سياسيون:إحتفالات 17/7 محاولة لإقناع الشعب بأن الوطن خُلق لأجل الرئيس

[بن قاسم]

اعتبر سياسيون ذكرى تولي الرئيس على عبد الله صالح الحكم 17/ يوليو مناسبة شطرية، والاحتفاء بها محاولة من قبل النظام وحزبه الحاكم لإقناع أنفسهم والشعب والعالم الخارجي بأن هذا البلد خلق من أجل
الرئيس ومرتبط به ولا مستقبل له بدونه.


وأكدوا في تصريحات لـ"الصحوة نت" بأن الشعب اليمني هو الأحق بالمدح لصبره على ضيق الحال وسوء المعيشة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد الصبري في تصريح لـ"الصحوة نت" إن التذكير بها محاولة بائسة في وقت تظل البلاد مجمدة ولم تتحرك منذ ثلاثين سنة.

وأضاف: إذا كان هناك مدح فينبغي أن يكون للشعب الصابر لأنه هو الذي أنجز وناضل ولا يزال.

وأوضح بأن هناك إسفاف في الحديث عما تحقق لهذا الوطن بأيدي من يضرونه، فالبنية التحتية للوطن اليوم هشة والمقومات الرئيسية تتدمر ويتم تقويضها.

وقال الصبري: لقد قيل لنا في عام 2006م بأنه سيكون هناك يمن جديد ومستقبل أفضل وهي المناسبة التي كانت تستحق الذكرى لأنها مرتبطة بالرئيس، لكننا نفاجأ اليوم بأن اليمن الجديد عاد إلى ما قبل الوحدة والثورة.

وتابع قائلاً: إن أي حديث عن الرئيس يحتاج إلى قاعدة عبر عنها اليمنيون من نفس العام أنهم يريدون رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس، معتبرة المظاهر الإحتفائية التي تقيمها السلطة وحزبها الحاكم بهذه المناسبة محاولة من قبل النظام وحزبه الحاكم لإقناع أنفسهم والشعب والعالم الخارجي بأن هذا البلد خلق من أجل الرئيس ومرتبط به ولا مستقبل له بدونه.

وفيما أكد بأن المستقبل الوطن هو بأيدي اليمنيين أنفسهم، أشار إلى أن سياسات النظام الحاكم تتكرس للقضاء على الدولة والقانون والدستور، وبين بأن التحدي الأكبر الذي يقف أمام المستقبل هو المصلحة الشخصية والذاتية لدى أركان النظام وتقديمها على المصالح الوطنية، والفوضى والانهيار التي تخلقه هذه المصالح، مشدداً على ضرورة أن تدرك القوى الوطنية والمدنية بأن الفرصة مواتية للعمل على انجاز مشروعهم وبناء الدولة اليمنية الحديثة.

وأضاف: اليوم العالم الخارجي والدول المحيطة باليمن لم تعد مكترثة بمساعدة اليمن عن طريق الإصلاح وهي تبحث الآن عن الهويات والأشكال غير الوطنية كي تضع أقدامها وتكسب لنفسها مساحة نفوذ في اليمن استعداد لما هو قادم، وعلى الشعب اليمني جميعاً وبالذات القوى الوطنية والمدنية أن تنتبه لخطورة ما يجري في هذه السياسة لأنها قد تكون أسبق في التأثير وصناعة يمن مختلف عما نريده جميعاً.

خوف على مستقبل اليمن

من جهته أعتبر الدكتور عيدروس النقيب – رئيس البرلمانية للحزب الإشتراكي - الاحتفاء بهذه المناسبة يعني العودة إلى زمن التشطير.

وقال النقيب في تصريح لـ"الصحوة نت" لقد شهدت فترة حكم الرئيس صالح العديد من الارتكاسات والتراجعات والتي تعد أكثر بكثير مما يمكن الحديث عنه كنجاحات وانتصار.

وأضاف: كلنا يعلم أن معيشة المواطن تنهار وتتراجع يوماً بعد يوم والخدمات الضرورية للناس تشهد كل يوم مزيد من الفشل والإنفاق، والاستثمارات تهرب إلى خارج الوطن، كما شهدت فترة الرئيس صالح انتهاك وتراجع للحقوق والحريات.

وقال: إن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتجه نحو الأسوأ بالرغم من الاكتشافات النفطية، مؤكداً بأن النظام الحاكم أظهر فشلاً ذريعاً طوال السنوات الماضية في التغلب على المشكلات التي يعاني منها الوطن، الأمر الذي يجعل الرهان على هذا النظام رهان خاسر ويبعث الخوف على مستقبل اليمن.

من جهتها قالت الناشطة الحقوقية توكل عبدالسلام كرمان – رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود - بأن تقيم مرحلة حكم الرئيس الصالح يحكم عليها من خلال قراءة الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد.

وأضافت: هناك تمرد في شمال الوطن وحرب داخلية تزداد ضراوة يوم بعد يوم راح ضحيتها الآلاف، والجنوب يعاني من مشكلة أعمق وأكبر "لقد خابت أحلام الشعب في الوحدة التي كانوا يرون في أهدافها طموحهم وأحلامهم بعد أن سلبوا حقهم في الشراكة في الثروة والسلطة".

وقالت كرمان لـ"الصحوة نت" إن المتأمل للوضع الراهن يرى الفساد الشامل يأكل كل إمكانيات الوطن الكبير ويحول حياة المواطن إلى بؤس شامل، وتابعت: إن نظرة سريعة تجعلنا نقف أمام نظام سياسي يخلق المشكلات ويعجز عن الاقتراب نحو حلها وهو أعجز عن مواجهة تحديات التنمية وخلق فرص المستقبل الأفضل ... نحن أمام دولة فاشلة تعيش في مرحلة الانهيار حسب ما جاء في التقارير الدولية وقبلها واقع الحال.

منجزات في الإعلام

30 عاما اختزلها مواطنون بمنجزات في الإعلام ووعود لا تجد طريقها إلى النور.

وقال المواطن صالح عبدالله - يتجاوز عمره فوق الستين عاما - إن الانجاز الذي نلمسه نحن المواطنون هو الغلاء الفاحش الذي يترفع بمرور الأيام والشهور.

ويضف ماهر السروري - عامل في محل اتصالات – عن واقع عاشه منذ صباه "

الحقيقة المرة التي لا نستطيع أن ننساها "حيث ما اتجهنا لا نجد سوى فقر مدقع وشر مفزع".

وتابع السروري قائلا: كلما زادت الثروات وزاد دخل الوطن زاد المواطن فقرا، مؤكدا بأن الثلاثين السنة الماضية كانت كفيلة بتغيير العالم بأسره وليس تغيير بلد يملك الثروات التي تؤهله لأني كون من أحسن البلدان تقدما وينعم مواطنوها بالرخاء.

ويقول ابراهيم الحاضري -عامل في مكتبة قرطاسية - أن الاحتفاء بذكرى الثلاثين لتولي الرئيس الحكم البلاد تشعرنا باليأس بأن هذا الوطن لن يتقدم إذا استمرت السياسات الحالية، مؤكدا بأن ما تحقق من إنجازات لا ترق الى المستوى المؤمل