أطلقت عليها عودة دولة الجنوب .... الهبة الشعبية تتصدر عناوين صحف ووسائل إعلام عربية ودولية

[علي المفلحي]

أطلقت عليها عودة دولة الجنوب .... الهبة الشعبية تتصدر عناوين صحف ووسائل إعلام عربية ودولية


صدى عدن / تقرير / علي الصبيحي :
تنوعت عناوين الصحف العربية في تناولها لمسيرات الهبة الشعبية في مدن الجنوب غداة بدء تنفيذ الهبّة الشعبية للسيطرة على محافظة حضرموت التي دعا اليها حلف قبائل حضرموت، للسيطرة على المحافظة وطرد قوات الجيش وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤونها المحلية يوم الجمعة ال20 من ديسمبر 2013م .. يأتي ذلك في ظل منع السلطات اليمنية وسائل إعلام عربية وعالمية من تغطية مسيرات الهبة الشعبية في محافظة حضرموت وسائر المحافظات والمدن الجنوبية الأمر الذي اعتبرته منظمات حقوقية تعسفا واضحا وانتهاكا للحقوق والحريات ووصفته بالتصرف الخارج عن النظام والقانون ويصب في اتجاه تقليص الحريات الصحفية المكفولة . إلا أنه وبالرغم من محاولات السلطات اليمنية تغييب الحقيقة لما جرى ويجري في حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية منذ ال20 من ديسمبر 2013م أفردت عدد من الصحف العربية مساحات واسعة لانتفاضة الهبة الشعبية وأخذت بعضها تعنون في مانشيتات عريضة أحداث الهبة الشعبية .
حيث تناولت صحيفة الحياة السعودية الموضوع تحت مانشيت عريض ( الهبة الشعبية في حضرموت عودة إلى دولة الجنوب )وذكرت الصحيفة أنه تم قُطع الاتصالات عن محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، وسقط عدد من مراكز شرطة في يد أهالي المنطقة، مع بدء تظاهرات حاشدة دعت إليها “حلف قبائل حضرموت”، تحت اسم “الهبّة الشعبية”، بهدف إخلاء محافظات الجنوب ومدنه من قوات الأمن والجيش الشمالية التي وصفتها بـ”المحتلة” وعودة دولة الجنوب مجددا والتي اندمجت مع الشمال في بداية التسعينيات . وليست الحياة السعودية هي من تطرقت إلى الهبة الشعبية وحسب بل صحيفة النهار اللبنانية سطرت عنوانها تحت مسمى : (هبّة شعبية) سلمية في جنوب اليمن وهادي أمر الجيش بلزوم معسكراته )
وقالت النهار اللبنانية :طغت المظاهر السلمية على أول أيام" الهبة الشعبية" التي قادها زعماء القبائل وقوى الحراك الجنوبي في أكثر المحافظات الجنوبية اليمنية التي شهدت تظاهرات وعمليات اقتحام وسيطرة لمقار أكثر المرافق الحكومية المدنية والعسكرية دون مقاومة من قوات الجيش التي فتحت الطريق للمحتجين، الذين سيطروا كذلك على مراكز للشرطة وحواجز تفتيش، كما أزالوا الأعلام اليمنية ورفعوا مكانها الأعلام الجنوبية على أكثر المرافق الحكومية والخاصة ولزمت قوات الجيش معسكراتها منذ ليل الخميس تنفيذا لأوامر أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي دعا إلى عدم الاشتباك، أو مقاومة أي محاولات للسيطرة على المرافق العامة والاستسلام في حال حصول أي اقتحام لمقار حكومية، فيما أعلن عدد كبير من التحالفات القبلية والكيانات السياسية المشاركة في "الهبة الشعبية" التزام المسار السلمي حقنا للدماء. وشهدت أكثر المحافظات الجنوبية تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف الذين رددوا هتافات تطالب بـ"استعادة الدولة وطرد الاحتلال".وبصراحة مطلقة ذهبت صحيفة القبس الكويتية إلى أبعد من سابقاتها حين تصدر صفحتها مانشيت عريض تحت عنوان (انفصال الجنوب يتكرّس على أرض الواقع وسيطرة شبه كاملة على الأرض )
وذكرت ( القبس ) أن مواكب من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية وصلت منذ الخميس إلى حضرموت، تلبية لدعوة من تحالف القبائل عقب مقتل زعيم قبيلة الحموم الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر، مما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب.مشيرة إلى أن الحراك الجنوبي أمهل أبناء المحافظات الشمالية والغربية مدة 24 ساعة لمغادرة عدن وجميع محافظات الجنوب. مؤكدة حسب شهود عيان ل«رويترز» إن عشرات من الأسر التي تنتمي للمحافظات الشمالية قد غادرت بالفعل. مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تقودها قبائل الحموم بحضرموت وحلفاؤها، في 3 مواقع عسكرية تابعة لحماية الشركات في قطاع المسيلة بغيل بن يمين، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة. بعد فشل مساعي الرئيس هادي في التفاوض والعودة إلى التحكيم القبلي .منوهة إلى انه وفي سياق متصل، كشف عبدالله باحاج الناطق الرسمي لما يسمى العصبة الحضرمية، أن العصبة أجرت اتصالات ومشاورات خارجيا ودولياً مع الهيئات والمنظمات الدولية والعربية والإقليمية لإنجاح الهبة الشعبية. في السياق ذاته، ذكرت مصادر أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أجرى اتصالات حثيثة بأطراف عدة في المحافظات الجنوبية يدعوهم إلى ضرورة إجهاض ما يسمى «الهبة الشعبية. يأتي ذلك متزامنا مع كشف نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة الرئاسية اللواء علي لخشع عن "مخططات تآمرية سرية تستهدف تقويض أمن واستقرار حضرموت وإلحاقها بما حصل في محافظة أبين", مشيرا إلى سيطرة تنظيم "القاعدة" على بعض مناطق أبين قبل عامين, وموضحا أن هناك تحركات من خارج حضرموت من قبل مسلحين دخلوها وهم جاهزون لتفجير الوضع فيها. وقال لخشع "إن اللجنة الأمنية اتخذت قرارا بإعادة النظر في خارطة نقاط التفتيش وإبقاء النقاط التي تحمي أمن أبناء المنطقة على أن يتولى أبناء حضرموت قيادة تلك النقاط, كما أقرت تسليمهم نقاط التفتيش, وتسليم قيادة الكتيبة الخاصة بحماية المنشآت النفطية لضباط من حضرموت ونقل مقرات معسكرات الجيش من المدن لتكون حضرموت أول المحافظات التي يتم فيها تنفيذ هذا القرار ابتداء من اليوم السبت"
وبحسب صحيفة السياسة الكويتية فقد شددت السلطات من إجراءاتها الأمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية تحسبا لأعمال عنف وفوضى وتخريب قد تصاحب ما يسمى بالانتفاضة الشعبية التي أعدت لها تحالفات قبلية وقوى من "الحراك الجنوبي" اليوم الجمعة للسيطرة على جنوب البلاد.
في المقابل, كشف القيادي في "الحراك" حسين زيد بن يحيى, الهدف الأبعد للانتفاضة قائلا لـ"السياسة", "قمنا بتشكيل لجان شعبية من الحراك ورجال القبائل ومكونات الثورة الجنوبية في عدن ومختلف المدن الأخرى لحفظ الأمن وإحلالها بدلا عن قوات الجيش والأمن في حين سيتكفل رجال القبائل بإسقاط المديريات والسيطرة عليها بحيث نفرض واقع الحكم الذاتي أولا وصولا إلى تحقيق الانفصال على الأرض وتشكيل حكومة وحدة وطنية جنوبية". مشيرا إلى أن أعضاء الحراك انتشروا في كل أحياء وشوارع مدينة عدن والمدن الأخرى لإنجاح الانتفاضة وقطع الحدود مع الشمال ومنع أي تحرك للقوات الحكومية"
وكانت أجواء التوتر الحذر سادت مناطق المحافظة الجنوبية بعد إعلان فصائل في الحراك الجنوبي الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية، وفرضت القوات الأمنية طوقاً أمنياً مشدداً في عدن، وسط أنباء عن استهداف محتجين مراكز للشرطة في المدينة .

وكان مصدر في «الحراك الجنوبي» أوضح أنه تم قطع الاتصالات عن حضرموت ومدن وقرى الجنوب عموما ، وسقطت بعض مراكز الشرطة مع بدء فعاليات الهبّة الشعبية، وخلت الشوارع الرئيسية في مديريات حضرموت من السيارات التابعة لقوات «الاحتلال اليمني»، وفق تعبير المصدر. وقال المصدر إن أكثر من 20 مديرية سيتم الإعلان عن استعادتها بيد أبناء حضرموت امس، في حين ستبقي مدن المكلا والشحر في الساحل، وسيئون وتريم في الوادي، تحت سيطرة القوات الحكومية، مشيراً الى أن أهالي منطقة صيف بدوعن سيطروا على مبنى مديرية الأمن بعد فرار الجنود منها.
في غضون ذلك شهدت المكلا بحضرموت مسيرات عقب صلاة الجمعة في ظل استعدادات أمنية وعسكرية مكثفة، فيما أفادت أنباء متطابقة أن أفراد أمن إدارة دوعن، سلموا قسم الشرطة لعناصر قيل إنها من أفراد الهبة الشعبية . وتحدث مصدر بالحراك الجنوبي عن "اشتباكات عنيفة تقودها قبائل الحموم بحضرموت وحلفائها، في 3 مواقع عسكرية تابعة لحماية الشركات في قطاع المسيلة بغيل بن يمين، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة"، لافتاً إلى أن "قبائل الحموم سيطرت على موقعين عسكريين في قطاع 14 النفطي بمديرية غيل بن يمين بحضرموت" .
وأشار إلى وجود تعزيزات بالدبابات في المنطقة المحيطة بمطار الريان بالمكلا بمحافظة حضرموت خشية وقوعه بيد القبائل . يأتي ذلك في وقت دعا بيان ما يسمى قوى التحرير والاستقلال الذي شُكِّل من خمسة مكونات جنوبية، كهيئة مساندة لحلف قبائل حضرموت إلى «مسح كل النقاط العسكرية، سواء تلك التابعة للجيش أو قوات الأمن من فوق وجه الأرض». ودعا أعضاء وأنصار تحالف قبائل حضرموت إلى «منع وصول الإمدادات العسكرية إلى المحافظة فيما أكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية أن أبناء الضالع أغلقوا ظهر الجمعة منفذ «سناح» الحدودي مع شمال اليمن ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام بالمحافظة . من ناحيته أدان مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية ( ctpjf ) دان ماتعرض له طاقم قناة سكاي نيوز عربية ) من تعسفات من قبل السلطات اليمنية التي منعتهم من مغادرة مطار صنعاء بالاتجاه إلى المكلا لتغطية الهبة الشعبية معتبرا ذلك التصرف منتافيا مع النظام والقانون ويصب في اتجاه تقليص الحريات الصحفية المكفولة مطالبا وزير الإعلام اليمني توضيح الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك الإجراء غير القانوني .