياسية و لا يجيدون فن النسيج لنسج ثوب للوحدة قوي الخيوط .و هكذا صارت الوحدة اليوم اوهن من بيت العنكبوت فلم تعد الوحدة القسرية ( وحدة الضم والالحاق) مقبولة لدى الجماهير فجماهير الجنوب لا تروم الا الخلاص .
و لذلك فاننا نراه لزاما على دول الجوار و على كل المنظمات الحقوقية و الانسانية لتعيد النظر في مواقفها تجاه ما يدور في الجنوب على اساس واقع الحال لا على اساس المصالح حتى لا يشتعل بركان الجنوب الغاضب كاسحا بحممه الجنوب و ما حوله و الذي قد يؤدي بالاخير الى حدوث ما لا يحمد عقباه للاخرين و حتى لا يقع الفاس على الراس وتسيل الدماء مرة اخرى و تخرب الارض و ماحولها و يدمر معها المستقبل المنتظر فأنقذوا الجنوب قبل ان تسيل الدموع دما عليه .

بنت الجنوب
( بتصرف )