قواعد الموت في شبوة ! | بقلم : احمد عمر بن فريد

[اسدالجنوب]

المتابع لمجمل العمليات القتالية التي تدور رحاها حاليا على ارض محافظتي أبين وشبوة , مابين الجيش اليمني وعناصر تنتمي لتنظيم القاعدة لا يمكنه تخطي العنوان الكبير لهذه الحرب الذي يشير بشكل واضح إلى أنها نتيجة طبيعية ل " حرب سياسية " تحدث في صنعاء مابين الرئيس عبدربه منصور هادي ومنظومته من جهة وعلي محسن الأحمر وجماعاته وأجهزته و" عناصره المتأسلمة " من جهة أخرى.
وفي تقديري أنه لو قدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوقوف على أعمال تلك " الجماعات الإسلامية " لهاله كثيرا .. ولأحزنه أكثر .. هذه الحالة المزرية التي وصل لها من يعتقدون اليوم أنهم يمثلون الإسلام في نسخته الحقيقية كما يدعون ! لأن الحقيقة التي سيخبرهم بها من انزل رحمة للناس أجمعين , ومن بعث ليتمم " مكارم الأخلاق " ما كانت للتجاوز القول : إنكم اسوأ من يمثل الإسلام ياهؤلاء .. وان لا علاقة للإسلام بما تقومون به من أعمال وأفعال إجرامية .. وأن لا شئ يربط بين ما أبلغته في رسالتي السماوية لأمتي وهذا الذي تقومون به باسم الإسلام زورا وبهتانا.. لأن الإسلام دين المحبة ودين المودة ودين الرحمة , وما تقومون به أنتم هو في أصله وفصله مجرد ممارسات وحشية غير أخلاقية .. ولا علاقة لها بأي شريعة سماويه !
ان اسوأ ما يمكن ان يمثل الإسلام في ظني هو " المتأسلم الجاهل " ! .. وقائد السيارة التي كانت تقل أسرى الجيش اليمني لدى القاعدة كان شخصا من هذه النوعية , وهو نسخه لآلاف مؤلفه من أمثاله اللذين ابتلي بهم الإسلام اليوم وتمت صناعتهم من قبل أقذر أجهزة استخبارات العالم , وسخرت لهم – بطرق غير مباشرة – مئات الملايين من الدولارات التي تتدفق عبر قنوات سرية من مختلف دول العالم إلى مختلف دول العالم عبر قنوات وأنابيب فوق الأرض تعتبر اعقد من أنابيب الانترنت التي تمتد تحت البحار والمحيطات..! وإذا كانت أجهزة الدول الغربية الاستخباراتية قد استطاعت ب" ذكاء شيطاني " استخدام هذه العناصر المتطرفة دون ان تشعر وتوجهها كرؤؤس حربه لخدمة أغراضها وأهدافها السياسية فهذا امرا لا يعيبها كدول تبحث عن مصالحها , وان كان عليها ان تتحمل نتائج ما تفعل وتبعاته ! لكن الأمر المعيب والمخجل والمخزي ان تستخدم " أجهزة الدول الإسلامية " الإسلام نفسه من خلال هذه الجماعات وهي تعلم يقينا ان ماتقوم به هو عمل قبيح يشوه الإسلام ويجرده من طهارته ونبل تعاليمه ... فلماذا تفعل إذا هذا ؟؟!
سائق ( البيك آب ) .. الذي كان يقل بسيارته الأسرى من العسكر كان يهدد وتوعد أثناء توقفه في محطة الوقود ! ولكنه أتحفنا وأكرمنا بحديث يعتبر التسليم به من قبله هو دليل غباء , ويعتبر عدم التسليم به من قبلنا دليل أكيد على ان هذه الجماعات باتت وسيله سهله يتم استخدامها باسم الإسلام مع الأسف الشديد لتصفية حسابات سياسية ما بين قوى محلية وإقليمية ودوليه أيضا ! صاحبنا " المتأسلم " كان يقول وهو يشير إلى جنود صنعاء : ان هؤلاء كانوا يسلمونا شرائح جوالات مجانا لكي تضربنا الطائرات الأمريكية !! .. وإذا ما أعدنا التأكيد هنا على ان الطفل الصغير بات يعلم ان " شريحة الجوال " يمكنها ان تدلل على الموقع الجغرافي لصاحبها لواجهنا السؤال البديهي الفوري : وهل كان " صاحب القاعدة " لا يعلم هذه الحقيقة الساذجة حتى يتقبل هو .. وهو " المستهدف أصلا " شرائح تسلم لهم كهدايا من قبل جنود يرونهم في عداد المتعاونين مع أعداء الله بحسب وصفهم ؟؟!! .. هل كان يريد ان يقنعنا " سائق البيك آب " ان المعلومة التي أتحفنا بها هي اخطر المعلومات التي تم التوصل لها من قبلهم ؟! .. ياهؤلاء قبل ان ترحموا عقولنا وعقولكم التعبانة .. ارحموا الإسلام .. وتذكروا محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام وكيف كان سلوكه وتعامله ثم قارنوا أنفسكم به .. وان كنت اعتقد ان مثل هذه المقارنة ان حدثت لن تشعر ضمائركم بالخجل ! .
علي محسن الأحمر يريد ان يهز أركان عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه محمد ناصر ليظهرهم في موقف الضعفاء الذي لا يقوون على أحكام قبضتهم على " مجموعات إسلامية " متزايدة في اليمن .. لكننا نعلم والعالم يعلم أيضا ان هناك علاقة إستراتيجية ما بين الجنرال محسن وهذه العناصر وانها علاقة لم تعد خافيه على احد ! .. هذه واحدة .
أطراف سياسية في صنعاء تريد ان تدفع إلى الجنوب بأكبر عدد ممكن من " القوات اليمنية " لكي تزيد من قوام قوات الاحتلال هناك خوفا مما يمكن ان يحدث في المستقبل في الجنوب المنتفض في سياق العملية النضالية بحثا عن الاستقلال الحرية ! ولكي تكثف هذه القوى من " العدد والعدة " التابعة لها في الجنوب المحتل , لابد من خلق ذريعة مقبولة لهذا التحشيد العسكري !.. وبطبيعة الحال لا يمكن إيجاد ذريعة أفضل من ذريعة " محاربة الإرهاب " وعناصر القاعدة المتزايدة في بلادنا الجنوب ! .. هذه الثانية .
الأطراف دوليه التي صاغت بنود القرار الدولي ( 2140 ) والذي وضع اليمن تحت الوصاية الدولية بموجب أحكام الفصل السابع , تريد ان يصل الوضع إلى حالة من " الفلتان الأمني " الذي يؤكد على أن " الأمن والسلم " العالمي بات مهددا ما يبرر بموجب قرار واحكام الفصل السابع وجوب التدخل الدولي العسكري ووضع دستور مؤقت وحكومة انتقالية بإشراف دولي أيضا ... هذه الثالثة .
كل هذه الاحتمالات واردة معا .. أو على الأقل واحدا منها , لكن الأكيد ان أهلنا في شبوة وأبين بشكل خاص والجنوب بشكل عام لا علاقة لمصلحتهم الوطنية بجميع هذه الأمور نهائيا , بل أنها تتعارض تماما مع أمنهم واستقرارهم وسكينتهم الاجتماعية وحقهم الوطني المشروع في تحرير بلادهم من كل هذا الرجس الذي يحدث وصولا إلى إقامة دولتهم الوطنية الحرة المستقلة .. لكن المقارنة مابين هذا الحق المقدس وردود الفعل الفردية أو الجماعية التي حدثت في المحافظتين من قبل شخصيات اجتماعية أو من قبل قبائل هنا أو هناك لا ترقى مع الأسف الشديد إلى مستوى هذا الهدف الكبير ! .. وعلى الرغم إننا لا نقلل من أهميتها من حيث هي " وقائية " إلا أنها اقل بكثير مما هو مطلوب منها كطرف ومن قبل قوى الحراك الجنوبي السياسية كطرف أخر, و التي اكتفت بموقف المتفرج على مسرح العمليات الساخن في شبوة وفي أبين معا !
أيها السادة .. إننا بأمس الحاجة الآن أكثر من إي وقت مضى لخلق وعاء اجتماعي رديف للوعاء السياسي الجنوبي يتمثل في إنشاء ( مجلس تحالف قبائل الجنوب ) وهي الفكرة الحاضرة بقوة حاليا دون ان تجد من يتصدى لها عمليا ويحولها إلى واقع عملي يحمل مشروعا سياسيا منسجما مع الحركة النضالية الجنوبية من جهة ويقوم بتوظيف القبيلة المتماسكة حاليا في مواجهة مثل هذه الاختلالات الأمنية الكبيرة والمرشحة للتفاقم مستقبلا . وفي هذه المناسبة لا يفوتنا ان نهنئ أنفسنا و( يافع ) بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير " العر " .. وفي يقيني ان تزامن هذه المناسبة مع ما يحدث في شبوة وأبين ليؤكد لنا جميعا ان ملحمة العر تود ان تخبر أهلنا في الجنوب بشكل عام أنها تجربه تستحق التمعن والمقارنة أيضا بما تحدثه قوات الاحتلال ومن يتعاملون معها من المتأسلمين في شبوة وأبين .