الجنوب من حكم الاشتراكييين إلى حكم السلاطين ..؟

[*الغريب*]

الجنوب من حكم الاشتراكي إلى حكم السلاطين
يقع الجنوب العربي في قلب جزيرة العرب ويعتبر أفضل موقع استراتجي على كوكب الأرض مر هذا الموقع الهام في العالم بعدة استعمارات قديمة وحديثة ومنها الظاهرة ومنها الباطنه فقد مر الجنوب في القرون الأخيرة بالاستعمار الهندي ثم بالاستعمار البريطاني فبعد أن خرجت بريطانيا من الجنوب العربي لم تتركه هباء منثورا فبريطانيا لها عدة معاهد دراسات استراتيجية لرسم خريطة العالم وإدارة هذا الرسم من خلف الكواليس فسواء الإدارة المباشرة من قبل الاستراتيجية البريطانية أو ما تقوم به بعض الوكالات من الدول العالمية التي تنفذ السياسة البريطانية على بعد طويل فالسياسة البريطانية ترسم سياستها على مدى طويل وليس على اليوم أو الغد قد يقتنع القارئ بما أقول وقد لا يقتنع ويرها أقوال كاتب فإذا رجعنا إلى معاهدات سايكس بيكوا أو وعد بلفور أو تأسيس الجامعة العربية لوجدت أن السياسة البريطانية رسمتها قبل آلاف السنين ونفذتها بعد مرور أكثر من 50 أو 60 سنة هذا مجرد تمهيد للموضوع فكثير ما انتشر في الجنوب العربي أن عدن بنت لندن ولا زالت لندن تحن إلى بنتها عدن فنحن هنا لن نتحدث عن فراغ أو عن هامش أخبار ولكن نتحدث عن قراءة 50 عام للجنوب العربي ونضع مختصر وبعض هذه المعطيات من سياسة بريطانيا في هذا القطر رغم أن بريطانيا دور كبير في حسم الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة فتبقى هي صانعة القرار ولكن يأتي الإجماع الدولي لتنفيذ قراراتها يطلق على بريطانيا عند العرب بأنها العجوز ولكن بريطانيا تحرس على مصلحة بعض الشعوب أكثر من مصلحة بعض الشعوب نفسها كان يحكم الجنوب العربي عدة سلطنات وهي أكثر من 20 سلطنة أو ما يطلق عليها محميات عدن أو محميات الجنوب العربي فلا يوجد هناك اختلاف على المسمى إذا كان الهدف واحد تدار هذه السلطنات من داخل لندن وتقوم بالوكالة أو بالنيابة عن الدولة البريطانية كان كل سلطان يدير محميته أو ولايته على حسب ما ترسمه له السياسة البريطانية ولكن يعطي هذا السلطان فرصة كبيرة للجماهير لمشاركاته في الحياة اليومية للمواطنين ويساعد على اهتمامهم بعقائدهم وعاداهم وتقاليدهم ولنا ملاحظة على العقائد يعتبر هذا السلطان هو الآمر والناهي على كل من تحته في هذه السلطنة ويكون تحت الرعاية والحماية البريطانية فهو يحمي مصالح بريطانيا من ناحية ويحمي مصالح المواطنين من ناحية أخرى وبعد أن بدأ سقوط بريطانيا العظمى وسقوط الاستعمار البريطاني في العالم ظهر قطبين في العالم الاشتراكي ومنظومته والرأس مالية ومنظومته وبعد أن أفل الاستعمار البريطاني وخرج من كثير من الدول العربية والعالمية أتى بمن ينوب عنه في بعض الدول ولو ضربنا مثلا الجنوب العربي الذي سقط في يد المنظومة الاشتراكية يعني حلف وارسوا ظلت بريطانيا تراقب في هذا القطر وتصنع له المكايدات فبعد أن استلم الاشتراكين نظام الحكم في الجنوب العربي ورحيل بريطانيا وسلاطينها كانت ترسم سياسة الاشتراكيين من داخل بريطانيا ولكن يقوم بالوكالة الاتحاد السوفيتي وينفذ على الواقع من قبل الاشتراكيين اليمنيين الذي انتقمت بهم بريطانيا من شعب الجنوب العربي فقتل من قتل من هذا الشعب وسحل من سحل وطرد من طرد من شعب الجنوب العربي فأكثر من 25 عام والحزب الاشتراكي اليمني ينكل بأبناء الجنوب حسب التعليمات السوفيتية حتى أصبح أبناء الجنوب يندم على بريطانيا وسلاطينها فلما دخلت الجنوب في الوحدة الاندماجية مع الشطر الشمالي كان الجنوبيين فرحوا وتنفس السعداء من الحزب الاشتراكي ورفاقه فبعد أن جربوا الحكم الأنجلوا سلاطيني فهم ينتقلون إلى مرحلة أخرى فينتقلون من الاشتراكية إلى الرأس مالية التي تدير الحكم في اليمن من قبل رأس مالية العالمية المتمثلة في أمريكا فبعد أن كان الجنوب يدار بالوكالة السوفيتية لبريطانيا أصبح يدار بالوكالة الأمريكية عبر حكام صنـــعاء التي ذوقت الشعب الجنوبي الأمرين فالجنوب العربي مر بمرحلة الأنجلوا سلاطيني ومرحلة الحكم الاشتراكي فكا ن أهونهم مرا يجرع مرارته أبناء الجنوب العربي ثم انتقلوا إلى الحكم الشمالي والذي يدار بالوكالة الامريكية والذي ذاق مرارة المر لأبناء الجنوب للمرة الثالثة فشرب أبناء الجنوب هذه الثلاث الكاسات المريرة واليوم يلوح في الأفق صيغة حاكم جديد يقوم بالوكالة البريطانية في الجنوب ولكن سيكون بطريقة تواكب العصر وأسلوب الاستعمار الحديث الذي يأتي عبر العنكبوتية بعد أن قبل الجنوب بالواقع الذي سيخرجه من عمق الزجاجة فبعد أن جرب الإشتراكيين في الجنوب ففشلوا وبعد أن جرب الرأس مالية ففشلوا سيقبل أبناء الجنوب بالأمر الواقع بأنه لابد للعودة إلى السلاطين التي لا زالت ولاياتهم وإمارتهم باقية أساسها وقواعده كما يوجد هناك أساس وقواعد للحزب الاشتراكي ولو قلنا مثلا هل سيدخل الجنوب في صراع بين السلاطين والاشتراكيين من سيحسم الأمر لمصلحته فهذه الورقة لم يدركها إلى الآن الرئيس علي صالح وإلا استخدمها ولكن نقول من هنا إذا كان يقف من وراء السلاطين بريطانيا فمن يقف خلف الاشتراكي اليمني وكذلك نفرض أن لو وجد هنا استفتاء للشعب الجنوب هل تريد السلاطين أم يريد الاشتراكي فسيفوز من يدفع الثمن وهذا قد ظهرت مؤشراته والذي ذكرها الشيخ النقيب والفضلي ولكن هناك مؤشرات أخرى لصراع جديد بين الاشتراكيين والسلاطين فهل ترى تذهب ثورات الاشتراكيين وحراكهم وتفوز السلاطين وإمارتهم وهذا ما ننتظر نتائجه في الأيام القادمة ولو رجعنا إلى خطابات الرئيس الصالح والبيض والفضلي وباعوم والنوبة وجميع رفاقهم لوجدناها تتمحور في هذا الهدف ومن خلال قراءتي السياسة فإن البيض وباعوم مع السلطنة وليس مع الاشتراكيين فالاشتراكيين الجنوبيين القدامى مع السلطنات والاشتراكيين الجدد لم يحسموا رأيهم فهم مذبذبين بين السلاطين والاشتراكيين الشماليين فننتظر ماذا ستئول إلية الأيام القادمة هل ستعود سلاطين الجنوب على عروشها ؟ أم تأتي ثورة جديدة للجنوب ؟ وكذلك لا يوجد طرف ثالث معتدل أو متوسط أو متطرف لحكم الجنوب وسيأتي من يقول لي أن الشعب الجنوبي هو من يحدد الهدف والمصير لحكم الجنوب والشعب قد رسم طريقة ولكن أقول له أن الشعب كان عبيد للسلاطين ثم عبيد للاشتراكي وسيضل عبد للحاكم القادم ...
فننتظر من هو الحاكم القادم للجنوب بعد أن فشلوا السلاطين ثم الاشتراكيين ثم الشماليين
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
الغريب ..؟