-بكل شفافية- الى ولاة امر معقل خلافة العرب والسنه المملكة العربيه السعودية

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
المراقب للوضع السعودي الداخلي مع المتغيرات الحاليه في المنطقه العربيه يجد بحسب ما ارى ان شاء الله النية الجادة لدى ولاة امر المملكة العربيه السعوديه بالاصلاح المتواكب مع ضروف المتغيرات دون مكابرة وتعنت كما يتضح ولله الحمد
ولعل ذلك مما شجعني ان اطرح جملة من النصائح الجادة لولاة امر المملكة العربيه السعودية ثبتهم الله على الدين والاصلاح , مبينا لهم ان شاء الله السبل الممكنه للمعالجة من خلال ما اراه الصواب بحسب علمي وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه عاقبة الامور
النصيحة الاولى
لايلزم صلاح ولاة الامر مطلقا وسابقتهم الى الدين والخير ان تكون ضمان لبقاءهم على دفة الامارة ما لم يكن في ذلك خدش لمعاني التوحيد وموجبات العقيدة في الله تعالى والوهيته وربوبيته واسماءه وصفاته
ذلك ان غلو التمجيد والتعظيم وخشية استقرار الظن عند الناس على احوال قلبية تجعلهم يزاحمون في احوالهم تلك القلبيه والعقليه والنفسية ما يختص بقدرة ومجد وعظمة الله تعالى مع ما يختص من قدرة وتمجيد وتعظيم لولاة الامرمما تختلط على الناس نقاط التفريق والتمييز فيحصل قدر من الاشتراك بين ما هو لله تعالى وما هو للبشر من ولاة الامور الامر الذي قد يدفع الله تعالى به عجلة التغيير نحو المراد الذي يحافظ الله تعالى به احوال الناس العقدية
ولعل هذا ما فطنت له معرفة العارف بربه تبارك وتعالى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعزله خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى لايظن الناس ان النصر من عند خالد وليس من عندالله تعالى الناصر المهيمن...فالفاروق رضي الله عنه ادرك ماقد يستقر عند الناس من ظن يحصل خلاله المزاحمه بين ماهولله تعالى وما هو للبشر فعزل خالد بن الوليد مع صلاحيته المؤكده للقياده وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول وابقاه الصديق خلال خلافته سوى ان مافطن له الفاروق رضي الله عنه بخشيته على توحيد وعقيدة الناس بعد تلك الفترة التي قضاها خالد رضي الله عنه من حصول استقرار ظني تتزاحم فيه الاحوال القلبيه الدقيقة بين ما هولله تعالى وما هو للبشر فعزله رضي الله عنهما خدمة لهذا التوحيد العظيم
هنا انصح ولاة امر هذه البلدة التي تأسست على التوحيد منذ اول يوم الاستفادة من التوجه الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز بتقليص حجم التمجيد والتعظيم للملوك والامراء وتعزيز هذه السياسة الشعوبيه العصريه الراهنة لتكون سمة ان شاء الله لولاة العهد والامراء وذلك لصالح الحفاظ على وحدة هذه الامة المباركة ومعقلها الاسلامي المملكة العربيه السعودية وذلك من خلال
اولا
الخروج من التقوقع الذي يظن به الكثير ان دين المملكة العربيه السعودية انما يمثل دين اسرة ال سعود –اي الوهابيه- فتتم اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية الاسرة اكثر من حماية العقيدة وكأن العقيدة السنية لاهل السنه والجماعة متلازمة مع هذه الاسرة بل هي خصيصة لها وان كان هذا التلازم مما نقر به لانها تأسست على ذلك سوى ان ترسيخه بحيث لانستجيز لانفسنا مناصحتهم والصدع بكلمة الحق عندهم بسبب هذا الظن يوقعنا في تمجيد وتعظيم نضرهم به من حيث الظن اننا ننفعهم وهذا ما وقع به كثير من الحكام
ثانيا
ان المملكة العربيه السعودية بلاشك قطعا تعد انموذجا للخلافة الاسلامية –خلافة ملك—وهي تحتل اكبر مساحة في جزيرة العرب مما يتعاظم عندنا بالنظر اليها كمعقل للعرب لايخص اسرة محددة او قبيلة معينه بل هي للعرب عامة واهل السنه خاصة ومحافظتنا على امنها في الظروف الحالية ليس خدمة لاسرة بل للمصلحة الاممية للعرب واهل السنه عامة, وهذا مما ينبغي للعقلاء معرفته فالناظر الى حجم المؤسسات من مدارس وجامعات وكليات وجمعيات خيريه ومستشفيات ومراكز وقوات عسكرية دينيه ومدنية يكتشف الحجم الطبيعي والحقيقة الصحيحة لجهود ولاة امر هذه البلاد ببناء دولة عظيمة للعرب قاطبة وليس لاسرة كما يريد ان يصوره البعض
النصيحة الثانية
ان الناظر لثورات تونس ومصر وليبيا يكتشف ان لكل دولة تداعياتها الخاصة وتداعيات مشتركه فيما بينها

فالظلم والفساد والقهرالعامل المشترك بينهم
اما ليبيا فالتمجيد والتعظيم للفرد الذي يزاحم في مقتضياته تمجيد وتعظيم الله تعالى واوامره
فلم تكن في ليبيا المسألة المالية هي السبب بل ان القذافي مما يعطي عطاءا قد لايتوفر عند كثير من حكام وامراء وملوك العرب ونعرف ان يخصص حصص ماليه من عائدات النفط للكثير من الليبيين
فالقهر بسبب المبالغة في العقاب بالسجن وعدم اتاحة الفرص للنقد مما يوجب التراكم السلبي في صدور الرجال مكونا عقيدة تستدعي الاستبسال كما حدث في تلك البلدان
ان مما يعاني منه بعض الحكام و الامراء والملوك هو عدم تقبل النقد وقهر كل من يوجه النقدلهم ويريد ان يقيد ذلك بطريقة تقتضي تعظيمه وتمجيده قبل ان يسيغ انتقاداته بحجة اللين كما يروج له بعض المشايخ هداهم الله تعالى في مناصحة ولاة الامور والناس في ذلك لاتستوي فمنهم من لايستطيع ان يخفض الجناح ويلين الكلام وان كان ذلك ادعى في تحقيق المراد بمناصحة من هو اقوى وابطش منك لقوله تعالى(((فقل له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى))) ولكن البعض لايريد الا ان يكون كذلك الرجل الذي قال لعمر رضي الله عنه بما معناه—سنقوم اعوجاجك بسيوفنا—لان قلوب الرجال تتفاوت درجات استعداداتها للين والتخفض للاخرين وان كانوا امكن منه في السلطان
ان الناظر الى احداث تونس ومصر وليبيا يجد ثمة تطور نوعي عظيم في وعي الشعوب ووقوف عنه لدى الكثير من الحكام والامراء والسلاطين والحاجة ماسة لاحداث نقلة نوعية لدى ولاة امر المملكة العربيه السعودية بتبني الخطوات التي بدأها الملك عبدالله الاصلاحية وتطويرها بسرعة وقوة مع المحافظة على وحدة المحكم الذي بدأه الاوائل من الحكام والعلماء

المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية