عـذراً مشتـرك حضرمـوت: الإجـابـة فـي صنعـاء!

[صرخة الجنوب]

عذراً مشترك حضرموت: الإجابة في صنعاء!
المكلا اليوم كتب: صالح حسين الفردي 5/3/2011



لفت انتباهي صبيحة يوم الثلاثاء الفاتح من مارس الجاري عملية اعتصام أمام مبنى المحافظة لقيادات وأنصار (كتلة) مشترك حضرموت رافعين ومرددين شعار: (الشعب يريد إسقاط النظام)، وتوابعه الأخرى التي عزفت على صدى ما يردد في ساحات تعز وصنعاء،ولأننا في حضرموت الخير ولا ننكر عليهم تظاهرهم واعتصامهم وما يحمله من أهداف آنية وإستراتيجية تخدم مصالح أحزابهم المشتركة، إلا أنه من حقنا عليهم أن ينصتوا لما يدور بخلدنا من تساؤلات هي أقرب إلى المكاشفة منها إلى البحث عن إجابات ندرك أنها أعقد ما تكون وأصعب مما يستطيعون،


ففي الوقت الذي يخرجون فيه مطالبين بإسقاط النظام، أليست هذه الخطوة المتأخرة هي صك إدانة لمنظومة الحكم كاملة، فالسقوط هو ارتطام لكامل الجسد وليس البعض منه، وأظن الأخوة في مشترك حضرموت وهم يمارسون حقهم الديمقراطي - كما يقولون - على مرأى ومسمع وتصوير وحماية من الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة بالمحافظة وبأريحية يحسدون عليها اليوم، هم أحوج ما يكونون إلى الخروج من شرنقة هذا النظام الذي يطالبون بإسقاطه بوصفهم الوجه الآخر للعملة الديمقراطية التي جاءت به وظلت تعيد استنساخه بعد حرب صيف 1994م، خاصة، والجميع يعلم في حضرموت أن أحد أعمدة المشترك المهمة (حزب الإصلاح) هو الشريك الآخر المنتصر في تلك الحرب وهو الذي ظل يقاسم (حزب المؤتمر) السلطة في جميع أجهزة الدولة والوزارات والمحافظات والمديريات، في السنوات الثلاث التي شهدت فيها محافظات الجنوب الست النهب المنظم والبدء في توجيه دفة الحكم باتجاه ترسيخ ثقافة الفيد وبعث القبيلة وتعميد شريعة المنتصر وتسريح موظفي هذه المحافظات وكوادرها العسكرية التي كانت منضوية في إطار سلطة حكومة (الحزب الاشتراكي) المنهارة يومها، ولأن السياسة ليس فيها صديق مستمر أو عدو دائم فقد تفرقّت السبل بين (المؤتمر والإصلاح) بعد العام 1997م، وخرج إلى المعارضة واستمرت لعبة الديمقراطية وتوزيع الأدوار، ولم يقف أحد عند هذه السنوات العجاف في حياة المواطن في محافظات الجنوب الذي وجد مؤسسات القطاع العام تخصص بعد أن تنهب وتفرغ من أرصدتها المالية وتسرح عمالتها وكوادرها ومازال هناك آثار باقية من كعكة التقاسم و(المحاصصة) التي عرفتها تلك السنوات في كثير من مرافق الدولة، ويكفي الإشارة هنا.




إننا لا نحاول في هذه العجالة أن نفتح تلك الملفات ويوميات تلك السنوات إلا أننا نضع الجميع في مشترك حضرموت (المنتصر والمهزوم ومن لحق بهم) أمام مسؤوليتهم التاريخية في مراجعة الذات فلا يستقيم، لا بالمنطق ولا بالعاطفة ولا بالحضرمي الفصيح، أن تخرج مطالباً بإسقاط النظام وأنت جزء أساس من مكوناته التشريعية - برلمانية ومجالس محلية - والتنفيذية، إلا إذا كان النزول تضامناً مع مطالب ميداني الجامعة بصنعاء وساحة تعز وغيرها، حينها يأخذ الحديث منحى آخر، ويجعلنا نشير إلى أن الناس في حضرموت لم تر حتى اللحظة (مشتركها الحضرمي) قد نجح في كسب قضية واحدة من قضايا الفساد المالي والإداري، بل لم يتبنها أو يرفعها على موظف صغير فما بالنا بالملفات الكبرى التي ليس أدناها الثروة السمكية وأحواتها الكبيرة والثروة النفطية ومقدار إنتاجها اليومي وعدد القطاعات وكلاء الشركات النفطية العاملة في حضرموت وعمالتها ومقاولي الباطن فيها وليس أعلاها إطلاق الرصاص الحي على جموع المتظاهرين من طلاب المدارس في اليومين الماضيين في مدينة المكلا على وجه التحديد، والجميع يعلم أن هذه المواجهات الأمنية وما تحصده من أرواح وما تبقيه من آثار، تأخذ المشروعية من عنصري الحكم في المجلس المحلي بمديرية مدينة المكلا - كمثال فقط - فعندما يصمت الأمين العام للمجلس المحلي وهو مشترك وأعضاء المعارضة الآخرون وتمر هذه القضية كالأخريات التي تطاول عليها الزمن ودخلت في دهاليز النسيان الحضرمي منذ مظاهرة الأول من سبتمبر 2007م، ولا يرتفع سقف ردة فعلهم إلى مستوى هذه القضايا والموضوعات، وغاية ما لديهم وما في طاقتهم تعليق العمل بالمجلس، يصبح الأمر جللاً ولغة السياسة ونفعيتها الذاتية والحزبية مقززة بل ومدانة من المجتمع وحكم التاريخ.
وآخر ما أتحفنا به مشترك حضرموت هو بيانه الذي نشر في موقع (المكلا اليوم) تحت عنوان: رغبت أن يكون منتخباً، كتلة مشترك حضرموت تتمنى أن يحذو الديني حذو الخنبشي بالميل للمواطنين.




وهو البيان الذي جاء كصك براءة للأستاذ سالم أحمد الخنبشي المحافظ السابق الذي وصف فيه بالحريص على أمن المحافظة ونسيجها الاجتماعي وكذا تنفيذه للقوانين النافذة منها، ومنها حق المواطنين في التظاهر والمناشط السلمية والذي لم يزج بالمحافظة في صراعات ليس لها ناقة فيها ولا جمل، هذه الأوصاف التي حملها بيان كتلة مشترك حضرموت تجعلنا نتساءل ببراءة إن كان المحافظ قد حافظ على كل هذه الأوصاف فلماذا الخروج على النظام بوصفه ممثلاً لرئيس الجمهورية؟!، والسؤال الذي يتناسل عنه، وماذا يجري في حضرموت ومن (الشيطان الخفي) الذي يتحمل المسؤولية المباشرة ولم يشر إليها بيان الكتلة، وهل بهذا البيان يشيرون للمحافظ الجديد بضرورة تركهم يتظاهرون دون أن يتعرضوا لما يتعرض له الآخرون، كعملية ابتزاز مفضوحة، وكيف نفسر استعداد (الكتلة) - كما جاء في بيانهم - التعاون مع الجديد الذي جاء على أنقاض القديم الفاقد للشريعة الشعبية، ولكنه كان أقرب إليها كونه انتخب بحده الأدنى من أعضاء المجالس المحلية بالمديريات والمحافظة، ونلاحظ إصرارهم على تزييف الحقائق وتأكيدهم للديمقراطية المنقوصة، التي تباكوا عليها يوماً، والغريب - كل الغرابة - أن (الكتلة) لديها استعداداً للتعاون مع الجديد المعين وهو الذي يفتقد الشرعية الشعبية - وهنا تصميم على الشرعية الشعبية - كما يترتب عليها عدم شرعية القرارات التي يتخذها رغم وجود محذور قانوني ودستوري.. أ.هـ.

وهنا فليعذرنا الأخوة في (الكتلة)، لنعلن لهم بأن التباكي على الشرعية الشعبية يسقط عنهم شريعتهم أولاً، بعد أن نزلت الجموع إلى الشوارع حاملة مطالبها، دنت بسقفها أو ارتفعت، وهم لا يستطيعون أن يعودوا اليوم إلى قواعدهم للاستقواء بهم في الأيام القادمة، فلقد حمل الشارع قضيته الوطنية منذ زمن بعيد ويتحمّل دفع ثمنها صباح ومساء، والملفت أن الجموع في تعز وصنعاء وبقية المحافظات لم تعترف بالحزبية ولا بالمشترك ممثلاً شرعياً لها في التفاوض مع الحزب الحاكم، وقيادات المشترك هناك قد اندمجت مع مطالب الساحات وانشغلت بترتيب مكانتها فيه حتى لا يجرفها طوفان التغيير القادم، وإذا كنا قد رأينا الكثير من قيادات الحزب الحاكم تقدم استقالاتها فما الذي يبقي (كتلة مشترك حضرموت) في مجلس النواب والمجالس المحلية بالمحافظة والمديريات وكثير منهم أمناء عامون فيها، هذا أولاً، أما ثانياً أليس بذلك يرتكبون أكبر خديعة وطنية عندما يعلنون التعاون مع محافظ يصفه بيانهم بالفاقد للشرعية الشعبية ويتحمل المحذور القانوني والدستوري، كيف يستقيم الأمر يا عقلاء وسياسيي (كتلة) مشترك حضرموت، فاسقاط النظام يبدأ بادانته والخروج منه ، أو أن اللعبة مازالت قائمة والإجابة في صنعاء.

ألهم إني بلغت ألهمّ فاشهد. وكفى!.

http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=9830

[شرمه]

شكرا صرخة الجنوب على نقل الموضوع
في المنتدى والفردي قلم جيد ورصين وقد
حلل المشترك وشرحهم وان فعلا قرارهم
من صنعاء واحد المنفذين والمطبلين رئيس
المشترك بحضرموت المندس باصره
النائب في البرلمان اليمني وهو من يصدر
البيانات باسم المشترك تحت الطلب ياصنعاء

[شرمه]

عفوا المهندس باصره