ثورة الخبز التي كابر عليها سفهاء الجنوب فردوا قضية الشعب الجائع الى الوراء

[نبيل العوذلي]

قال تعالى

((إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)))

تبين هذه الايات ان حاجة البطن سبيل لحاجة القلب الايمانية هذه الحاجة التي يكابر البعض لسفاهتهم ويظنون ان ليس لها علاقة بالقناعة المبدئية للقضايا المصيريه

فالحواريون يجعلون الايمان بصدق تصديقهم لعيسى عليه السلام فيما وعدهم اياه هو حاحة بطنهم لاشباعه من الجوع عقب صوم من الجوع والعطش ..وهو ما يدل ان حاجة البطن تكون سببا لقناعات سلبا او ايجاب .هذه القناعات التي تحرك ارادة الناس نحو الفعل وهذا الفعل قد يكون ثورة او مدافعة او نضال او تأييد او مناصرة المقصد ان حاجة البطن سببا لترسيخ القناعه الموجبة للارادة المحركة للفعل نحو التغيير بمختلف انواعه ووجهاته

وقد ورد في الحديث


وقال ابن ماجه: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اغْرَوْرَقت عيناه وتغير لونه قال: فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال: "إنا أهلُ بيت اختار الله لنا الآخرةَ على الدنيا وإن بيتي سَيلقَوْن بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قِبَل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبز فلا يُعْطَونَه فيقاتلون فَيُنْصَرون فيُعْطَوْنَ ما سَأَلوا فلا يَقْبَلُونَهُ حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما مُلِئَتْ جَوْراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولوحبواً على الثلج".


والمقصد من الحديث ليس كما يقيده الشيعه بالبحث عن ولاية لال البيت الفارسي او الرافضي من خلال ثورة الجياع ولا تقييد المكان بالمشرق او برايات سود كما يظن البعض ولكن المقصد ان الخبز قد يكون من السنن الالاهيه -اي الحجج- التي يجعلها الله تعالى سببا للتغيير والنضال ضد الظلم والبغي لارساء العدل والحق ولايشترط تعلقها بالمكان الاعيان -اي انها من سنن التغيير(ثورة الخبز والمظالم ولحقوق-)-وان كان في التقييد صواب لسنا بصدده

وقد قال تعالى


(((اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)))

اي ان المظالم هي السبب والذريعة للنضال ونيل نصرة الله تعالى

هذه هي السنن الالاهيه التي اصاب الجنوبيون حينما قرنوا ثورتهم بها في البداية ولكن حصل التحول من سفهاء بين قوسين--(شبعانين)--لايفكرون باللقمة--الخبز والماء-- واعتبروا وكما قال لي احدهم قضيتنا اكبر واعظم من قطعة خبز او راتب او وظيفه

لقد كانت هذه الاشياء هي السبب في ثورة تونس الخبز الماء الوظيفه

لقد حرف السفهاء من هؤلاء همة وعزيمة البسطاء من الشعب الجنوبي الى قضايا سفسطية حول الهوية --نحن عرب لسنا يمنيين--ونحن جنوب عربي وليس يمن---وفسر القسم الاخر بخبثه ان استعادة دولة الجنوب انما هو استعادة ممتلكات الحزب الاشتراكي ومكانة الحزب الاشتراكي وقياداة الحزب الاشتراكي ليضيعوا همة وارادة البسطاء الذين يشكلون ووقود الثورة الحقيقية في الجدل البيزنطي الذي عبرنا عنه في استهزاءنا بهم في موضوع==باللهجة العدنية القلوعيه حوار عن الجنوب العربي والحزب الاشتراكي--

انني اطالب العقلاء والحكماء باعادة ثورة الجنوبيين الى مواردها ومنابعها الحقيقية التي بدأت بها اسوة بثورة تونس