غلطة الشاطر بألف

[ابو معجب]

نعم العطاس يضع العربة قبل الحصان )بقلم / عبدالوهاب محمد الشيوحي (

انسجاماً وتوافقاً مع ما كتبه الكاتب الكبير الأستاذ حسن علي كرم في صحيفة الوطن الكويتية وتناقلته المواقع الالكترونية , فاني أقول أن هذا المثل ينطبق كلياً على ما قاما ويقوما به السيدين الجليلين علي ناصر والعطاس من كافة جوانبه , فبالإضافة لما تفضل به الأستاذ حسن فكذلك هو الحال إذا نظرنا للأمر من جانب أن السياسة فن الممكن , فوفقاً لما يطرحه الرجلين من وجوب التوافق مع قيادات الشمال على حل للقضية ألجنوبيه فأن الأولى بهم كان إن لا يكشفا عن النوايا الحقيقة لهما , وان لا يحرقا أوراقهما دفعة واحدة . وما قاما به في هذا الجانب يكشف عن الكثير من قصر النظر والاستخفاف ( مجدداً ) بالآخر , والذي أثبتت السنين بأنه خصم ماكر ومخاتل ( وباطني ) .
المفاوض الناجح أيها السادة لا يكشف أوراقه على النحو الذي قمتما به , بل يحتفظ بأسلحته ولا يبرزها إلا حينما تبرز الحاجة لها وفي الوقت الذي تقربه فيه من تحقيق هدفه .
أما إن يعلن هدفه المرحلي وكذلك النهائي قبل حتى إن يقبل الطرف الآخر التفاوض معه , أو قبل حتى أن يعترف بقضيته , فذلك لعمري يخالف نواميس الدبلوماسية وأعراف السياسة , الهم إلا أن كانا يتوقعان حضور قيادات الشمال إلى القاهرة أو أي مكان آخر في العالم للتوقيع على مشروعهما مربوطي الأعين واليدين..
لنفترض جدلاً أن الطرف الشمالي اعترف بحجم القضية وارتضى الدخول في مفاوضات مع أبناء الجنوب حولها , فبماذا احتفظا الرجلين لجولات المفاوضات ؟!, وماذا تركا للوسيط ؟!
وهل يتوقعان أن يُدفع لهما ثمن مافرط به أصلا قبل التفاوض ؟!. ما حصل عليه المفاوض مجاناً فليس بوارد دفع ثمنه بأثر رجعي , بل سيسعى للحصول على المزيد , وطالما ومشروعه هو الوحدة الاندماجية الكاملة وأنتما قد وضعتما الفيدرالية سقفاً لكما -على الأقل في هذه المرحلة - , فأين سيكون الملتقى بين الطرفين ومن أين سيمر الوسيط ؟!
ارض الجنوب ستكون هي الطريق الممهد لعبور الوسيط إلى النتيجة النهائية للتفاوض ,
ولن يكون أمامكما أيها السيدين سوى تقديم المزيد من التنازلات , فليس من المعقول أن تدخلا مفاوضات لتمليان أوامركما على الطرف الآخر وكذلك الوسيط الذي انتم من تطلبون ضرورة تواجده
علي محسن يعلن صراحة بأن حل قضية الجنوب يتمثل بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل العام 94 م , وهو سيقبل بأكثر من ذلك , لكنه ليس العطاس ولا علي ناصر ليكشف أوراقه ( مجانا) كما عملا , بل ماهو مقتنع للقبول به سيجعله يبدو حال الوصول إليه وكأنه اُنتُزع منه انتزاعاً نٌزعت معه كبده , وكذلك هو الحال مع حميد الأحمر الذي يرى الحل في رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي لمدة أربع سنوات يٌستفتى بعده على الوحدة الاندماجية أو الفيدرالية .
وبعيد عنهم يقف حزب الإصلاح وهو الحزب الحاكم في حال سقط النظام , فقد صرح مٌمثلاً بأحد ابرز قياداته ( عبدا لوهاب الآنسي ) وفي احد مؤتمراته يانه لا توجد قضية جنوبية بل هناك مشكلة في اليمن كلل .
لا يغرنكم في الجنوب ما يضهره الطرف الشمالي ما مهادنة ومخاتلة في الوقت الحالي , فأن ماهي إلى ظهيرا يستظهر به لإزاحة العدو الأول المتمثل بعلي صالح , وستروون منهم بعد سقوط النظام ما لم ترونه من علي صالح .