كلمة أمين صالح رئيس المجلس الوطني

[الحالم بالوطن]

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاتكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون .صدق الله العظيم

أيها الإخوه المشاركون في هذا المهرجان القادمون من كل أرجاء الجنوب الوطن المغدور به الى مهرجان الوفاء لشهداء ثورتنا السلميه المباركه والذي يرمز له بيوم 13 من اكتوبر يوم المذبحه الإجراميه التي تعرض لها المناضلون الأبطال من أبناء ردفان بهذا التاريخ من عام 2008م من قبل قوات الإحتلال وهم مجردين من جميع وسائل الدفاع الذاتي واصبح أحياء هذه الذكرى مهمه وطنيه وإخلاقيه علينا تجاه شهداء ثورتنا السلميه جميعاً برمزيه هذا التأ ريخ ومن يرفض هذه المناسبه أو يتجافى عنها فانه جاحد ولايرتبط بمسار هذه الثوره إلا من حيث الأسم كما ان إحياء هذه المناسبه هو مبدأ من مبادئ ثورتنا والقيم التي تستند اليها الثوره ولهذا فاننا ندعوا الى جعل هذا اليوم يوما خالداً في ذاكره شعبنا في الجنوب يجسد المبادئ والقيم لثورتنا ولايوجد لدينا أي مبرر يرفض احياء هذه المناسبه ورفض احيائها يعد محاوله لاسقاط أهم مبدأ من مبادئ ثورتنا السلميه المباركه. وهنا تجدر بنا الإشاره الى ان أي ثوره لاتستند على قيم واخلاقيات نضاليه ومن أبرزها هي الوفاء للشهداء والصدق مع الجماهير والإخلاص للقضيه .

أيها الاخوه ان إحياءنا لهذه الذكرى سنوياً ستعطينا فرصه لتوجيه رساله الى العالم فيمعن النظر في معاناتنا في هذا الوطن المغدور به باسم الوحده وليعلم إننا شعب حي لايمكن لنا التعايش مع حياة الذل والمهانه وإننا سنقاوم الإحتلال بصدور عاريه كثمن نقدمه من أجل الحصول على حريتنا ولن تمنعنا من ذلك أي قوة في الدنيا مهما عظم شأنها كما تعطينا فرصه لإيصال رساله أخرى مفادها ان نضالنا السلمي سيستمر طالما أستمر الإحتلال لهذا الجرائم التي يتعرض لها شعبنا مهما تزايدة فانها ستكون شاهده على عداله قضيتنا والزام المجرمين القائمين على احتلال وطننا والعابثين بمصيره الى ان ياتي يوم الحساب ونؤكد بانه لا أمن ولا استقرار سيتحقق في هذه المنطقه ودماء أبناء الجنوب تسفك بدون حق وماسيترتب على ذلك من نتائج ستمس الجميع.

كما ان إقامة المهرجان بهذا التاريخ 13 اكتوبر يعتبر رابطاً بين ثورة الجنوب ضد الإحتلال البريطاني عام 1963م الثوره التي طمست كل مكتسباتها بما فيها الإستقلال ولم يبق لدينا غير ذكراها . ولاكنها منهال ننهال منه قيم الحريه التي يجب ان نضحي من أجلها اليوم كما ضحى من أجلها الآباء والأجداد من قبل . وهذا هو الرابط المعنوي بين المناسبتين ومن يريد ان يجعل من ثوره 14 اكتوبر مناسبه احتفاليه فقط بدون رابط يربطها مع الجماهير وقيم تستمد منها فهو يريد بشكل مقصود أو غير مقصود ان يحاصرها داخل اسمها ويسقط عنها البعد الانساني في الحريه والإستقلال وهي القيم التي حملتها وتحملها ثورتنا السلميه اليوم. ومن شأن محاصرتها بإسمها كما يريد بعض المتطفلون على مسار نضال شعبنا وقضيته العادله وهو ماينسجم مع ماتريده سلطات الإحتلال التي قضت على جميع مكتسباتها بكل صلف واصرار.

ان الجحود ونكران تضحيات المناضلين وإعتبارها تضحيات مهمه من أجل ان يعتلي عليها الجاحدون ويكسبون الجاه على حساب تضحياتهم في مايعتبرون انفسهم معفيين من الوفاء لتلك التضحيات يعد اسفافاً غير مقبول والتمادي فيه جريمه لاتغتفر

ايها الاخوه اننا في المجلس الوطني وبقية القوى المخلصه لحق الجنوب في الحريه والإستقلال سنضل فخورون بصلابة موقفنا التي أجبرت الجميع على تبنيها ولو بدون رغبه منهم ولانغالي اذا قلناان تبني هذا الموقف لم يكن بمحض إرادتهم ولكنه موقف تقدم تحت ضغط الجماهير فقط ولانبالغ انا قلنا ان هذا التقدم الذي يرفض الإلتزام لأي دليل يترجمه سياسياً لم يكن اكثر من مخادعه ومغالطه للجماهير . كما ان رفض الحوارات السياسيه هو تهرب من الالتزام النظري والعملي بالقضيه أمام الجماهير والقوى التحرريه المؤمنه بهذا الحق . ويترجم ذلك التهرب بالإدعاء بالتمثيل الشرعي لقضية الجنوب بدون أي دليل نظري لها ولانعلم امام من يكون هذا التمثيل ان لم يكن أمام حوارات سلطة الإحتلال .ولهذا فاننا نسأل هل وافق لكم الإحتلال على تمثيل الجنوب والحوار معهم أم لا؟وهل طلب منكم العالم مثل هذا التمثيل أم لا؟وما هومشروعكم السياسي الذي تمثلون شرعية الجنوب على ضوئه؟

ايها الاخوه ان رفض الحوار الذي يفضي الى وضع كل القوى الجنوبيه الى التزام وطني بدليل نظري مجدداهدف النضال وآلياته والمستقبل الذي ننشده .ويحقق الإلتزام الوطني الجنوبي الذي تشترك فيه كل القوى والتيارات السياسيه والإجتماعيه بمختلف توجهاتها ويؤمن مصالحها حوار يصل الى جمع كل القوى باختلاف مصالحها وتناقضاتها في إطار سياسي واحد يمثل الإراده الوطنيه الجامعه ويستوعب التنوع ويمنع الإختلاف والصراع المدمر الذي عاده مايكون نتاج الإتحاد الفوضوي بين القوى ,الغير مستند على اسس موضوعيه بل يجمع المتناقضات لتصطدم وتتصارع في ما بينها ثم يتحول الصراع الداخلي من صراع ثانوي الى صراع رئسي على حساب القضيه التى يمثلونها .

ان مثل هذا الرفض الاستعلائي للحوار والاستقواء بقيادات خارجيه اوما تقدمه من دعم مالي لايمكن ان يمثل مصلحه وطنيه ,ولكنه يقدم خدمه مجانيه للإحتلال . ولانضمن ان الإخوان الذين يرفضون الحوار لايدركون خطورة ذلك ولكننا لاندري ما الذي يختفي خلف الأكمه.

ايها الاخوه الأعزاء ان التفافاً خطيراًعلى قضية شعبنا وثورتنا تجري الترتيبات له هذه الأيام على مستوى الداخلي والخارجي بأ يد جنوبيه ,اننا في المجلس الوطني وبقية القوى الأخرى الملتزمه بمبدا الإستقلال نعتبر ان مهمتنا هي حراسة القضيه ومنع تعطيل تنفيذ تلك الترتيبات التى اذا ما نفذت فانها تقضي على حق شعبنا المشروع في الحريه والإستقلال والى الأبد .ولهذا فاننا نؤكد ان شعبنا الذي أصبح تحت الإحتلال من 7.7.1994 م أصبح من حقه شرعاًوعرفاً ان يناضل من أجل حريته وإستقلاله.وأي تنازل عن هذاالحق

لايصب الافي خدمة الإحتلال ,الذي يريد الخروج من وصف الإحتلال الي وصف الوحدة التي يريد التمسك بالشرعيه من خلال ان يجعله في اطار وصف الوحده يعطيه الحق في الدفاع عنها ويمنع علينا النضال من اجل الحريه.ولهذا فاننا نقولها وبالصوت المرتفع اننا نرفض مقولة فك الإرتباط, او مقولة تقرير المصير ,بمالها من مطالبه ترتبط بالخروج من الوحدة .بينما الوحدة لاوجود لها من يوم أعلانها كما نؤكد إننا لم نعد متمسكون بقرارات مجلس الأمن الصادره أثناء الحرب لكونها لم تنفذ عندما كانت صالحه للعمل , ومن غير المنطقي ان نعتبرها صالحه اليوم بعد ان اصبحت بلدنا كلها تحت الإحتلال .

ان شعب الجنوب لايقبل الحوار مع الإحتلال الأمن أجل حريته وإستقلاله وبدون ذلك فإنه سيستمر في النضال

ايها الاخوه الأعزاء

إنكم مطلوبون اليوم أكثر من أي وقت مضى باليقضه وحراسة قضيتكم وعدم الإنجرار العاطفي خلف أي دعوه قد يكون فيها نهاية الحق الجنوبي العادل .وبعدها لاينفع الندم .

ان قضية الجنوب وحقه في الحريه والإستقلال قد أصبحت اليوم مطروحه على أجند ات السياسه ولاتستطيع أي قوه ان تتجاهلها مهما كانت .وهذا كان بفضل تضحياتكم وليسى بشرعية زيد وعمر وعليكم اليوم تحصينها بشرعية نضالكم وبشرعية الحق المهدور .وبهذه المناسبه فاني أدعو جميع الشخصيات القياديه في الخارج والتي كانت مسؤله عن الإعلان الفاشل للوحدة عام 1990م وعلى يدها تعرض الجنوب للنكبه ان تقوم بمسؤولياتها تجاه شعب الجنوب ,وان تكون الى جانب حقه العادل في الحريه والإستقلال ولاتقبل بما هو أقل منه وتبتعد عن الوصايه على شعبنا ,حتى لايتم تحميلها مسؤولية ما هو فيه ,وان توحد صفوفها وتوفر الدعم المادي والمعنوي لنضالاته ,وتمتنع عن الإستقطابات الداخليه التي أضرت بوحدة المناضلين في الداخل وشوهت مسيرة النضال .

في الختام أجدد التحيه لكم ايها الأبطال وانتم تسطرون من أروع ملاحم النضال وعلى كل جزء من أجزاء وطننا الحبيب .وأدعوالله ان يتغمد شهدائنا بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جناته ,وأتمنى لجرحانا الشفاء .ولمعتقلين النصر .وإنها لثورة حتى النصر .