هل الحراك الجنوبي في مأزق ( بقلم : أنيس قاسم المفلحي

[الجنوب العربي]

هل الحراك الجنوبي في مأزق ( بقلم : أنيس قاسم المفلحي )
نيويورك – لندن " عدن برس " خاص : 19 – 3 – 2009



أن غرضي من هذه السطور ليس للترويج أو من باب الاستعراض أو الدعوة للفتنة, ولكنها جملة إيضاحات عن شياطين الأنس أصحاب السبع الحصى التي ترمى الحراك السلمي الجنوبي بأطنان من التشكيكات والاتهامات, و من هنا اعتقد أن تصرفات هذه النخبة التي البس في نوياهم الصادقة التي تتجه بعيداً عن العمل الوطني إلى جانب صفوف شعبهم واختاروا بأن ينغمسوا بالقناع النضالي الزائف , لذلك من يستهين بتلك الآفة المرضية الخطيرة و مدى أثارها التدميرية و السلبية على الحراك والثورة السلمية فنها ستوقعنا في دائرة المحظور .

فبغض النظر عن أخطاء وسلبيات تلك التكوينات الجنوبية طالما الهدف سيصب في الاتجاه الذي يحقق الوحدة الوطنية الجنوبية التي تعتبر أساس استقرار و استمرار الثورة السلمية , فلا يجب علينا أن نجعل القضية الجنوبية كراجم الشيطان نرمي بعضنا البعض بمسميات التشكيك و الخيانة والحقد بتشفي وجنون ، والأسباب تعددت وأكثرها شيوعاً هو هاجس مفعم بالآراء المتباينة تارة حول افكار ونهج وتحديد مواقف واضحة و توجهات الآخرين تارة أخرى , فأصبحنا كالذي يقلب يديه وهي خاوية ، لذلك رسم هؤلاء إطار الصراع وتم تحديده بأهداف و تسميات مختلفة منها (خائن , عميل , جاسوس , مرض العظمة , مفتن , مدسوس , مناطقي ) ونرى التسابق في رمي التهم وكأننا نرمي الشيطان بسبع الحصى في كل حصية جمرة من الجمار الثلاث أثناء تأدئة الحجيج مناسك الحج , وهنا لابد من أن اسجل بأنني لا أشعر بالارتياح و القبول لمن يطلق مثل هذه الدعوات والتشكيكات واعتبرها ممارسات تجعل اهدافنا المرجوى تتحول الى صراع تفقدنا ثقة الشارع الجنوبي كما أننا سنفقد قوة الاستعداد لمواجهة الخصم الحقيقي الذي يتربص لنا , هكذا جعلنا من المواجة وجهودنا تتشرذم وتنقسم بين التكوينات الجنوبية على حد سواء مع نظام الاحتلال في صنعاء .
أن النقد الموضوعي البناء هو اساس العمل الناضج الذي يصب في خدمة القضية في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا الجنوبي وهي في غاية الضرورة ويميزة عن النقذ الهدام المبطن بالتشكيك في انهُ سيجد تائيد واستعطاف وسيكسب الكثير من الرضى والمصداقية من قبل كل التكوينات الجنوبية المختلفة التي تعددت اطرفها , و تعددها تعتبر الحلقة الاكثر خطورة و الضعيفة لصناعة القرارات المصيرية في القضية الجنوبية .
وسط تلك الاجواء التي نعيشها ومع الرهبة والخوف التي تغلف سماء الحراك والثورة السلمية الثانية من تنامى الاصوات النشاز اصحاب وجُة الاعياء المصفرة التي تجيد بث سموم التشكيك ودعايات التضليل هدفها كسر العزائم وخلق اجواء التصفيات الدموية وطحان سيطال كل جنوبي بدون ادنى شك , أننا امام مشهد لايمكن لعين عاقل أن تصدقها وهو المشهد الذي رسمته سلطة الاحتلال التي تعمدت أن تحول قيادات الثورة الجنوبية السلمية الثانية الى أعداء مطاردين , والشخصيات المشبوهة اصحاب الاقنعة الصفراء الى شرفاء ومناضلين اشتهرت هذه الاقنعة بمجرد فخ التشكيك للشرفاء المناضلين الحقيقين وبدون خجل وبدعم مسبق الدفع من اجل مكاسب سياسية آنية والبعض الاخر مكاسب مالية , وهذا لا يدلل سوى على حقائق ثابتة ومؤشرات خطيرة عنوانها هو اخماد الثورة السلمية الجنوبية الثانية واعادتنا الى مربع البداية للرضوخ والتشرد والتصفيات والاكتفاء والقناعة بالوضع الحالي الغرض من ذلك هو ليس خفي على احد و هو سيطرة نظام الاحتلال المطلقة على الجنوب للحيلولة دون التفكير بمقارعته وطردة من أرض اليمن الجنوبي .
أن غياب العقل و التصرف الواعي الذي لا يرتقي الى مستوى تحديات الحاضر ومستقبل الثورة الجنوبية والتي يجب علينا من خلالها ان ندرك مدى حجم امكانياتنا وطاقاتنا لتسخيرها في شحن الشارع الجنوبي وتوجية بأتجاة صحيح للمواجهة ضد المحتل وليس ضد بعضنا بعيد عن سلوك وثقافة رمي الشيطان بالحصى السبع, واذا توقفنا مليئاً عند اكثر الكوارث والأخطاء التي تجهض مسيرة الثورة والاصطفاف هي ثقافة وفلسفة التشكيك وعلينا ان نميز بينة وبين النقد , على الرغم اني اوافق من يعرف بأن تعدد التشكيلات بالمفهوم العام بأنهُ شرذمة وتشتيت للقدرات , ولهذا على الجميع ان يدرك ان من يحمي ويثبت اقدام بقاء نظام الاحتلال على الجنوب هم اصحاب ثقافة وفلسفة التشكيك و من الصعب ان ندعي الى الصلاح المطلق ولكن الأجتهاد في مواجهة تلك الثقافة امر في غاية الضرورة ومن حق كل انسان طرح الافكار الغير مؤذية التي لا تحقر عمل الاخرين فالحق مهما حاول البعض ان يمكرة أو يخفية فأنهُ سيظهر .
صحيح ان هناك لا تزال فصول غامضة عند الكثيرين اوصلت اغلبهم الى مأزق فهم توجهات التكوينات الجنوبية التي تزداد تكاثر وكلاً يسبح في فلكة لتحقيق الأهداف التي رسمها , ولكن لا يعني أن الأختلاف يجعل من الطرف الاخر التعاطى معها بشكل يضر مستقبل القضية الجنوبية و يجب علينا ان نتجنب مطالبة الجميع بالجلوس في كرسي الاعتراف , مع أن التاريخ يعترف ان ثقافة الخيانة موجودة في كل زمان ومكان و تعددت اشكالها ومستويتها وهي رديف للذل والخنوع والاستسلام الا أن فتح هذا الباب في الوقت الراهن يعتبر وقوع في شباك التشكيك التي يسع جاهداً لأجلها نظام الاحتلال ليوقعنا بمكائده و زرعها وتغذيتها بين اوساط الجنوبيين و لا حاجة لقضيتنا بذلك .
لقد دخلة الثورة السلمية الجنوبية مؤخراً في مسرح مفتوح من الفوضى و مستقنع يجري فية نهر فياض من تبادل الاتهامات و معاداة بعضنا البعض و عوامل استفحال هذه النكة الكريهة والنتنة ستتسبب في تفتيت وحدة النسيج و الصف الجنوبي , لذلك لا يتسع المجال لخوض عراك وتراشق التهم بين التكتلات اقصد التكوينات الجنوبية وكما يتضح أن كل كيان سياسي اعترف بنفسة كممثل شرعي ووحيد ووصي رسمياً على الجنوب يقنّعُ هدفة بمظلة الاستقلال وكأننا في سوق عكاض السياسي , ألم يعلم هؤلاء انهُ لا يمكن لنا استرجاع الوطن والارض المسلوبة سوى بأنسجام جميع التكوينات عبر ميثاق وطني جنوبي يحدد اهداف والاستراتيجية شعب الجنوب بعيد عن الوصايا الانفرادية التي تجعل من كل فئة تلعن اختُها .
أن قراءة واقع مراحل الثورة الجنوبية في الوقت الحالي وفي المراحل القادمه لن يتم الأ من خلال صيغة وقاعدة توافقية بين كل التكوينات الجنوبية والعمل في خندق واحد و هذا التحالف و التنسيق المشترك لمصلحة الحفاظ على الثورة السلمية وهذا ما سيضعف مشاريع و مخططات و مؤامرات نظام صنعاء التي لا تنتهي , و ستكون بداية و بشائر الخير في هزيمة نظام صنعاء من خلال عقد مؤتمر وطني جنوبي يجمع كل التكوينات الجنوبية التي ستكون الغاية من مشاركتها هو تمثيل وولأء ووحدة النسيج والصف لكل القوى الوطنية الجنوبية ورغبة حقيقية في حل كل المشاكل العالقة التي تعترض المسيرة التحريرية جذرياً وسيكون اطار مناسب لتقريب كل مواقف الأطراف وسيتحلى الجميع في المستقبل بالالتزام تجاة واجبهم نحوى القضية الجنوبية والحفاظ على استراتيجية العمل السلمي التحريري .
علينا بتقيم واعادة ترتيب سلم الاولويات القضية الجنوبية ويتطلب منا وقفة جادة امام الواقع الذي وصلنا الية اليوم , ومن العبث وخداع الذات أن نتناسى ارواح و دماء الشهداء التي سقطت وروت ارض الجنوب الطاهرة وعلينا ان نقدر مشاعر ذويهم ومشاعر شعبنا الذي يضحي و يعاني مرارات الاحتلال , وعلى ماذا نتنازع على الباطل الذي يصيبنا ام عن ماذا عن دولتنا وهويتنا الجنوبية التي نبحث عنها أو عن شهوات القلب المريض الذي حين يفسد , يفسد معه الجسد كلة , أن الانقسام السياسي بين التكوينات الجنوبية سيعمق جراح البيت الجنوبي وسيغير ملامح ومسار القضية , وسيعطي المحتل غطاء شرعي لممارسة التمزيق واثارة الفتن حتى لا تقوم لنا قائمة .

[علي المفلحي]

موضوع ممتاز
واجتماع 20مارس في ربوة ردفان
وضع النقاط على الحروف نحو دمج الهيئات ووحدة الصف والاوضاع الحاليه تبشر بالخير الجميع حدد تاييده لتقرير المصير
وهناك ميثاق وطني جنوبي وميثاق شرف يحرم تخوين الجنوبي للجنوبي
ويبقي قيادات الخارج ان تحدد موقفها الواضح والصريح من الاستغلال الجنوبي وتوحيد صفوفهم لكي يتناقم الاداء داخليا وخارجيا
ودمتم