أنا وأخي على...............

[عبد القادر]

قرأت مقالا قيّما للكاتب باتريك كريجر بعنوان زلزال الجنوب وجدت فيه تحليلا منطقيا وخلاصة لمرحلة من تاريخ الجنوب عندما وقع إتفاقية وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ومرحلة مابعد التوقيع , والخلاصة التي إستنتجتها تقول بأن علي عبد الله صالح بتوقيعه على إتفاقية الوحده وقّع على إحتلال الجنوب سياسيا بدليل أنه : طلب من الشيخ المرحوم عبد الله بن حسين الأحمر تشكيل حزب الإصلاح ليعيق تنفيذ الإتفاقيات الموقع عليها مع قيادة الجنوب وقد نجح ولم يفي بإلتزاماته .
ثمّ إنه وقع على إحتلال الجنوب عسكريا بدليل أنه : بدأ بتنفيذ عمليات إغتيالات القيادات الجنوبية والعسكرية منها بشكل خاص وبدأ الإستعدادات العسكري وجمع المناصرين له وأهمهم تنظيم القاعدة الذي فتح لهم معسكرات خاصة ليساعدونه في إحتلال الجنوب عسكريا , ثمّ يليهم النظام العراقي السابق الذي وضع إمكانياته العسكرية طوع المساعدة وبالذات في مجال الطيران وبقية من ساعده معروفين لنا ولاداعي لذكرهم هنا ونجح في إحتلال الجنوب وإستباحته فيدا للفاتحين بإسم الإسلام في القرن العشرين والإسلام منهم براء.
أنا وأخي على إبن عمي وإنا وأخي وإبن عمي على الجنوبي وأنا وأخي وإبن عمي والجنوبي الذي باع نفسه على الجنوبي الحر الرافض للإحتلال والظلم والإطهاد والمهانة والعبودية التي تتربص به .

عندما شعرت القيادة الجنوبية بالفخ الذي نصب لها بإسم الوحدة وحاولت بإسلوبها الذي إعتمدته للخروج منه وجاءت أزمة الإعتكاف في عدن , بدأ جناح سياسي يخاف من فقدان الجنوب وجناح قبلي يخاف من إحتلال الجنوب خوفا على مكانته القبلية في السلطة والذي مثّله الشيخ سنان أبو لحوم , وهذا فعلا ماحدث كما بيّنه الكاتب في مقاله وخرجت بكيل من المعادلة القبلية والسياسية.

أحتل الجنوب وأستبيح دون خوف من العابد والعباد وساد الفساد والإفساد , وتوفي الشيخ عبد الله الأحمر وتنشر مذكراته ويبدأ الحراك السلمي الجنوبي ليعم كل الجنوب لتشعر طائفة من الذي إحتلوا ونهبوا وكونوا ثرواتهم الطائلة بعد الإحتلال بالخوف من فقدان الجنوب , وهذه المرة أبناء الشيخ عبد الله الأحمر وفي مقدمتهم حميد الذي أنيط به أن يلعب دورا يهدف أولا إلى القضاء على الحراك الجنوبي السلمي وبقاء الجنوب مسيطرا عليه بالقوة وثانيا إعادة التوازن القبلي في إدارة النظام ليحل مكان والده والدور الذي كان يلعبه .

لعبه يجب أن يكون الرئيس جنوبيا هدفها كسب الوقت إلى أن يأتي حلا بديلا ولعبة الحوار مع معارضة الخارج الجنوبية هدفها إستسلام الشارع الجنوبي والتسليم بأن لاوجود لقيادة له في الخارج تستطيع أن تقوده إلى فك الإرتباط وماعليه إلاّ أن يرضي بواقعه الذي هو فيه وما إتفاق 17 يوليو بين النظام الحاكم ومن يمثله في المعارضة إلاّ ضمن اللعبة التي لعبها حميد الأحمر ليقول لعلى ناصر محمد لن نستثنيك من المشاركة رغم ماإتفقنا عليه إذا أردت وإن لم ترض فهذا شي يخصك ليخرج علي ناصر محمد ببيان ينفي فيه ماأشيع من أنه موافق على ماتم التوقيع عليه , فهل يتعظ السيد علي ناصر محمد والسيد حيدر العطاس والسيد محمد على أحمد من تاريخ الجنوب ومن علاقته مع نظام صنعاء ؟ ليعلنوا موقفا مشرفا لهم ولشعبهم ولوطنهم ليقولوا نحن مع الشعب والوطن الجنوبي وإستعادة حريته وكرامته وبناء مجده , هذا ماننتظره ونرجو أن لا يتأخر كثيرا فالأيام القادمة مليئة بالمفاجئات وإن غدا لناظره قريب.