واشنطن: احتمالات واضحة لدور إيراني في صعدة

[أمنه]

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تأخذ علي محمل الجد مسألة تورط إيران في دعم عناصر الحوثي المتمردة في اليمن‏.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان‏:‏ سمعنا عن احتمالات واضحة لدور إيراني في صعدة‏,‏ ونحن نأخذ هذا الأمر علي محمل الجد‏.‏
ووصفت الخارجية الأمريكية الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بأنه "غير مطمئن‏",‏ مضيفةً أن إيران دولة غير متعاونة، حسب صحيفة "الأهرام"‏.‏
وكان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط قد حذر من وجود تدخلات أجنبية من "دول إقليمية غير عربية" في أحداث اليمن، وقال ردًا على سؤال حول موقف مصر من اتهامات اليمن لإيران بالتدخل في أحداث صعدة "اليمن يرى أن هناك تدخلات أجنبية ونحن نقول إننا تأكدنا بدقة مما يقوله ولدينا معلومات موازية عن تدخلات أجنبية".
وأضاف أبو الغيط "نحن نرفض التدخلات الأجنبية وليس بجديد أن يرفض أي طرف عربي التدخلات الأجنبية في شأن عربي من قوى إقليمية غير عربية".
وعلى صعيدٍ آخر، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، في وقتٍ سابق، "إن مصر بدأت تحركًا دبلوماسيًا وميدانيًا، في محاولة لاحتواء الأزمة اليمنية بوكالة من أطراف عربية".
وقال مصدر رفيع في السفارة اليمنية بالقاهرة إن "الدول العربية المعنية أوكلت قيادة هذا التحرك إلى مصر، لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين ولا تعادي أيًا من الأطراف اليمنية، وتمتلك رصيدًا ضخمًا من العلاقات التاريخية مع اليمن، وبالتالي فإن تحركها سيكون مقبولًا ونزيهًا عند معظم هذه الأطراف، سواء مع الحراك الجنوبي، أو مع الحوثيِّين في الشمال، أو مع أحزاب المعارضة اليمنية".
وكانت محافظات اليمن الجنوبية قد شهد مظاهرات تنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، فيما اندلعت مواجهات عسكرية بين الجيش والمتردين الحوثيين محافظتي صعدة وعمران.
مساعي مصرية لتجفيف منابع الحوثيين:
وفي سياقٍ متصل، كشفت مصادر صحافية مصرية عن مساعي مصرية بتنسيق عربي لـ "تجفيف منابع الحوثيين في شمالي اليمن، من خلال منع انسياب الإمدادات الإيرانية العسكرية والمالية للمتمردين، وتقديم الدعم السياسي والمعنوي للحكومة اليمنية لدحر التمرد الذي يسعى إلى إعادة حكم الإمامة الذي أطيح به من اليمن في مطلع ستينات القرن الماضي".
وأضافت المصادر أن "ملف الدعم العسكري الإيراني واستخدام بعض الموانئ الاريترية لإيصال الدعم العسكري للحوثيين كان على رأس الأجندة التي حملها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية خلال زيارتهما لإريتريا".
وكان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات المصرية، الوزير عمر سليمان قد قاما، في وقتٍ سابق، بجولةٍ شملت إريتريا واليمن والسعودية، حيث سلما رؤساء هذه الدول رسائل من الرئيس المصري، حسني مبارك.
وأوضحت المصادر أن هذه المساعي تأتي لوقف هذا "السيناريو الإيراني القابل للتكرار في عديد من الدول العربية".
وسبق وأن صرحت مصادر ديبلوماسية يمنية بأن مصر كشفت لعدة دول عربية النشاطات الاستخباراتية الإيرانية ضد العرب، والموقف الأمريكي من المشروع الإيراني المعادي للعرب.
وقالت المصادر إن "مصر قدمت إلى صنعاء عبر أبو الغيط وسليمان تقريرًا مفصلًا عن النشاطات الاستخباراتية لإيران ودولة أفريقية، بالإضافة إلى معلومات عن الرؤية الأمريكية للمشروع الإيراني الذي يستهدف منظومة الدول العربية".
وأضافت المصادر الدبلوماسية اليمنية أن الجانب المصري قدم أيضًا لليمن "معلومات دقيقة بشأن حجم النشاط الإيراني في أوساط الجاليات اليمنية في عدد من الدول الآسوية والعربية من بينها مصر وسوريا وعمان والبحرين".
وأوضحت المصاد الدبلوماسية أن من ضمن المعلومات، التي قدمته القاهرة لصنعاء "اعترافات لمقيمين يمنيين في مصر ودول أخرى أكدت لقاءهم عددًا من الديبلوماسيين الإيرانيين لدعوتهم إلى الانضمام للتنظيمات التابعة لهم سواء في إطار جماعة زعيم التمرد في محافظة صعدة عبد الملك الحوثي أو في إطار التنظيمات المسلحة والتي تتواجد في بعض محافظات الجنوب".
وكان قد تم الكشف، مؤخرًا، عن قيام الملحق الثقافي الإيراني بالقاهرة بتجنيد بعض طلاب اليمن الدارسين في مصر وإرسالهم إلى طهران، فيما اعتبرته السلطات اليمنية دليلًا إضافيًا على وجود دعم إيراني للحوثيين في صعدة.
وأضافت المصادر الدبلوماسية إن مصر كشفت عن لقاء تم بين الجانب المصري والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد, أكدت خلاله القاهرة رفضها لأي صورة من صور التعاطي مع السياسة الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، ورفضها لأي مطالبات سياسية لمعارضة الخارج تفضي إلى المساس بوحدة اليمن.
وأعربت القاهرة لصنعاء عن مخاوفها من لقاءات جمعت بين الرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد بالسفير الإيراني في دمشق.



منقول

المصدر : مفكر الاسلام