لماذا أعلنت دويلة مأرب الأحمرية قيام إقليم سبأ؟

[سم الدحابيش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سم الدحابيش

لماذا أعلنت دويلة مأرب الأحمرية قيام إقليم سبأ؟

تاريخ الإعلان:

في يوم السابع عشر من أكتوبر من عام 2016م أعلن محافظ محافظة مأرب " الإصلاحي" سلطان العرادة قيام إقليم سبأ مدشنا بذلك عهد دويلة مأرب الأحمرية "الإصلاحية" ،

واستند في إعلانه ذلك على القرار الذي اتخذ فيما يسمى ب"مخرجات الحوار الوطني" والذي يعتبر سبأ أحد الأقاليم الفيدرالية الأربعة والتي تقسّم ماكان يعرف بما قبل مايسمى ب"الوحدة اليمنية" بدولة "الجمهورية العربية اليمنية" إلى الأقاليم التالية:

1- إقليم آزال
2-إقليم تهامة
3-إقليم الجند
4-إقليم سبأ

ويضم إقليم سبأ كلاً من : محافظة الجوف ومحافظة مأرب ومحافظة البيضاء.

وكما يعلم الجميع بأن مخرجات الحوار الوطني كانت في صالح المحافظات المهمشة فيما عرف سابقا بالجمهورية العربية اليمنية وأعطت تلك المحافظات صلاحيات ظلت محصورة فيما عرف عندهم ب"المركز الزيدي المقدس" أي في صنعاء وحصرا في القبائل الزيدية التي ظلت تستعبد قبائل ومحافظات اليمن لقرون طويلة وجردتها من أبسط حقوقها الإنسانية في العيش الكريم.

ولن أتطرق إلى مايمثله نظام الأقاليم للجنوب وشعبه الذي يطالب بالإستقلال واستعادة دولته المغدور بها من قبل وحدة الإحتلال اليمني الهمجية في 7-7-1994م لأن الجنوبيين لم يشاركوا أصلا في هذا الحوار.
ولكني سأعرج لاحقا لأضع مقارنة سريعة لتبيان أسباب إعلان إقليم سبأ وماهي المكاسب التي تحققت لهم من هذا الإعلان.

أسباب إعلان إقليم سبأ:

في يوم الخميس الثالث عشر من أكتوبر-تشرين الأول 2016م أي قبل يوم واحد من احتفالات شعب الجنوب بذكرى ثورته المجيدة 14 أكتوبر قام رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بزيارة إلى محافظة حضرموت واجتمع هناك بقيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أحمد بن بريك لتدشين إعلان إقليم (حضرموت) كما كان مقررا تسميته في مايسمى بمخرجات الحوار الوطني والذي يضم كلا من (محافظة شبوة ومحافظة حضرموت ومحافظة المهرة "وحاليا مايعرف بمحافظة سقطرة").

إلاّ أنه تم الإكتفاء بالإعلان عن اللجنة التنسيقية "للإقليم الشرقي" بدلا عن (إقليم حضرموت) وذلك بسبب تعنت محافظ المهرة المدعو "محمد عبدالله كده" والذي يدين بالولاء لأحد الأحزاب اليمنية حيث طالب بقيام إقليم مستقل لمحافظة المهرة وطالب بضم جزيرة سقطرة لمحافظته من أجل أن يقوم بإفشال إعلان إقليم حضرموت!

فما كان من قيادات المحافظات الأخرى سوى الموافقة على أن تعلن عن قيام "اللجنة التنسيقية للإقليم الشرقي" بدلا عن قيام إقليم حضرموت حتى لاتفشل الجهود في توحيد العمل الأمني بين تلك المحافظات ودول التحالف العربي خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وضبط عمليات التهريب بكل أنواعه ومكافحة الإرهاب.

وبعد ثلاثة أيام أي في السابع عشر من اكتوبر تم إعلان قيام إقليم سبأ "بتوافق" جميع محافظي المحافظات اليمنية الثلاث وهم (محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ومحافظ الجوف أمين العكيمي ومافظ البيضاء نايف القيسي) وتم تكليف المدعو سلطان العرادة ليكون حاكما للإقليم حتى يتم الاستفتاء على الدستور لاحقا واختيار رئيس للإقليم في انتخابات وباختيار أبناء المحافظات الثلاث.

وكما نرى هنا فإن مسارعة السلطة في حضرموت للإعلان عن قيام إقليم حضرموت كان هدفه العمل على الحصول على أكبر قدر من المصالح المعطّلة والمنهوبة في حضرموت وشبوة والمهرة بقيام هذا الإقليم ولكن وجود محافظ المهرة المدعو محمد عبدالله كدة قد عرقل هذا المشروع (الآني) الطموح على طريق نزع كافة الحقوق للمحافظات الشرقية التي حرمت منها لأكثر من نصف قرن من الزمان.

وقد سبب هذا الحراك النشط في حضرموت بغيرة شديدة في مأرب التي نظّمت نفسها في وقت قياسي أي في خلال ثلاثة أيام لتعلن منجزها الكامل بقيام إقليم سبأ وبتوافق جميع الأطراف في جميع المحافظات المكونة للإقليم.

وبالرغم من عناصر النقص التي شابت إعلان إقليم حضرموت إلاّ أن القيادة في محافظة حضرموت تقوم بجهود جبارة لبسط سيطرتها على كل حضرموت ساحلا وواديا وتعمل على إستعادة كافة حقوقها على جميع المستويات وبصبر ونفس طويل.


وفي الجانب الآخر وعلى النقيض من ذلك نرى بأن عدن والمحافظات المجاورة لها وهي أبين ولحج تهيمن عليها حكومة معاشيق وفاسديها وناهبيها وتتردى فيها الأوضاع كل يوم إلى الأسوأ وكلما قام محافظها المناضل عيدروس الزبيدي مع أخيه المناضل شلال علي شايع هادي بعدة خطوات إلى الأمام يتم عرقلتهم من قبل حكومة بن دغر إلى الخلف عشر خطوات وتتم مهاجمتهم من قبل ابواق وقنوات وصحف حزب الإصلاح الإرهابي المحسوب على الشرعية ليلا ونهارا ويتم لومهم على كل مايحدث في العاصمة عدن حتى يتم تغييرهم باشخاص على مقاساتهم والتي كانت سببا في احتلال ودمار العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة عام 1994م.

بيد أنني ومنذ أن رفض مايسمى بحاكم "إقليم آزال" توريد الموارد الخاصة بالبنك المركزي إلى العاصمة عدن كما كان يفعل حينها مع مركزهم المقدس المحتل من قبل أذناب إيران في عاصمتهم صنعاء ؟؟ تساءلت بيني وبين نفسي هل إذا أعلنت محافظة عدن ولحج وأبين قيام إقليم عدن وبتوافق جميع محافظيها وتم انتخاب المناضل عيدروس ليكون حاكما على الإقليم فهل في هذه الحالة يستطيع حاكم الإقليم أن ينتزع صلاحيات أكبر من حكومة معاشيق أم أن الوضع سيظل على ماهو عليه؟؟!!

وفي حالة أن استطاعت المحافظات الثلاثة من إنتزاع حقوقها وتوظيف مواردها لصالحها فماذا سيبقى لحكومة بن دغر أن تفعله؟؟ هل سيكون دورها إشرافيا فقط أم أنها ستمارس السادية وسترفع العصا الغليظة على تلك المحافظات وحدها؟؟

قد يقول قائل بأنني أروج لنظام الأقاليم المرفوض جملة وتفصيلا من قبل الشعب الجنوبي ولكني في الحقيقة لا أروج لنظام الأقاليم بقدر ماأحاول أن ألفت النظر إلى إستغلال كافة الظروف والمزايا لصالح الجنوبيين بغض النظر عن مسببات هذا النظام.. ولكن قبل القبول بهذا النظام يجب دراسته من قبل المحافظين الثلاثة دراسة تحليلية مستوفاه من جميع النواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية وحتى المستقبلية.

والسؤال الذي يدور في عقلي منذ عدة أشهر وبشكل مستمر هو: لماذا لانقوم بالقبول بهذا النظام "مؤقتا" وبشروط إعطاء صلاحيات كاملة لحكام الإقليم قبل أن يفرض علينا لاحقا وبشروط أقل شئنا أم أبينا؟؟

وهل لدينا حاليا خيارات أفضل من هذا الخيار الذي أثبت جدواه في كل من مأرب وحضرموت؟؟
رسالتي هذه أرفعها للمناضلين الجنوبيين في المحافظات الثلاث مع خالص إحترامي تقديري.

أتوقع أن يقوم المفلحي بإعلان إقليم عدن بحسب مخرجات الحمار اليمني وحينها سترفع حكومة بن دغر الخائنة الفاجرة الفاشلة عصاها الغليظة عن كهرباء وماء والخدمات الأساسية في عدن ...
ولكنها ستعاود التعذيب من جديد في حالة أن الشعب الجنوبي لم يخضع لإرادة هذه الحكومة الفاشلة وستستمر في تعذيبه في رمضان خاصة من أجل تركيعه!!!!