آخر مطب أمامك ( بدري الحسني)

[الصولبان عدن]

إخواني الجنوبيين الأحرار وأخص بذكري جيل ثورة الشباب المناضل الجسور

في ظل الموجة العارمة لانتفاضة الشعوب على أنظمتها التي بدأت بالانتشار في عدة أقطار عربية وصلت عدواها إلى الشعب النايم في الجمهورية العربية اليمنية وأقول النائم هنا لكي أؤكد أننا عمرنا ماسمعنا لهذا الشعب أي انتفاضة أو احتجاج ضد أي نظام حكمه من عقود طويلة بل كان المطبل لأي نظام يحكمه شاء أم أبى.

هناك من انتهز هذه الفرصة الذهبية كي يوجة هذه الثورة لتحقيق أهدافه المبطنه تحت شعارات براقة تغري بها المواطن المكلوب والذي لايعلم إلا بما هو ظاهر أمامه من شعارات تحيي فيه أحلام اليقظة بالعيش بالكريم والأمن والاستقرار وحياة الرفاهية فهم في حقيقة أمرهم اسمهم الحقيقي ( أحزاب اللقاء المشترك في السلطة) لأنهم يعتبرون هم وحزب المؤتمر الحاكم وجهان لعمله واحدة مهما اظهروا أمامنا من تباينات في آرائهم أو اختلافات في اتجاهاتهم فلا أمان لهم وتاريخهم يشهد عليهم بحقائق ذات صور بشعة طيلة الفترة الماضية والمثل يقول لو كان في شمس كان شفناها أمس فهؤلاء هم ثعالب السلطة التي ترعى مع الراعي وتأكل مع الذئب.

أخي الجنوبي

أحب أن أنبهك لما هو أهم من ذلك ، فنحن الجنوبيين تغلبنا دائماً الطيبة والعاطفة مع ما يدور حولنا وتجدنا نتفاعل بسرعة مع مايدور حولنا من أحداث من منطلق إنساني وعاطفي قبل أن نحكم عقولنا، عواطفنا الطيبة البريئة تندفع غصباً عنا بالحكم والتفاعل، وأنا لا أنكر أن هذه ميزة فيها نوع من البراءة والسمو بالروح الإنسانية من إنسان تجاه إخوة الإنسان ولكن في هذه المرحلة علينا أن ندرك بما هو آت وما هي الأمور التي يمكن أن تكون مخفية بين السطور عند قراءة الخطاب لهذه الموجة الموجهة من أحزاب اللقاء المشترك في السلطة فهم مهما تشدقوا بعبارات رنانة ورددوا شعارات تجذب لها آذان المواطن البرئ فهم في حقيقة الأمر يبطنون أشياء لايدركها صاحب العقل البسيط ذو التفكير البرئ لأنهم لو كشفوا عن نواياهم يعلموا تماما أنهم سيكون مصيرهم مع مصير السلطة الحالية إلى الجحيم، لذلك فهم يلعبوا على الوتر الحساس لدى المواطن في الشارع وبالفعل أجادوا العزف عليه وانجذب لها مواطن الشارع المسكين الذي لايعلم أن هذه الثعالب لاهدف لها إلا الوصول إلى كراسي السلطة وحجز مقاعدهم من الآن وحينها طز بكل ماردد من شعارات وكلام رنان وسيكون كل همهم البحث عن غنائم ومكاسب يزيد أرصدتهم في بنوك دول أجنبية والمواطن يأكل تراب.

أخي الجنوبي

كل ماذكرته سابقاً لايعنينا في شيء كجنوبيين لنا قضية وهدف موحد نسعى جاهدين لتحقيقة وليس لنا مناص عنه مهما صادفنا من موجات تغيير أو تيارات عاصفة .

كثير ممن يقولوا أن علينا الوقوف مع إخواننا من شعب الجمهورية العربية اليمنية في نضالهم ومساندتهم لاسقاط النظام في بلدهم.

فأنا أقول احذروا المطب يا إخواني لأننا لو سمعنا ما يقولوه ويرددوه الثعالب المسيطرين على هذه الموجة في الشارع الشمالي في كافة وسائل الإعلام وما نراه على أرض الواقع هو طمس وإنكار لوجود قضيتنا وعدم الإعتراف بها ولايقرون بأننا نعيش تحت احتلال همجي ناهب لأرضنا بكل ماعليها من ثروات وقهر وظلم للإنسان الجنوبي وإنكار الهوية الجنوبية بالإضافة إلى جوانب أخرى وهي تغيير وتزييف التاريخ الجنوبي وإخفاء معالمه خصوصاً في عدن الحبيبة.

فإذا كانوا يسمحوا بترديد شعار إستقلال الجنوب ورفع إعلام الجنوب بمسيراتهم لكان هذا أكبر دليل على صدق نواياهم ولكنهم لايريدون ذلك، ليس ذلك لاجل مايسمى بمبادى الوحدة أو المحافظة عليها كما يدعون ولكن لأطماع في نفوسهم حتى ينهبوا ثروات وخيرات الجنوب إذا ما تمكنوا من الإستيلاء على السلطة في حالة إسقاط النظام الحالي.

هنا يأتي الدور الذي يجب أن نلعبه لو كنا نفكر بعقلانية وبنظرة بعيدة الأفق وأن نبتعد من النظر تحت أقدامنا فعلينا الوقوف إلى جانب أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية وأن نستخدم هذه الثورة لصالحنا ولصالح قضيتنا ونعمل بكل السبل السلمية والمشروعة وأن لانتوانى او ننجرف وراء أي هدف آخر غير استقلال جنوبنا المحتل ونحاول بكل الطرق أن نوظف كل مايدور من أحداث حولنا لصالح قضيتنا فهي محورنا الأساسي الذي يجب أن نلتف حوله وسيكون تعاطفنا وتاييدنا لإخوتنا في الشمال إثبات صريح يؤكد لهم أننا لانكن لهم أي عداوة أو حقد فهذا مطلب شرعي لهم إذا أرادوا إسقاط النظام أو تاييده فهم أحرار في بلدهم لهم كل الحق على أرضهم.

اما إذا تركنا قضيتنا وانجرفنا مع التيار وجرينا بكل ما أوتينا من إمكانيات نحو تغيير النظام على أمل أن النظام القادم سيمكننا من استقلالنا ويحقق مطلبنا فهذا هو المطب الحقيقي والمكيدة التي يحفر لها أحزاب اللقاء المشترك في السلطة.

فحينها لن ينفع الندم سنكون حفرنا قبر قضيتنا بأيدينا وذلك بسبب بديهي جداً وهو أننا ناضلنا لأجل تغيير النظام ونسينا قضيتنا الرئيسية وهذا يعتبر اعتراف رسمي وشعبي بشرعية النظام الجديد تحت راية الوحدة التي هم متمسكين بها ولن يتخلوا عن عدن أو عن ثروات الجنوب مهما كلفهم الامر.

الشي المحزن في الأمر أيضا ماذا سيكون موقفنا من شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الاستقلال والجرحى الذين سالت دمائهم على تراب الجنوب الطاهر والمعتقلين الذين لايزالون في غياهب المعتقلات يعانون شتى أصناف الذل والتعذيب.

راجعوا أنفسكم إخواني الجنوبيين وأتمنى من كل قلبي أن نصل بجنوبنا الغالي إلى بر الأمان والاستقلال من هذا الاستعمار الهمجي المتخلف

فأنتم شباب الغد والمستقبل جيل الثورة الشابة التي يعتمد عليها بالفعل وكل الآمال متعلقة بكم يارجال المستقبل