" حسن باعوم " من سجن صالح إلى معتقل باسندوة (ماجد الشعيبي)

[الهترك الجنوبي]

تحاول أحزاب اللقاء المشترك ان تثبت حسن النوايا مع أبناء الجنوب ويبدوا ذلك واضحاً في أول قرار لها بعد تشكيل حكومة الوفاق التي يرأسها باسندوة ، القرار السريع هذا الذي يأتي كإثبات للجميع وللجنوبيين بالذات ان القادم سيحمل متغيرات كثيرة هذا القرار المتضمن بإطلاق صراح الزعيم الجنوبي الأول حسن باعوم .
تغفل أحزاب اللقاء المشترك الكثير عن مضمون القضية الجنوبية واعتقادها تتجاهل وتحاول التناسي المقصود حول بعض الإشكاليات والممارسات التي أقدموا عليها بالشراكة مع علي عبدالله صالح ضد الشعب في الجنوبي وبالذات تلك التي شارك بها قادة في حزب التجمع اليمني للإصلاح والجنرال علي محسن الأحمر قاد الفرقة مدرع .
في قلب العاصمة اليمنية صنعاء يجلس باعوم في احد الفنادق تحت حراسه أمنية مشدده تراقب كل شيء وتسجل بيانات كل من يزور الغرفة التي يقطنها وهو نجله الأكبر فواز الذي قضى فترة السجن بجوار .
لا شك ان الأمر غريباً نوعاً ما لعدة أسباب منها جلوسه في صنعاء والتقاءه على غير العادة بجمال بن عمر ومجموعة من سفراء الدول الأجنبية والأوربية وآخرين قاده في حكومة الوفاق ومجموعة من القيادات الشابة لساحة التغيير بصنعاء ،السؤل الذي يطرح نفسه الآن ما الذي تريده حكومة الوفاق من باعوم وماهو سبب إبقائه في صنعاء لمدة طويلة وسؤال أخر لماذا يرتبون لزيارات مع سفراء أجانب إذا لم يكن هو من رتب لك ذلك .
لست هنا ضد كل ما يحصل بل أشجع على ذلك فالتقاء ممثل للقضية الجنوبية تلك السفارات وممثلي الأمم المتحدة يخدم الجنوب لشرح القضية لهم ليأخذوها بعين الاعتبار وهذا ما يؤكده حسن باعوم بنفسه .
مهما بادر باسندوة لعمل شيء قد يحسن من شخصه لدى الجنوبيين فأن الشارع لا يزال يعده واحد من الكافرين بالقضية الجنوبية وعدالتها وهو الذي لا يزال يشطح بالفضائيات ان اليمن يعاني من مشاكل عديدة ومنها الوحدة اليمنية الذي يعتبرها هو مقدسه ويولي لها قدراً كبيراً من الولاء في الوقت الذي أجد فيه أغلبية من أبناء الشمال يؤمنون بعدالة القضية الجنوبية وأحقية الشعب في تقرير مصيره .
فواز باعوم النجل الأكبر يؤكد من خلال حديثي معه ،انه يخرج من الفندق في الوقت الذي يريده وكذلك والده إذا اقتضى الأمر لا خراجه لتغيير الجو الذي يعيشون فيه في إحدى الغرف بداخل الفندق ، وكما شاهدت يبدوا الأمر مطمئنناً نوعاً ما حتى أن لم يكن كذلك أعتقد ان جلوس باعوم هناك وبتلك الوضيعة أفضل بكثير من سجنه ولهذا الأمر فقط يبدوا معتقل باسندوة ولأقامه شبه الجبرية أفضل بكثير من سجن علي صالح .
التقيت حسن باعوم وكان يبدوا من ملامحه ان يعاني من بعض الأمور خصوصاً الصحية ، وبالذات قدمه اليمنى التي لا زالت محبسه بوصله حديده نتيجة عدم العناية به وهو لا يزال محتجز في السجن الحربي منذ أشهر مضت .
حسن باعوم هو ذلك المقدام الذي لا يتغير تجاه قضية امن بها وموقفه هو ذلك الموقف الذي لا يتغير بتغير الأحوال والطقوس المحيطة به ، يقول باعوم أن الجنوب لا بد أن يسترد مهما كان الثمن خصوصاً بعد فشل الوحدة التي لم تخدم الشعبيين وبطريقة سلمية اختارها الشعب الجنوبي كحل لاسترداد حقه المشروع والذي لا يحمل عيبً في المطالبة فيه كما يحب يعبر.
يؤمن باعوم ان لا عداوة بيننا وبين شعب استبد عليه علي صالح بهمجيته فقضيتنا الجنوبية وثورة الشعب كما استلهمت من حديثه لم تقم من أجل عداوة بين أفراد الشعبين فالجنوب كانت دولة ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وحق استرجاعه حق تكفله القوانين الدولية ولا مراب من ذلك .
الرسالة التي يريد إرسالها قادة أحزاب المعارضة وحكومتهم هو وضع باعوم في المحك وفي المواجهة أيضا مع المجتمع الدولي وتعريفه أكثر بموقع القضية الجنوبية لديهم الغير الداعم لمشروع فك الارتباط بين الدولتين اقلها في الوقت الراهن .
الرسالة الأخر التي يجب ان يعرفها الجميع ان باعوم وخروجه ليس لشيء غير ابدأ حسن النوايا تجاه الجنوبيين ، ومعنى هذا ان المعارضة السابقة ستسمر بالإفراج عن بقية المعتقلين على ذمة القضية حتى تكسب ما تريده لتحقيق أجندتها المرسومة تجاه القضية الجنوبية وشعبها.

[الاستقلال والتحرير]

الله يكون في عون القايد باعوم