الحراك ،، بين التضحية والتحدي في الداخل .. والكلام في الغرف المغلقة في الخارج !!

[عبدالله السنمي]

الحراك ،، بين التضحية والتحدي في الداخل .. والكلام في الغرف المغلقة في الخارج !!

ما نشهده من تصاعد في وتيرة الحراك الشعبي في ارض الجنوب منذو بدايته قبل أكثر من عام ، لدليل على أن ابناء الجنوب مصممين على المضي في أهدافهم المحددة وهي التخلص من براثن وحدة 7 يوليو ، التي اغرقتهم في دوامة من الجوع والفقر والاضطهاد والإقصاء ، وفرض واقع احتلالي استعماري محض ، كل ذلك التصميم مستمر رغم كل صنوف القمع والقتل والمطاردة لابناء الجنوب الشرفاء ، ولكل ابنائه من قيادات الحراك الى نشطاء سياسيين وحقوقيين وطلبه وعاطلين ، وكل فئات الشعب الجنوبي الرافض للاحتلال ، وهم هكذا في دفاع مستميت ، وبكل بساله وتحد لا حدود له ، يواجهون الرصاص بصدور عارية ، وإرادة فولاذية ، لا يهابون القتل ، والاعتقالات ، والتعذيب ، كل ذلك لقناعاتهم وإيمانهم بقضيتهم الجنوب ، واضعين في اذهانهم بأن الاوطان لا تمنح مجانا ، بل لا بد من مقارعة المحتل وتقديم التضحيات في سبيل تحرير الوطن ، مهما كانت ، وهذا ما نشاهدة اليوم وكل يوم في الساحات والشوارع في جنوبنا العزيز ، في عدن والضالع وردفان وأبين وحضرموت ولحج ، وكل مناطق الوطن الحبيب .
لكن .. يبقى هناك طرف معطل وجزء من ابناء الجنوب غير فاعل ، ولم يقم بواجبه الوطني الذي يدعم ويؤازر أولائك الذين يقدمون ارواحهم على الأرض داخل الجنوب ، هؤلاء الذين نعنيهم الغير فاعلين والمستكينين ، هم من بالخارج من ابناء الجنوب وخاصة في أوروبا وأمريكا ، رغم تحمسهم الكبير لقضية الجنوب ، ولكن الكلام في المنتديات لا يكفي ، بل عليهم استثمار تواجدهم وسط مجتمعات تؤمن بالحرية ، وتعريف العالم والاعلام الغربي بقضية الجنوب ، وخروج العدد القليل منهم والمتواضع ، يعكس صورة مخجلة وهزيلة عن أهمية قضيتنا وحجمها ، وهذا لن يساعد في تعاطف العالم معنا بل على العكس سوف يعطي انطباع مخالف للحقيقية . وهذا بالفعل ما أكده المناضل الجنوبي لطفي شطارة في معرض حديثه ليلة الخميس الماضي بغرفة صوت الجنوب .
أن تحرك الجنوبيون في البلدان الغربية بقوة وبايجابية مع دعوات التظاهر سوف يظهر قضية الجنوب ويترك اثر كبير لدى المجتمعات الغربية ، والإعلام الغربي ، وسوف تظهر اصوات غربية وتتزايد دعوات التضامن والتعاطف مع قضية الجنوب، وكما نعلم ان الشارع في تلك الدول له فعله وأثره الكبير ، وهكذا فأن القضية الوطنية يتوجب على الجميع التفاعل معها ، ولا يجوز الاكتفاء بالكلام والكتابة في المنتديات ، ولكن المحك الحقيقي هو الخروج الى الشوارع ، كما هو الحال في الداخل رغم ما يتعرضون له من قتل واعتقال ومطاردات ، وكل صنوف القمع والإرهاب الرسمي . فهل يعقل ان يبخل ابناء الوطن بالخارج بالخروج لبعض الوقت الى الشارع دون ان يتعرضوا لاي نوع من المضايقات ، في الوقت الذي يقدم شبابنا في الداخل أرواحم ودمائهم ، يخرجون ، ولا يعلم أحد منهم هل سيعود الى أهله حيا أم ميتا .
فهل من مستجيب ؟