الجنوب والمملكة علاقات مرتبكة بقلم / ابوعامر اليافعي

[@نسل الهلالي@]

الجنوب والمملكة علاقات مرتبكة

عبث

جننا بهندٍ وهي جنّت بغيرنا ..وآخرةٌ في الحي تهوانا ولا ندري

توطئة

المملكة العربية السعودية صاحبة اكبر مساحة عربية في آسيا والأولى عالميا في تصدير النفط وبلاد الحرمين الشريفين ومهد الإسلام ولها أطول حدود برية مع الجنوب العربي ولكن علاقاتها مع هذا البلد لا تعبر ولا تناسب عن الروابط المشتركة التي يشتركان بها جغرافيا وتاريخيا وسياسيا واقتصاديا .
والجنوب العربي ثاني اكبر مساحة بعد السعودية في شبه الجزيرة العربية وتشترك مع بلاد الحرمين بالكثير من الروابط والمقومات وان كانت ارض الحرمين هي مهد الإسلام فان الجنوب العربي هو موطن أول الرسل وبناة الحضارة وأهله هم مهد العروبة وأساتذة البحار والتجارة.

مقدمة

لا يوجد وضوح زماني أو مكاني في بدء العلاقات بين البلدين فعندما قامت الدولة السعودية الأولى نهايات القرن الثامن عشر كانت المنطقة تعج بالأحداث والمسميات والتجاذبات مابين الاستعمار الأوربي والحكم العثماني وبداية تبلور فكرة توحيد الدول العربية في مصر ودول أخرى تعيش على هامش التاريخ كاليمن وسرعان ما انهارت الدولة الأولى على يد قوات محمد علي باشا .. بينما الجنوب آنذاك موزع بين عدد من الإمارات والمشيخات وظهرت في تلك الفترة نشاطات أوربية محمومة في المنطقة خاصة بريطانيا وهولندا وفرنسا .
وعند قيام الدولة السعودية الثانية في أربعينات القرن التاسع عشر كان الجنوب العربي قد وقع تحت الاحتلال البريطاني خاصة في عدن والدولة السعودية نفسها لم تستطع أن تثبت على أقدامها إذا سرعان ما انهارت تحت وقع سيوف حكام آل رشيد نهائيات القرن التاسع عشر .
وعند قيام الدولة السعودية الثالثة وهي الموجودة اليوم كان الجنوب لا يزال يرزح تحت الاحتلال والجديد في الأمر هنا إن الدولة التي تحتل الجنوب العربي هي نفسها التي حملت على أكتافها مهمة تثبيت وتوسعة الأراضي التي سيطر عليها آل سعود من خلال المساعدات الانجليزية في المال والسلاح وترويض البدو بإقامة المستوطنات والتجمعات .

وبينما كانت العلاقات للجارة مع الجنوب العربي تتسم باللامبالاة كانت العلاقات مع اليمن تغلي على مرجل من نار في حرب استثنائية انتهت بالسيطرة على أراضي الإدريسي وبعض من أراضي المملكة المتوكلية اليمنية وأعقبتها معاهدة إخوة وصداقة لا تعني غير فرض الأمر الواقع من قبل السعودية بالتعاون مع الانجليز والتسليم به من قبل الإمام يحيى .

من المواقف البعيدة إلى الكراهية الشديدة

في ستينات القرن العشرين اختمرت الظروف لعلاقات جديدة مختلفة تماما اتسمت بالعداء النظري في بدايته وانتهت بحرب حقيقية بين البلدين " السعودية والجنوب العربي " فيما عرف بحرب البلق والوديعة .
ومنذ ذاك كانت علاقات البلدين علاقات مناوئة وعدائية وحرب معلنة بين الطرفين خاصة أن النظام الجديد في الجنوب كان نظاما انتهج الاشتراكية وتوترت العلاقات إلى درجة إنشاء منظمات في كلا الطرفين لاستخدامها في حرب قذرة وغير طبيعية .
فالنظام في الجنوب كان ينشئ منظمات هي عبارة عن عصابات وتحت أسماء سياسية تحررية بينما السعودية كانت تدرب وتمول عصابات للتخريب والتدمير .

واستمر الحال إلى الثمانينات حتى بدأت العلاقات تأخذ طابع التقارب ولكن بحذر شديد لان كل الطرفين ليسا بجادين كل الجدية والتاريخ العدائي السابق ظل مهيمنا على حالات التقارب النادرة.
بينما كانت العلاقات بين السعودية واليمن علاقات قوية بعد أن ضمنت السعودية هيمنتها على اليمن وجعلته حديقة خلفية لقصر الجلالة .

ما الذي تريده السعودية من الجنوب ؟

يقال إن السعودية لها مطامع في الجنوب وخاصة حضرموت وهي مطامع قديمة لسببين :
- السيطرة على حقول النفط فيها.
- وجود منفذ بحري لها إلى بحر العرب .
- السعودية تريد أن تكون كل الجزيرة العربية خاضعة لسياستها أو على الأقل تمضي في ركبها.
ويؤكد ذلك رغبة السعودية بعدم السماح لأي اكتشاف لحقول النفط في الجنوب منذ الستينات وباتفاق صنعته مع بريطانيا وتم توقيف النشاط التنقيبي هنالك عامي 61-62 م
أما المنفذ البحري إلى بر العرب فهو حلم سعودي تقرره أهميته الإستراتيجية بضمان تدفق النفط لان السعودية وبرغم وقوعها على شريطين ساحليين طويلين إلا إنها مغلقة بممرات مائة ضيقة يتحكم بها آخرون ومحكومة ومرتهنة للصراعات في المنطقة وما أكثرها.
والرغبة السعودية بان يكون الجنوب ضمن المنظومة السعودية رغبة خاصة في الأسرة السعودية باعتبارها الشقيقة الكبرى ومن تملك إمكانيات هائلة لابد أن يخضع لها جميع دول جزيرة العرب وهو أمر تحقق في كل تلك الدول عدا الجنوب وبنفس الوقت ولا تريد أن تكون هدف من داخلها لقوى أخرى معادية لها فكيف الأمر وفي الجنوب دولة شيوعية على النقيض منها ولهذا دعمت بسخاء دولة اليمن وجعلتها يدها في حربها على الجنوب هذا غير العصابات التخريبية.


وما الذي يريده الجنوب من السعودية ؟

في فترة حكم الاشتراكيين في الجنوب كانت لهم آمال كبيرة بالقضاء على الدولة السعودية من خلال إنشاء منظمات وجبهات التحرير للخليج العربي ومن خلال التواصل مع أي قوى أو أفراد مناوئين للنظام السعودي واعتبر النظام في الجنوب أن السعودية هي العدو التاريخي ليس للجنوب فقط بل اليمن عامة كما كانوا يروجون .
اعتقد حكام الجنوب آنذاك إن الوحدة اليمنية بداية الهلاك للسعودية ولهذا لابد من وجود تنظيم يشابه النظام في الجنوب داخل اليمن لكي يكون مهيأ للحكم عند إسقاط النظام العميل للسعودية .
بينما كان اليمن آنذاك مسلما مقادير أمره للسعودية واليد الطولى لمحارب الاشتراكية في جزيرة العرب ومن وراءها في بكين وموسكو كعدو إيديولوجي لها ولمن وراءها .

الضياع والارتباك

في مطلع التسعينات من القرن العشرين ومع تساقط معاقل الشيوعية إيذانا بانتهاء حقبة الحرب الباردة وتحول المعمورة من صراع المعسكرين إلى أحادية السيطرة
ومع تغير الظروف والشروط والإيديولوجيات بقيت العقلية الجنوبية على عهدها القديم وفي لحظة تاريخية غير طبيعية مابين الثبات والتغير ضاع الجنوب في معمعة الفوضى العالمية ودخل في وحدة غير متكافئة له أو عليه كانت نتيجة وتحصيل حاصل للعهد الذي مضى ولم تكن ظرفا منطقيا لما سيأتي وماهو كائن.

والطرف الآخر في موضوعنا هذا كان مرتبكا هل يؤيد أم يرفض.. ومع ذلك مارس الرفض والتأييد معا .
حاول أن يوعز برفضه وعلى شروطه ولم يجد قبولا كما قيل وحاول أن يسترضي ويقبل ولكن أيضا لم تساعده الأحداث التي تلت الوحدة من تحديد أو تنفيذ ما يريد فقد اشتعلت المنطقة بأحداث عاصفة بعد احتلال الكويت اتخذت فيها السعودية قرارات مرتجلة عنت بها اليمن الجديد لأسباب تاريخية ولأسباب الأحداث العاصفة برغم أن عدن كانت تعبق نسيما خليجيا ورغم أن ريح صنعاء كان سامريا.
بعد أن انتهت أزمة الكويت وبرغم ثقل ميزانيتها إلا أن السعودية أرادت أن تعيد القوة الجديدة إلى حضنها، وبعيدا عن إرادة السعودية كان اليمنيون والجنوبيون في خلافات حادة وأزمات مخيفة ليس للسعودية بها علاقات مباشرة ولكن ذلك ساعد السعودية على تنفيذ ما تريد كرها للجنوب الاشتراكي وتأديبا لمواقف صنعاء الجديدة ولم تكن مع الجنوب ولم تكن مع اليمن بل كانت مع التدمير كيفما يكون .
لم تعترف بالجنوب ولم تدعم اليمن ولكنها وجدت رغبة جامحة في رؤية العدو القديم والعدو الجديد في أتون اللهب لعل وعسى يطفي لهيب صاحب الجلالة .
وبينما كانت دبلوماسيتها تتحرك وتجوب العالم كان القرار بعدم الاعتراف قد تم
هل كانت تؤيد عودة الجنوب ؟
هل كانت تؤيد انتصار اليمن؟
كل تلك الأمور لم تكن واضحة فالسعودية مرتبكة على أن أجندتها العريضة واضحة ولكنها لا تبني أفعالها على مواقف ثابتة بل رهين الأحداث والتطورات فما أن احتل اليمن كل الجنوب حتى عادت العلاقات السابقة مع صنعاء كما كانت سابقا ونام الملك في سريره متقبلا شمال جنبه كأنه لايوجد للجنوب خارطة ولا فخامة.

والآن ماذا؟

لا شيء واضح في مواقف السعودية ففي العلن لا توجد إشارة للجنوب وفي الخفاء يقال انه يوجد لكن الأفعال تقول العكس تماما .
لم تدن يوما مايتعرض له الجنوب ولم تدن الجنوبيين في رفضهم للوحدة ولكنها تؤكد موقفها ورغبتها من بقاء الوحدة .. طيب كيف وفي التسعينات لها موقف مختلف .
تأوي الجنوبيين في أرضها وترفض وجودهم في أرضهم وتستنكف وجود اليمنيين في أرضها وتعين تواجدهم في ارض الجنوب .
معادلة قاسية ورغبة غير مفهومة ..
حاجة الجنوب لموقف سعودي أمر ضروري بحكم الجغرافيا والتاريخ وحاجة السعودية من الجنوب يفرضها المجال والإستراتيجية ولكن ليس عبر اليمن بل عبر أصحاب الشأن أنفسهم فالوحدة لن تدوم وصنعاء ليست عدن.
وليس أخلاقيا أن تعاقب شعبا بسبب نظام كان فيما مضى فالشعوب باقية والأنظمة زائلة وحاجة الجنوب اليوم للمملكة لا تعني الإذلال ولا التبعية بل العزة والندية وان كانت الحاجة اليوم غير متكافئة فالزمن له تبدلاته التي لا تخطر على البال.

الشعب الجنوبي عقد العزم وسيصل إلى مبتغاه طال الزمن أو قصر والمواقف لن تنسى أبدا فنحن شعب لا نجحد أحدا وأفضال المملكة على أبناء الجنوب بصفتهم الفردية لا تُنكر وللمملكة ملكا وحكومة وشعبا كل الشكر في ذلك فنحن نحب تلك البلاد الطاهرة كحبنا للوطن الجنوبي فهل نجد في نجد ضمير الإنسان في ملك الإنسانية أم قرن الشيطان كما قيل في الأثر؟

وأختم مقالي كما قلت أولا
جننا بهندٍ وهي جنّت بغيرنا ..وآخرةٌ في الحي تهوانا ولا ندري
أبو عامر اليافعي

[صقر المشألي]

الفيصل يستقبل عدداً من الصحفيين الأجانب ومندوبي وكالات الأنباء بنيويورك(1)
استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم في الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء بتوقيت مدينة نيويورك بجناح جلالته الخاص بفندق ولدروف استوريا كلا من المستر فان كورزمان مندوب جريدة "واشنطن بوست"، والمستر فيليب جيساب مندوب مجلة "لايف" الأمريكية، والمستر سام بروبير مندوب جريدة "نيويورك تايمز"، والمستر إيفن أزفرينا مندوب وكالة اليونايتدبرس، والمستر ريتشارد بايل مندوب وكالة الاسيوشيتدبرس، والمستر ستيف باريو مندوب جريدة "الديلي تلغراف"، والمستر كناوكن كلوش مندوب مجلة "نيوزويك"، والمستر إدوارد هوت مندوب مجلة "التايم".
وقد وجهوا إلى جلالته كثيراً من الأسئلة أجاب عليها جلالته وقد حضر المقابلة معالي الشيخ إبراهيم السويل سفير جلالته في واشنطن. وفيما يلي النص الكامل لهذه المقابلة الصحفية:
سئل جلالته أولا عما إذا كان يعتقد أن الأسطول الشيوعي سواء كان روسيا أم صينياً قد تغلغل في منطقة الجنوب العربي؟أجاب جلالته: إن الشيوعية لا تألو جهداً في التغلغل إلى أي منطقة إذا وجدت الفرصة مواتية لها والأبواب مفتوحة فإنها ستتغلغل حتماً.
ثم قيل لجلالته: إن اليمن ادعت ببعض المناطق الواقعة تحت الإدارة البريطانية، فهل هذه المطالبة تسبب بعض المتاعب؟
فرد جلالته: إن رأينا دائماً أن كل شعب له الحق في تقرير مصيره، وإذا تحرر شعب الجنوب العربي من النفوذ الأجنبي، وباشر سلطاته بكل حرية، وبدون تدخل أجنبي فهذا عائد له، وهو الذي يقرر شكل الحياة الذي يراه لنفسه.
ثم سئل جلالته: إن الرئيس جمال عبدالناصر وعد بسحب قواته من اليمن، ولكنه لم يفعل ذلك فهل تعتقدون جلالتكم أن وجود هذه القوات تشكل تهديداً على الجنوب العربي؟
فقال جلالته: إلى الآن لا أعتقد أن الرئيس جمال عبدالناصر يحاول دخول قواته إلى الجنوب العربي؛ لأن هذا ليس في مصلحته، ولا في مصلحة الجنوب العربي نفسه.

________________________________________
1. أم القرى العدد 2127 في 12 ربيع الأول 1386 الموافق 1 يوليه 1966


شكر يابو عامر على هذا الطرح الجميل والاكثر من رائع وها انا انقل لك في الفقره الانفة الذكر تصريح لوزير الخارجيه السعودي بشان الجنوب العربي

[معلاوي]

جميل وجميل جدا بل اكثر من ممتاز
تحليل عقلاني وخاتمة مقال موفقة

[حكيـم الجنوب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @نسل الهلالي@

من المواقف البعيدة إلى الكراهية الشديدة

في ستينات القرن العشرين اختمرت الظروف لعلاقات جديدة مختلفة تماما اتسمت بالعداء النظري في بدايته وانتهت بحرب حقيقية بين البلدين " السعودية والجنوب العربي " فيما عرف بحرب البلق والوديعة .
ومنذ ذاك كانت علاقات البلدين علاقات مناوئة وعدائية وحرب معلنة بين الطرفين خاصة أن النظام الجديد في الجنوب كان نظاما انتهج الاشتراكية وتوترت العلاقات إلى درجة إنشاء منظمات في كلا الطرفين ]
أبو عامر اليافعي

[/font][/size][/color]

موضووووووووووووووع رائع من الرائع دوما ابو عامر اليافعي
ولكن لي تساؤل عن حرب البلق هل حدثت مع الشمال او مع السعودية
بحسب فهمي وماسمعت عنه بانها حدثت صفقه بين الشمال والجنوب وهو ان الشمال يسمح بدخول قوات الجنوب الى البلق
للقضاء على المرتزقه في مقابل ان الجنوبيين يقتلون الهيال والقادر ومجموعة خيمة بيحان
ارجوا من لديه توضيح ان يوضح
سقط البلق
سقط العميل المرتزق

[رفيق الجنوب]

لي تسأؤل والسموحة عن الخروج عن الموضوع

اليس الاخ ابو عامر لدية عضوية هنا ؟؟

لماذا لا ياتي لطرح موضوعه هو كما نذهب نحن ونضع مواضيعنا هناك؟ ولماذا تنقلها انت دائما

هل من في البوابة ليس على قدر المستوى!!

تحية

والعتب على قدر المحبة!