منع إقامة مهرجان للفعاليات السياسية في حبان واقتياد مراسل «الأيام»

[اسدالجنوب]

[align=right]شهدت مديرية حبان محافظة شبوة أمس انتشارا أمنيا كثيفا غير مسبوق، حيث قامت أرتال من الأطقم العسكرية التابعة لقوات الأمن المركزي والأمن العام والنجدة بالانتشار وسط الشارع العام لمدينة حبان، وإقامة نقاط تفتيش عند مداخل المدينة، لمنع إقامة مهرجان سلمي دعت إليه الفعاليات السياسيه بمحافظة شبوة.

فعند حلول السابعة صباحا كانت مدينة حبان على موعد مع وصول مجموعة من الأطقم العسكرية محملة بأعداد كبيرة من جنود الأمن المركزي، وقامت بالتأهب والاستعداد لمواجهة أي محاولة لإقامة مهرجان الفعاليات السياسية، ومنعت قوات الأمن المشاركين في المهرجان والقادمين من مديرية ميفعة من الدخول إلى مدينة حبان من خلال إقامة نقطة تفتيش دقيقة عند مدخل جول الحاط في حبان، بينما وضعت قوة أمنية أخرى عند مفرق الصعيد لمنع دخول المشاركين القادمين من مديرية الصعيد وضواحيها للمشاركة في المهرجان.

من جانب آخر علمت «الأيام» من مصادر مطلعة أن جموعا قبلية من أبناء حمير قادمة من مديرية ميفعة كانت تتجمع في منطقة لهية القريبة من مركز المديرية حبان، وبرفقتهم بعض قادة الفعاليات السياسية بالمحافظة، وتستعد لدخول حبان وإقامة المهرجان، وعند علمهم بوجود قوة أمنية منتشرة وسط شوارع المديرية ولديهم قائمة باعتقال قادة في الحراك السلمي قامت تلك الجموع بالاستنفار والانتشار في الجبال المحاذيه للخط العام عدن - المكلا بمنطقة لهية تحسبا لأي مواجهة مع الأمن.

وأثناء توتر الموقف وقيام «الأيام» بواجبها المهني والصحفي في تغطية الحدث فوجئ مراسلها بقيام قائد في الحملة الأمنية برفقة مجموعة من الجنود باستدعائه وإيقافه، وأخذ هاتفه المحمول وتصفحه ومسح كافة الصور فيه، وعند إعلامهم بمهنته وأنه مراسل لـ «الأيام» أمر أركان حرب في قوات الأمن المركزي الجنود بإيقافه واقتياده برفقة طقم عسكري إلى مقر نقطة النقبة.

وبعد مرور أكثر من ساعة على وجوده في مقر النقطة فوجئ بعدم وجود علم بإيقافه لدى قيادة الأمن بالمديرية، وطلب المغادرة، إلا أنه أخبر بأنهم سيقومون بالاستئذان من قائد أركان في الأمن المركزي الموجود مع الحملة الأمنية لإطلاق سراحه، متجاوزين بذلك صلاحية قيادة الأمن بالمديرية، وأنها الجهة المسئولة عن ذلك.

على الصعيد نفسه تسلمت «الأيام» بيانا صادرا عن قبائل لقموش أدانت فيه ما تعرض له مراسل «الأيام» من أعمال استفزازية من قبل قوات الأمن المركزي، واعتبرت «ما حدث ينم عن حالة من الهستيريا لدى قوات الأمن المركزي، وأنها المتسببة في إدخال السلطة المحلية بالمحافظة في كثير من الصراعات مع المواطنين بسبب تصرفاتهم غير المسئولة».

وأكدت في بيانها أن أي مساس أو استفزاز لمراسل «الأيام» بالمديرية «سيجرهم للدخول في صراعات أخرى مع قوات الأمن المركزي».

وفي تصريح لـ «الأيام» أكد الأخ مقبل لكرش باعوضة النائب الأول للفعاليات السياسيه بالمحافظة أن «ما حدث اليوم (أمس) يعتبر دليلا واضحا على تعنت السلطة وإصرارها على مضايقة وملاحقة رموز الحراك السلمي». وعبر عن أسفه لمنع الأمن إقامة المهرجان المحدد في مدينة حبان.

وقال: «إننا نحمل قضية عادلة، ومطالبنا مشروعة، وهي استعادة حقوقنا المسلوبة، وأن الحرية لاينالها إلا رجال لايحنون رؤوسهم للظلم والاستبداد». وأضاف «إذا كانت ثمرة انتخاب المحافظ الأحمدي هي القمع واستفزاز المواطنين وإصدار قائمة باعتقالات لرموز الحراك السياسي السلمي، فإن ذلك يعتبر وصمة عار في جبين من انتخبه».

وعلمت «الأيام» من مصادر أن قوات الأمن المنتشرة قد انسحبت من المدينة بعد تدخل وساطة من الشيخ حسين بن عثيمان، على أن لايقام المهرجان يوم أمس، والتفكير في إقامته لاحقا.

وصرح لـ «الأيام» الشيخ عبدربه حديج العولقي بأن «قوات من الجيش والأمن المركزي والنجدة معززة بعدد كبير من الأطقم العسكرية قد قامت أمس بمحاصرة مديرية حبان في محافظة شبوة منذ الصباح الباكر، ولم تسمح للمواطنين بدخول حبان إلا بعد التحقق من بطائقهم الشخصية».

وأضاف الشيخ عبدربه قائلا: «إن فرض هذا الحصار على مديرية حبان وتحويلها إلى أشبه ما تكون بمنطقة الفلوجة في العراق أتى في الوقت الذي كان مقررا انعقاد اجتماع لأبناء محافظة شبوة لاختيار قيادة لمجلس تنسيق المحافظة، وقد تم منع السيارات القادمة من المديريات والمناطق الأخرى من دخول المديرية لإفشال الاجتماع».

إلى ذلك لم تتمكن الوفود المشاركة، من مديرية بيحان، التي تمثل جمعيات المتقاعدين والشباب العاطلين عن العمل وملتقى التصالح والتسامح، من الوصول إلى حبان مكان إقامة الفعالية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة والنقاط الأمنية وكثافة الانتشار العسكري في شبوة، واضطرت للعودة من منطقة واسط (180 كم من بيحان) بعد أن تأكد لهم أنه سيتم اعتقال قادة الفعاليات، وتجنبا للصدام مع رجال الأمن والقوات المسلحة.[/align]