للنُّخب الجنوبيه ... ابحثوا عن عقول للايجار وان لم تجدوا جددوا عقولكم قبل ان تجنونا

[عربي امريكي]

من يلاحظ هشاشة النشاط الاعلامي والفكري للجنوبيين يصاب بالغثيان , فلم يعد هناك مقاييس
الكل يتحرّك بعشوائيه ... الاخبار تدور داخل نفس الحلقه المفرغه .. لا جديد .. تنتهي وتعود من حيث
بدأت ... بل انها وفي كل مرّه تدور تقوم بأدماء نفس الجروح التي تزيد من حجم المعاناه

ألا يستحي اغلب رواد القلم من النخب التي تسمى مثقفه ان يتحدّث عن الثقافه وعن الحريه والابداع
ودولة النظام والقانون .... ألا يستحي أولئك ان يقولوا هكذا وهم لا يمتلكون ابسط ابدجيات الحوار
الثقافي الذي يرتكز على المعرفه والقيم

ألا يستحي هؤلاء من ذم الآخرين سوى كانوا جنوبيين او شماليين او غيرهم وهم واقفين على نفايات
ثقافيه قد عفى عليها الدهر ، وكيف يحق لهؤلاء ان يتحدثوا عن الآخرين وهم لم يستطعوا معرفة من
هم ،

انا مع من يكتب في جانب الخلل العقلي عند العرب ولكنني اجزم بأننا في الجنوب قد طلعنا بنصيب
الاسد من ذلك وقد ربما اننا بحاجه الى عقول صناعيه اضافيه تحدد مسار الرؤيه وتعطي اشارة
وقوف عند الشعور بالخطر وتنذر اجراسها متى ما تطلّب الامر وقفه تحليليه جاده وترسل اشارات
ضوئيه حمراء تطلب من المستخدم العوده الى الارض متى ما طاس في خياله وتذكره بضرورة
مراجعة نفسه وجعلها مثل لكل عمل صالح قبل اقدامه على نقد او تغيير اي شيئ آخر وفيها تسجيل
صوتي يتردد كل خمس دقائق او ادنى ويقول لا للنرجسيه لا للتعصُّب لا للسياسه العمياء ....
نعم للانسان نعم للوطن ..... وذلك الجهاز الصوتي عنده شيئ اسطوري وهو ان لم يكن المستخدم
قد اقلع وتراجع عن الخطأ ..... فأن الجهاز يعلنها لكل من حوله قائلاً ... احذروه احذروه

لقد اصبحنا في حالة مهزله ... امام انفسنا .... فما بالكم كيف ينظر الينا الآخرين ؟

ان لم تراجعوا انفسكم بما فيه اصلاح الخلل القائم في الغالبيه منكم سيتحوّل الجنوب الى مصحّه
نفسيه .... ومن غير دكاتره .... بل هناك جلادين ينتظرون الجميع وقد ينظر اليهم البعض بأنتقاص
ولكن الانتقاص هو في الشخص الذي ينظر اليهم ( الجنوبي ) الجنوبي الذي لم يعي ماذا
تعني كلمة وطن وحريه ووحده وطنيه جنوبيه , الجنوبي الذي لم يستطع اكتشاف شخصيته
من هو ؟ وماذا يريد ؟ وما هو الواجب ازاء ذلك ؟

فلا داعي لثقافة نقل الاخبار وعرضها في معارض الازياء ولا داعي للافكار التي تخرم وعي المتابع
في كل لحظه .. وهي تظهر مثل فقاعات الببسي داخل الكوب لا تدري من اين مصدرها وما ان
تثبّت انظارك عليها إلاّ تكون قد اختفت

ولا داعي للمرض القديم الذي لا زال به البعض مخدوع ويعتبره ثقافه بينما هو ثقافة هدم للاعراف
والسلوك والقيم وطريق الى الانحلال ....... ومع احترامي للقياده الجنوبيه للحراك .... انها ما زالت
تعيش في مربعات الماضي الضبابي .... الذي يحجب الرؤيه عن الحقيقه .. فلا خير في تلك
القياده ولن يأتي خير للجنوب في الوقت الحالي ولا القريب ......... الجنوب بحاجه الى ميلاد
وعي وفكر جديد يتناسب مع روح العروبه والاسلام وكل التراث الايجابي ويتناسب مع كل
المتغيرات العصريه الايجابيه ولديه قُدره على التمييز لما يلوح في الافق البعيد

فأعذروني ليست المسأله احباط او تشائم .... انها الحقيقه المُرّه التي نعيشها