تأييد لبيان ردفان رقم واحد المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي

[الجنوب لنا]

تأييد لبيان ردفان رقم واحد

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

في اعتقادي إن من يطلع بتمعن على البيان رقم واحد الصادر في ردفان يوم 24 يونيو الجاري يجد فيه من النضج الفكري والسياسي والتوحيدي والتقدير السليم للأوضاع الجارية في الجنوب ما يجعله بيانا تاريخيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, وندلل على قولنا هذا بالبراهين التالية:
1. أستوعب وفضح سياسات نظام سلطات صنعاء الهادفة إلى نقل الصراع من أرضها إلى أرض الجنوب لجعلها ساحة حرب مدمرة لعناصرها الارهابية التي تطلق عليها ( تنظيم القاعدة) ولهذا يدعو أبناء الجنوب إلى القيام بواجبهم الوطني تجاه وطنهم, وفي مقدمتهم علماء الدين الجنوبيين الاجلاء والشباب الابطال.
2. يبين أن قوات الاحتلال العسكرية والأمنية رغم أنها هُزمت في عقر دارها, لكنها في الجنوب مازالت تمارس أبشع الاساليب الهمجية من قتل واضطهاد لجماهير شعب الجنوب وبصورة عنصرية غير مسبوقة في التاريخ البشري, مستهترة بعزة وكرامة الانسان الجنوبي, اعتقادا منها أنه غير قادر على الرد الحاسم. ولهذا يدعو أبناء الجنوب إلى المشاركة الفاعلة في معركة الحسم ليثبتوا لهذه القوات الاستعمارية وللعالم أجمع أنهم قادرون على هزيمتها كما هزم أباءهم أعتى قوة استعمارية في العالم وهي بريطانيا العظمى.
3. التأكيد على استمرارية الثورة السلمية الجنوبية. ولكن بالمقابل إذا كانت قوات الاحتلال لا تحترم اساليب النضال السلمي, فإن كل الخيارات مفتوحة عندما تصبح فرض عين دينيا ووطنيا واخلاقيا على كل مواطن جنوبي ومواطنة جنوبية دفاعا عن الارض والعرض والكرامة.
4. هذا البيان يدشن مرحلة جديدة من نضال شعب الجنوب, فهو لم يصدر باسم قوى جنوبية معينة, وإنما باسم كل قوى الثورة السلمية الجنوبية, وباسم كل مكونات المجتمع الجنوبي دون استثناء, وبهذه الصيغة يكون بيان توحيدي لنضال شعب الجنوب, واجتياز لروح الفرقة والتشرذم التي سادت الساحة الجنوبية في المراحل السابقة. والأهم من ذلك أنه بمثابة رفض للتمسك بالقوالب الفكرية الجامدة, والولاءات الشخصية للفرد الزعيم أو للتنظيم والكيان السياسي الاوحد. وإنما الولاء للوطن الجنوب.
5. أفصح عن تشكيل لجان محلية كمرجعية سياسية, فقد كان انعدام مثل هذه المرجعية من العيوب التي طالبنا منذ وقت مبكر بالتغلب عليها. بل تفرد تشكيل هذه المرجعية بأنه لم يقول عنها قيادة وانما لجان محلية ولم يتم الاعلان عن الاسماء, وهذه روح جديدة تنفي روح التسابق على شغل المناصب الوهمية والزعامات القذرة والتسابق على الظهور في وسائل الاعلام....الخ.
6. اكد البيان ان باب المشاركة المتساوية سوف يظل مفتوحا لكل القوى السياسية الجنوبية دون استثناء, وهو بذلك يعبر عن نهج جديد يعتبر أن كل أبناء الجنوب مسئولون عن قضية وطنهم.
7. البيان قدم نموذجا لبقية محافظات الجنوب, ولم يفرض عليها إتباعه, ولكنه قدم لها الدعوة للنهوض, لأن الوقت حان وأي تقاعس عن الزمن المناسب يعني الخسران المبين.
8. صدور هذا البيان من ردفان يكتسب معاني كثيرة, فردفان لها رمزية تاريخية في الماضي بالنسبة لشعب الجنوب, كما أن أبناء ردفان الاشاوس جسدوا هذه الرمزية في الحاضر وسوف يجسدونها بصورة اكثر اشراقا في المستقبل, وستثبت الأيام وصدور البيان رقم اثنين صحة هذا.
وختاما اعبر عن تأييدي لهذا البيان وأدعو كل أبناء الجنوب إلى تأييده وتطبيقه, وأكد أن تأييدي لم يأت من فراغ, وإنما عن قناعة راسخة, ومستعد للموت في سبيلها, وألخص هذه القناعة بقولي هذا: إن بقاء جنديا واحدا من جنود الاحتلال على أرض الجنوب هو بقاء لرمزية المذلة والمهانة لشعب الجنوب. فأما أن نعيش فوق ثراء أرضنا أحرارا كراما, وأما أن ندفن تحت ثراءها شهداء أبرارا.
26 يونيو 2011م