رسالة مستعجلة: إلى أفراد القوات المسلحة اليمنية و الجنوبيين : د .عبدالله الحالمي

[سيف العدل]

رسالة مستعجلة: إلى أفراد القوات المسلحة اليمنية و الجنوبيين : د .عبدالله الحالمي

سم الله الرحمن الرحيم
مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا
(32) صورة المائدة
صدق الله العظيم

الأخوة الزملاء ضباط و ضباط صف و جنود القوات المسلحة و الأمن اليمنية و الجنوبيين فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زملاء و أحفاد القادة العسكريين في الجنوب الشهداء :عبد القوي يافعي, أحمد قاد الحالمي, عمر علي, بدر, باصهيب, علي عنتر, حسين الطفي, أحمد طاهر و سالم درعة و زملاء و أحفاد القادة العسكريين في الشمال الشهداء: علي عبد المغني و عبد الرحمن بن مُحُمد بن ناصر المحبشي و الرئيس /إبراهيم ألحمدي و عبد الرقيب عبد الوهاب و جميع أفراد القوات المسلحة و الأمن اليمنية و الجنوبيين فيها ,الشعبيين الجنوبي و الشمالي ينادينكم للوقوف و الانحياز إلى جانبيهما فلا تنفذوا الأوامر في ضرب الشعب الجنوبي و الشعب الشمالي و انحازوا إلى جانب ثورة الشباب الشعبية في الشعبين في تحرير و استقلال الجنوب و إسقاط النظام في اليمن لتأخذوا من زملاؤكم في الجيشين التونسي و المصري العبر و الدروس في انحيازهم إلى ثورة شعوبهم التونسي و المصري و لم يطلقا طلقة واحدة ضد الجماهير الثائرة لا بل و تحول الجيشين إلى صمام أمان الثورتين و ضامن لنجاحهما و حمايتهما و إجبار بن علي و مبارك على التنحي و الرحيل و ترك السلطة للشعب.


لا أعتقد أنكم أنتم أقل وطنية و شهامة من زملائكم في الجيشين التونسي و المصري و لعل الجيش اليمني بقيادة علي عبد المغني في ثورة سبتمبر 1962م كان هو من أخذ على عاتقه تحرير الشعب في المملكة المتوكلية اليمنية من النظام الإمامي و وقوف الجيش إلى جانب مصالح الشعب و هكذا كان حال جيش الجنوب العربي أبان الاحتلال البريطاني حيث كان المصدر الأساسي لتموين الثورة بالأسلحة و الذخائر و شكل موقف جيش الجنوب العربي في 6 نوفمبر1967م بوقوفه الكامل إلى جانب ثورة شعب الجنوب العربي العامل الحاسم في حماية شعب الجنوب العربي حينها من نيران الحرب الأهلية التي كانت قد بدأت في الاشتعال في شوارع الشيخ عثمان و المنصورة و بقية مناطق عدن نوفمبر 1967م .


تاريخكم ما قبل النظام الحالي تاريخ مليء بالمواقف البطولية التي تحمي و تذود عن مصالح الشعب فحافظوا على هذا التاريخ ناصع البياض.
لما تتفرجون على قصف الحبيلين و الضالع بقذائف المدفعية و الدبابات؟ و لما تتفرجون على الأطقم و العربات المصفحة و الدبابات تجوب شوارع مدينة عدن و المكلا و مدن الجنوب و تحاصر المناطق الجنوبية و توجه نيران أسلحتها ضد الشباب الثائر الأعزل من السلاح.

فل تعلموا أن زلزال الثورة الشبابية الشعبية العاصفة تجتاح جميع الأنظمة الاستبدادية و في مقدمتها نظام علي عبد الله صالح و لا يمكن لأي قوة مهما كانت حجمها إيقاف هذا المد الثوري الذي وصل إلى اليمن لالتهام هذا النظام الذي يحتل الجنوب و يضطهد الشمال.

شعب الجنوب يثور منذ 6 سنوات ضد الاحتلال و يريد تحقيق الحرية و الاستقلال و استعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة و الشعب الشقيق في الشمال منتفض في ثورة شاملة تهدف إلى إسقاط النظام.

اعلموا بأن ثورة التحرير الجنوبية و التغيير الشمالية حتماً منتصرة و قريباً جداً برحيل الاحتلال من الجنوب و سقوط النظام في الشمال و مصير النظام هو مصير النظام التونسي و المصري.

لقد عانيتم أنتم من ويلات النظام الذي لم يثق بكم مطلقاً و استورد لكم أبنائه و إخوانه و أبنائهم قادة عسكريين لكم في الوقت الذي يوجد الأكفاء و الأقدم منكم المؤهلين للقيادة و أصبحت الوحدات الرئيسية في الجيش و الأمن يقودها هؤلاء فعليكم التحرر منهم و يقع عليكم خلعهم من قيادة الوحدات العسكرية و عدم تنفيذ الأوامر في مساندة طاغية النظام في ضرب و إخماد ثورة الشعبين الجنوبي و الشمالي و قودوا و حداتكم بأنفسكم و ابقوا في معسكراتكم وعينكم على ثورة الشعبين لحمايتهما و ضمان استمرار هما حتى تحقق كامل أهدافها لتدخلوا التاريخ من أوسع الأبواب و تحافظون على تاريخكم و تثبتون أنكم ليس إلا جيش شعبي يحمي الشعب و يحافظ على مصالحة و أن جيشكم أحد أعضاء نادي الجيوش العربية حامية حما الشعوب في تونس و مصر.

فل تعلنوا وقوفكم مع ثورة الشباب الشعبية في الجنوب و الشمال و ليعود العسكريين الجنوبيين للجنوب لحماية الشعب الجنوبي و يعود العسكريين الشماليين إلى الشمال لحماية الشعب الشمالي و أن تعلنوها صراحة لنظام علي عبد الله صالح بأن عليه الرحيل و يكفيه 32 عام في حكم الشمال و17عام من احتلال الجنوب شهد فيها الشعبين الحروب و الدمار و سفك الدماء و التخلف و شتى أنواع المهانة.
احسموا أمركم سريعاً و قبل فوات الأوان و احقنوا دماء شعبيكم و عليكم أن تعلموا بأن الشعب الجنوبي مصمم على بلوغ هدفه في التحرر و الاستقلال و استعادة الهوية و الدولة المستقلة و إن الشعب في الشمال مصمم هو الآخر هذه المرة على خلع و إسقاط النظام مهما كانت التضحيات.

الخلود للشهداء و الشفاء للجرحى و الحرية للأسرى
الدكتور: عبد الله أحمد بن أحمد الحالمي
باحث أكاديمي
[email protected]
21فبراير2011م

نشر و إيصال هذه الرسالة إلى العسكريين واجب أخلاقي و وطني