أّه ياعدن

[حفيد سالمين]

نعم اّه ياعدن تذكرت اْيامك الخوالي زمن التطور الاْنساني والرقي الحضاري والمعماري نعم كنت اْسير

واْتنقل في حافلات على خطوط منتظمة وبسعر زهيد وكان هناك زي موحد وماكينة تذاكر واْلفة ناس

طيبين تجدهم جوارك يحدثوك كاْنهم يعرفوك وكنا نزور المتاحف مع اْطفالنا والمكتبات وتشاهد الناس

تقراْبنهم وفهم ونزور الحدائق العديدة التي يفوح عبق الورد في سويعات المساء منها وتشاهد روادها

من الكبار والصغار بثيابهم الاْنيقة واْصواتهم الخافتة كل يعرف مسؤليتة بدون توجيه وبعدها نجوب متنقلين

بين العديد من دور السينماء ونشاهد بائعين الفل والرياحين يعطرون الاْمسيات وبائعين اللوز والمشروبات

وقت الاْستراحة وهدؤ الجمهور اْثناء العرض واّه ياعدن تلك السينمات اْصبحت سوبر ماركت وبعضها مهجور

ومنهوب وحتى العمران كان بتخطيط ليس كما نشاهد اليوم كتل خرسانية بشكل همجي وقبيح وحتى

منظر الجبال والبناء العشوائي والشواطئ ومهزلة الكورنيش اّه ياعدن اْين الاْمسيات الفنية الجميلة انها

اْلحان الفنون في عصر الرقي كان كل شي ياْتي منك جميل ومبهر وخالد اْعرف ياعدن انك حزينة

ومقهورة من هذا القبح والعفن الذي لم تعرفيه طوال مراحلك نعم انهم حولوك الى زرائب ماشية وغابة

لصوص لايعرفون حتى معنى التمدّن ويضحكون على اْي انسان يحمل بقايا تحضر ووعي ويعتبروه ساذج

ومن كان شريف بنظرهم اْهبل ان ماحصل لك مدينتي الحبيبة هو هجوم من وحوش كانت في غابة جائعة

وكانت تتدافع للزحف والاْنقضاض عليك في لحضة سكر الحراس واّحلام بعض الموهومين وانتهازية

البعض الاخر وتخاذل البقية وتحولها الى اْصفار في المعادلة ودعينا من الماضي اْعرف اليوم ان هناك

فجر اْطل وشعاع اْقبل وغسل للعار وعودة للكرامة وشاهدتك باالاْمس تزغردين لاْستقبال اْبطال الكرامة

اللذين ليس بغرباء عنك فهم من اْرضعهم ثديك وتشربو العنفوان فهنيئا لك ياعدن بهؤلاء الرجال ومن خلفهم

كل اْبناء الجنوب ومرحبا بعودتك كاْجمل مدينة في جزيرة العرب وسنعيد الذكريات من جديد وسننشد

الاْناشيد وتصدح الزغاريد ونقولها هذا هويومنا انه العيد انه التحرير الثاني ياعدن0