احد مشايخ مارب / من كانوا شركاء النظام أقصوا من مناصبهم، هل تريد منهم أن يتنازلوا هم

[الحوثري]

قيادي يمني عسكري يصف النظام بالأعمى ومسؤولي السلطة بالمتعجرفين الذين يقودون البلاد إلى الهاوية


الدوحة-صنعاء / عنا / خاص / 17 مايو أيار 2010


وصف قيادي يمني عسكري في حوار مع صحيفة "العرب القطرية" نظام صنعاء بأنه نظام "أعمى", كما وصف من هم في السلطة بأنهم "متعجرفين" و "يسيرون بالبلاد لتصبح الصومال الثانية"محذراً من أن "اليمن يمر بمرحلة خطيرة و سيدخل متاهات لم يسبق لها مثيل" على حد وصفه.

وقال الشيخ مبارك الزايدي "المشن" وهو أحد المشائخ الذين يحضون بتأثير قبلي واسع في محافظة مأرب الشمالية أن "الحوار اليوم لن يجدي، لكون السلطة مصرة على التعامل مع ما تمر به اليمن في الوقت الحاضر كما تعاملت في الماضي، متناسية أن الوضعين مختلفان".

واعتبر أن "الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع مستحيل أن يصلحوه، ومن المستبعد أن يرحلوا من كراسي الحكم، وأعتقد أنهم سيستمرون حتى ينهار اليمن تماما، لأن النظام والقوانين والتصحيح وفقا لأهداف الثورة والوحدة اليمنية كفيلة بإبعادهم عن السلطة وكراسيها".

ووصف النظام اليمني بأنه "أعمى" في سؤال حول تفسيره لرفض النظام إيجاد حلول جادة لما يمر به اليمن ورفضه إشراك بقية القوى السياسية والاجتماعية".

وفيما يتعلق بالجنوبيين قال المشن "من كانوا شركاء النظام أقصوا من مناصبهم، هل تريد منهم أن يتنازلوا هم للدولة وقد أبعدوا من مناصبهم، ونهبت حقوقهم، وسلبت أراضيهم، وقتل منهم العديد، والبقية تم إيداعهم السجون".

ونصح السلطة بـ "تقديم تنازلات للمحافظة على الوحدة اليمنية".

و في تعليقه على مطلب "فك الارتباط" الذي يرفعه الزعيم اليمني الجنوبي "علي سالم البيض" وقيادات الحراك الجنوبي قال المشن : "لا يوجد يمني يرضى بالانفصال أو بفك الارتباط، ومن المستحيل أن يطالب بالانفصال من وقَّعَ على الوحدة اليمنية، لقد كانوا شركاء وتنازلوا عن دولة قوية، ففوجئوا بإبعادهم وإقصائهم من مناصبهم ووظائفهم، وقتل عدد من قياداتهم، وتم نهب ممتلكاتهم من أراض وغيرها، ومن وقف ضد هذا النظام وطالب بحقوقه ادعوا أنه انفصالي، أما البيض فقد طالب بإصلاح مسار الوحدة وبحقوق الجنوبيين بحسب اتفاقية الوحدة، ومشكلتنا أن البلاد لا تسير وفق نظام وقانون واتفاقيات، لأنها تدار عبر التلفون".

مضيفاً : "ماذا تتوقع من الوحدة وقد أبعدتك وقتلت ابنك أو ابن عمك ونهبت أرضك، وإذا أُبْعِدَ مسؤولٌ من منصبه يقلب الدنيا، مع العلم أنه لا يبعد نهائيا بل ينقل من وزارة إلى أخرى مثل لعبة الشطرنج، نحن في المناطق الشمالية نتقاتل على قطعة أرض ليست ملكا لأحد, أما إخواننا في المناطق الجنوبية فقد أخرجوا من المعسكرات ومؤسسات الدولة، وقد تمت الوحدة على أساس الشراكة وفق أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر، ولم تنص على أن يكون المسؤولون من منطقة معينة، مشكلتنا عدم الالتزام باتفاقيات ولا الحوار الجاد لمناقشة الأزمات التي يمر بها البلد، وليس من مصلحة السلطة التهرب من هذا".

وأكد أن "إصرار الجنوبيين الذين ناضلوا من أجل الوحدة اليمنية على فك الارتباط جاء نتيجة تعرضهم لاضطهاد ونهب حقوقهم مما جعلهم يطالبون بالانفصال، وقد تكون دعواهم للحصول على شيء من حقوقهم وليس الهدف منه عودة اليمن لدولتين منفصلتين".

وفي سؤال حول ما إذا استمر وضع اليمن على ما هو عليه أكد أن "اليمن ستشتعل فيه المشاكل والحروب الداخلية، ليس في الشمال والجنوب بل بكافة المناطق حتى داخل العاصمة صنعاء، الوضع خطير جدا، ومن هم في السلطة متعجرفون، وإذا استمروا على نهجهم فستقوم ثورة لا يحمد عقباها".

معتبراً أن "السلطة تتعمد تغيير اللجان المشرفة على إنهاء الحرب بعد تعرفهم على حقيقة المشكلة دون وجود مبرر لتغييرهم، لكي تظل حقيقة حرب صعدة غائبة".

وقال المشن مدللاً على كلامه "مثلاً كان عبدالقادر هلال وزير الإدارة المحلية السابق رجلا من السلطة تم إرساله إلى جنوب اليمن في بداية احتجاجات العسكريين المتقاعدين حينما نظرت إليهم السلطة على أنهم خارجون عن النظام والقانون وأنهم انفصاليون، وردّ عليهم تقرير هلال الميداني أن حل مشكلتهم يكمن في 3 نقاط: الأولى ضرورة مساواة الضابط الجنوبي مع الشمالي لكون الأول تقاعد براتب 5 آلاف ريال (ما يعادل 25 دولارا)، والنقطة الثانية: وجوب صرف رواتب المتقاعدين والمعاقين الذين حاربوا في حرب التحرير، والنقطة الثالثة: ضرورة إعادة الأراضي التي سطا عليها ونهبها مسؤولون في الدولة إلى أصحابها، وعندئذ ردت السلطة بأن مقترحات هلال لمعالجة المشكلة جيدة، لكنه اتهم بأنه شجَّعَ الجنوبيين، وبعدها اعترفوا بالمشكلة، وصرفوا مبالغ كبيرة لمائة وثمانين ألفا من العسكريين الجنوبيين الذين تم إعادتهم لأعمالهم، وبعدها كلف هلال قبل الحرب الأخيرة بالتواصل مع الحوثيين، وقدم استقالته لأنه اقترح مالا يعجب بعض تجار الحروب، وهؤلاء يعتقدون أنهم خرجوا من حروب داخلية، وأنهم سينجون إذا عادت الحرب في صعدة".

وقال المشن أن "النظام في الماضي كان قادرا على افتعال المشاكل لكي يستمر بالحكم، لكني الآن أعتقد أن العجز بدا واضحا، وأنهم يقودون اليمن إلى الهاوية".

وفي سؤاله حول سبب عدم حسم المعركة من قبل الجيش اليمني ضد الحوثيين قال المشن "هناك عدة عوامل، أبرزها أن القائد العسكري لا يتعامل إلا مع شخصيتين هما الشؤون المالية والشؤون الإدارية، والجندي فاقد الثقة في قائده، وهذا ما يفتقر إليه الجيش اليمني منذ عشرات السنين، الثقة بين قائد الوحدة العسكرية والأفراد، والعامل الثاني أنهم يتعاملون مباشرة مع القيادة في العاصمة صنعاء بخطط عسكرية نظرية، وأمامهم عدو هو ليس جيشا نظاميا، بل حرب عصابات، وترسم الخطة على ألا يتصرف القائد في الجبهة القتالية إلا على ضوء خطة وزارة الدفاع والقيادة الأمنية، وهذا سر فشلهم".

وامتدح الحوثيين معتبراً أن "قيادة الحوثيين امتلكت جميع صفات القيادة، وكانت حكيمة وكان تكتيكهم خطيرا".

واتهم السلطة بأنها "تستثمر بورقة القاعدة لمصالحها" مشيراً إلى أنه "قبل مؤتمر لندن حوَّلَتْ السلطةُ البلادَ كلَّها إلى مأوى للقاعدة، وكل ما في الأمر أنهم يريدون أن يجمعوا الأموال تحت غطاء الحرب على الإرهاب".

وقال المشن مبرراً عمليات التقطع في محافظة مأرب "إذا خرجت مظاهرة فسيتم قمعك من قبل السلطة كما حدث للمواطنين في محافظة تعز الأسبوع قبل الماضي، إذ تعرضوا للاعتقال وتظاهروا في العاصمة صنعاء، فتم الزج ببعضهم السجون حتى الآن رغم أن مطالبهم عادلة، تظاهروا في المحافظات الجنوبية فأودعوا السجون حتى اليوم"