الجيش اليمني يحكم سيطرته على الملاح ويصعد عملياته العسكرية ضد المدنيين

[الكاش]

الجيش اليمني يحكم سيطرته على الملاح ويصعد عملياته العسكرية ضد المدنيين
الخميس / 30 نوفمبر تشرين الثاني 2010


تواجد عسكري في المجمع الحكومي بمديرية الملاح

الملاح (عنا) - أحكمت القوات الأمنية والعسكرية المعززة بالمصفحات والدوريات العسكرية أمس سيطرتها على أجزاء كبيرة من مديرية الملاح بردفان محافظة لحج بما فيها عاصمة المديرية التي كان أنصار الحراك الجنوبي يسيطرون عليها منذ أكثر من عامين بعد اشتباكات ومواجهات عنيفة استخدمت القوات العسكرية خلالها الأسلحة الخفيفة والثقيلة والقصف العشوائي على المرتفعات والجبال التي يتحصن فيها المسلحون والمحاذية للخط العام وعلى مقربة من القرى والمناطق المأهولة بالسكان.

وبحسب مصادر رسمية فقد قامت القوات العسكرية فور وصولها إلى الملاح وبتوجيهات عليا بطمس وإزالة كافة الأعلام والشعارات الجنوبية التي قام أنصار الحراك الجنوبي برسمها على جميع مباني المرافق الحكومية واستبدالها بالشعارات والأعلام اليمنية التي ترتبط بدولة الوحدة, كما قامت بحفر الخنادق واستحداث نقاط تفتيش على امتداد الخط العام.


انتشار أمني في مباني مدنية بمديرية الملاح

وحولت القوات مباني السلطة المحلية إلى ثكنات عسكرية ومركزاً لتجمع القوات العسكرية الوافدة من معسكر 7 يوليو بالعند واللواء المرابط في منطقة الراحة التابع للقائد العسكري المنحدر إلى محافظة أبين العميد فيصل رجب الذي يحظى بتقدير واحترام الكثير من قيادات ونشطاء الحراك بردفان الذين قالوا في أحاديث متفرقه لـ"عنا" أنهم يتفهمون وضعه ومواقفه الرافضة القيام بأي أعمال عسكرية ضد أبناء ردفان العزل والتي تحاول الحكومة اليمنية من خلالها إذكاء نار الفتنة وإدخال المنطقة في أتون الصراعات والعنف والاقتتال حسب وصفهم, وفي الأخير تمرير مخططها الهادف إلى كبح جماح الحراك السلمي وضمان تمرير مشروع الانتخابات, حسب تعبيرهم.

وتزداد حالة التوتر والترقب وأعمال العنف والاشتباكات الليلية وحالة الخوف والفزع التي تنتاب المواطنين ليلاً جراء القصف وأصوات رصاص الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وفي بعض الأحيان الثقيلة التي تطلقها القوات العسكرية وبشكل عشوائي على الجبال والمرتفعات المحاذية للخط العام والقريبة من المناطق المأهولة بالسكان والتي تقول السلطات بأنها رداً على هجمات مسلحين يحاولون استهداف المواقع والنقاط الأمنية والعسكرية المستحدثة وتتضاعف مخاوف المواطنين من أي عمل عسكري قد تقدم عليه السلطة في الوقت الذي يتزايد فيه عدد المسلحين الذين يتوافدون من معظم قرى ومناطق مديريات ردفان إلى مدينة الحبيلين للتصدي للقوات العسكرية التي تحاول دخول المدينة والسيطرة عليها.


لافتة إرشادية كتب عليها (الملاح) في الخط العام إلى جوار مبنى المجمع الحكومي

وشهدت المدينة منذ اندلاع المواجهات الأخيرة التي اشتعلت جذوة فتيلها ظهر الخميس الموافق السادس عشر من ديسمبر كانون الأول الجاري عقب مقتل الشاب عباس محمد صالح طنبح المحلئي على أيدي عسكريين بلباس مدني والتي خلفت بعدها نحو "ستة" قتلى من العسكريين بينهم ظابط وجرح واختطاف آخرين شهدت موجة نزوح كبيرة للعشرات من الأسر وخفت حركة النشاط التجاري وتعطلت العملية التعليمية في العديد من مدارس المدينة.

وتزامن وصول التعزيزات العسكرية إلى الملاح مع وصول عدد كبير من القيادات الأمنية والعسكرية والمحلية وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد ومحافظ لحج محسن النقيب وقائد المنطقة الجنوبية العميد مهدي مقولة ووكيل جهاز الأمن السياسي ومدير أمن لحج ومدير الاستخبارات العسكرية العميد عبده الجندي ووكيل أول لشئون مديريات ردفان عبدالله ناصر مثنى وعدد كبير من القيادات وإنشاء غرفة عمليات في المنطقة لمراقبة الوضع وعقد سلسلة من اللقاءات المغلقة والتي استمرت حتى أمس الأربعاء.


عناصر من الجيش اليمني بالملاح

وكشفت مصادر خاصه لـ"عنا" بأن وزير الدفاع وضع أمام المجتمعين ثلاثة مطالب لإيقاف زحف الحملة العسكرية على الحبيلين.

وبحسب المصادر فإن المطالب تتمثل في تسليم العناصر المطلوبة على ذمة قضايا قتل الجنود وأحداث القتل السابقة ورفع كافة المظاهر المسلحة من مدينة الحبيلين وإزالة كافة ماوصفها بالشعارات والأعلام التشطيرية من المدينة.

وكشفت ذات المصادر بأن لدى القوات العسكرية توجه بالسيطرة على جبل "جمل" الفاصل بين مديريتي الحبيلين والملاح وإقامة نقاط تفتيش على الخط العام والطريق الترابي شرق الجبل على طريق سد سبأ فيما تتمركز قوات عسكرية بمبنى المعهد المهني والمساحات المحاذية للخط العام كإجراء أولي قالت المصادر بأن وزير الدفاع قد أعطى التوجيهات للقائد العسكري فيصل رجب بالبدء في تنفيذها غير أن مصادر أخرى أكدت للوكالة بأن فيصل رجب رفض تنفيذ تلك التوجيهات مشترطاً خروج القوات العسكرية المرابطة في المدينة والتابعة للواء المرابط بمحافظة الضالع.

وفي تطور لاحق فقد أفادت مصادر محلية بان قوة عسكرية قوامها نحو خمس دوريات عسكرية أقدمت فجر أمس الأربعاء على اقتحام منطقة الراحة وقام الجنود الذين كانوا على متنها بطمس كافة الأعلام والشعارات الشطرية من على واجهات جميع المدارس في المنطقة.

وفي ردة فعل على هذا العمل فقد قام أهالي المنطقة بإعادة رسم الأعلام والشعارات وبشكل ملفت وقاموا بتشكيل فرق لحماية المنطقة من دخول أي قوات عسكرية.

ومن جانبه أبلغ الشيخ فضل صالح الوهيبي بأن عدداً من المنازل في قرى ومناطق الثيمة والسوداء والرويد وجوس المعلجة والذنيب والقشعة بمديرية الملاح قد تعرضت فجر أمس للقصف من قبل القوات العسكرية دون أي أسباب أو مبررات سوى خلق حالة من الخوف والذعر في نفوس المواطنين مؤكداً في تصريح لـ"عنا" بأن مثل تلك الأعمال سوف تدفع بالمواطنين إلى الخروج لمواجهة تلك القوات التي تتعامل مع المواطنين بعنجهية وتخلف حسب وصفه.