الجنوب العربي و إمارات الخليج ( عن كتاب الامة العربية )

[%الوحيد%]

هذا الموضوع مأخوذ من كتاب الامة العربية و يتحدث هذا الكتاب عن حال الوطن العربي في تلك الفترة التي صدر فيها و هي فترة الستينات و ما قبلها و قد صدر هذا الكتاب قبل استقلال الجنوب بعدة سنوات مؤلف الكتاب استند على عدة مصادر في طرحه وهو من القوميين العرب الكتاب مكون من اربع أقسام و كل قسم مكون من عدة أبواب مجموع صفحات الكتاب 672 و هذا الذي قمنا بنقله لكم اليوم من القسم الاول والقسم الاول ( الامة العربية من الاستعمار العثماني للاستعمار الغربي ) و تحدث أيضا المؤلف عن الجنوب العربي في هذا القسم و القسم الثاني أيضا ( الامة العربية و مرحلة الكفاح الشعبي الباب السابع ) و اليكم اليوم الباب الثالث و يتحدث عن شبة الجزيرة العربية :

1- الحجاز
المذهب الوهابي - ازدياد النفوذ الوهابي - التدخل العثماني -تدخل محمد علي - النزاع بين أبناء فيصل بن تركي - عودة عبد الهزيز بن سعود - امتداد نفوذ عبد العزيز .

2- الجنوب العربي و إمارات الخليج
الاستعمار الأجنبي في عمان - التدخل البريطاني في عمان - الجواسم - معاهدات الحماية البريطانية مع البحرين و الكويت - بريطانيا و المحميات - عدن .

3- اليمن
تنافس بريطانيا و فرنسا و البرتغال - الحملة المصرية على اليمن - عودة الحكم العثماني - الصلح بين العثمانيين و الامام يحيى - الغارات البريطانية على اليمن

[%الوحيد%]

الجتوب العربي و إمارات الخليج ( من ص 77 الى 88)



كانت منطقة الخليج العربي و جنوب الجزيرة محورا للصراع الدولي سياسيا و أقتصاديا و تنازعت عليها منذ القدم القوى الدولية الطامعة في السيطرة العالمية و لقد أرهقت هذه المنطقة و تكبدت المتاعب الكثيرة و التضحيات الجسام فالمنطقة تتميز بالمراكز الاستراتيجية الهامة و بكثرة موانيها البحرية و الجوية المؤدية الى أرجاء العالم و بثروتها البترولية الهائلة و مخزونها الاحتياطي الوفير .



و المنطقة بالنسبة للوطن العربي شريان حياة و من أشد أقسامه انفعالا بأحداثة و قضاياه و تأثرا بتطوراته و مشكلاته و استجابة لدواعي القومية العربية النامية .



***



و إذا بدأنا حديثنا بعمان لوجودنا أن تاريخها مثقل بالاحداث الجسام منذ فجر التاريخ ذلك أن طبيعتها الخاصه أهلتنا للعمران البشري منذ العصور الموغلة في القدم حتى أن الرسول الكريم قال " من ضاق عليه الرزق فعلية بعمان ".



و كانت عمان تمثل جزءا من الدولة العربية الكبرى حتى انفصلت في مطلع العصر العباسي عن الدولة و أنفردت بنوع خاص من الحكم وهو نظام الامامة الديمقراطية بعد أن انتشر بينهم المذهب الأباضي و كانت الامامة انتخابية أي ينتخبه أفراد الشعب من أهل الرأي و العلم و يطيعونه ما أطاع الله و رسوله و اسر سيرة صالحة فأذا ما أخطأ خلعوه و إلا أن هذه الامامة أنقلبت الى أمامة ملكية وراثية ثلاث مرات في تاريخ عمان في عهد أسرة بني نبهان و الاسرة اليعربية و أسرة البوسعيد التي حكمت مسقط منذ عام 1741 و التي أتخذ حكامها لقب سلطان أو سيد بدلا من إمام منذ 1780.



و حدثت في عمان حروب داخلية كما أشتركت في حروب خارجية عديدة ...



فقد حارب العمانيون و العابسيين و هاجم القراطمة عمان في القرن العاشر ثم غزاها الفرس مرتين في 1265 و 1737 و سيطر البرتغاليون على مسقط في الفترة لبن 1508 و 1650 و هاجم الوهابين البلاد في 1803 و 1811.



كما تعرضت عمان للاستعمار الاجنبي منذ القرن السادس حين غزاها الفرس و القرن السادس عشر حين دانت مسقط نحوا من نصف قرن للبرتغاليين و عاود الفرس غزوهم لعمان في 1741 و 1743 حتى أجلاهم أل البوسعيد .



و في خلال القرن الثامن عشر كانت إمامة عمان أقوى دولة عربية في الجزيرة العربية و كان استقلالها و نفوذها معترفا به دوليا و كانت لها علاقات مع دول هامة كفرنسا و الولايات المتحدة و بدأ التدخل البريطاني عندما تفاقم الخلاف بين فرنسا و بريطانيا على التجارة و المستعمرات في المحيط الهندي ... و عندما نزل نابليون في مصر و بادرت بريطانيا إلى تحسين علاقاتها بعمان و عقدت أول معاهدة بين انجلترا و عمان في 1798 و بمقتضاها وافق الامام على إخراج الفرنسيين من أرضه و سمع لشركة الهند الشرقية بتعيين ممثل لها في مسقط ....



و عندما أحس سلطان مسقط خطورة تحالف الجواسم و السعوديين عقد مع الفرنسيين في 1807 معادة استبدلت في 1808 بتحالف أوثق و أصبح لفرنسا ممثل قنصلي في مسقط .



و كان آل بوسعيد قد حولوا الامامة الى سلطنة وراثية مما أغضب الشعب فقام بثورات داخلية مما اضطر آل بوسعيد الى الاستعانة بالانجليز لقمع هذه الثورات.



و في عام 1800 أصبح لبريطانيا في مسقط ممثل سياسي يفرض الوجود البريطاني في المنطقة و تعاون سلطان مسقط مع الانحليز على محاربة شيوخ الساحل الشمالي الغربي من عمان و إجبارهم على قبول الحماية البريطانية في 1820.



و في ظل الصداقة البريطانية التي ارتبطت بها سلطنة مسقط و الحصار الذي ضرب على الامامة في عمان أصبحت البلاد نموذجا للتخلف الاقتصادي و الركود الاجتماعي فقد خربت البلاد العامرة و خلت من أهلها و عمها الجهل ( على سبيل المثال بلغ تعداد السكان في مسقط 50 ألف يوم كانت من أوج أزدهارها و هي اليوم لا يزيد عدد سكتانها عن 5500)



و انتقل سلاطين آل بوسعيد الى الساحل و جعلوا مسقط عاصمة لهم بدلا من نزوى و استطاع سكان الداخل أن ينتخبوا إماما دينيا في مدينة الرستاق و ثم الانفصال فعلا بين الجبل و الساحل.



وقعت في 1916 و هي شبية معاهدات بريطانيا مع البحرين (1880-1892) و الساحل المهادن (1892) و الكويت (1899).



* * * *



و في شمال الخليج الفاصل بين شبة جزيرة قطر و ساحل الاحساء تقه جزر البحرين ( البحرين- المنامة –المحرق-يستره-أم نعسان).



و كانت هذه الجزر مأهولة بالقبائل العربية قبل الاسلام و قامت حروب طويلة بين عرب البحرين و الفرس و استطاع البرتغاليون أن يحكموا الجزر في الفترة بين 1507 و 1602 , ثم طردوا منها خلفهم الفرس الذين حكموا الجزر على فترات متقطعة ما بين 1602 و 1782.



و حكام البحرين الحاليون من قبيلة عتيبة النجدية خلفوا آل سلمان في الحكم منذ 1783, و قامت بينهم و بين الحكم الوهابي في نجد منازعات جديدة مع بداية القرن التاسع عشر .



و كان أول اتصال بين البحرين و بريطانيا في 1810 حين عقدت معاهدة بين البحرين و شركة الهند الشرقية إذ طلب شيوخ البحرين معونة البريطانيين لحمايتهم من الغزو الخارجي و لضمان الاستقرار الداخلي و لما كانت بريطانيا حريصة على تأمين تجارتها في الخليج العربي فقد رحبت بالدعوة ووقعت المعاهدة دون أن تمس استقالال الشيوخ الا أن هذه المعاهدة التي كانت بداية المعاهدات أفقدت البلاد استقلالها بالتدريج و منذ هذه المعاهدة و بريطانيا تسعى دائما لابعاد أي نفوذ أجنبي عن البحرين و من ذلك مثلا أنه لما استولى خورشيد باشا المصري على نجد أثناء الحرب بين السعوديين و قوات محمد على ثم اتجه البحرين للاستيلاء عليها تدخلت بريطانيا و أوقفت التقدم .



و من ذلك أيضا أن بريطانيا رفضت أن توقع اتفاقيا بين البحرين و الدولة العثمانية و أنها تدخلت ضد فارس و دعاوي الشاه بشرعية سلطتة البحرين .



و عندما طالب الشيخ محمد بن خليفة مساعدة فارس ضد أحد منافسيه من أفراد أسرته ثم عندما حاول الاعتداء على قطر لاختلافة مع شيخها محمد بن ثاني على مقدار الجزية حاصرت بريطانيا البحرين و عزلت الشيخ محمد بن خليفة و خلفه شقيقه على ابن خليفة الذي وقع مع بريطانيا اتفاقية في 1868 تعهد فيها بامتناعه عن العدوان و بعرض خلافاته مع جيرانه على القيم البريطاني ... و في سبتمبر 1869 عاد الشيخ المعزول الى البحرين فضربت البوارج البريطانية المنامة و المحرق و قتل على بن خليفة و عين عيسى بن على الذي حكم البحرين أكثر من نصف قرن و لكنه كان ضعيف الشخصية فشجع ذلك الدولة العثمانية على التفكير في ضم البحرين الى متصرفية الاحساء و لكن بريطانيا وقفت في وجه الدولة و رفضت ذلك .

و في 1880 وقع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة معاهدة الحماية و لا شك في أن هذه المعاهدة رغم اعترافها بالشيخ كحاكم مستقل الا انها نزلت بالحرين الى مرتبة المحميات فقد نصت على عدم دخول الشيخ في مفاوضات أو اتفاقيات مع الدول الا بموافقة بريطانيا , و على منع أية حكومة غير البريطانية من ايجاد تمثيل دبلوماسي أو قنصلي أو إنشاء مستودعات لوقود السفن دون اذن بريطانيا و موافقتها ...

[%الوحيد%]

وجددت هذه المعاهدة بين الشيخ و بريطانيا في عام 1892 و أصبح واضحا أن المعاهدتين وضعتا البحرين تحت الحماية البريطانية حتى أنه عندما أعلن الباب العالي في 1893 إن اهالي البحرين رعايا عثمانيون يعيشون في أرض عثمانية أعلن بريطانيا أن البحرين تقع تحت حمايتها .. و عارضت الدولة العثمانية هذه الحماية و لم تعترف بها إلا في 1913 .



و في 1900 تأسست في البحرين وكالة بريطانية و في 1906 أعلن الشيخ عيسى أنه لن يسمح بإقامة إدارات للبريد في البحرين لأية حكومة أجنبية سوى بريطانيا و في عام 1914 أعلن أنه لن يسمح باستثمار موارد الزين في البحرين الا بموافقة برطيانيا .



و عندما قامت الحرب العالمية الاولى قيا أن البحرين هي " المركز الاستراتيجي لبريطانيا في الخليج ".



و كانت البحرين أول نقطة لتجميع حملة القوات البريطانية التي هاجمت العراق و من هنا تتضح أهمية موقع البحرين مما جعل بريطانيا أسبق الدول الى فرض سيطرتها و حمايتها عليها ..





و الكويت هي أخر دولة عربية تطل على الخليج العربي و تحكمها أسرة الصباح و قد جاءت هذه الاسرة الى الكويت في أوائل القرن الثامن عشر (1710)من وسط نجد أذ دفعها قحط دائم الى الهجرة فتحركت الى وادي الدواسر فوجدته أقصى حالا فرجعت الى شبة الجزيرة قطر و لكنها وجدت الاحوال فيها غير حسنة فتحركت الى موقع ناء هو الكويت .




و كان الاتراك يسيطرون على المنطقة فبعثت الاسرة الشيخ صباح الى الباشا التركي رسولا يطلب الاذن لاسرته بالبقاء في الكويت فقبل .




و بدأت علاقة الكويت ببريطانيا في 1775 حين استولى الفرس على البصرة , و جاءت لسفن البريطانية حاملة البضائع الى الخليج العربي كي تنقل منها برا الى بغداد و دمشق و حلب و في 1805 طلب المشايخ من الحكومة البريطانية أن تؤمنهم في موطنهم , و في عام 1809 عرض شيخ الكويت انضمام أسطولة الى الحملة البريطانية ضد رأس الخيمه , و في عام 1821 نقل مركز المقيم البريطاني الى أراضي الكويت , و في عام 1841 وقع الشيخ صباح بن جابر نيابة عن والده نعهدا بأن ينضم الى الهدنة البحرية لمدة عام , و في مايو 1896 أصبح الشيخ مبارك حاكما للكويت و أعلنت الدولة العثمانية موافقتها على تعيينه في 1897 في منصب قائم مقام الكويت .




و فبراير عام 1897 طلب الشيخ المقيم السياسي البريطاني أنه يود أن يكون و شعبه في حماية بريطانيا و لكن بريطانيا أهملت طلبة , و في عام 1899 وضع الشيخ اتفاقا يلتزم فيه هو و حلفاؤه بألا يتصرفوا في أي جزء من أراضيهم و الا يستقبلوا أي وكيل أو ممثل لبلد أجنبي و حدث أن وصل الى الميناء رئيس بوغاز تركي و معه خمسة من الجنود فرفض الشيخ استقبالهم كما رفض استقبال قنصل المانيا في الاستانة , و قد جاء على رأس بعثة لتحديد موقع نهاية خط برلين __بغداد , كما رفض استقبال فصيلة عسكرية تركية وصلت على بارجة تركية في 1901 و التزمت بريطانيا في الاتفاق بمساعدة الشيخ .




و في ذات العام قرر الشيخ عوائد منتظمة في الكويت و بدأ يحصل ضريبة إضافية مقدارها 5% على الواردات , و في عام 1900وقع الشيخ اتفاقا بحظر استيراد أسلحة الى الكويت و في خلال المدة من 1903 –1913 وقع الشيخ اتفاقات عدة تدعم النفوذ البريطاني في الكويت مثل عدم توقيع اي اتفاق الا بإذن و عدم التصريح بإقامة مكتب بريد أو بصيد الاسفنج أو بالبحث عن اللؤلؤ أو باستغلال البترول .




و في عام 1904 وصل الى الكويت معتد سياسي بريطاني , و في عام 1913 عقدت معاهدة بين تركيا و بريطانيا تضمنت أعتراف تركيا بجميع المعاهدات و الاتفاقات التي عقدت مع الكويت و اعترفت تركيا أيضا بحماية بريطانيا للكويت على أن يكون للدولة العثمانية ممثل لدى الكويت و قبلت بريطانيا أن يقوم الالمان بمد خط حديد برلين –بغداد الى البصرة على أن تقوم شركة انجليزية بمد فرع للخط من لبصرة الى الكويت .




و عندما قامت الحرب العالمية الاولى أعلن الشيخ مبارك الولاء و التعاون مع بريطانيا , و في 1915 زار نائب الملك لورد هاردنج الكويت ... و في ذات العام عقدت الكويت معاهدة مع السعوية كما توفي في ذات العام الشيخ مبارك و خلفه ابنه جابر الذي مات في 1917 فخلفه أخوه سالم الذي توفي في 1921 و خلفه ابن أخيه الشيخ أحمد بن جابر الذي سعى الى تحسين العلاقات بين نجد و الكويت و حل مشكلة الحدود بينهما في 1922.




تمتد أقطار الجنوب العربي على ساحل البحر العربي من باب المندب غربا الى ظفار شرقا و قد وقعت هذه الاقطار كلها تحت النفوذ البريطاني و أطلق عليها اسم المحميات و قصمت الى منطقتين : الغربية و من أهم إماراتها الحج و الصبيحة و الحواشب و الضالع و يافع و العوالق و العوازل ....و الشرقية و أهم إماراتها سلطنتي و القعيطي و و الكثيري.



و كانت هذه الاقطار كلها تابعة للدولة العثمانية تبعية إسمية فقط فقد كان أمراؤها شبه مستقلين و كانوا يمارسون شئونها دون تدخل من جانب الاتراك .




و منذ بدء الحملة الفرنسية على مصر اتجهت أنظار بريطانيا الى سواحل الجزسرة العربية و مضيق باب المندب و مضيق هرمز أذ أدركت أن نابليون يهدف من وراء إحتلاله مصر الى جعلها قاعدة حربية لكل حركة موجهه الى الهند , لهذا رأت أن تقضي على النفوذ الفرنسي في مصر و في سواحل الجزيرة العربية لتضمن سلامة الملاحة و المواصلات بينها و بين الهند , و من أجل هذا الهدف قامت بريطانيا بعقد مجموعة من الاتفاقيات من شيوخ و رؤساء السواحل العربية .. هذا فوق أنها كانت تحرص على ألا يمتد أي نفوذ أوروبي الى المنطقة ,و لهذا أحتلت في 1839 عدن و جعلتها مخزن للفحم و مرفأ للسفن ,و لم ين هذا الاحتلال أول محاولة من بريطانيا و لكنها بذلت قبل ذلك محاولتين لم تفلحا , ففي سنة 1608 أرسلت حملات بريطانية الى عدن و لكنها فشلت في تكوين وكالة تجارية في جزيرة سقطرى , و في سنة 1609 وصلت حملة أخرى و لكن الاتراك رفضوا السماح لها بأنشاء وكالة تجارية فيها , و تلت المحاولتين محاولة أخرى من جانب هولندا حين طلبت بإقامة تجارة مع عدن و في سنة 1614 فرفضت الدولة العثمانية و طلبت من هولندا سحب وكالتها التي كانت قد أقامتها في الشحر شرقي حضرموت ... و بذلت محاولات من جانب فرنسا حين اكتشفت أمكانية التجارة العربية في بحر العرب و البحر الاحمر فأرادت أن تنشىء قواعد و محطات على طول خط مواصلاتها البحرية مع الشرق الاقصى فلما جاءت الحملة الفرنسية الى مصر تنبهت بريطانيا الى أهمية موقع عدن فقامة باحتلال جزيرة بريم في سنة 1799, الا ان نقص المياه بها جعل بريطانيا تسحب قواتها الى عدن نفسها حيث اتصلت بسلطان الحج أحمد عبد الكريم العبدلي و أقنعته بعقد معاهدة تجارية مع ممثل الشركة الهندية الشرقيه في سبتمبر سنة 1802, و جاء في مقدمة المعاهدة " عقدت هذه المكاتبة بناء على رغبة الماركيز و يلسلي أحد أعضاء مجلس الشورى الدولة المنوط به أعمال ممالك بريطانيا في الهند الشرقية بواسطة نائبة السير هوم بوفهام مع السلطان أحمد عبد الكريم سلطان الحج القائم من طرفه الامير أحمد باصهى لربط علائق الوداد و المعاملة التجارية بين الطرفين ... "

[%الوحيد%]

و بمقتضى هذه المعاهة تعهد أحمد عبد الكريم بتسهيل التجارة البريطانية ...و فتح ميناء عدن لها نظير ضرائب بواقع 2% لمدة 10 سنوات ثم تزداد الى 3% و ليس لورثته أن يزيدوا على ذلك ... و حماية رعايا بريطانيا و تخصيص مكان من الميناء لاستعمال السفن البريطانية .. و منح السلطان بنقتضى المعاهدة امتيزات عدة لرعايا برطانيا في عدن ... و يفهم من نصوص هذه المعاهدة أنها تنظم علية الانجاز البريطاني في عدن و حماية رعاياها و تسهيل تموين سفنهم فقد أي أنها مجرد امتيازات عادية ات تتصل بسيادة أو حماية لبريطانيا في عدن إلا أن هذه المعاهدة مكنت لبريطانيا سياسيا في المنطقة , و لا شك في أن سلطان لحج قبر استقلال بلدة بعقدة هذه المعاهدة فقد أخذ النفوذ البريطاني يشتد و يقوى في هذه البقعة من المنطقة العربية حتى أن بريطانيا رأت ضرورة إقامة محطة فحم في جنوب غرب الجزيرة و خاصة عندما اخترعت السفن التجارية و قررت شراء جزيرة سقطرى و جاءتها الفرصة لاحتلال عدن حين نهب مركب بريطاني فطالبت سلطان لحج بغرامة قدرها 12 ألف رسال دفع سلطان نصفها حتى يقطع الطريق على بريطانيا فلا تحتل عدن و لكن القائد البريطاني الكابتن هينس طلب تسليم عدن مقابل 8 آلاف ريال فرفض السكان و هاجم القائد عدن و حاصرها ثم احتلها بعد أن ضربها بالقنابل في يناير سنة 1839 و استطاع أن يبرم صلحا مع السلطان و قرر منحة راتبا سنويا قدرة 6 الالف ريال ثم عقد معاهدة مع السلطان محسن يعترف فيها بالنفوذ البريطاني في عدن .




و كان لابد للانجليز من توسيع داشرة نفوذهم في المنطقة فلجأوا الى وسيلة الاغراء المادي و قدمت الاموال و الهدايا للسلاطين المجاورين و لم تجز الحيلة على هؤلاء فاضرت بريطانيا الى طرد سلطان لحج و الاستيلاء على عدن بأكملها في سنة 1857 ثم أجبرت سائر السلاطين و المشايخ من حدود الصبيحة و لحج غربا حتى حضرموت شرقا على عقد لسلة من معاهدات الحماية .




و في هذه الاثناء كانت الحملة المصرية تخوض غمار معاركها ضد الحركة الوهابية فأرسل بالمرستون إنذارا الى محمد على بسحب جنوده عندما اتضح أن الحملة المصرية تهدد عدن و اليمن ’ و هدده بالتدخل العسكري أذا تعرض لمنطقة و عدن و اعتبر هذا التعرض عملا عدائيا ضد بريطانيا و على أثر هذا الانذار أمر محمد علي بسحب قواته كلها من المنطقة و أصدر أوامره بذلك الى خورشيد باشا قائد الحملة المصرية .




و تعرضت المنطقة في سنة 1878 لثورة أشعلها بعض السلاطين الذين استنجدوا بالدولة العثمانية فتقدمت بعض القوات العثمانية في جنوب اليمن حتى حدود لحج و استغاثت السلطات البريطانية بقوات الامبراطورية في الهند و استتب الامر للانجليز و أصبحت سلطنة لحج احدى المحميات عندما عقد السلطان فضل بن علي محسن معاهدة مع بريطانيا في 5 مايو سنة 1881 تعهد فيها بأن يكون مسئولا عن كل تعد يحدث من رجال القبائل و الا يعقد معاهدة مع أية دولة أخرى و لا يقيم قلاعا على ساحل البحر و لا يستورد أسلحة الا بموافقة حاكم عدن .




و اشترت بريطانيا منطقة تشرف على خليج عدن مساحتها 35 ميلا مربعا تسمى ناحية الشيخ عثمان و هي من أملاك سلطنة لحج بمباغ 30 الف ريال ووقع غقد البيع في سنة 1882 الشيخ عثمان شقيق سلطان الحج .




و أخذ الانجليز ينفذون سياستهم الاستعمارية في االتوسع داخل البلاد حتى أصبح الساحل الجنوبي للجزيرة مدخل البحر الاحمر خاضعها لنفوذهم و ساعدهم على تحقيق ذلك ضعف البلاد و تطاحن أهلها و انتشار الجهل ... و من خلال هذه كله استطاعت بريطانيا و حكومة الهند أن تسيطر على المحميات التسع و هي لحج -- أبين – الحواشب—الصبيحة – القطيب – الضالع – يافع – العوالق – حضرموت و هذه المحميات تمتد من نقطة مواجهة لجزيرة بريم مساحتها 100 ألف ميل مربع و هي إما جزء من لحج و أبين و إما انها مستقطعة من اليمن و قسمها الانجليز الى أقسام صغيرة و جعلوا على كل قسم سلطانا و عينوا أمراء و مشايخ و جعلوا لهم رواتب شهرية .




أما عدن فكان لها نظام إداري خاص , و أصبحت مركزا لادارة المحميات . و منذ تولي الامام يحيى الحكم في اليمن وهو يفكر في الاستيلاء على المناطق جنوب اليمن بحجة أنها تؤلف جزءا منها الا أنه قوبل بمقاومة عنيفة من جانب بريطانيا التي كانت تزعم انها حامية لمصالح حلفائها المشايخ المشمولين برعايتها و حمايتها .




و عندما قامت الحرب العالمية الاولى هاجمت القوات العثمانية عدن من لحج بقيادة سعيد باشا الا أن الامدادات منعت عنه فاضطر الى عقد هدنة و بقية قواته في لحج و نواحيها .




و حاول إمام اليمن أن يصل الى أتفاق حول مشكلة الحدود الا أن بريطانيا لجأت الى الدس و الخديعة فبينما كانت تفاوضه أوعزت الى محمد الادريسي بأن يعلن العصيان على الامام و يحاول احتلال القسم الشافعي من اليمن مما اضطر الامام الى أنهاء المفاوضات الداشرة ليتفرغ لاخماد الفتنه فلما نجح في اخمادها أخذت بريطانيا تتحين الفرصة للتدخل المسلح و جاءتها الفرصة في سنة 1921 حين قمت مناوشة بين بعض حاميات اليمن و بعض القرى التي تزعم بريطانيا أنها واقعة في منطقة حمايتها و توترت العلاقات بين اليمن و السلطات في عدن و هاجمت طائرات بريطانيا الحدود اليمنية مما دعا الامام الى سحب قواته من منطقة الحدود .


و في مؤتمر لوزان ( يوليو سنة 1923) تخلت تركيا عن سلطتها في الامارات الجنوبية فألحقتها بريطانيا بعدن دون أن تهتم بالمعارضة العربية من جانب السكان و من جانب إمام اليمن .

[%الوحيد%]

كل عام وانتم بخير والى القسم الثاني الكفاح المسلح

[المنظار]

متابعات قيمة ومفيدة شكرا للغريب

[الوليدي]

شكرآ لك على هذا النقل التاريخي
الحمد لله ان هذا الكتاب تم كتابته قبل ان يملك الحجريين
والاغبياء من ابناء الجنوب عدن والجنوب العربي

[%الوحيد%]

الباب السابع
الجنوب العربي وإمارات الخليج


مؤتمر لوزان- مرسوم1936-معاهدات الاستشارة



الثنائية-أهداف بريطانيا في الجنوب-مشروع اتحاد المحميات-



رفض المشروع-إعادة المشروع من جديد-قيام اتحاد إمارات



الجنوب العربي –عقد معاهدة بين بريطانيا والاتحاد-حزب



المؤتمر الشعى-رابطة الجنوب العربي –الموقف في دثينه والعوالق



ويافع ولحج وحضرموت وعمان-موقف الجامعة العربية- القضية



في مجلس الأمن-التكتل ضد الاستعمار



************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************************====== ==


-1-



*عانى الجنوب العربي ولا يزال يعانى من استعمار البريطاني وأعوانه ولا يزال يكافح ضد الاستعمار الذي سلطه شياطينه على



مدن الجنوب العربي وقراء فأهلك الأطفال وقتل النساء وأباد الشيوخ وشرد الشباب.




*والجنوب العربي يكافح اليوم كفاحا مريرا من أجل عروبته التي يبذل المستعمر جهده كي يمحوها من الوجود..إن الجنوب العربي يعيش معركة الحرية والاستقلال ضد قوى الاستعمار التي تستهدف القضاء على القومية العربية والوجود العربية والوجود العربي وليست جرائم بريطانيا في الجنوب العربي إلا عنوانا للبربرية والوحشية ودليلا على أن الاستعمار لايزال يغمد سيفه في قلب الشعب العربي هناك ولا سبيل إلى حرية الشعب في الجنوب العربي إلا بتحرره الكامل من آثار الاستعمار اللعين.



*تخلت تركيا عن كل حقوقها في عدن وإلامارات العربية في الجنوب في الجنوب في مؤتمر لوزان (يوليو1932)واشترطت أن يكون لسكان هذه المناطق حق تقرير مصيرهم إلا أن بريطانيا كانت قد احتلت عدن في 16 يناير 1839 وقامت بإلحاق الإمارات الجنوب الجنوبية بعدن دون أن تأبه للمعارضة العربية من جانب السكان وغمام المين , وربطت بريطانيا شئون الإمارات بحكومة الهند وحاولت خلال الفترة من1925إلى1935إيجاد نوع من الارتباط بين سائر السلاطين ليكونوا جبهة واحدة وعقدت من أجل ذلك ثلاث مؤتمرات في الحج ولكنها باءت بالفشل وهنا فكرت بريطانيا في فصل عدن والإمارات عن حكومة الهند, وألحقتها فعلا بوزارة المستعمرات مباشرة.




وفي سبتمبر 1936 أصدرت بريطانيا مرسوما ملكيا أصبحت عدن بموجبه مستعمرة بريطانية من أملاك التاج وأصبحت السلطنات والإمارات والمشيخات بموجب المرسوم نفسه عبارة عن محمية عدن الغربية ومحمية عدن الشرقية واحتفظت بريطانيا لنفسها بمقتضى هذا المرسوم بحق التشريع والإدارة في كل أنحاء الجنوب العربي وقد حدثت كل هذه الإجراءات والتغييرات التي قامت بها بريطانيا دون علم الشعب العربي في المنطقة.



و عمدت بريطانيا منذ احتلالها عدن الى ضم المناطق الداخلية و ربطها بإدارتها في عدن و أصبحت عدن هي العاصمة الادارية و الاقتصادية للمناطق كلها .




و أرادت بريطانيا بعذ ذلك أن تضمن سيطرة كاملة على المنطقة ففرضت ما سمى بمعاهدات الاستشاره الثنائية بينها و بين كل رئيس منطقة أو قبيلة و تمكنت من أن تتعاقد مع نحو ثلاثين سلطانا من سلاطين و مشايخ و أمراء هذه المنطقة و رفضت كثير من السلطنات توقيع هذه المعاهدات حتى عام 1950 و منها مثلا سلطنة العوالق العليا و الحواشب و يافع العليا و العواذل لحج .



و بمقتضى هذه المعاهدات أصبح لزاما على كل سلطان أو أمير أو يخ أم يقبل رأي الحاكم البريطاني في المنطقة ...و تنص هذه المعاهدات على أن تقوم بريطانيا بحماية السلطان الذي يتعهد بعدم عقد أي اتفاق مع اي دولة أو ـاجير أو بيع أو رهن أي جزء من بلده إلا بعد موافقة بريطانيا و كان هدف بريطانيا من وراء هذه المعاهدات أمرا بعد من الحماية لأن المعاهدات الحماية لا تفى بالغرض و لا تتفق و تطور السياسة العالمية .




و بعد أن صبغت بريطانيا احتلالها لامارات الجنوب العربي بهذه الصبغة الشرعية المزيفة أخذت تمهد لتنفيد مشروعاتها لاستعمارية الخطيرة عن طريق اتحاد فدرالي بين إمارات الجنوب العربي .




و يمكن تلخيص أهداف بريطانيا في الجنوب العربي في النقاط التالية :


1- إعداد أوسع شبكة ممكنة من القواعد الاستراتيجية لحماية مصالحها و لاس تخدامها كقواعد هجومية تهدد الاتحاد السوفييتي الذي قد يعتمد في أ]و حرب قادمة على قواعده في مال ايران و أفغانستان و شرق العراق و القوقاز .
2- ضمان السيطرة على الجنوب البحر الاحمر و خاصة بعد أن اضطرت الى أخلاء قاعدة السويس و السودان .
3- دعم صلاتها المباشرة بالمنطقة و بأفريقيا و إبقاء مركز الثقل السياسي و الاستراتيجي بأطراف الجزيرة العربية الجنوبية ليعوض ما أصيب به السياسية البريطانية من وهن و ضعف بعد جلائها عن منطقة السويس.
4- استغلال المواد الخام زراعية و معدنية و مايقام عليها من صناعة و تجارة و فتح أسواق جديدة و توافر الأيدي العاملة الزهيدة الاجور و خاصة أن المنطقة في جنوب اليمن و شرقها ما زالت دون استغلال
5- مناهضة التوسع الأمريكي في الجزيرة العربية و خاصة بعد أن رسخت أقدام السياسة الامريكية بالمملكة العربية السعودية ... الأمر الذي تخشاه بريطانيا و تعمل على الحد منه بقدر الإمكان تحقيقا لفكرة التوازن في هذه المنطقة التي كانت بريطانيا قد احتكرتها منذ زمن بعيد.


و في 1937 عدلت بريطانيا معاهدتها مع سلطان حضرموت تعديلا أدلى الى تعيين مستشار بريطاني قبل السلطان العربي يقوم بتوجيهه و إرشاده و نصحه في كل ما يتعلق بشئون السلطنة ما عدا ما يمس الدين أو العادات الإسلامية .


و في 1940 أنشأت بريطانيا في محمية عدن الرقية قوة مسلحة أطلق عليها أسم الجيش البدوي الحضرمي ليستخدم في ضرب الحركات التحررية في الجنوب العربي و مقاومتها .


و عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية اضطرت بريطانيا الى اتخاذ خطوات ايجابية لتظل رابضة في الارض العربية في الجنوب العربي تحت تأثير عوامل متعددة مثل نمو الوعي العربي القومي و انتشار الثقافة و استقلال كثير من الشعوب و تبلور القومية العربية على الصعيدين العالمي و العربي و الرغبة في عزل الجنوب العربي عن اليمن نهائيا و في 1951 أبرزت بريطانيا مشروع اتحاد المحيمات التي يزيد ععدها عن الثلاثين لتجعل منها دولتين متحدتين شرقية تحت لواء حضرموت و تشمل سلطنة الواحدية و القفطية و الكثيرية و المهرة ... و غربية تحت لواء عدن و تمل السلطنة اللحجية و الحواش و الضالع و يافع العليا و يافع السفلى و الفضلية و دثنية و العوازل و بيحان و العوالق العليا و العوالق السفلى .


و في 1954 (يناير ) استدعى حاكم عدن البريطاني هيكنبوتام السلاطين و الأمراء و المشايخ و قدم لهم اقتراحا قال عنه في حديثة معهم أنه " يؤثر كل التأثير على مستقبل بلادكم و شعوبكم ": تابع ......