تقييم التجربة الجنوبية السابقة 1967-1990

[ارادة الشعب قانون]

تقييم التجربة الجنوبية السابقة
1967 – 1990م

ان التقييم يتطلب مقابلة الاخطاء بالايجابيات واعطاء وزن لكل خطأ ولكل ايجابية . عند ذكر الاخطاء والايجابيات سوف نقتصر على ذكر الاهم منها دون غيرها .
اولا – الاخطاء :
يمكن تقسيم اخطاء التجربة الجنوبية السابقة الى قسمين : اخطاء مصيرية قاتلة ، واخطاء سياسية استراتيجية .
أ‌- الاخطاء المصيرية :
1- فرض الهوية اليمنية على الجنوب .
2- جعل هدف الوحدة اليمنية هدفا استراتيجيا .
3- غسيل دماغ يتمثل فى المقولة الزائفة ان الشعب اليمنى شعب واحد التى يقصد بها ان الجنوب جزء لا يتجزأ من اليمن .
وبكلمة ، تتمثل الاخطاء المصيرية فى فرض اليمننة بكل الاساليب والوسائل .
ب‌- الاخطاء السياسية الاستراتيجية :
1- الانحياز الى المعسكر الاشتراكى وكان الاولى سلوك سياسة عدم الانحياز الايجابى ، والانفتاح السياسى .
2- الانغلاق الاقتصادى ، وكان الاولى الانفتاح الاقتصادى الداخلى والخارجى .
3- فرض نظام وسياسة الحزب الواحد ، واسلو الديمقراطية الشعبية ، واقصاء المخالفين . وكان الاولى بعد ان ثبتت الدولة وجودها ، السماح بتكوين الاحزاب .
وبكلمة ، تتمثل الاخطاء السياسية الاستراتيجية الثلاثة السابقة للنظام السابق فى نهجه السياسى والاقتصادى .
ثانيا - الايجابيات :
1- بناء دولة حديثة تتمتع بقوة الادارة العامة ، والادارة المالية ، والادار االامنية والعسكرية .
2- سيادة النظام والقانون ، وسط الدولة لنفوذها فى كل شبر من ارض الوطن .
3- تبنى الدولة لسياسة اجتماعية تهدف الى بناء مجتمع حديث متجانس وقوى ، تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية عبر سيادة القانون وتكافؤ الفرص . ينعم بالعلم والثقافة ويتمتع بالصحة عبر محاربة الامية والجهل والتخلف والفقر والمرض عن طريق مجانية التعليم والزاميته ومحو الامية ، والقضاء على الاوبئة والامراض المعدية ، وتقديم خدمية صحية مجانية .
ويمكن اختصار الايجابيات اعلاه فى كلمة وهى : بناء دولة حديثة وقوية .
وكما هو معلوم ، هناك فرق بين النهج السياسى والاقتصادى وبين الدولة ذاتها ، فبناء دولة حديثة هو الانجاز الحقيقى المهم للتجربة الجنوبية السابقة . اما النهج السياسى والاقتصادى فهو شئ اخر يمكن ان يتغير ويطور لما هو افضل . النهج السياسى والاقتصادى عامل متغير اما الدولة فعامل ثابت . فعوضا عن معالجة المتغير تم هدم الاساس الثابت ، وهو الدولة ، عبر الانتحار السياسى الجماعى ، وتمثل ذلك الانتحار فى دخول وحدة بشكل اعتباطى قائم على تزييف وغسيل دماغ .
ان اليمننة جعلت الجهو والانظار تركز على هدف كان لا ينبغى التركيز عليه ، وبالتالى جعلت الجنوب مشدودا الى قضية زائفة ليست قضيته الاساسية ، وهى " تحقيق الوحة اليمنية " ، وهنا يحضر بقوة الوجود السياسى اليمنى ، فى النظام السياسى السابق للجنوب ، الذى لايشغله شاغل سوى العودة الى وطنه الام ومعه الجنوب الغنيمة الكبرى ، ومرر هاجسه الملح عبر الاشتراكية والقومية والاممية والاحلام الوردية ، وما حربى 1972 ، و1979 الا نتيجة لهذا الانشداد الغير مبرر .
عندما نقول الوجود السايسى اليمنى فى الجنوب لايعنى ذلك سيطرتهم على مقاليد الامور ، بل يعنى حيازتهم شيئا من النفوذ وقدرتهم على التاثير عبر استغلال التناقضات الجنوبية الداخلية واستغلال الجو القومى والدولى العام ووجود القيادة الجنوبية التى استجابت لتاثيرهم ، ولنسأل انفسنا هذا السؤال : كيف سيكون مصير الجنوب لو لم يكن هناك وجو سياسى يمنى فى عدن ؟

[ارادة الشعب قانون]

ماجعلنى اعمل التقييم هو مشاعرى المتناقضة من التجربة السابقة فاحيانا اشعر بضيق من تذكر الماضى ، واحيانا اخرى ارى هناك شيئا جميلا ناصعا رغم كل السلبيات ... عندما اتذكر تلك الايام تدرون ماهى المشاكل الكبيرة التى يمكن تذكرها ؟ كان الاختلاف على ابقاء نور المسجد والعا طول الليل ام لا ( كنا فى قرية ) ... تصور ان المشاكل لا ترقى الى اكبر من هذه ... كانت ديارنا مفتوحة ، واحيان كثيرة ننسى باب الدار مفتوح طول الليل ... كانت المدارس متحرمة ومهابة ... تعالجت من مرض طيلة اشهر عدة ولم ادفع عانة واحدة . اتذكر اشياء جميلة جدا . كنا فى الصف الاول ابتدائى فى بداية الثمانينات ، وتغيب احد ابناء قريتى عن الدراسة ، ولم تستطع والدته اجباره على الذهاب للمدرسة ، وكان ابوه مسافرا ... تدرون ما الذى حدث ؟ فوجئنا بمدير المدرسة فى عصر احد الايام يحضر الى القرية ويبحث عن زميلنا ويجده تحت دراهم ويقرعه تقريعا شديدا ويحذر امه التى اطلت من النافذة ويوقل لها ان على ابنك الحضور غدا الحضور للمدرسة ... لقطة جميلة حقا ... بعد هذه المصائب والكوارث التى مرت بنا حقا ، اتمنا ان تعود تلك الايام ، راضين بالرز الكوره وحليب دانو وابو مناره ... خلاص نسيت كل السلبيات بعد ذهاب الوطن ، وزال الكره لذلك النظام وان كان هو المتسبب ... ولكننا اليوم ابناء اليوم ... يجب ان نتحد على هدف استعادة الوطن ، وكل شئ جميل ...

[الرصاصة]

عندما يُقارن مابين الحقبتين قبل الوحدة وبعد يظهر الفرق جلياً
ويميل الميزان لفترة ماقبل الوحده رغم وجود السلبيات ولكنها في نظر المعاصرين أهون بكثير من العصر الحجري الحالي

[ارادة الشعب قانون]

شكرا على مرورك اخى الرصاصة ... لايمكن اجراء اى مقارنة ... مهما كانت سلبيات الماضى فان الدولة كانت للجميع ، لا يوجد هناك تامييز بين فئات الشعب ... هناك اقصاء سياسى ، لكن لايوجد اقصاء اجتماعى ، يعنى تم فرض سياسة معينة من ابناء الجنوب على كل ابناء الجنوب ، وهذا لايقارن بغريب يحكمنا ، كانوا منا وفينا ، وكانت الدولة للجميع ...

[شروق الحضرمي]

اشعر بالغصه ..لاني لم احضر ايام الزمن الجميل ( انا اسميه ) لاني من جيل الوحله ...لكن ارى انهم الاشتراكيين افضل من المحتلين المختلفين ..مهما كانت سيئات الاشتراكي يكفي انهم كانوا مهتمين ببلدهم وطورها ومهتمين بابناء شعبهم ..لم يكن بطاله ..والتعليم كان من افضل التعليم بالعالم العربي ..كانت عدن جميله ..كلام كثير سمعته ..ولم اراه ...كم اتمنى لو ترجع الدوله ..

[رفيق الجنوب]

اخي الغالي رغم انني امقت حجريين الحزب الذين حكموا الجنوب بالبيضة والحجر ولا زالون يمارسون هذا الطغيان الا انني
اوافقك الراي فيما ذهبت الية بشرط ان تكون جنوبية خالصة

حياك

[ارادة الشعب قانون]

تحياتى لك غلا الجنو الضاوى ... سوف تعود تلك الايام وافضل منها باذن الله ... ان مفتاح السر هو الصمود ثم الصمود ثم الصمود . كان للنظام السابق مشروع ، ولايمكن مقارنة نظام لديه مشروع بنظام عصابات ، هذا من جهة ومن جهة اخرى ، لايمكن مقارنة نظام نحن صنعاه بشكل او باخر نظام احتلال متخلف يحكمنا ويبنى سياسته على اساس ان هناك جنوب يجب ان ينتهى ... لا مقارنة اطلاقا مهما كان النظام فى الجنو سيئا ، ففى النهاية سوف يذهب النظام ويبقى الشعب مثل ما ذهبت جميع الانظمة الاستبدادية وبقيت الشعوب ، وما روسيا منا ببعيد ولا اسبانبا ولا الارجنتين ولا رومانيا ولا غيرها من الدول .. اما الان فيحكمنا نظام اجنبى يرانا العدو الاول له .. فشتان بين القضيتين .

تحياتى لك اخى رفيق الجنوب .. شكرا على مرورك ...

[ذو رعين]

من الاخطاء ادخال عادات وتقاليد لاتمت لهذا الشعب الجنوبي المسلم .
فمن المعروف ان الدول تتطور ولكنها تتمسك بعاداتها وخاصة دينها
ولكن هذا الشي تم تهميشه في الجنوب .
لك التحية اخي على هذا التقييم

[ارادة الشعب قانون]

شكرا لك اخى ذو رعين .... ذكرنا اهم السلبيات من الناحية السياسية التى كلفتنا الكثير ... تبنى النظام جرعة زائدة من عملية التحديث ، كان الافضل ان يترك المجتمع يتطور بذاته مع ضمان فتح الطريق امام هذا التطور ... فمثلا فرض المساواة بين الجميع هذا شئ ممتاز . لكن فما يختص بالاسرة ،على سبيل المثال ، فان اعطاء المراة حقوقها قانونا شئ لا اعتراض عليه ، لكن الدفع باتجاه استقلال المراة تماما دون نراعاة الواقع الاجتماعى ، وتدريس قصيدة اميطى اللثام ، هى جرعة زائدة جدا ، وكان الاولى ضمان المساواة قانونا وترك المجتع يتطور بطريقة طبيعية ... هذه من السلبيات لكنها لا تعد شيئا امام ما نحن فيه اليوم ... لا احد يشعر بقيمة ما لديه حتى يفقده ...