هل ننتظر القرار السياسي؟الكاتب : منصور عبدالله

[عبدالله البلعسي]

الإثنين, 23 أغسطس 2010

منصور عبدالله


حتى الآن لم تحسم دول الخليج استقرار «خليجي 20» في اليمن أم في غيرها... أقول دول الخليج، لأننا اعتدنا على القرارات السياسية في بطولات كأس الخليج العربي. استضافة اليمن هذه البطولة حق مكتسب تم منحه في اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية أثناء دورة الخليج في العام 2007، أتذكر حينها أن الجميع اتفق على قدرة إمكانات اليمن.
طوال السنوات الثلاث الماضية لم يذكر أحد قدرة اليمن التنظيمية وإمكاناتها الرياضية لتنظيم بطولة في وزن كأس الخليج للمنتخبات، إلا منتصف العام الماضي 2009!
اليمن بلد ذو تاريخ عريق، وعاش طوال وحدته حروباً عدة غالبها أهلية، فالمجتمع اليمني لا يزال مجتمعاً قبلياً في المقام الأول، ولا يستطيع اليمنيون التبرؤ من هذه الحقيقة. مجرد أن تقع عيناك على مشهد الشارع اليمني، تجد آلاف اليمنيين يحملون السلاح والذخائر وسط الناس... المشهد عادي جداً بالنسبة إلى اليمنيين، ولكنه غير مألوف بالنسبة إلى الخليجيين. هناك براهين تلفزيونية وصحافية تدل على ذلك!
وطوال السنين الماضية، اعتادت اليمن على أن تحظى بدعم قوي من دول الخليج، كونها عنصراً أساسياً في الجزيرة العربية، لذا كانت مشاركتها في «خليجي 16» بالكويت العام 2003، قراراً سياسياً مهماً في مسيرة بطولات كأس الخليج منذ العام 1970. قرار سياسي منح اليمن فرصة المشاركة الخليجية، فمن الطبيعي أن القرار السياسي منح اليمن شرف التنظيم.
الغريب في الأمر أن الذريعة المبتدعة أن ظروف الحرب بين الحكومة اليمنية وقبائل الحوثيين، هي أبرز أسباب عدم اتفاق الخليجيين على استقرار «خليجي 20» في اليمن، على رغم أننا نعرف طبيعة المجتمع اليمني وتاريخه الحافل بالحروب، مع هذا تم منح اليمن فرصة تنظيم البطولة من دون شروط!! الأغرب، هو قناعة الإخوة اليمنيين بأنهم قادرون على تنظيم البطولة بالسفن والمراكب لإسكان وفود الدول!
للأسف، الانقسام الواضح على إسناد تنظيم البطولة لليمن يجعلنا متيقنين بأن «خليجي 20» في اليمن بطولة لن تنجح حتى لو حظيت بدعم من نصف دول الخليج!! على رغم أننا في الخليج العربي اعتدنا على الانقسامات في غالب قراراتنا، لدرجة أنني اقتنعت بأن الانقسام يعتبر من الموروثات الخليجية... لنقل على المستوى الرياضي.
الآن، نحن أمام واقع مفروض علينا... ما بين عدم قناعاتنا بقدرة اليمن على التنظيم وضعف إمكاناته التنظيمية، وبين هذا وذاك... هل وفرنا الدعم المطلوب لأبناء اليمن؟
لكن تبقى 93 يوماً، ولا أرى أي بوادر تبشر بنجاح «خليجي 20» في اليمن، فهل ما زلنا ننتظر القرار السياسي؟
[email protected]