شبوة 00 وأحلام الإمام يحيى .. حقائق تنشر لأول مرة

[باعوضة]

]شبوة .. وأحلام الإمام يحي .. حقائق تنشر لأول مرة
كتب: شبوة برس / ابو ظبي / بقلم : محمد احمد البيضاني / خاص التاريخ: 18/6/2008

منذ عصور بعيدة في التاريخ ، كانت عدن دوما الحلم والأمل للكثير في الوصول إليها ولأسباب عديدة ، ومنها موقعها الفريد التي كانت تتميز به ، وقد أطلق عليها الرومان " عبقرية المكان “ ، ومنذ بداية قيام " الدولة الزيدية " عام 280 هجرية – 910 ميلادية، والتي أقامها الإمام الهادي يحي بن الحسين بن القاسم الرسي – 835 - 911 ميلادية .. في "صعدة" حتى في زماننا هذا في عصر عصابة صنعاء الحالي ، كان هناك دوما الهاجس التاريخي وهو الوصول إلى عدن. ومن الملاحظ جدا إن الأتراك حين احتلالهم اليمن ، قد قاموا أولا في احتلال عدن والذي قد تم في عام 1538 ميلادية ، وبقوا فيها 9 سنوات ، ثم احتلوا صنعاء في عام 1547 ميلادية. نورد هذا هنا لدلالة على أهمية عدن عبر العصور. منذ سقوط دولة " سبأ" لم يذكر التاريخ إن الجزء الشمالي كانت توجد به دولة واحدة موحدة ، بل مجموعة دويلات يحكمها عدة إمة في وقت واحد ، تتقاتل وتتطاوحن عبر العصور، وكان هذا السبب الرئيسي لسقوط الحضارة ، ويبدو أن نظرية "الفيد" عندهم كانت قديمة ومزمنة تاريخية. في الشمال كل الأمورلديهم تداربالعصبية والمذهبية في نشر الحقائق وكتابة التاريخ ، إن تاريخهم الحقيقي والمدون يلفه الغموض ، بدء في أنشاء دولة "الإمامة الزيدية"، التي أقامها الإمام الهادي يحي بن الحسين الرسي . في عام 897 ميلادية قام صراع بين القبائل في منطقة "صعدة" ، فقاموا بأستدعاء الإمام الهادي من جبال "الرس" التي تقع خارج المدينة المنورة ، وطلبوا منه إقامة الصلح بين القبائل المتصارعة ، فقام بذلك وأصلح بينهم فطلبوا من البقاء وبايعوه بالإمامة في 897 ميلادية ودخل صنعاء في عام 901 ميلادية ، قام الإمام الهادي بهداية القبائل فاستقرت المنطقة في سلام بعدله وورعه ، ونشأت الدولة الزيدية منذ ذلك الوقت ، ولم تكن مسيطرة على المنطقة بكاملها ، بل كانت هناك عدة طوائف مذهبية وقبائلية و مناطقية وتاريخية ، هذه هي القصة الحقيقية الصادقة والمعروفة في التاريخ. لقد صدمت وأنا قراء لمؤرخ تاريخي في كتاب مشهور "هذه هي اليمن" طبع في دار العودة – بيروت ومؤلفه المؤرخ " عبدا لله الثور.- في 30 مارس 1969. ..
لننظر كيف يفكر هولاء الناس في تاريخ منطقتهم لننظر ماذا يقولون عن أهم فترة في تاريخهم وأنشاء دولتهم ، وهذا الكلام الكلام الذي نقوله مدون في كتبهم وليس كلام بهتان أو إدعاء كاذب ، إنها وثائق تاريخية ومدونة في أرشيف وسجلات المكتبات العالمية . نعت المؤلف عبد الله الثور في صفحة 327 ، الإمام الهادي يحى بن الحسين بأنه سائح غريب وفد إليها من المدينة المنورة – الحجاز، ويقول المؤرخ الثور وبالنص والحرف الواحد : " ومن هنا بدأ الرجل الغامض القادم من المدينة المنورة يمثل دور المهيىء لبناء دولة جديدة وخلق حكم جديد في المنطقة." ويذكر الثور أيضا وفي نفس الصفحة ، هذا النص وبالحرف الواحد:" ولم يكن هذا الزاهد الورع ليفصح عن هدفه الحقيقي، وهو الاستيلاء على الحكم في اليمن، وإن كان قد ظهر لكثير من أطماعه من خلال حديث الوعظ والإرشاد ومن تكرار التنقل بين القبائل المختلفة". أنتهى . - إن السفه والكذب والتطاول على إمام ومؤسس دولة من قبائل تتقاتل وتسفك الدماء فهداها إلى الحق والصراط المستقيم ، هذا ليس من مكارم الأخلاق وفي كتابة التاريخ التعرض إلى هذه الشخصية الدينية الكبيرة التي أشتهرت بالعفة والحكمة والطهارة في اليد والعقل ، إذا كان هذا فكر خاصتهم ، فكيف يكون تصرف عامتهم والتي تتصدر الحكم الآن في صنعاء . وللأسف الشديد إن عادة "السفه" تمارس كثيرا بين أوساطهم ، والمؤرخ عبدالله الثور يشيد بثورة سبتمبر 62 وأنا أحترم رأيه ، وهذه بلاده وليست بلادي ولكن يجب كتابة التاريخ بأمانة وبمنطق حضاري وصادق ، من المؤسف والمخجل جدآ السب والتطاول على الإمام الهادي يحي بن الحسين الرسي ، إنه إمام وعالم و فاضل أنشاء دولة ... كان الإمام يحي بن حميد الدين يفكر في موضوع ضم الجنوب ولكن لم تكن لدية القدرة في تنفيذ ذلك ، فهو لا يملك مقومات دولة حديثة ولا حتى كيان متماسك ، إنها مجموعة بيت حميد الدين ا لبدائية أتخدت الدين واجهه سياسية لتكيل للشعب المسكين صنوف التنكيل وسوط الجباية والزكاة بدون حق شرعي ، فهرب الناس منهم إلى المهجر والنفي القسري ولم يبق سوى ضعاف الناس والنساء والأطفال. في الجانب الآخر من الحدود كان الجنوب العربي يخطو سريعا نحو التعليم والأزدهار والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي والأمني وبدء هيكل الدولة ينمو سريعا. كانت للإمام يحي مراسلات ومحاولات مع حكام الجنوب العربي بالرغم من توقيعه على معاهدة صنعاء وحسن الجوار مع الإنجليز ، ففي عام 1920 شعر الإمام يحي إن شيوخ "البيضاء" قد قاموا بأتصال جدي مع الجنوب العربي ، لتحرر من إحتلال الإمام يحي لأرضهم ، أستغل الإمام فتنة حدثت في " البيضاء"، فأرسل جيش بقيادة “الشامي" لاحتلالها ودارت مقاومة عنيفة ، ثم سقطت "البيضاء " بعد أن سالت دماء أبناء البيضاء الشجعان على تراب أرضهم المحتلة ، لقد قاتلت قبائل البيضاء جيش الغزو الإمامي ببسالة منقطعة النظير . إن البيضاء عبر عصور التاريخ أرض من أراضي الجنوب العربي ، ولهذا السبب التاريخي والشرعي ، سمحت السلطات البريطانية في عدن لأبناء البيضاء العمل في التجارة والقوات المسلحة والأمن وأمتلاك الأراضي والعقارات في مستعمرة عدن . وستعود البيضاء غدا إلى الوطن الأم – الجنوب العربي . وفي الجانب الآخر حرك الإمام جيشه وقمع التمرد في منطقة "المقاطرة" وأحتلها بعد معارك عنيفة قتل فيها كثير من المقاطرة الشجعان ، ولم تسقط قلعة المقاطرة إلا بالخديعة والغدر . كانت للإمام أحمد أيضا محاولات ويتحدث علنا بحقه في عدن. ونسفرد مقال شامل يحكي قصة مغامر ة الإمام أحمد في عام 1958 ـ وعملية إلقاء القنابل في مستعمرة عدن ، وهي قصة شيقة وتاريخية تحكي قصة أطماع وأحلام الأئمة في إحتلال الجنوب العربي سابقا وحاليا " عصابة صنعاء" الغازية والتي قامت بإحتلال الجنوب العربي في غفلة من الزمن – إنها أحلام الإئمة وعصابة صنعاء على مدى العصور . وفي أحداث يناير المشؤم في الجنوب ، تحركت قوات شمالية نحو الجنوب وذلك لغرض المصالحة بين المتقاتلون ولكن غرضها "الأصلي" كان احتلال" عدن"، ولكن "المخرج" طلب أن تتوقف هذه "الحركات الساذجة" ، وفعلا توقفت هذه القوات عند الحدود. إن الحسد والحقد قديما وحديثا قد دفع الكثير منهم لتدمير هذا الوطن الحضاري ، في الجنوب العربي "دوله كاملة" ونموذج أعلى للدول في الجزيرة العربية ، كان في الجنوب العربي جهاز إداري لإدارة الدولة عمره ما يقارب 128 سنه ، يدار بخبرات جنوبية على مدى تلك السنين الطويلة. بلديات ومجلس تشريعي وإدارات حكومية وأعظم قوة عسكرية : جيش الجنوب العربي .. الحرس الوطني الإتحادي .. قوة بوليس عدن .. قوة البوليس المسلح .. جيش البادية الحضرمي ، في ذلك الوقت كانت هذه القوات أعظم قوة عسكرية في الجزيرة العربية ، وأكبر مستشفى في الشرق، وأول تلفزيون في الجزيرة العربية والشرق الأوسط ، وثاني أكبر ميناء في العالم ، وصحف حرة ، وإذاعة وشعر وتاريخ وسياحة متطورة وموسيقى وفنون وتجارة و مدارس للبنين والبنات وشوارع نظيفة وكل الموارد الطبيعية الضخمة من بترول وغاز، وثروة سمكية ضخمة ، وأموال أبنائه في الخارج والداخل ، كل هذا الرخاء والتطور والرجال الشجعان في شعب قليل السكان ولكن عظيم القدر والشأن. إن الجنوب العربي دولة و كيان إنساني وحضاري منذ القدم. أين الدول العربية من هذا في ذلك الوقت .. أين هذا الشمال في ذلك الوقت .. ومن يضم من ؟؟ ومن يتوحد مع من ؟؟
نرفق أدناه وثيقة نادرة وجدت بحيازة المستشرق العظيم البريطاني المرحوم البروفيسور سارجنت ، من مراسلات الإمام يحى بن حميد الدين السرية لقبائل المشرق وجنوبه ، تشير هذه الوثيقة إلى أحلامه المزمنة من نص وطريقة كتابتها، ولكن الإنجليز كانوا أكثر ذكاء منه ، وسببوا له "القلق الدائم" وهو التهديد بسقوط البيضاء والمقاطرة والضالع وبل منطقة الحجرية كلها لتنظم إلى الجنوب العربي، وفعلا زحفت دبابات جيش الجنوب العربي في عام 1919 واحتلت الضالع والقطيب والشعيب والعلوي وبلاد الأجعود والأميري ويافع العليا والعواذل والصبيحة. وفي عام 1938 تمكنت قوات الحرس القبلي من تحرير منطقة شبوة بكاملها في ضربة عسكرية سريعة ، وهرب القردعي عامل إلإمام يحي مذعورا من شبوة يرافقة جيش الإحتلال الحافي ، وتحررت شبوة من الإحتلال الإمامي المتخلف ، وعادت إلى الوطن الأم .. الجنوب العربي . وصل القردعي المهزوم مع بقايا جيش الإمام الحافي إلى صنعاء ، فسجنه الإمام يحي بسبب هزيمته النكراء في شبوه ، وذهبت أحلام الإمام يحي المزمنة في مهب الريح . ودارت عجلة التاريخ ومن شبوه أرض القبائل الحرة التي آمنت بالتطور الحضاري وأحتفظت بالتقاليد القبلية الشريفة التي تدعو إلى إحترام الناس ، وبقت أصالة الشرف والشجاعة تجري في عروقها وفي عروق أبنائها الذين كانوا من خيرة الضباط والجنود الشجعان في جيش الوطن ، واكبت شبوة الحضارة والتقدم ومنها تدفق الخير وتحت أرضها يسكن النفط والغاز ، وفوق أرضها تسكن القبائل الكريمة الشجاعة في وطننا .. الجنوب العربي ، ومن شبوه اليوم ينطلق " موقع شبوه برس الأخباريه " منار وشعلة لحرية القول والتعبير ، ووسيلة حضارية وانسانية في بث الأخبار ونشر الثقافة والعلم ، إن " موقع شبوه برس الاخباريه " مفخرة لبلادنا وخير دليل على حضارتنا وتاريخنا .
أدناه نص رسالة إلامام يحي بن حميد الدين:
بسم الله الرحمن الرحيم
المحبون الكرام: الحكم بن مبارك بن محمد بن عجاج، وحمد بن نلصر بن قطيان، وسالم بن حمد بن حسن، وعلي بن علي زيد، والحكم علي بن عامر كبير آل عمر، وعبدالله بن ناصر الحبيلي المشيعي، وسالم بن عفيشة البريكي صاحب شبوة وأحمد الأخرش السحبلي صاحب رخية، وسلم بن جربوع الصيعري، وعبدالله أبن ملهي، وسالم جعفيس، وسالم بن محمد المرقع، وعلي بن الترجيم، وحمودة بن غضبان، وكافة المشايخ والعقال والأعيان من قبائل المشرق المتشرفة بشرف الإسلام، وبالأنتماء والتباع لراية الحق والأيمان، أصلح الله شأنهم وبارك لهم في حالهم ومالهم، والسلام ورحمة الله وبركاته.
صدورها عن أحوال صالحة، وأخبار سارة بعناية الله سبحانه ومنه، والذي أوجب تحرير هذا وتبليغه إلى الأسماع ما نحثكم به على المحافظة لعموم البلاد، على طاعة الله وسبحانه وطاعتنا، وضرب ا لإصلاح، والأمانات فيما بينكم، ومنع كل عاقل أصحابه عن التعرض لأسباب الفتن، وسفك الدماء، وهلاك الأنفس والأموال، وأن يكون منكم السعي لإصلاح كل حادث بما يرضي الله تعالى ورسوله، وتجديد الأمان بينكم وبين دهم، وقد أمرنا عامل الجوف بضبط أمور دهم وضبط الأمان بينكم وبينهم، ونأمركم بحفظ بلادكم وحدودكم عنما يكون سببا لإضراركم وأنتم وأهلكم وبلادكم، ولأجل كلما ذكرناه أرسلنا إليكم خدامتنا مشائخ عبيدة: ابن معيلي وابن جلال والعرادة وسيوضحون لكم هذا.
وقد أرسلنا بهذا إليكم خدامتنا مشايخ عبيدة: ابن معيلي وابن جلال والعرادة، ولهم وقوف على بعض الأحوال، وسيوضحون لكم ما نطلبه ونحبه لكافة المسلمين وأنتم من أهل الكمال ومن أحسن الرجال، فليكن تعجيل إكمال قواعد الأمن ألامان فيما بينكم، وفيما بينكم وبين دهم، وسنكتب لعامل الجوف بكل لازم من تأكيد المراقيم، وضبط كل من أحدث لكل لازم، ولا نقصر إن شاء الله، فكونوا حسب الأمل والسلام.
بتاريخه 2 شهر رمضان سنة 1355 هجرية – 2 نوفمبر1936
صورة الوثيقة من الإمام يحي بن حميد الدين



هذا هو كلامنا إنه الكلام الواضح والصريح ، إن الكلام الذي يخرج من القلب له أثر وليس له جناح ، غير إنه يستطيع الطيران إلى الأعالي ، ونحن نستطيع الطيران نحو سماء بلادنا ، وسوف نستعيد الجنوب العربي غدا أو بعد غد ، ستعود لنا عدن عاصمتنا ، إنها أمنا إلى يوم الميعاد ومهما حاولت قوى الظلم والقهر أن تمارس جريمة الاحتلال في غفلة من الزمن ، لكنها لا تستطيع أن تسرق منا الهوية والإنتمناء إلى أرضنا ، لقد ولدنا بهذه الهوية ، لقد أخذوا منا كل شيء ، ولكن لن يستطيعوا أخد عقولنا وثقافتنا وتاريخنا . ويقول عمرو بن كلثوم :
ألا لا يعلم الأقوام أنا - قد تضعضعنا وأنا قد ونينا - ألا لا يجهل أحد علينا - فنجهل فوق جهل الجاهلينا .. إن سعادة الإنسان تتألف من قوة الإنسان على حماية وجوده ، إن وجودنا لن يتحقق إلا إذا عاد هذا الوجود وهذا الوجود هو هويتنا الجنوبية العربية السرمدية الدائمة ، ويجب أن نستعيد بلادنا ، إن الحديث عن الفيدرالية والكنفودرالية والحكم المحلي ومسرحية أنتخابات المحافظين ، هو مجرد كلام ليس له معنى أو منطق ، مجرد كلام لتخدير عقول الناس والإستخفاف بتفكيرهم من قبل مجموعة من الغزاة تعيش في أوهام النصر والقوة ، إن جينات الحقد والإنتقام تعيش معهم في دمائهم منذ طفولتهم البائسة التي دمرتها ظلم بيت حميد الدين ، وهاهم اليوم ينفثوا عقدة الحقد والكراهية والإنتقام ضد أبناء الجنوب العربي ، إنها عصابة بدائية تنظر إلى بلادنا على إنها "غنيمة حرب" ، وإننا أمة مهزومة ، نحن ليست أمة مهزومة ولكنها أمة جريحة ، يجب أن يعرفوا إن الأسد الجريح يصبح أشد بطشا وضراوة . إن حسن باعوم ، وأحمد بن فريد ، ويحي غالب ، وناصر النوبة، وصلاح الشنفرة ، وحسن بن يحي ,عكوش و أحمد القمع و عباس العسل وجميع المعتقلين في سجون الاحتلال ، هولاء جمعيعا من سيستعيدوا أرضنا .. لنبحث عن الحقيقة وهذا هو الهدف ، والحقيقة لا توجد إلا حين يفكر العقل ، يجب أن ننسى الأحقاد ، والأخطاء ، والثأر ، والحروب ، واللوم ، والإنقسام ، والفوارق أي كان نوعها أو هدفها ، نحن أمة واحدة وقبيلة واحدة أسمها الجنوب العربي ، يجب أن نوحد الصفوف ، يجب أن نمسح دموعنا ونتسامى عن أحقادنا وننسى الماضي ولكن نتعلم منه ، نحن ليس أول أمة على وجه الأرض قد تقاتلت وأحتكمت إلى السلاح ، إنهم في الشمال يوجهوا لنا هذه المعيبة الدائمة في إننا قد تقاتلنا ، ونسوا إن تاريخهم الأبدي عاش على الحروب ، إنهم تجار الحروب والسلاح ، لقد نسوا أنهم كانوا وما زالوا يقتاتون ويعيشون على الحروب ، لقد قتلوا بكل وحشية منقطعة النظير 35000 جندي مصري جأوا ليحررهم من الإمامة ويعيدوا لهم الحرية والكرامة ، فغدروا بهم وقتلوهم في الجبال ، وبسبب تأمرهم وخيانتهم وتدميرهم للجيش المصري ، قاد ذلك إلى أكبر هزيمة للعرب ومصر في حرب عام 67 . إن عدد القتلى في حرب اليمن بين الجمهوريين والملكيين والمصريين ، تقدر بأكثر من ربع مليون قتيل - 250000 . إن هذه العصابة المتمرسة والتي تجري في عروقها جينات الغدر والدهاء قد هزمت جيش مصر وهو في عنفوان مجده وقوته ، لقد غزت الإمبراطورية البريطانية العالم ، ولكنها لم تقترب من مناطقهم ، إن بريطانيا تقرأ التاريخ جيدا – وقد ذكر ذلك الضابط السياسي البريطاني في عدن .. هارولد جاكوب Harold Jacob ، قال :" علينا أن لا نقترب من جبالهم ، ولكننا نستطيع أن نسيطر عليهم ونحكمهم من عدن ". وفعلا حدث ذلك . ونحن سوف ننسى حروبنا البسيطة وإختلافنا ، إنه ماضي قد ولى ونكرر مرة أخرى نحن ليس أول أمة على وجهه الأرض قد تقاتلت وأحتكمت إلى السلاح . إذا لم ننس ذلك سنعيش وندور في حلقة مفرغة إلى الأبد ، سنقيم صلحا جديدآ وعهدآ مجيدآ ، لنسميه "عهد الغفران" . إن أعداء الحياة المحيطون بنا يريدوا منا أن نعمق جراحنا وندور حول خلافاتنا إلى ما لا نهاية ، سينتهي ليل الإحتلال البغيض . وستشرق الشمس على عدن بلادنا .. عاصمة الجنوب العربي .. سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك زهراء صالح عبدالله ، وعفراء حريري , ووفاء عبدالفتاح ، ووجدان ناسك .. سلامٌ عليك حسن باعوم ، وأحمد بن فريد ، ويحي غالب ، وناصر النوبة ، صلاح الشنفرة ، وحسن بن يحي ، وعكوش ، وأحمد القمع ، و عباس العسل وجميع المعتقلين في سجون الإحتلال .. سلامٌ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي .. وبلاد أمي وأبي .
محمد أحمد البيضاني [email protected]