الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-29, 04:34 AM   #1
صقر المشألي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-26
المشاركات: 5,678
افتراضي عن القدس العربي... الجنوب و'القضية الشمالية'

عن القدس العربي... الجنوب و'القضية الشمالية'

--------------------------------------------------------------------------------


مقال آخر رائع في هذا اليوم .. وهو للكاتب والأديب الرائع د.سعيد الجريري....

د.سعيد هو رئيس فرع إتحاد الكتاب اليمنيين بحضرموت.. وعضو بارز في جامعة حضرموت

نترككم مع المقال... وياريت أن تتم القراءة بتمعن شديد من قبل الإخوة أبناء الشمال, لأنه بالأساس يخاطبهم



الجنوب و'القضية الشمالية'
د.سعيد الجريري



إشارة: ليس للجنوب في هذا المقال أية إحالة جغرافية، فالدلالة تتجه بشفافية مباشرة إلى الترميز السياسي، لكي لا يذهب أي مستمرئ للاستغمايات الجغرافية مذهباً يتسع للعب السياسي في التفاصيل.

(1) بعد مخاض ثقيل وليس عسيراً فقط، صار من مسلمات الطرح الثوري السلمي الاعتراف مبدئياً بمسمى 'القضية الجنوبية' المذيل في سياق المخارج بـ'حلها حلاً عادلاً'. وهذا من إحقاق الحقّ ولو بعد حين، لكن مناقشة المقصود بـ'الحل العادل' تعيد 'القضية الجنوبية' إلى مربع ليس مربعها، وتضعها موضعاً إزاء مَن 'يتفضل' أو 'يتكرم' أو 'يتنازل' أو ربما 'يخاتل' فيمنحها 'حقاً' ليس لها أصلاً في تصوره، ولذلك فهي بند ليست له أهمية استثنائية حقيقية في مصفوفة ما بعد 'التغيير السلمي'، إلا على سبيل الانجراف العاطفي.
وهنا ينبغي لكل جنوبي وكل معنيّ بالجنوب قضيةً ووجوداً ومصيراً، أن يضع النقاط على الحروف بلا تحفظ، أو إغماض للعينين عن رؤية الحقائق كما هي، لا كما يصورها الخيال المخدوع، أو المأخوذ بنشوة إسقاط النظام الذي كان الطرف الرئيس في تبديد الجنوب وجوداً وقضيةً ومصيراً.

(2) القضية الجنوبية، بقليل من الشفافية والموضوعية، تستحضر قضيةً أخرى مسكوتاً عنها هي القضية الشمالية، لكنها ليست 'الحوثية' على أية حال. إنها القضية الشمالية
التي انتجت ومازالت تنتج أزمات في كل الجهات، قضية الثورة الأولى التي لم تنجز أهدافها الستة على نحو ثوري حقيقي، فظلت مهيمنات بنية المجتمع تقليدية تشير إلى واقع كأن الثورة لم تقم في 26 ايلول/سبتمبر 1962، أو كأن ما حدث هو موت الإمام؛ لذلك فالقضية الشمالية هي القضية الموازية للقضية الجنوبية، وليست قضية الحوثيين إلا جزءا من القضية الشمالية، ومن أجل ذلك فإن حل القضية الجنوبية لا يكون إلا جنوبياً، كما أن حل القضية الشمالية لا يكون إلا شمالياً، إذ ليس من المنطقي أن يحل القضية الجنوبية - حلاً عادلاً وموضوعياً- من لم يحل قضيته في الشمال، أو كان أداة (شمالية أو جنوبية) من أدوات إذكاء القضية الجنوبية نفسها.

(3)غير أن الثورة الشبابية السلمية اليوم تمثل عنواناً خلاقاً لحل القضية الشمالية، وهي تقف على مركوم الحركة الوطنية التي ووجهت بالقمع والتنكيل في مراحل مختلفة منذ 26 ايلول/سبتمبر، من دون أن تستطيع تغيير مهيمنات بنية النظام التقليدية ذات الارتهانات القبلية العسكرية العائلية، لكنّ تلك الثورة ليست مفتاحاً، بأي حال من الأحوال، لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، فهي على روعتها كانت مسبوقة في محيط القضية الجنوبية بالحراك السلمي الجنوبي الذي كان ينافح عن قضيته من غوائل القضية الشمالية التي لم يحلها المعنيون بها، وكانوا يتفرجون عليه - حد التواطؤ والشراكة - بل كانوا يخوّنون، كالنظام تماماً، رافعي شعارات القضية الجنوبية، ومازال كثيرون منهم يخوّنون كل صوت جنوبي رافض لأي شكل من أشكال الإقصاء أو التهميش أو الإلحاق، على قاعدة عودة الفرع إلى الأصل الخرافية.إلا أنه ما كان لأولئك أن يتجاهلوا الحراك الجنوبي السلمي ضد غوائل القضية الشمالية، أو أن يخوّنوه، لو كانوا قد واجهوا قضيتهم أولاً، ولأنهم كذلك فقد بدوا في حالة واحدة لا يفرّق فيها الجنوبي بين النظام والشعب في محيط القضية الشمالية، فكان من الطبيعي أن يرى الجنوبي في (كل) شمالي ضداً للقضية الجنوبية، حتى تعالت شعارات مناوئة في مدن الجنوب بلا استثناء، منها: 'لا شمالي بعد اليوم'، وهو شعار منطقي جداً في سياقه، مادام النظام والشعب لا يعترفان للجنوب المستباح المستلب المنتهب بـ'شرعية' الحرب الشمالية صيف 1994، بحقه في الوجود والمشاركة المتساوية، على خلفية الاستقواء والتواطؤ.

(4) ليس بين محيط القضية الشمالية، ومحيط القضية الجنوبية أي عداوة أو خصومة، لكن خلط الأوراق السياسية هو الذي أدى وسيؤدي إلى عداوات وخصومات. غير أن العلاقة المؤسسة على مبدأ المساواة الإنسانية في الوجود والحقوق، تقتضي الاعتراف بالحقائق مهما تكن قسوتها، ومن تلك الحقائق أن لكل منهما قضية لها خصوصيتها في محيط كل منهما، ولا يجوز تعميم قضية هذا على ذاك، أو زعم أنها واحدة أو قابلة للتعميم، على نسق خرافة 'الواحدية' التي حاول النظام تكريسها؛ لأن أي التفاف على حقيقة كهذه، أو محاولة توجيهها وجهة مغايرة، بالمراوغة السياسية، أو المخاتلة الحزبية، أو الاستقواء باختلال التوازن العسكري والأمني أو الأغلبية العددية، إنما هو ضربٌ من إعادة إنتاج منظومة النظام الذي ثار الشعب من أجل إسقاطه، ولذلك فإن سوى ذلك سيعيد إنتاج القضية الشمالية بآليات مختلفة شكلاً متفقة محتوى. ولكي تثبت الثورة السلمية في محيط القضية الشمالية ثوريتها الحقيقية، فإن موقفها من القضية الجنوبية محك تاريخي يعادل ثورياً وقفتها الشجاعة إزاء نظام صار عبئاً على الوطن.

(5) القضية الجنوبية والموقف منها لحظة افتراق تاريخية بين زمنين: زمن النظام الذي كرّس القضية الشمالية، وأثخن القضية الجنوبية، وزمن يغادر دهاليز النظام باتجاه الفضاء المدني الديمقراطي الحقيقي. فهل وقر في وعي الثورة السلمية أن الجنوب ليس فرعاً أعيد للأصل، أو تنبغي إعادته، واستباحته أرضاً وإنساناً؟.إن للتعايش السلمي بين محيطي القضيتين مستقبلاً مستقراً آمناً، يمكنهما من حلحلة عقد القضيتين، والانطلاق نحو آفاق المدنية والتحديث، وتكريس قيم العدالة والمساواة والمشاركة الحقيقية، ولا سبيل، وتلك الحال، إلى اتباع مبادئ النظام الساقط القائمة على التخوين أو الاستحواذ أو الاستقواء. فان يتوافق المحيطان على استراتيجية البناء والتنمية بالتجاور الآمن، من عوامل الاستقرار والتطور، فضلاً عن كونه يحقق المبادئ الإنسانية الأساسية، ولا يرضى بأن تكون لأي ثورة حقيقية فاعليات النظام الذي ثارت عليه، في أي بعد من أبعاد سياساته التي أدت بالمحيطين إلى المآزق التاريخية المتكررة، التي أنضجت عوامل الثورة، فكشفت القضية الجنوبية، غير المعترف بها إلى وقت قريب، أن ثمة قضية مسكوتاً عنها هي القضية الشمالية وهي قضية أكثر تعقيداً بفاعلية البنية التقليدية التي رسخ دعائمها النظام.
(6) إن حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً أمر ممكن، لكن مفاتيحه ليست بيد من لم يستطع حل قضيته الشمالية أولاً؛ لذلك فثمة قضيتان ينبغي لطرفيها أن يحلاهما مستقلتين عن بعضهما بعضاً، لاختلافهما درجةً ونوعاً. وبعبارة أوضح: ليس هناك من سبيل لادعاء النظام الجديد في محيط القضية الشمالية أن يحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، لأن العدالة نسبية، وستكون أكثر نسبية عندما تكون منظوراً إليها بعين من يحمل قضيةً مسكوتاً عنها دهراً، ولم يكن لها حامل حقيقي قبل ثورة الشباب السلمية الرائعة.
لكن روعة الثورة الشبابية السلمية لا تعني أن ننجر خلف شعور رومانسي ثوري من جديد، فنعيد إنتاج ما جاهد الحراك السلمي الجنوبي في رفضه، وقدم التضحيات العظيمة في سبيله، أو ما ثار من أجله الشباب الرائعون وقدموا التضحيات العظيمة في سبيل إسقاط النظام اليمني الفاسد ؛ فذاك شكل من أشكال القفز في الهواء، وليس شيئاً سوى ذلك، وهو منافٍ لمبادئ الثورة الشبابية السلمية المنادية بالحرية والعدالة والمدنية.(7) أليس من منطقيات الحرية والعدالة والمدنية، بعد هذا، القول بأن القضية الجنوبية ليست استغماية جغرافية؟ لعل القراءة الموضوعية تفضي إلى توكيد هذه الحقيقة التي أهال عليها النظام الساقط أتربة وأتربة، حتى كادت تختنق.
' أكاديمي وكاتب يمني
صقر المشألي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-29, 05:15 AM   #2
شيخ الطيور
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-20
المشاركات: 2,206
افتراضي

موضوع رائع يا ريت احصل على الرابط
فتحت القدس العربيه ولم استطيع ان اشاهد
هذا الموضوع الرائع يمكن العمر قد اثر عليا
يا ريت تتكرم برابط انت ولا اي شخص هنا
شيخ الطيور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-29, 05:29 AM   #3
يسري راغب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-31
المشاركات: 253
افتراضي

http://adenalghad.net/articles/336/%...8A%D8%A9.h tm
يسري راغب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-29, 05:52 AM   #4
اوراس شمسان
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-02
المشاركات: 1,176
افتراضي

اعزائي
صقر المشألي
شيخ الطيور
يسري راغب

لا ادري كيف فاتكم التاكد من تأريخ المقال رغم ان المقال يصلح لكل الازمنه للدكتور سعيد الجريري
المقال الموجود الجنوب والقضية الشمالية هو مقال قديم قبل 3 اشهر ونصف في 10 مايو 2011

المقال الجديد والاهم هو
http://goo.gl/yPQwo

القضية الجنوبية من طبطبة الثورة إلى قبقبة الوحدة

د.سعيد الجريري


الاثنين 29 أغسطس 2011 01:42 صباحاً


إشارة (1):
جاء في الأمثال الشعبية القبقبة للولي والفائدة للقيّوم )، والقبقبة: معناها ضرب الدف والطبل عند الولي أو القبر المزار، ولا يستفيد منها الزائر ولاصاحب القبر، ويضرب هذا المثل في من ذهب يطلب المنفعة من الذي لا توجد عنده المنفعة والمستفيد غيره.
إشارة (2): أثرت في مقال سابق قضية مسكوتاً عنها هي القضية الشمالية بموازاة القضية الجنوبية، خلصت فيه إلى أن " حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً أمر ممكن، لكن مفاتيحه ليست بيد من لم يستطع حل قضيته الشمالية أولاً؛ لذلك فثمة قضيتان ينبغي لطرفيها أن يحلاهما مستقلتين عن بعضهما بعضاً، لاختلافهما درجةً ونوعاً. وبعبارة أوضح: ليس هناك من سبيل لادعاء النظام الجديد في محيط القضية الشمالية أن يحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، لأن العدالة نسبية، وستكون أكثر نسبية عندما تكون منظوراً إليها بعين من يحمل قضيةً مسكوتاً عنها دهراً، ولم يكن لها حامل حقيقي قبل ثورة الشباب السلمية الرائعة. لكن روعة الثورة الشبابية السلمية لا تعني أن ننجر خلف شعور رومانسي ثوري من جديد، فنعيد إنتاج ما جاهد الحراك السلمي الجنوبي في رفضه، وقدم التضحيات العظيمة في سبيله، أو ما ثار من أجله الشباب الرائعون وقدموا التضحيات العظيمة في سبيل إسقاط النظام اليمني الفاسد ؛ فذاك شكل من أشكال القفز في الهواء، وليس شيئاً سوى ذلك، وهو منافٍ لمبادئ الثورة الشبابية السلمية المنادية بالحرية والعدالة والمدنية".
(1)
واليوم يتأكد لنا بالمقال الذائع أن ما كان الجنوبيون يتوجسون منه، يتم تكريسه باستعلائية "ثورية" و"وطنية" تختزل العالم في ذاتها، فلا ترى للجنوبيين قضيةً إلا بمقدار التماهي حد المسخ في سياق بنسف القضية نسفاً. تجلت تلك الاستعلائية في تصريحات وكتابات أخيرة لعلي حميد، ومحمد الظاهري، ومنير الماوري، ومنى صفوان، وغيرهم، على إثر مواقف جنوبية من تشكيل المجلس الوطني، تماهى فيها أولئك الكتّاب – وبعضهم أعضاء في المجلس الوطني- من حيث لا يشعرون مع النظام الذي يثورون عليه ويهتفون بإسقاطه منذ فبراير الماضي، حتى قال قائلهم إن مقايضة إنجاح الثورة بضياع الوحدة مستحيل!.
ولست هنا في وارد الرد عليهم، بقدرما أريد أن أضع بعض النقاط على حروف معينة، وأضع نقاطاً أخرى تحت حروف غيرها، وأحرر بعض الحروف من النقاط، كيما نستطيع أن نقرأ بعضنا بلا أي لبس محتمل، أو تصحيف أو تحريف، بقصد او بدونه.
(2)
ولكن قبل أن أفعل ذلك أقتبس شيئاً مما عبرت عنه الزميلة بشرى المقطري بعد إعلان تشكيلة المجلس الوطني، مما له صلة بالقضية الجنوبية. قالت:" إن المجلس الوطني بصيغته الحالية لم يتعامل بمسئولية تاريخية حيال القضية الجنوبية التي هي من أهم القضايا التي تواجه الثورة والمحك الرئيس في إخارج البلاد من احتراب قادم، فلابد أن يكون له رؤية وطنية شاملة وعادلة للقضية الجنوبية بما يلبي تطلعات أبناء الجنوب". وأضافت "على الرغم من تمثيل المجلس الوطني بعديد من الشخصيات الجنوبية، إلا أنه لم يتحقق مبدأ المناصفة، ولم تقم قوى الحراك الجنوبي باختيار ممثليها للمجلس الوطني بل تم تعيينهم".
ذاك ما عبرت عنه بشرى بموضوعية ثورية، لكن منير الماوري و منى صفوان لم يرق لهما مبدأ المناصفة، فرفض الماوري أن يكون ربع مواطن في بلاده مادام للجنوبيين نصف ما للشماليين في المجلس، معللاً ذلك بالكثرة العددية الشمالية، ورأت منى صفوان في المناصفة ابتزازاً جنوبياً للثورة اليمنية، منكرة المبدأ من حيث هو، وكأن الجنوب محافظة شمالية مع الأسف!.
(3)
ومع الأسف أيضاً أنه حتى منير الماوري لم يستطع التحرر من مقولة الأصل والفرع وإن لم يذكرها في مقاله. ويبدو لي أن هناك من يرى الجنوب ملحقاً للشمال، متناسياً أن الوحدة ليست اكثر مما عبر عنه البردوني في قصيدة ( ربيعية الشتاء) حيث المفارقة بين التزاوج دلالياً.
ثم أن الجنوب لم ينتظر قيام الثورة الشبابية السلمية كي يقال له انتظر، ثم ننظر في قضيتك. إن ثورة الجنوب على النظام كانت مبكرة، ولم توازها ثورة في الشمال على النظام، في صورة من صور الخذلان. فلماذا عندما يثور الشمال يقال للجنوب انتظر، ولا فك ارتباط لك ولا مناصفة أو سواهما. ولو أنصف الشماليون لرأوا في المناصفة بعداً رمزياً للاعتراف الفعلي بحق الجنوب الذي اتنتهكت دولته ومُسح سياسياً بالحرب الظالمة.
أظن أن الماوري لم يكن موضوعياً إلا بمقدار مناطقيته ( الشمالية)، المغلفة بكلام نظري عن المواطنة المتساوية ...إلخ، مع علمه بأن تناقضات المجتمع وتراتبية الشيخ والرعوي على سبيل المثال لا وجود لها في مجتمع الجنوب.
لكن الماوري - وقد جوبه بغضب جنوبي عارم - يقول في مقال تالٍ: " اعتراضي على فكرة التقاسم نابعة من فهمي للقضية الجنوبية بأنها قابلة للحل عن طريق ترسيخ المواطنة المتساوية وإلغاء الضم والإلحاق وإشراك الجنوبيين في كافة شؤون بلادهم وفي تقرير مصير اليمن الموحد كاملا ".
وقول الماوري جميل - نظرياً- ونثق أن هناك عهوداً مغلظة وموثقة سوف تقدم للجنوبيين، وربما تدوّن في الدستور الجديد، لكن ندرك يقيناً للأسف أنها لن تلقى طريقاً للتطبيق ولو في حده الأدنى، ليس لأن منير الماوري -وهو ممن نجلّه كثيراً- لا يريد ، ولكن لأن مركّبات القضية الشمالية وتداعياتها هي التي ستفعّل قوانينها الناظمة، لأسباب موضوعية ينبغي ألا يتم القفز عليها تحت أي موجّهات عاطفية أو تكتيكية؛ ولعل مؤشرات المآلات المنظورة للثورة الشبابية السلمية، تؤكد مدى تمكن مفاعيل البنية التقليدية، وتعويقها مسارات الانتقال الحقيقي إلى عصر الدولة، دع عنك صفتيها المرجأتين ( المدنية الحديثة).
لكن غير الجميل في قول الماوري أنه لم يفهم القضية الجنوبية، ولذلك يرى أنها " قابلة للحل عن طريق ترسيخ المواطنة المتساوية وإلغاء الضم والإلحاق وإشراك الجنوبيين في كافة شؤون بلادهم وفي تقرير مصير اليمن الموحد كاملا ".
فإذا فككنا قول الماوري وجدنا أنه يرى الجنوب ملحقاً بالشمال - ربما من حيث لا يشعر - فإشراك الجنوبيين، عمل فاعله غير الجنوبيين، أي الشماليين، فالشمال هو المشرِك ( بكسر الراء) والجنوب هو المشرَك ( بكسر الراء)، أي أن هناك أصلاً هو الشمال، يقابله فرع هو الجنوب!.
ولا يدور بخلد الماوري بطبيعة الرؤية أن الإشراك غير الشراكة، ومادام المتغير الذي سيحدث هو الإشراك، فإن ذلك شكل من أشكال التنازل الثوري الشمالي، ولو بصورة مضمرة، في حين أن الجنوبيين على اختلاف مشاربهم، قد أعادوا النظر في الوحدة، ولم يعد في خياراتهم هذا المسمى، وهذا ليس سراً من الأسرار الجنوبية، كي يتغابى أي متأمل للقضية الجنوبية، فيوهم قراءه في الشمال والخارج بأن في الجنوب من سيذرف الدموع على وحدة اغتيلت بالحرب في صيف 1994م. فأدنى الخيارات الجنوبية لحل المسألة الشمالية هو نظام اتحادي فيدرالي بين إقليمين شمالي وجنوبي، وليس وحدة معمدة بالدم أو مظلله بشعار الوحدة أو الموت، وأعلى خيار جنوبي معلن هو فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية التي تحالف النظام مع شعبه في الشمال بدرجة رئيسة، على تقويضها بكيفيات مختلفة، لكن ممنهجة.
(4)
هناك خياران لن يتحقق أحدهما إلا إذا حظي بمشروعية جنوبية عبر استفتاء حر ونزيه وبإشراف دولي، فإما أن يكون النظام القادم اتحادياً فيدرالياً بين كيانين لكل منهما صفته الاعتبارية، بعيداً عن خلط الأوراق، وعندئذ ستكون شراكة اتحادية، وليست وحدة اندماجية، وسيكون لكل من الشمال والجنوب خيارات ومسارات متوافقة مع خصوصيات كل منهما. وإما أن يكون النظام القادم مراجعة موضوعية لما حدث، وعندئذ ينبغي للشمال أن يدع المكابرة والاستقواء جانباً، ويعتذر للجنوب عما لحق به منذ صيف 1994م، ويبني علاقته مع الجنوب بعد فك الارتباط سلمياً على قاعدة حسن الجوار والشراكة الاقتصادية والمصالح المتبادلة، كي يحيا الإنسان شمالاً وجنوباً بأمان، وتُطوي صفحات هابيل وقابيل إلى الأبد؛ لأن سوى ذلك انزلاق في سيناريوهات مفتوحة على المجهول.
وفي هذا السياق يبدو لي في ما نطالعه منذ حين أن الزملاء في الشمال يتعاملون مع الجنوب تعامل رب العمل مع نقابة العمال، متناسين ما سيقره العمال قبولاً أو رفضاً. فلو سلمنا جدلاً بأن الجنوبيين لم ينسحب منهم أحد من عضوية المجلس الوطني المعلن، أو أن المناصفة تمت، هل يعتقدون أن الشعب في الجنوب طوع أولئك الأعضاء المختارين من قبل مديري شؤون المجلس في صنعاء؟. الشعب أولاً، ولا وصاية لأحد على شعب الجنوب المتطلع لوطن لا يستضعفه فيه أحد بالكثرة العددية، لأن التكاثر لا يعني شيئا في الحالة اليمنية أكثر من كونه عبئاً تنموياً في ظل الجهل والتخلف، وهو مظهر من مظاهر البعد عن الحياة المدنية المنتسبة لشروط العصر.
وبالمختصر: هل هناك فرق بين مقال الماوري وخطاب النظام من حيث الاستقواء العددي؟.وهل نحن في وطن افتراضي حتى نتحدث بهذا الشكل المجافي لحقيقة القضية الجنوبية؟. طبعاً لا، لكن الزملاء كالماوري وصفوان وحميد والعمراني والظاهري وغيرهم، إذ يستغربون مواقف الجنوبيين، يبدون كمن لم يخرج من عباءة النظام الذي يثورون عليه الآن، من حيث النظر إلى الجنوب بوصفه ملحقاً تاريخياً أوإرثاً جغرافياً لهم، فهو فرع لأصلهم أصلاً. ولذلك فهم لا يرون طمس الجنوب من الخارطة السياسية والاقتصادية والثقافية وتدميره بمعاول النظام، إلا خطوة وطنية، ولا ملاحظات لهم إلا على آليات النظام، ولذلك سيستبدلون آليات بأخرى، ليظل الجنوب ملحقاً تاريخياً وإرثاً جغرافياً لهم، ولا بأس من الطبطبة "الثورية" عليه عاطفياً و (منحه) بعض ممنوعات النظام السابق، ليجد نفسه إزاء قبقبة " وحدوية " مرة أخرى، ولكن بشعارات مختلفة.
(5)
بقي أن أتساءل: ماذا سيقول الماوري وصفوان والظاهري وحميد والعمراني وغيرهم لو طلب الجنوبيون المنسقون معهم أن يعتذر الشمال للجنوب عن تواطئه مع النظام ضده، والتكفير عن خطيئته التاريخية؟ أيقبلون أم يرفعون ( بصائر ) الوطنية، على رماح الضم والإلحاق والفيد المفتوح؟!.
لقد ( تقبقب ) الجنوب منذ 1994م، ولم يطل زمن الطبطبة بأولوية القضية الجنوبية، الأمر الذي يقتضي مكاشفة تاريخية لكي تنجح ثورة الإنسان أولاً، في الشمال والجنوب سواءً بسواء، حيث لا استعلاء ولا استعداء، وحيث لا معنى بأي منطق أخلاقي أو وطني للقول بإن " مقايضة إنجاح الثورة بضياع الوحدة مستحيل!!.
اوراس شمسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-29, 06:10 AM   #5
شفاء جوهر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-12-23
المشاركات: 602
افتراضي

كلا المقالين راائعين
ورساله واضحه لاولئك اللذين يحاولون القفز فوق القضية الجنوبية والحراك الجنوبي
وهم يبدو احدى الاثنين :
اما انهم امتهنوا العمل السياسي دون بصيره او ادراك
و اما انهم لا يقراؤن التاريخ و لا يفهمون نضالات الشعوب عندما تثور مطالبة بحقوقها .
وعليهم اعاده حساباتهم وفقاً ومتطلبات المرحله والواقع على الارض .. وليس التمنى والاحلام السرمديه
شفاء جوهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كاتب يمني في صحيفه القدس العربي :انفصال الجنوب مجرد وهم سرور بيتر المنتدى السياسي 3 2011-06-19 03:43 PM
ما الفرق بين تهويد القدس ويمننة الجنوب العربي . أبو الأحرار 11 المنتدى السياسي 0 2010-09-20 12:12 AM
القدس العربي (البيض يدعو إلى فك ارتباط الجنوب عن الشمال بالطرق السلمية جني انفصالي المنتدى السياسي 6 2010-08-11 03:43 PM
القدس العربي : القضية الجنوبية منعطفا جديدا اسدالجنوب المنتدى السياسي 0 2010-07-08 02:12 AM
القدس العربي / متظاهرون يمنعون قيادات المعارضة ويطالبون بانفصال الجنوب عن أبو عامر اليافعي المنتدى السياسي 1 2008-03-09 09:20 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر