القضية الجنوبية كبرت .... والعقول صغرت

[ابومحمدالناخبي 2010]

القضية الجنوبية كبرت ..... والعقول صغرت

مقال يستحق القراءة مع التحية لأبوعهد الشعيبي




العقل السياسي الجنوبي عقل خاوي ( بقلم : ابو عهد الشعيبي )
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الأحد 23-05-2010 07:45 مساء


شبكة الطيف - بقلم : أبو عهد الشعيبي
جميعنا معشر الجنوبيون ندرك بأن قضيتنا تكبر وتتسع رقعتها وتتعمق جذورها ويتمدد منهجها ويتصاعد واقعاً وهجها ويتلاحم دائما دور الشعب بتعاظم لحمل مشروعها كل يوم وكل لحظة , وإن العالم لكل ذلك يهتم ويتابع ويرصد ويتفهم بطرقه وآلياته الخاصة إلى الحد الكافي والذي لم يستوعبه الجنوبيين أنفسهم , كل ذلك بالفعل يتحقق عملياً لأن قضيتنا من أقوى القضايا الحقيقية في تاريخ البشرية , هذا واقع نحن نعيشه ونراقبه ولكنها ( قضيتنا ) لا تزال مع الأسف وبدوته بنفس المربع المغلق سياسياً ,ولا كأن شيئ مستجد في عقول ممن نصنفهم على السياسىة للتحرك كما ينبغي مع إن الارض الجنوبية المشتعلة بالاحداث الكبيرة توفر الفرص كل لحظة للإرتقاء سياسياً بها إلى درجة كبيرة جدا قد لا تتوافر لأي قضية سياسية دوليه اخرى .. !

فبعد مرور أربعه أعوام على الحراك و16 على الإحتلال و43 عاما على الإستقلال الأول لا تزال تؤكد الظروف والأحداث المتلاحقة طوال هذا العقود الطويلة إن العقل السياسي الجنوبي هو ذات العقل القديم الجامد المقزم الركيك وليس بهذه الكلمات تحامل على أحد مع إحترامنا ووفائنا وحبنا وترحمنا للعقول التي دُفنت تحت التراب .. إنه عقل بالفعل أثبت عمليا فشله وأكد إنه لا يفقه أبسط أبجديات العمل السياسي أوالتحرك السياسي ولا التمييز في المسالك ولا حتى في صياغة البيان السياسي للتخاطب مع المعطيات والظروف والعقول بمقاييس المصلحة العليا الجنوبية وعائد النفع ..

لربما أردنا وأرادنا آخرون إن نقول شيئ آخر عن أصحاب هذا المربع المعزول ( السياسي ) على مواقع النت ليقراه الناس باطمئنان يوازي الإطمئنان الذي يملئ قلوبنا تجاه الشارع الجنوبي الملتهب وإرادته الحرة العظيمة الذي نثق بقدراتها الوطنية الكبيرة ثقة مطلقة بالإستمرار ونثق إنها تخوض حراكاً سلمياً غير مسبوق في تجربة شعوب العالم يتقدم بصلابة ويبسط السيطرة بشجاعة ويثبت الأقدام على كامل الارض الجنوبية بمهابة أرعبت الغزاه الاعداء ولكن بخلاف من يريد لا نستطيع بعد طول صبر إلا إن نسمي بعض الأمور بمسمياتها ونصوب ولو نصف الحقيقة أو أجزاء منها ..

وانا أشير لما أعتقده فأني أجزم إنه من الغباء إن تظل اقلامنا لمجرد كتابة المزيد من كيل المديح ورص كلمات الإطراء في شخوص لم تثبت جدارتها في مواقعها, وهذه هي الحقيقة المرة التي كشفتها أحداث وفعاليات وتضحيات أربع سنوات من النضال السلمي المتواصل على ارض الجنوب المحتل والتي يجب إن نقر بها اليوم قبل الغد إذا ما أردنا مساعدة أنفسنا على تخطي الكثير من المشكلات والعقبات ووضع النقاط فوق الحروف والمناسب في مكانه المناسب..

هذه الحقيقة المؤلمة والذي بات من الواجب الوقوف امامها بجدية وحزم مع إدراك خطورة إغفالها من جانب كل من ينتمي للحراك السلمي المنادي بالحرية والإستقلال ذلك يدفعنا للتنقيب على شخصيات ذات كفاءة وثقافة وذكاء لتحمل المهام بجداره ومسؤلية , مع البحث على الإستشاره وإن كان حتى بمراكز بحوث ودراسات دولية وعربية متخصصة, فاقرارنا بالضعف في هذا الجانب والإعتراف بفشل الواقفين على ارضيته أمر بات بحكم الضرورة لمراجعة الحسابات على مستوى إستراتيجي ومن العيب إن نستمر بزخرفة الخدعة على شعبنا بالمزيد من المداهنه والكذب , إنها مشكلة حقيقية ولا بد من مواجهتها فيكفي صمت , فالبعض منا يغض الطرف عنها والبعض الآخر يحاول ذر الرماد وثالث لا يراها لإنه يعتقد بنفسه إنه ابوها وامها كما يقال ..

نقول هذا الكلام بعد إن فاض الكيل وفاض الصبر على ما نشاهده بأم اعيينا من تلكئ وتقوقع وإنطواء دون إن نرى إحراز أبسط تقدم لمعالجة هذا الخلل الواضح الذي أصاب قضيتنا منذ لحظاتها الاولى وحتى اليوم , فلا مؤشر لتقارب بين قوى الحراك !, ولا طاولة بحث وفرز ونقاش ! ,ولا حوارات حقيقية تثمر بين من يسمون أنفسهم ونسميهم بالقيادات التاريخية , ولا تنسيق حقيقي بين مكونات الحراك للقيام بعمل موحد , ولا إنتزاع موقف دولي رسمي معلن وصريح حتى من باب الإدانه والتنديد بالمجازر والإنتهاكات , وهل يعتقد قادتنا السياسيون إن عملهم السياسي يعني المزيد من الخطب والكلمات في فعاليات الحراك بالهاتف ؟ وهل من المنطق إن تظل قناة عدن ( نقطة الضوء في سماء العتمة ) الذي بذل ويبذل القائمون عليها كل جهودهم وأفنوا اوقاتهم وسهروا الليال فقط لأجل تقديم اغاني عبود الخواجه حفظة الله وقصائد بن شجاع صح لسانه ؟؟ أم إنها تحتاج نفقات وأموال لتقدين برامج سياسية وتوعوية بمنهج وطني مدروس ومطور مرفود بالمواد والوثائق والخ ؟؟

من يملك الجواب والرد .. هل من المعقول إن يردد الكل إستقلال وثورة بدون إدراك مطالب الإستقلال والثورة ؟!!!

أيعقل إن يكون من هو على رأس هذا العمل التحرري الكبير لا يدرك واجبه ولا يستطيع إلإلتقاء بسفير أجنبي ولا توصيل خبر لقناة فضائية ولا حتى الوصول لمنظمة حقوقية ولا إمكانية لتوفير علاج للجرحى الذين يسقطون في كل ساحة كل يوم باعداد بسيطة ولولا سخاء المغتربين لماتوا وأندفنوا , فكيف لو سقط العشرات والمئات في كل المحافظات والساحات ؟

أيعقل إن يدعي هؤلاء للإستقلال كما يدعو الشعب ويصرون على إنهم قادته لمطالبه وهم لا يمتلكون رؤية وطنية تبين لهم ولشعبهم ولقواه مسالك الطريق ومتطلباته ,فضلا عن عدم مقدرتهم على إيجاد ثوابت وإطار وطني موحد يجمع أصحاب الهدف والغاية الواحدة ؟

أيعقل إن يكون كل من حكم الجنوب قبل الإحتلال إلى عام 90م لا يملكون إمكانية للتواصل حتى مع السفراء الذين مثلوا بلدانهم في عدن بمجمع خورمكسر الطويل العريض منذ ما بعد ثورة اكتوبر حتى عام 1990م والتي كانت اللقاءات بهم دائمة في معاشيق وبفندقي عدن وجولدمور ؟؟

وهل يعقل ايضا إن يظل العمل السياسي والإعلامي والديني لهذه القضية خاضع للإجتهادات الشخصية البحته دون توجيه مركزي ؟ وإلى متى ؟

فهل أستفدنا وتعلمنا من تجربة حرب الحوثيين ضد الجيشين السعودي واليمني .. وهل بالإمكان العمل على توفير حتى نصف امكانتهم ووسائلهم وعدتهم وعتادهم لمواجهة اليوم الأكثر سوادا الآتي دون أدنئ شك ؟؟؟

أم إننا سنبقى حبيسين مع قلقنا في في دائرة التنجيم والشعوذة والتكهنات فواحد يقول كفاح مسلح والآخر سلمي والثالث فيدرالي والرابع متراجع والخامس مدوخ والسادس محبط .......... وكله على قرنك يا شعب الجنوب ..

فإلى متى سيظل الدم الجنوبي ينزف والجماجم تمزق والقادة على خلاف دائم دون الإرتقاء إلى ابسط صور التوافق السياسي في حمل المهام لأجل هذا الشعب العظيم الذي انجبهم ؟؟؟!!!

وهل بالإمكان التكهن بأن خليجي 20 قد يشعل فتيل الكفاح المسلح الحقيقي في الجنوب وهناك من يعتقده بــ 22 القادم ؟؟

والأسئلة التي تطرح نفسها اليوم وبإلحاح كثيرة جداً جداً .......

إني أكتب كلماتبي هذه بمراره وأعرف إن كثيرين لن يعجبهم وسيعجب آخرين , ولكن للذين قد يزعجهم هذا الطرح نؤكد إن لو ان النخبة السياسية الجنوبية المتخبطة عرفت طريقها السوي والسليم بالحجم والمستوى اللذان تطلبهما القضية الجنوبية منها وما يواجهها من تحديات ومصاعب وعمل لما تُرك باب التأويل والتنجيم وحتى الكتابة بنفس طريقيتي لمن هب ودب ولا كان بالأمكان لأحد ذر الرماد والتشوية والتزييف ولن يستطيع أحد إن يجد مجال ليمرر ما يريد من دسائس ودعايات وترويجات ومكائد , وبالختام أستطيع القول إن لاولا ضعف نظام الإحتلال وتخبطه ولولا قوة الإرادة الشعبية الجنوبية في الميدان لكان وضع جنوبنا الراهن مغاير ومختلف عما نراه على الواقع ! , فغياب العمل المؤسسي للحراك السلمي الجنوبي وضعف الاداء الخارجي الواضح للرئيس والنخب الجنوبية الاخرى أضحى امراً واضح تماماً لا يستطيع أحد إنكاره بل إن العالم الآخر يدرك هذا وأصبح ينتقده وينتظر من الجنوبيين صف سياسي موحد ووحيد ! الرسالة

المصدر : موقع الهيئة الوطنية

www.al-teef.com/news.php?action=view&id=2432