والاشتراكي حي لا يموت ...!!

[*الغريب*]

والاشتراكي حي لا يموت ...!!





بوعمر


مقدمة :
الإنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور
ـــ توماس كارليل ـــ





" الجنوب العربي " لطالما ربطته القوى الحزبية الاشتراكية اليمنية الجنوبية بأنه شكل من أشكال الإمبريالية والتحالف مع الاستعمار الأجنبي ، وغيرها من الأوصاف التي يسوقها فئة ليست بالكثيرة ولكنها قادرة على تصوير العداء لهذا " الجنوب العربي " وتعطيل كل ما يحيط به لأن في وجوده زوالهم ونهايتهم الأخيرة ، فلا عجب أن يذهب من يذهب إلى التظاهرات والاعتصامات وترديد الشعارات تحت راية اليمن الجنوبي وراياته وأعلامه تحت بند الأولوية هي في التشبث بمن أمضى على وثيقة الوحدة اليمنية في صباح 22 مايو 1990م والمقصود به جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وممثله الشرعي والوحيد الحزب الاشتراكي ...

تبدو هذه المرحلة التاريخية في عمر الحراك السلمي هي النقطة الفاصلة التي ستفصل بين ما يجب أن يكون وما يجب أن لا يكون ، وبوضوح أكثر لابد وأن نتساءل هل نريد استعادة الوطن أم استعادة الحزب الاشتراكي ..؟؟ ، ها هي الأحداث تصل إلى هنا حيث مكمن مهم في الصراعات الأيدلوجية التي تخاض على مساحة الجنوب العربي كلها وليس على مساحة اليمن الجنوبي المقتصر على مفهوم بليد يبدو فاغراً فاه ...

وحتى نستعيد شيئاً من البلادة الاشتراكية الحاضرة ، لنتأمل فيما ذهبت إليه احد المواقع الإخبارية الجنوبية ( اليمنية ) حينما نشرت فيما أطلقت عليه تحليلاً لمؤامرة يقودها الشيخ الزنداني مع بعض علماء الدين السعوديين وتوجيه السهام إلى المملكة السعودية مرة أخرى في استعداء لا يفهم منه غير أن الحزب الاشتراكي البليد مازال يتصور أنه حاضر في هذه الدنيا وعليه الاستمرار في العداء لكل الدنيا حتى عداءه إلى مكونات وطنه من ثروة وشعب وتاريخ ، هذا الميراث للحزب الاشتراكي مازال يعبث بكل شيء حتى وإن اعتقدنا بموته في صيف 1994م ...

لقد برز بالفعل التواجد الحزبي الاشتراكي منذ أن ظهر علي سالم البيض في مايو 2009م ، هذا البروز هو ما يمكن ملاحظة ما يجري من خلال التسويق لمشاريع الوهم ، ومن خلال محاولة الاستئثار بالحراك السلمي ، حتى أننا اليوم نلحظ بكل جلاء توزيع الصفات الوطنية لكل من يرضى عليهم القادمون من مقبرة التاريخ بما فيهم زعيم اليمن الجنوبي علي سالم البيض وهو يتلبس اليوم بما لا يليق به ، فهو يجب أن يخرج من جلباب الحزب الضيق إلى الوطن الواسع ، والوطن هو " الجنوب العربي " ...

إن ما أفرزته حركة الحراك السلمي هو أمر طبيعي حتى مقالة الصدمة التي جاءت من يحيي الشعيبي تؤكد أننا نذهب في مسار طبيعي فما كنا نحذر منه ها هو يمثل اليوم ، وها هي الأفاعي تخرج من جحورها فمشاريع التلسط والاستحواذ على الحكم في البلاد تكاد تخرج من قبضات أيادي من عبثوا زمناً طويلاً بالجنوب العربي ، لقد ارتقى الحزب الاشتراكي بالتخوين لمن يخالفه توجهاً سياسياً وفكرياً مع أول تصادم حقيقي ...

بعد أن اخذنا الاشتراكيين في رحلة سقيمة وعقيمة على مدار زمن طويل ، حيث تسلط الرعاع والجهلاء والحمقى والخارجين عن طبيعة البشر على " الجنوب العربي " بشراً وحجراً وتاريخاً يبقى ونحن في خضم معركة الحرية لهذا الجنوب العربي أن نصطف خلف عقيدة ومنهج صحيح فيه قاعدة واحدة تقول " لا مكان للحزب الاشتراكي " ، لا حضور لفكره البليد ، ولا حضور لشخصياته المجرمة ، ولا بقاء لشيء منه ، ماذا جنى الجنوب العربي غير التعاسة وتكريس الاحتلال من بريطاني إلى يمني ، يحدثون الناس عن ثورة واستقلال قديم وما هي غير مسرحيات أبطالها شياطين كفروا بالله الفرد الصمد ، وأهلكوا كل ما على الأرض ...

عجباً لتلكم العقول الفارغة التي تتحدث عن سرقة الوطن مرة أخرى ، فكما سرق الجنوب العربي في ستينيات القرن العشرين الماضي ها هم مرة أخرى يريد العودة إلى ذات السقم والعقم ، ها هم ينادون باستعادة سلطتهم المهزومة والمذلولة ، بالله كيف يمكن أن نقول بالرأي الاشتراكي الفاجر نعود إلى دولة ما قبل 22 مايو 1990م ثم نجلس على طاولة واحدة ، يجلس منّ مع منّ ، هل نجلس مع مجرمين قتلوا وسحلوا وسرقوا ونهبوا وأمموا ؟؟ ، سنكون جداً حمقى إن صدقنا شيئاً من الخزعبلات التي يسوقون لها صباح مساء ...

مسكين شعب " الجنوب العربي " كم هو مسكين الذي لا يريد شيئاً غير استعادة وطنه ، وعندما يريد هذا الأمر يجد أن الوطن لن يعود إلا بجلاديه ومجرميه ، تالله إن هذا الشعب هو المسكين يوم يتاجر أولاد داروين الملحد بدماء أبطاله ، وبمعتقليه في سجون الاحتلال ، مسكين هذا الشعب الذي لم يجد عند غير المجرمين والظالمين منفذاً لحقيقة وجوده على هذه الأرض ...

في هذا الزمن نستذكر تماماً ماضي الجنوب العربي ، التآمر عليه وعلى ثوابته الوطنية ، نستذكر التخوين الذي طال كل من قال بالجنوب العربي وطناً ، ليس من جهة المصادفة أن يرمى الشيخ عبدالرب النقيب اليافعي الجليل بتهمة الخيانة ، وكما هو حال التجمع الديمقراطي الجنوبي ـ تاج ـ الذي أزال علم جمهورية الشيطان اليمنية الشعبية من على هامة موقع ( صوت الجنوب ) ، ليس من قبيل شيء من الصدفة إطلاقاً أن يتجاهل المجرمين مبادرة الدكتور عبدالله الحالمي لأنها وطنية جنوبية عربية ، وليس أيضاً من جهة صدفة إطلاقاً أن يوجعهم الأستاذ شعيفان بحقائق ثابتة وشاهدة كلما نزلت واحدة وجدناهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس ...

" الجنوب العربي " هو الذي سينتصر لأن التاريخ لن يعود للخارجين عن طبيعة الله تعالى ، سينتصر لأن في الشعب اليوم كثير ممن يعلمون أن إزالة الاشتراكية هي إرضاء لربهم قبل أن يرضى عنهم أحد من كان على هذه الأرض ، " الجنوب العربي " لن يكون مكبلاً بالقيود كما كان في الزمن المنصرم فهذه المرة لديه رجالات سيوفون له كثيراً ، وسيقفون معه طويلاً ، ولن يخذلهم أحد من المؤمنين بالوطن الجنوبي العربي ...

ومازلنا عند القيادة السياسية نعود إليها ونتربص بها ، هل هي مع الشيخ عبدالرب أم مع المحامي الشعيبي ، ليس هنالك مجال للعب على الحبال ، وليس هنالك مساحة شاغرة تتلبس باللون الرمادي ، عليها أن تختار أين تقف مع الشعب في الجنوب العربي أم مع أفكار الحزب الاشتراكي ، هكذا بلغت الأمور بنا وبالقيادة السياسية التي عليها أن تجيب ...!!