الحراك الجنوبي درس الوطنية لمعالي الوزير عباد

[فداء الجنوب]

الحراك الجنوبي درس الوطنية لمعالي الوزير عباد
2010/12/01 الساعة 17:30:22
عوض كشميم عوض كشميم

أشفقت الى حد كبير على تصريحات معالي حمود عباد وزير الشباب والرياضة لصحيفة "الشرق الاوسط" بشأن وصفه للحراك الجنوبي ومناصريه بالمافيا قبل بدء افتتاح فعاليات مهرجان خليجي عشرين بمدينة عدن الجميلة بيومين متتاليين. نعوت الوزير "عباد" بتجريده الوطنية لمشروع النضال السلمي لأبناء الجنوب على هذا النحو من الهجوم بعد مضي قرابة نحو اربع سنوات من تصاعد فعالياته وسقوط ضحايا والزج بقياداته في "المعتقلات". وفي الاخير يأتي من يطلق التهم جزافا على تجربة نوعية في العمل الوطني ليس على مستوى اليمن فحسب, بل على الصعيد الاقليمي في صناعة الفعل السياسي السلمي المدني الديمقراطي في التاريخ المعاصر.

لا يستطيع عباد ولا خبرته النيل من عظمة وقوة تمدد الحراك الجنوبي على الجغرافيا الجنوبية لكونه يستمد فاعليته ومشروعيته من عدالة قضيته. نتفق أم نختلف مع الحراك او مع الحزب الحاكم, هناك آداب سياسية مع الخصم السياسي لابد من احترامها. استغرب تصريح عضو في الحكومة معني بتمثيل قيم أخلاقية في التربية الوطنية للنشء عبر المؤسسات الرياضية التي تمثل نموذجا للتنشئة الاجتماعية في دروس الوطنية, وكما يبدو ان منشأ الوزير "عباد" ومرجعياته الثقافية على نقيض تماما مع محيط البنية التحتية الفكرية للثقافة الوطنية في الجنوب؟!

وهي الدروس الحقيقية في معاني الوطنية التي لم يتعلمها الوزير عباد كمنهج مخطط ومعد جيدا يبدو انه أزعج "عباد" ورفاقه الذين لن يستطيعون محاصرة المكون الفكري لاستراتيجية مطالب الجنوبيين ضد مافيا الباطل والظلم الذي يتعرض له ابناء الجنوب صباح مساء من قبل عناصر لا تفهم من الوحدة سوى النهب والفيد, أما الوطنية التي يحاول عباد فرضها هي: تجويع ابناء الجنوب من خلال نهب ارضهم وثروتهم, تسريحهم من المؤسسات المدنية والعسكرية, احتكار المؤسسات المالية والتجارية كالبنوك ومؤسسات الاتصالات وشركات النقل والشركات البحرية والمنافذ البرية والمؤسسات الايرادية, مع تصفية وضرب الصحف والمواقع ذات المنشأ الجنوبي ومحاصرة الجنوبيين في مصادر رزقهم, وتاليا تسويق الجنوب واهله كبؤر لتنظيم القاعدة.

إذن لابد ان نفهم ونتعلم وطنية الوزير عباد المنشودة هي ما بعد 7 يوليو 1994 التي استهدفت "الاخلال بالتوازن" الوطني للتوافق السياسي لمشروع الوحدة السلمية", وجعلت رأس هرم الشباب والرياضة يهاجم مشروعا سياسيا ينتفض على مشروع الباطل ويتمرد على قيم الضم والإلحاق. شخصياً أنا ضد تسييس خليجي عشرين, ولا اتفق مع من يقول إن نجاح الدورة هي في اسقاط القضية الجنوبية بقدر ما هي منافسة كروية للدول في المحيط الخليجي وما جاورها, لابد ان تكرس وتغرس قيم روح التقارب والمحبة والتقارب العربي بين الاشقاء لرسم ملامح البهجة بمختلف ابعادها الانسانية. لذلك تتطلب مناخات هادئة بعيداً عن مظاهر الانساق الامنية والحشود العسكرية انزعجت كثيرا لشطحات بعض قيادات الحراك التي تصر على إفشال الدورة بمسيرة مليونية عجزت في الاخير عن تنفيذها لأنها اكبر من قدراتها, ولا تقوى عليها. في حين لم تتفق على مشروع برنامج سياسي فما بالك في المبالغة بالحشد المليوني. كفاية الاصرار على قرارات انفعالية للتوديف بحياة الناس الابرياء فمن يناضل من اجل الناس لابد ان يحافظ على حياتهم ويجنبهم الوقوع في مخاطر العنف, هناك مساحات كبيرة للتأثير وكسب الحلفاء والمناصرين في الخليج وخارجه.. دعونا من التعبئة الخاطئة.. وكفى!

[أبوفاروق الكربي]

فدى الجنوب فدك راس علي
وشكر للكاتب الرايع كشميم