رئيس جامعة عدن في حوار مع : اتهامي بتشكيل مجلس جنوبي لا أنكره بل شرف أفتخربه

[صقر الجزيرة]

رئيس جامعة عدن في حوار مع (أخبار عدن) : اتهامي بتشكيل مجلس جنوبي لا أنكره بل شرف أفتخر به
الأربعاء 11 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 10 صباحاً / اخبار عدن نت / حاوره عبدالرحمن المحمدي




لم ينف الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، رئيس جامعة عدن، الاتهام الموجه له بتشكل مجلس يعنى بالقضية الجنوبية، مؤكدا أن هكذا اتهام يعده بمثابة شرف له.
ابن حبتور ذهب إلى أبعد من ذلك بإيضاح الضيم الواقع على أبناء الجنوب قديما وحديثا، وهو الأمر الذي دفعه لتقديم الرعاية الأكاديمية لمؤتمر ستشهده حضرموت قريبا بمشاركة خبراء دوليين وسيقف أمام مشروع الفيدرالية.
قضايا شائكة وملفات ساخنة أخرى تناولها رئيس جامعة عدن في حواره هذا مع (أخبار عدن) كشفت جوانب الخلاف بين المؤتمر والمشترك، وأبعاد الفوضى التي تشهدها مؤسسات القطاع العام حاليا، والاعتداءات التي طالت الممتلكات العامة، وتجاذب أطراف للوصاية على القضية الجنوبية.
بعد الشكر لصحيفة (أخبار عدن) الغراء التي استطاعت أن تسجل موقفا وطنيا وإنسانيا متميزا طيلة الأزمة، وأنا كنت حريصا على متابعتها لمواكبتها بشكل مباشر لكافة الأوضاع العامة سياسية واقتصادية وثقافية.
وعودة إلى سؤالك فإن لكل أزمة كبيرة تبعات تأتي بعد انتهائها وذيول تمتد هنا وهناك، وهذه الذيول ألحظها الآن فيما يجري في مؤسسات الدولة.. هذه الفوضى حقيقة إذا لم يتم السيطرة عليها من قبل العقلاء ستضر بالمجتمع ككل ومنشآته.



- كيف يمكن السيطرة على هكذا فوضى؟
الكل يدرك أننا جميعا على متن سفينة واحدة وما يحدث اليوم هو تصفية بعض الحسابات ما بين بعض القوى السياسية حيث ترى تلك القوى أنها لم تأخذ ما تريد بالأزمة السياسية ويريدون أن يأخذوا ما فاتهم بهذه الفوضى.
مطلوب وقوف حكومة التوافق الوطني بقوة ضد الفوضى التي تستهدف المؤسسات وإدانتها وعدم دعمها, وثالثا يجب أن يكون هناك جدية من خلال اللجان النقابية والمختصين من أجل حل ناجع وإيقاف الفساد إذا هو موجود وهو موجود فعلا.



- كيف نحتكم لهذا؟
نحتكم للقانون والمؤسسات القائمة لأننا لا نستطيع إلغاء مؤسسات الدولة تحت مسمى ثورة مؤسسات فيما الحقيقة أنها فوضى مؤسسات. ولأن هذه الفوضى ستدمر المؤسسات وستدمر المجتمع.
نحن الآن نشاهد آخر فصل من فصول الأزمة وعلى الجميع الاحتكام للعقل ومثل ما حكم النخبة في السلطة والمعارضة العقل بالتسوية من أجل المصلحة الوطنية علينا أن نغلب العقل فيما يجري الآن من أجل المصلحة الوطنية أيضا.
اللجان النقابية تمثل الإدارة, وممثلو السلطة المحلية وأعضاء البرلمان في المحافظة هم المعنيون بحل هذه القضايا بإعادة الحقوق وبعض القضايا لا تحل بعصا سحرية لشخص أو قوى أو طرف، وإذا دخلنا في سلسلة الانتقامات الشخصية فهذا الأمر أخطر بكثير من بداية الأزمة إذا أعادنا إلى المسلسل بطريقة دراماتيكية جديدة من خلال القفز على المؤسسات، فنحن نشرعن بذلك لفوضى قادمة لن يسلم منها المستهدف حاليا ولن يسلم المستفيد منها إذا ما وصل للحكم بهذه الطريقة الانقلابية.



- المؤتمر يعتقد أن ما يجري في المؤسسات استهداف له؟
هذا بعيد لسبب بسيط هو كون المؤتمر الشعبي العام حركة جماهيرية واسعة وهو لا يحتمي بالمؤسسات بل يحتمي بقاعدته الجماهيرية.. وللمؤتمر إنجازات عظيمة لا يستطيع أحد إقصاءه أو إلغاءه لكن الانتقام من الأشخاص كما يجري في المؤسسات هو خطوة تدميرية لمؤسسات الدولة ومشروع الدولة المدنية إذا ما رهنا المستقبل بمجموعة من المتطرفين تخرج لتطرد مسئولها أو مديرها دون إثبات وجوب ذلك من عدمه عبر المؤسسات، وذلك سيعيدنا إلى ما كان يعرف في الستينيات بأيام السبع المجيدة حين كانت الجبهة القومية تحشد عددا من عناصرها ليعملوا مظاهرة بجانب مؤسسة ما ومن ثم يقوم ثلاثة أو أربعة من المتطرفين منهم بسحب مديرها العام ويقولون له أنت من بقايا الانجلوسلاطين ويأتون بشخص غير كفء بدلا عنه وهو ما نجم عنه في تلك الحقبة هروب الكفاءات والخبرات من الجنوب سابقا.
وأنا أخشى ان يحصل هذا اليوم فيعيد هذا الفصل المؤلم من التاريخ نفسه بشكل ملهاة تراجيدية كارثية ولدينا نحن مشكلة يجب أن نتنبه إليها فالظروف اليوم ليست ظروف الأمس والمجتمع من السهل التلاعب بعواطفه ولكن من الصعب السيطرة على سلوكه فالشعب مسلح ولدينا قوى قد تحشد عناصرها وتدمر مشروع الدولة المدنية بهذه الأساليب، لذلك نحن حينما نجتمع ونتحدث مع قادة الأحزاب والحراك ومع بقية فصائل العمل السياسي كلهم ينكرون هذا السلوك المدمر، فتلك الجماعات والعناصر المتطرفة تريد أن تنفذ انقلابا مصغرا أشبه بالمحاولة الفاشلة إبان الأزمة حين حاولت قوى الانقلاب على الشرعية والديمقراطية عسكريا بثوب مدني وفشلت.



- المؤتمر بالدفاع عن أولئك المدراء يتهم بتخندقه في الدفاع عن الفاسدين؟
طيب هناك مؤسسات, لدينا نيابة أموال عامة وجهاز مركزي وهيئة وطنية لمكافحة الفساد وصحافة لماذا لا يدان هذا المسئول بالأدلة في الصحافة وفي هذه المؤسسات ويأخذ جزاءه إما إدانته أو تبرئته والاعتذار له ممن وقفوا خلف اتهامه. يجب أن يكون توجه إسقاط المدراء عبر المؤسسات لا عبر هذا التوجه الفوضوي الذي قد جرب في دول وأدى إلى تدمير مؤسسات تلك الدول، ويعرف الجميع أن هذه المؤسسات ملك عام لكل الشعب وليست ملكا للمؤتمر فلماذا نتجاوزها؟!
إن قبول فوضى المؤسسات يعيد تجربة الماضي المدمرة التي طردت الكادر في السبعينيات من الجنوب إلى الشمال وإلى دول الخليج فكانوا جوهر بناء تلك الدول وفقدهم الوطن، وهم من هربوا نتيجة الفوضى التي كانت تقودهم إلى مقاصل الرفاق بلا دليل سوى نكاية حزبية.



- ماذا عن الغد والمراحل القادمة؟
هناك مبادرة لمجلس التعاون الخليجي وقدمت طوق نجاة لليمن وللسلطة والمعارضة وكانت الطريقة الوحيدة والعملية للخروج بالبلاد من كارثة الاقتتال والصوملة إلى أفق التوافق والحوار، وبدون هذه الطريقة نحن نقاد إلى كارثة وعلى الجميع الحرص على تنفيذها حرصا على اليمن وشعبه.
والمؤتمر والمشترك قبلوا بالمبادرة على مضض لأنها الحل الواقعي، فنحن في بلد خصائصه تختلف عن الآخرين: أسلحة، قوى قبلية، قوى جهادية متطرفة، حركات انفصالية، تخلف فقر وغير ذلك، لذا الأجدر بالقوى إخراج المجتمع من هذا التخلف وبعدها نتحدث عن ثورة عن تغيير إيجابي، أما أن تأتي بهذه الطريقة عبر الشارع أو ما يجري بالمؤسسات فإننا نهد المعبد على رؤوس الجميع.



- أنت متهم بتشكيل مجلس جنوبي؟
هذه ليست تهمة فنحن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية عشنا مراحل الاستعمار والسلطنات والجمهورية الشمولية والوحدة.
مراحل عشناها وشهدت تناقضات عديدة، وأخطاء جسيمة وتدميرا للمؤسسات وتصفيات.
هناك طرف يحاول أن يعكر القضية الجنوبية ويضع نفسه موضع الوصي عليها ونحن نقول له نحن أيضا جنوبيون موجودون في الساحة. نحن لا نريد أن نضحى بالوحدة فنحن جزء من هذا الوطن ونريد الحفاظ عليه لكننا لسنا مع شكل الدولة القائم الذي أضعف وظلم الكثير من المواطنين في هذه المحافظات.. هذا الظلم نحن نقف لإزاحته ولكن تحت سقف الوحدة المباركة التي جنبت الجنوبيين ويلات الاقتتال والتصفيات، نحن اختلفنا على أساس مناطقي وجهوي وليس هناك قضية التقينا فيها طويلا.
لذلك نحن نقول ليست تهمة وأنا أتشرف مع الكثير من زملائي وإخواني السياسيين القدامى والأسماء الأكفاء ومنهم أول محافظ لعدن وأعضاء في مجلسي الشورى والنواب وأعضاء في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وشورى الإصلاح ومن قيادات الحراك وجبهة التحرير ومن كل الأحزاب والقوى السياسية والأكاديميين وجميعنا نلتقي في نقطة الوحدة الوطنية وفي نقطة كيف نعالج المرحلة القادمة بما يضمن المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية للمواطن اليمني وبالتالي هذه تهمة أتشرف بها.



- هل ستشارك في مؤتمر الفيدرالية الذي سينعقد في حضرموت؟
نعم نحن سنشارك ولدي ورقة بحثية حول تجربة الفيدرالية إبان السلطنات والمشيخات في عهد الاحتلال البريطاني، وهي تجربة تاريخية كانت قائمة أريد أن أقدمها تاريخيا ونطرحها للنقاش إذا كانت قابلة للتنفيذ في اليمن عموما.
والورقة هي قراءة تاريخية وستطرح بحضور دكاترة يأتون للمشاركة من ماليزيا وبريطانيا وأميركا ومصر والأردن وألمانيا، وهو مؤتمر تحت الفيدرالية الدولية، وقراءة نقدية لواقع قائم في العالم وليس لدينا ونحن نبحث مدى إمكانية تطبيقه على أرض الواقع في اليمن أم لا.
نحن من الرعاة الأكاديميين لهذا المؤتمر.



- هل سيكون بن حبتور ضمن حكومة يقودها المشترك؟
الغيب علمه عند المولى سبحانه لكن أنا كمواطن يمني لدي الاستعداد للتعامل مع كل القوى من أجل خدمة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتطوره.
أي واقع قائم يساعد على تقدم اليمن وتطوره ويجنبه التشظي والتجزئة أنا على استعداد للعمل معه.



- ما وجه الخلاف بين المؤتمر والمشترك حاليا؟
هذا خلاف طبيعي جدا فالمؤتمر وأحزاب المشترك دخلوا في خصومة عدائية وليست خصومة سياسية ووصلوا إلى حد المعترك، ويمكن للمؤتمر أن يتجانس ويتعاطى إذا ما شعر أن خصومه مستعدون للتجانس والتعاطي معه في القضايا المصيرية التي هي رهن الاختلاف، وبشكل عام العمل السياسي عرضة للتباينات والاختلافات لكن لا تصل حد القطيعة أو الخصومة الفاجرة فالواجب كأساس هو احترام الرأي والرأي الآخر وأن نتجنب محاولات الإلغاء للآخر وتدميره.

- هل سيتمكن المؤتمر ونظام الرئيس من البقاء والصمود طويلا؟
المؤتمر تنظيم شعبي واسع وله قاعدة جماهيرية عريضة في المجتمع وارتبط اسمه بإنجازات وطنية أبرزها الوحدة اليمنية المباركة وإنجازات تنموبة على مختلف الصعد ولا يمكن لأي جهة أو طرف أن يلغيه فقد ارتبط بالتنمية والبنى التحتية والاستقرار السياسي والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية الحزبية وحرية الصحافة والإعلام وهذا ملك شعبي أنجزه المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرمز علي عبدالله صالح، لذا فالمؤتمر سيحافظ على وجوده، قد يكون ليس بالهالة المسيطرة كاملا لكنه رقم صعب وأساس في أي تسوية سياسية قادمة.

- اتهام آخر موجه لكم بالمناطقية وتقريب شلة فاسدة.. هل صحيح ذلك؟
أنا أحترم أي رأي يقال حتى وإن كان ضدي خاصة الرأي القائم على معلومات حقيقية لكن هذا الرأي والاتهام عديم الصحة.
صحيح أنا أنتمي إلى عدن وعلاقاتي وعملي وأسرتي بعدت وأصولي من محافظة شبوة ولم أقطع تواصلي معهم وربما هذه الثنائية صورت للبعض أنني مناطقي، وأنا لن أنفي ولن أؤكد وعلى من يتهمني العودة إلى الوثائق حيث لم أميز بين أي شخص وآخر من منطلق انتمائه إلى هذه المحافظة أو تلك وصداقاتي وعلاقاتي في كل المحافظات من صنعاء وإلى المهرة وحضرموت، بل أنني أتعدى ذلك إلى رفض القطرية بين البلاد العربية وأؤمن بالقومية العربية.. أنا لست من المشدودين إلى منطقتي.

- قضايا المتعاقدين بجامعة عدن متى تعالج؟
هذه مشكلة قديمة وأثرت الأزمة على سير إجراءات معالجتها، وعندما بدأت الأزمة ذهبنا بالملف هذا إلى نائب رئيس الجمهورية ولدينا (900) فرصة وظيفية ووجه النائب الخدمة المدنية ونحن استوعبناهم جميعا وبانتظار خروج الفتوى وإن شاء الله سيتم تحقيقها في القريب العاجل.

- أين أنتم مما تتعرض له أراضي الجامعة؟
أنتم من المتابعين أن ما يحدث هو نوع من عدم احترام القانون وسيطرة نزعة فردية بشكلها الجماعي والجهوي من أجل الاستحواذ على أي شيء على متنفس، مدرسة، منشأة حكومية، كلية.. بدأ نوع من الجنون والشغف من أجل الاستيلاء على الأرض وهذا الموضوع لا يستقيم ونحن لدينا الوثائق المثبتة للملكية وأوقفنا الكثير من الاعتداءات ونحن بصدد وقف الاعتداء على أراضي كلية الآداب وليس لأي جهة حق أن تبسط على أراضي الجامعة وسندافع عنها أولا سندافع بأساليب بسيطة جدا بمواصلة الخروج لهم وإقناعهم بالعقل والمنطق بأنها ملك كل الأجيال القادمة، وإقناعهم بأن هذا العمل فوضوي وعليهم رفع الضرر وسندفع الضرر بأيدينا وإذا هزمنا سنلجأ للسلطات الأمنية وهي جاهزة لإزالة الضرر لكن بعد أن نتبع الطرق السلمية.

- ماذا عن البلطجة ضد المحتجين؟
نحن في جامعة عدن الجميع موظفين وطلابا حافظوا على ممتلكات الجامعة خلال فترة الأزمة ومازالوا حريصين على ذلك في هذه الأزمة القائمة.
ثانيا ما حدث السبت الماضي كنت في حضرموت لمقابلة المؤسسات الخيرية التأهيلية والداعمين للجامعة وكانت الزيارة مستحقة لشكر تلك المؤسسات، ومن له مسئولية عليه أن يواجهها لا أن يهرب منها فإذا هربنا فمن سيبقى؟ وأي هروب سيمنح الفوضى فرصة السيطرة.
المهندس عبدالله بقشان دعم الجامعة في تحديث المطبعة ومختبرات كلية الطب وتقديم كتب كلية الهندسة وفي هذه الأثناء تنادى بعض من الأشخاص وقالوا سيعملون وقفة السبت الماضي لخلع عبدالعزيز ويقودهم مجموعة من الطلاب الفاشلين وحاولوا عمل بلبلة لإخفاء فشلهم.
وقد تواصلت مع الإصلاح والاشتراكي والحراك وبقية القوى وجميعهم قالوا إنهم حريصون على استقرار جامعة عدن التي هي جامعة الفقراء أما الأغنياء فهم يدرسون بجامعات أهلية ولا يهمهم توقف الدراسة في جامعة عدن.
كما أنني لا أمشي بمعية مرافقين وليس لدي بلاطجة رغم أنني أنتمي إلى قبيلة لكنني لم أتكئ عليها في أحلك الظروف فما بالك بالآن ونحن في ظل حكومة وفاق وطني ونحن معنيون بإنجاحها، فكيف ألجأ للأساليب القذرة التي أرفضا جملة وتفصيلا؟
كان هناك فعل وردة فعل من طلاب آخرين وللأسف هناك وسائل إعلام تعمل من الحبة قبة وتنشر أخبارا لا توجد إلا في مخيلة الكاتب وليس في أرض الواقع.
وطلابنا الغيورون على جامعتهم هم من تصدوا للفوضويين القادمين من خارج الجامعة للتخريب فكانوا لهم بالمرصاد ودافعوا عن جامعتهم ومستقبلهم ولا مكان للفاشلين لدينا.



http://aden-news.net/news_details.ph...rabic&sid=9024