مصر مركزا لزلزالا نشطا في الشرق الأوسط !!! بقلم عبده النقيب

[معلاوي]

مصر مركزا لزلزالا نشطا في الشرق الأوسط

09 February, 2011 08:32:00

الهيئة الإعلامية تاج-خاص

*عبده النقيب

حبس العالم اجمع انفاسه ووقف على رجل واحدة أمام ما يجري من طوفان في مصر له ما بعده. لم ارى ولم اقرأ ان ثورة بهذه الأهمية جعلت العالم كله مشدوها أخذ على غره فأصابته بالارتباك من هول المفاجأة الغير متوقعة ومن تبعات ما سيؤول إليه الوضع في الشرق الأوسط وافريقيا بل والعالم وسيخطئ من يضن ان الوضع يمس بعض الدول الكرتونية في المنطقة العربية فقط.

سقطت كل الحسابات وتهاوت الصروح التي بنيت وظن البعض انها وطيدة. لم تعد امريكا ولا المعسكر الغربي الذي يترنح اليوم من الفشل الاقتصادي الكبير في وضع يسمح لهم حتى بقراءة ما يجري ولا نقول التأثير في مجرى سير الأحداث. الحقيقة انه بركان تراكمت حرارته لفترة طويلة فأنفجر ولم يعد بمقدور احد الوقوف في طريقة.

فعلا اثبتت مصر اليوم حقيقة انها ام الدنيا ,فما تجري فيها اليوم من احداث دون شك ترسم ملامح عصر عالمي جديد. تؤسس لعصر الشباب والديمقراطية الشعبية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. عندما انفجرت الثورة في تونس فاجأت العالم واولهما النظام البوليس القمعي والأمني لعائلة بن علي. ثورة غير مألوفة وغير مسبوقة فتحت الباب على مصراعيه عندما امتشقت سلاح الجماهير الذي لا يحتاج لأي مساندة من دولة اخرى. ثورة لا تحتاج لاختراق اجهزة الأمن والقوات المسلحة وزرع خلايا سرية مسلحة تخطط للانقضاض على القصر والإذاعة والتلفزيون لإعلان البيان رقم واحد بل وانها لا تحتاج لأحزاب المعارضة التي عجزت عن تحريك الشارع بعد أن نخرتها الأنظمة حتى العظم. هذا السلاح الذي لم يستطع احد الوقوف امامه سواءا النظام القمعي في تونس او الدولة الأم فرنسا ومعها الغرب كله بلغ حد ان الجميع تنصل عن الابن المدلل وامتنع الجميع عن ايواءه خوفا من غضب الثورة. ثورة تونس يمكن ان نطق عليها اليوم بكومنة تونس رغم ان الكومنة الباريسية التي سبقتها بمئاتي عام ونصف فشلت الكومنة بعد شهرين من قيامها لكنها اسست لمرحلة التغيير الديمقراطي وقادت عصر الجماهير في اوروبا كلها.

بعد كومنة تونس تحركت الجماهير ولن تعود إلى جحورها فهي سترابط في الشارع العربي ولن تبارحه حتى تسقط الأنظمة الديكتاتورية وعصابات المافيا التي تنهب الثروات العامة وتسوم الشعوب العذاب.
بعد كومنة تونس سقطت اسطورة الغرب فلم تعد الثورة بحاجة لدولة او معسكر يقف خلفها. هكذا كانت الانقلابات تفعل و هكذا كانت النتيجة التي نشاهدها اليوم انظمة ديكتاتورية وعصابات مافيا. خرج الملك فاروق دون طلقة رصاص وغادر ولم نسمع عن ثرواته في بنوك الغرب وشوارع لندن وباريس. الثائر بطل سته اكتوبر مبارك بلغت ثرواته ما يقرب من السبعين مليار , ثروة تكفي لحل مشاكل الفقراء في مصر ومدن الصفيح والعشوائيات التي تطوق القاهرة من كل اتجاه.

لم يعد هناك مجال للتلاعب او التدخل الخارجي لتغيير سير مجرى الأحداث في مصر ,ولن يستطع النظام استخدام الجيش في قمع الثورة فلو فكر في هذا فإنه سيحترق بأكمله وهو يعلم هذا قبل غيره ويدرك ان لا جبل يأويه فلا عاصما اليوم من امر الله ولن يتنازل الشباب اليوم عن مطالبهم فالشفافية والمعلومة الحرة التي وفرتها التكنولوجيا المقروءة والمسموعة تتيح لهم متابعة ما يدور واتاحت لهم امر التنظيم والتنسيق السريع والدقيق بما يشبه وظيفة الحزب السياسي.

فشل المعارضات هو العنوان الأبرز في هذه الثورة من تونس إلى القاهرة إلى اليمن وتجاوز الشباب لهذه المعارضات الشكلية هو سر النجاح فقد اكد الحراك الجنوبي في دولة الجنوب العربي المحتلة من قبل النظام العسكري والقبلي اليمني ان السبب الرئيس لتعثره هي المؤامرة التي تنفذها احزاب المعارضة التي تدور في فلك النظام وهي جزء منه رغم ان الحراك الشعبي الشبابي الجنوبي انطلق بقوة في عام 2007م وقدم مئات الشهداء والالاف الجرحى والمعتقلين ويعاني شعب الجنوب اضعاف ما يعانيه أي شعب آخر ومازال يتصاعد إلا ان عدم الأمانة الإعلامية لقناتي الجزيرة والحوار مقارنة بما تنقلانه عن الثورتين التونسية والمصرية حجبت الحقيقة عن الراي العام العربي والدولي.

ان الموقف المستميت لنظام حسني مبارك في مقاومة الحقيقة يجعلنا ندرك كيف وصل بالحاكم تفكيره لدرجة انه يشعر ان البلد ملكه وانه خالد فيها وهي مأساة يصنع فصولها الأفاكون والمنافقون وثقافة الخنوع والذل, فقد ظل المزمرون يغنون ويرددون على مدى ثلاثة عقود (نحن اخترناك- نحن اخترناك) و(مبارك يا بطل الضربة الجوية ) حتى ظن مبارك انه هو الذي صنع مصر وانه هو مصر . هكذا تصنع الجماهير الآلهة وهي ثقافة عربية اصيلة ورثناها من عهد قريش وآلهتها اللات والعزة مع الفرق ان قريش كانت تأكل آلهتها - الأصنام المصنوعة من التمر - عندما تجوع لكن الجماهير المصرية واجهت صعوبة في ان تأكل الصنم لأنه مصنوع من الطوب.

شاهدنا الخيول والجمال وهي تقتحم ميدان التحرير لترويع الشباب المتظاهرين بطريقة بلطجية حاول النظام استخدامها فجلبت له العار وفتكت الحشود بالخيول والخيالة وبالجمال والهجانة وهم ضحايا النظام ليس إلا استخدمهم مع مليشيات البلاطجة التابعة للنظام مثلما فعل النظام التونسي لإقلاق الأمن ونشر الفوضى فلم تجد نفعا.
هل سينفع النظام المصري نكرانه للحقائق وهل سيعتبر الملايين الموجودة في ميادين ومدن مصر وسفاراتها في كل دول العالم بطريقة تعبر عن شمولية الثورة واستمراريتها ووضوحها في مطالبها التي لاتقف عند حد الإصلاح بل اقتلاع النظام ومحاكمة رموزه واستعادة الثروات المنهوبة وتحرير البلد من التبعية وإطلاق الحريات وتوفير سبل العيش الكريم لكل المواطنين. فهل يصر إعلام ورموز النظام على المقاومة وهل يمكن ان يصف مبارك الشباب بالجماعة الإرهابية كما فعل بن علي.

*ناشط سياسي من الجنوب العربي

Email: [email protected]

[عش حلما]

نتمنا ان يشملنا ذلك الزلزال التحرري .. مع اننا مع التحرير وهم مع التغيير

[الكوكني ابو مافيش]

نحن بعد مصر

[معلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكوكني ابو مافيش

نحن بعد مصر

بعد ساعات سنحدد موقعنا ان كنا بعد مصر
او بعد الذي سليحق بمصر
والامر سيقرره الشباب