انه زمن النطيحة والمتردية .. زمن على عبدالله صالح

[يافع اليافعى]

كتب / يافع اليافعي
في هذا الزمن الرديئ .. زمن النطيحة والمتردية وما اكل السبع .. والثعلب والكلب .. زمن على عبدالله صالح وكل معتوه .. الذي ازدهر فيه بيع هوى الكذب .. وراجت بضاعة التضليل .. وارتفع مؤشر الانحلال والتحلل من الاخلاق والفضائل .. في اسواق الحراج وحانات المزايدات .. على ايدي سماسرة الخسة وبلاطجة النخاسة .. في باب اليمن وميادين التحرير والسبعين .. وشاعة فيه ممارسة العهر الاعلامي .. وباعلى تقنيات الحقارة والتزوير ( الماركة التجارية الحصرية لغلمان النظام اليمني الساقط والساقطين ) .. من راقصي فرقة حسب الله للدعاية والتضليل .. والرقص السياسي الخليع ..عبر الفضائيات والصفحات.

في هذا الزمن الرديئ .. زمن انتعاش الرذيلة .. وانتكاس القيم .. وانحسار الفضيلة .. ظهر علينا هذا المسخ البشري الشاذ والنشاز .. قاهر الشرفاء .. وقاتل الاحرار .. ومذل الايتام .. ومهين النساء .. وناهب حقوق الفقراء .. وزعيم الحقراء .. وسيد الجبناء وحصن الانذال .. وقلعة السفاحين .. واستاذ الفاشلين .. ومفخرة اللصوص .. ومعجزة الحرامية .. ومفرخة الناهبين .
ظهر علينا ويظهر كل يوم .. متعمم بعمائم العلماء .. ومرتقى منابر الخطباء .. ومتبوء مناصب العظماء .. ومعتلى منصات الساحات .. ومقصورات القيادات .. ومتمطي ظهور العاديات .. والمغير على سروج المغيرات .. ومؤم حشود التجمعات .. يظهر اميراَ للمؤمنين .. وامام للمصلين .. يهتف بشعارات .. ويهذي بخزعبلات .. ويصرخ بتهديدات .. ويصيح بتحذيرات .. ويصرح بمبادرات .. ويلوح بويلات .. ويتنبئ بكوارث ونكبات .. كل هذا وكل ذاك .. لمجرد ان شعبه قال له ( ارحـــل .. الكرسي من تحتك ذحـل ) .. ولا لشيئ .. الا لفرض بقائه في السلطة .. وابقائه على الكرسي .. و الرضى به .. والقبول بنظامه .. ولهدف ومقصد تسليم العهدة لابنه من بعده .
لقد طغت عليه النرجسية .. ووصل فيه الغرور حد الاعتقاد .. انه لا مثيل له ولا نظير .. لا بالعلم ولا بالزعامة والفصاحة .. ولا بالدهاء والذكاء .. بل ولاحتى بوهب الكرامات .. واعطاء المكرمات .. وتطهير الانفصاليين والحوثيين والمشتركيين والثوار .. بمنتجات الشركة السنحانية لصناعة السمن والصابون .. من منكرات الخروج عن شوره ورجس المطالبه برحيله .

ظهر علينا هذا المسخ الدجال .. مفتى في المساجد ومحاضر في الحسينات وكاهن في الكنائس وبوذي في المعابد .. ليفتي في امور الدنياء والدين .. ويحاضر عن الاديان والحياة .. يسدى المواعظ لاطالة امده .. ويرشد الى سبل طاعته .. ويوصى بعدم الخروج عن حكمه .. ويحدث عن فضائل ديمقراطيته .. ومزايا شرعيته .. ورسوخ دستوريته .. ونبل شخصيته .. وبنهب الثروات احقيته .. وللتوريث مشروعيته .. وبالحكم ملكيته .. وبالكرسي المذحل وحدانيته .. وبالذرية الفاسدة ديمومته .. وببطانة السوء ادامته .

لقد بلغ به الغرور مبلغا ..ً فاصبح يمنح صكوك قصورالجنة للمؤيدين له والمؤيدات .. وبمقاعد النار يتوعد المخالفين والمخالفات .. وبقاع جهنم يقذف بالمعارضين والمعارضات .. وبوحشة القبور يذكر المختلطين والمختلطات .. وبيوم النشور يهدد الهاتفين والهاتفات ( بسقوط نظامه ) .. يذكر الخصوم بالنار والصديد والوريد .. وباشجار الزقوم .. ويوعد الاحباب والاصدقاء والاصهار والمطبلين .. بانهار الخمر الشلال .. واللبن الزلال .. والعسل السائح .. وبعصير يماني السائل .. وباشجار العنب والفرسك والقات الفاتش .. وبمجاورة المطبلات والمزغردات .. وبصحبة على الراعي وسلطان البركاني وعبده الجندي .. والامام السعيد احمد بن علي .
يهذي من علي الشاشات .. ومن خلف المكبرات .. بحضور المجرمين .. وبرعاية المنافقين .. وتصفيق البائعين .. وصفير المأجورين .. ونهيق الفاسدين .. وهتاف المرتشين .. وصخب طبول المطبلين .. ونفيخ اوداج المقوتية والمزمرين .. دون رادع من عقل .. اومانع من حياء .. او حساب لسن .. اوقيمة لمنصب ..لميدان السبعين يحلل الرشوة .. وعلى ساحة التغيير يحرم الخبزة .. في التحرير يجيز الخليط وفي السبعين يجوز المليط .. وعلى المعتصمين يستنكر الاختلاط ( المزعوم ) .. يبيح للمؤتمريات السفر من محافظة الى محافظة .. ومن مدينة الى مدينة .. وعلى الثوريات ويستنكر المشي حتى من زنقة الى زنقة .. يشارك المغنيات التغني باسمه .. والغانيات الهتاف بحياته .. ويحرم على العفيفات الطاهرات النداء بالحرية .. يتحدث عن فضل الوحدة معه .. وعقمها بدونه .. ورونق الديمقراطية بوجوده وبتشوهها بدونه .

اللهم شماته .. اللهم لا تأخذنا فيما فعل السفهاء منا .. انه الافلاس السياسي .. والخروج المزري .. والهروب المخزي .. والرحيل المذل .. الذي لم يحسب له حساب يوما .. ولم يضعه بالحسبان لحظة .. انه الرحيل الى محكمة الشعوب .. ومنها الى مزبلة التاريخ .