نكون او لا نكون . . ناقوس الخطر

[عرين الاسود]

نحن نعرف أن المسئولية أكبر مما نتصور .. وندرك ثقل الحمل الذي وضع على كاهل الأطراف التي يعقد عليها الشعب آمالا كبيرة وعظيمة ... هذه الآمال لن ترى النور من فتحات صغيرة يرى كل فريق منها العالم من زاويته الضيقة .. خصوصا ونحن أمام واجب دستوري وأخلاقي يفرض علينا ممارسة إعادة الحق لأهله .
وعدم احتواء الآراء المتعارضة وفق التفسير أو سوء التقدير غير مقبول .. ثم أننا لا نريد أن نكون نموذجا يتكرر . . لذا لا بد من وضع الوقائع التاريخية خلال ثلاثون عاما مضت نصب أعيننا !! . . فالتنازع والفشل وضيق الصدر يجب أن لا يكون لها القابلية لدينا بل يجب ان لا تحطمنا رواسب الماضي .. وكذا لا تكون هناك مبالغات في دقة المكاسب .
إذا يتطلب هذا الموقف إيجاد قيادة مرجعية , وأن كانت غير حزبية تدعمها كافة الاحزاب .. وهو الهدف الرئيسي الأول للبدء بلم الشمل الجنوبي .. يكون باتفاق .. عقد بمقتضاه يلتزم الجميع به عبر وضع القواسم المشتركة ليكون الاطار العام ... ! لأن الطاقات المبعثرة والمعطلة لا قيمة لها .
إن توحيد الصفوف من مهام هذه القيادة بحيث تركز كل جهودها باتجاهات معينة ابتداء نحو الجهود الرئيسية ولتضع الفكرة وتحدد الأهداف . . لأن تحقيق هذه الأهداف سيكون إشعاعا ينير الطريق أمام السالكين .
لكن الموقع الذي ستتمركز فيه القيادة المرجعية سيكون خارج الوطن في بداية فترة التحرير حتى يمكن إقامة موطئ قدم تنتقل بعدها إلى الداخل .. كل هذا لأسباب وقائية وحتى لا تجهض الثورة في مهدها وبداياتها وحتى تمارس عملها بهدوء وكذا تتمتع بسلامة التعبير .. لأنه إذا ما قضي عليها تبعثرت الصفوف وعدنا من الصفر وقد تضيع الفرصة ونخسر كل ما قدمنا .. ونكون قد أسأنا لشهدائنا الأبطال يرحمهم الله .
كما ينبغي لهذه القيادة أن تسعى لتحقيق الأهداف التي سترسمها السياسة , هذه الأهداف ليست دائما السعي لفرض الهزيمة العسكرية ؛ بل فرض إرادة الانتصار العسكرية والمعنوية ... ! ! وكثيرا ما ظهر أن نصرا عسكريا لم يؤد بالضرورة إلى تحقيق نصر سياسي .



يجب حشد الطاقات كلها وكذا الطروحات والأفكار والعمل بمهنية كاملة حتى تلتقي في نقطة واحدة لتحقيق الهدف السياسي .. لهذا لابد من تحديد اهداف على ضوئها تتخذ قرارات مع الاستمرار المتتابع في التحضير للامكانيات المتاحة لبلوغ الاهداف ( فالرقم الجنوبي لا يقبل القسمة ) ؛ لأن الادارة ضد التيار مثل السباحة ضد التيار .. غير مهنية بل ومعيبة تفرض قيما مغلوطة وتبرز أحادية النظرة وتظهر عكس ما تبطنه النفوس وتكون القرارات مبتية على وجهات نظر غير موضوعية .
إن جروح الأوطان أشد من جروح الايدان ؛ لأن جروح الاوطان تؤلم الأمة كلها وتعذبهم في الارواح ولهذا هي اقسى من ألم الجسد ؛ لأن جروح الابدان تؤلم الأفراد .
هذا الاتفاق يجب أن يؤسس في إطار وأن تكون له ديناميكية إيجابية تنصهر فيها كل الفئات والتي تنتمي الى كل المشارب والاطياف . . يكون هذا الاتفاق تجاوبا مع الاصوات التي تلح وتصر على الاجتماع تجاوبا مع الازمة الخانقة التي يمر بها الجنوب .. ولنتجاوز فيها حالة البلقنة التي يعيشها المشهد الحزبي .
وإذا ما تمت ستكون هذه المبادرة الشجاعة تشكل تحولا كبيرا في المشهد الوطني .. بل وسيدل هذا إن حدث على الوعي الكبير بالمسئولية الملقاة على عاتقنا جميعا وسيعطينا دليلا قويا على أننا سائرون في الاتجاه الصحيح .
سا عتها نستطيع ان نسوق للعالم حيثيات مواقفنا المعلنة دون تردد وستجد آذانا صاغية .
من خلال استقرائنا لمايجري في الساحة وجدنا محاولات للنهوض , لكن الحراك لم ينضج بعد بما فيه الكفاية الأمر الذي قد يسحب من رصيد مكاسبنا ويبعدنا عن الطريق الصحيح .

إن الثورة تحتاج إلى طليعة تقود الجماهير وتمتلك القدرة على توجيه عملية الثورة . . والحفاظ عليها . . وإذا لم يحصل هذا ولم يتم قيام إتفاقا حقيقيا ... ساعتها سيكون مطلبنا جميعا هذيان واحلام ستذهب في مهب الريح ولا نستطيع ان نقول إلا ( على الدنيا السلام ) .