على العتواني العودة إلى ناصريته

[المهندس عبدالله الضالعي]

التغيير نت >> اراء تغييرية
..على العتواني العودة إلى ناصريته !!
احمد حرمل الاربعاء 2009/05/27 الساعة 10:10:07


آثار خطاب الزعيم الجنوبي المنفي قسرا منذ حرب 1994م علي سالم البيض ردود أفعال متباينة وما آثار انتباهي من بين تلك الردود ما قاله سلطان العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري لصحيفة ( البيان ) الاماراتية حيث استوقفتني فقرتين من ذلك الحديث الذي لم يكن موفقا فيها ولا تنسجم مع موقعه على رأس تكتل اللقاء المشترك الذي تبنى ملتقى التشاور الوطني الذي عقد في صنعاء خلال الفترة 21/22 مايو الجاري وهذا ما دفعني للرد عليه دون غيره من القيادات الحكومية والمؤتمرية التي نعرف من أين خرجت تلك الردود والتصريحات ونعرف المطبخ الذي تخرج منه دون علم الأشخاص الذين تنسب لهم تلك التصريحات والتي لا يعرفون عنها إلا بعد نشرها مثلهم مثل أي شخص آخر وحتى لا يطول الحديث ويتشعب في أمور أخرى نعود الى ما قاله العتواني ونبدأ بالفقرة الأولى التي قال فيها ( ان حديث البيض لا يقل خطورة عن ممارسات السلطة وسعي كليهما يضر بوحدة البلد ) فأي حكمة وأي عقل يقبل بان يتساوى فيه الضحية والجلاد ومع هذا وذاك كم كنت أتمنى ان يقول العتواني ان حديث البيض لا يقل خطرا عن ما يقوم به الرئيس علي عبدالله صالح من ممارسات أضرت وتضر بوحدة البلد مع ان هناك فرقا كبيرا بين الاثنين فمن وجهة نظري من يمارس الانفصال اخطر ممن يدعو إليه ثم إن علي البيض لم يتحدث عن الانفصال لانه يدرك جيدا بان حرب 1994م ذبحت الوحدة من الوريد إلى الوريد وأعادت إنتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية التي توسعت رقعتها على حساب الجنوب ولهذا كان علي البيض دقيقا عندما قال فك الارتباط ويعي جيدا مثله مثل أي جنوبي حر أن الحديث عن الانفصال هو إقرار بان الوضع القائم هو وحدة هذا أولا وثانيا ان الجنوب كان حتى 21 مايو 1990م دولة مستقلة عضوا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي هذه الدولة دخلت مع الجمهورية العربية اليمنية في وحدة تحت مسمى الجمهورية اليمنية وحدد لدمج الدولتين وذوبانها في الكيان الجديد مرحلة انتقالية وحدد لهذه المرحلة مهام الا انه وللأسف الشديد لم يتم انجاز هذه المهام ولم تذوب الدولتين في الكيان الجديد دولة الوحدة أي ان المرحلة الانتقالية فشلت في انجاز مهامها حيث ظل الجيش جيشين والأمن مؤسستين والعملة عملتين والتعليم نظامين ولم يتم الأخذ بما هو أفضل من تجربة النظامين وبفشل المرحلة الانتقالية يكون مشروع الوحدة قد فشل وجاءت حرب 1994م التي أعلنها الرئيس صالح في 27/ابريل 1994م من ميدان السبعين لتقضي تماما على وحدة 22 مايو السلمية وتحل محلها وحدة 7 يوليو وحدة الضم والإلحاق والتي يفاخر بها النظام كل يوم وهو يتحدث عن الوحدة المعمدة بالدم .
إن حرب 1994م التي ذبحت الوحدة من الوريد إلى الوريد قد حولت الجنوب إلى غنيمة حرب هذه الحرب أوجدت منتصر ومهزوم ، مهزوم لا ينسى بان دولته دمرت وجهازها الوظيفي والعسكري والأمني سرح قسرا وتاريخه زور وثروته تنهب وأرضه تستباح وهويته تطمس وشعبه يهمش ويقصى وغيرها من السلوكيات الدخيلة على المجتمع في الجنوب كالثأر والاقتتال القبلي ونظام الرهائن وأجرة الطقم وأجرة العسكري وجرى إحياء العادات القبلية المتخلفة ومنتصر لا يريد لذلك المهزوم ان ينسى فهو كل يوم يذكره بأنه هزم في حرب 1994م ويمن عليه بقرار العفو العام ويطلب منه ان يحمد الله بان رأسه لا زال على كتفه ويتهمه بالانفصال ويصر على انه فرع عاد إلى الأصل ويرفض إزالة آثار حرب 1994م ويتمادى في ممارسة سياسات السلب والنهب والتهميش والاقصى ويذهب الى ما هو ابعد من ذلك بالاحتفال بيوم 17 يوليو يوم صعود علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم في الجمهورية العربية اليمنية ويكرس هذا اليوم كمناسبة وطنية مع إنها مناسبة شطرية الاحتفال بها يؤذي مشاعرنا كجنوبيين .
ان استمرار السلطة في هذه السياسات الخاطئة هو تأكيد حقيقي لعدم وحدويتها وهذا ما أشارت اليه وثيقة الحوار الوطني التي اقرها ملتقى التشاور الوطني الذي عقد الاسبوع الماضي في صنعاء حيث جاء في الفقرة رقم ( 1 ) من هذه الوثيقة ( فشل السلطة في إدارة مشروع الوحدة وإصرارها على التعامل مع أوضاع وتحديات ما بعد حرب 94م بخفة وتعال ـ ورفض أي مشروع سياسي وطني يأخذ بعين الاعتبار تصفية اثار الحرب ومعالجة جروحها وإصرارها على تقويض أسس التعددية السياسية والحزبية ومرتكزات الشراكة الوطنية التي قامت عليها الوحدة السلمية في 22 مايو 1990م والتي كانت هي وحدها القادرة على الاضطلاع بخلق شروطها وحماية البلاد من التفكك السياسي والعرقي والطائفي ، بل ذهبت السلطة تسرح عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية مدنيين وعسكريين دون المراعاة للحد الأدنى من حقوقهم المشروعة وجرى خصخصة مؤسسات القطاع العام من خلال عملية نهب فاسدة كان المتنفذون هم المستفيد الوحيد منها وقذف بالغالبية فيها سوق البطالة بدون حقوق وبالمثل طرد الفلاحون من أراضيهم وصودرت مزارع الدولة وأعيد توزيعها على حفنه من الملاك الجدد ونهبت أراضي الدولة لصالح فئة صغيرة من المتنفذين ) .
أوضاع بهذه القتامة وكل يوم يمر تزداد سوء وشعب الجنوب يعيش في حالة غليان منذ ثلاث سنوات دون ان يلتفت إليه احد وعلى العكس تقوم السلطة بمواجهة حراكه السلمي بالرصاص الحي ويسقط الشهداء والجرحى الواحد تلو الآخر ويعتقل المئات ويلاحق النشطاء وتداهم المنازل ماذا نتوقع من علي البيض وهو يرى السلطة تقوم بحرب إبادة ضد شعبه وتدمير قراهم وتقمع احتجاجاتهم وتتمادى في سلوكها هذا الى درجة اختطاف الجرحى من المستشفيات ومنع المتبرعين بالدم من الوصول الى المنشئات الصحية التي يرقد فيها الجرحى ، هل كان العتواني يريد علي البيض أن يصفق للنظام ويقول له برافوا على التنكيل بشعبي ؟ فأي خطورة فيما قاله علي البيض يا سلطان الم يقل البيض ما فعله عبد الناصر في 28 سبتمبر 1962م عند إعلان فك الارتباط بين مصر وسوريا عندما وجد بان الشعب السوري لا يرغب في الاستمرار بالوحدة ولم يلجأ الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر الذي يؤمن بأفكاره مليون ضعف ممن ينخرطون في التنظيمات الناصرية في الوطن العربي الى الحرب لفرض الوحدة بالقوة وعلى العتواني ان يعود الى ناصريته ويعتذر لعلي سالم البيض الذي اقتدى بما امن به عبد الناصر وكان ناصريا أكثر من العتواني الذي اخذ من القومية العربية ما يحلو له اما علي البيض فقد كان ناصريا مرتين مره عندما حقق حلم الحمدي في الوحدة الذي قدم حياته من اجلها ، ومره عندما دعا الى فك الارتباط وجسد سلوك زعيم الأمة الخالد الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر الذي اسر عقول وأفئدة الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج .
العبارة الثانية التي سأقف عليها من حديث العتواني هي : ( البيض فاق بعد خمسة عشرة عاما وعليه العودة الى غيبوبته ، فالوحدة لم يصنعها علي سالم البيض بل صنعتها تضحيات ونضالات شعبنا اليمني ) .
ان دعوة العتواني للبيض بالعودة إلى غيبوبته ليس لها أي معنى فسكوت البيض لمدة خمسة عشر عاما كانت بمثابة اعطاء فرصة للنظام لإصلاح الوحدة وإعادتها الى روح 22 مايو وهذا لم يتم حتى اليوم واعتراف المناضل محمد سالم باسندوه احد مستشاري الرئيس بان الوحدة الاندماجية فشلت ودعوته إلى التفكير بشكل جديد للوحدة يؤكد مصداقية ما يطرحه الجنوبيون بان حرب 94م أنهت الوحدة وأعادت إنتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية الذي يعد سلطان العتواني بما يحمله من عقلية احد مكونات هذا النظام الذي ادخل العتواني وتنظيمه في حالة غيبوبه مستمرة وجعلته يعيش في حالة موت سريري منذ اغسطس 78م ، اما الفترة التي كان فيها البيض في حالة غيبوبة من وجهة نظري هي الفترة من نوفمبر 89م وحتى 22 مايو 90م حين أقدم على التوقيع على الوحدة الاندماجية بشكل عاطفي ومتسرع على الرغم من كل الاعتراضات التي واجهها وكان دافعه في ذلك فكره القومي والاممي ، فلماذا يا اخ سلطان لم تدافعون عن الوحدة التي قدمها لكم علي البيض على طبق من ذهب وليس الشعب اليمني كما قلتم ؟
ثم عن أي وحدة تتحدثون هل هي وحدة 22مايو السلمي التصالحية التي أنهتها حرب 94م العدوانية الظالمة ام وحدة 7 يوليو التي حولت الجنوب الى غنيمة حرب وتحت مبرر عودة الفرع الى الأصل .
عزيزي سلطان هل تعرف بان قرار الحكومة المصرية إعدام الخنازير كإجراء وقائي لمنع انتشار انفلونزا الخنازير كاد ان يتسبب في أزمة طائفية بين الأقباط والمسلمين فما بالكم بإعدام دولة بكل مكوناتها وحرمان أبنائها من ابسط الحقوق وممارسة شتى صنوف القهر والإذلال التي وصلت الى درجة تهجير السكان من قراهم وطردهم من مساكنهم واعتقال النساء والأطفال كما حدث في قرية كود قرو ، ومنع أبناء الجنوب من الاحتفال بمناسباتهم الوطنية حيث وصل هذا المنع الى درجة القتل كما حدث في منصة الحبيلين في أكتوبر 2007م فهل تريد البيض ان يسكت على وضع كهذا وهو من أدخلهم الوحدة وتقع عليه مسؤولية أخلاقية في رفع المعاناة عنهم ؟ وهل قتل المواطنين الأبرياء لمجرد انهم أرادوا الاحتفال بعيد ثورتهم عملا وحدوي ؟ وهل انتم مستعدون للاصطفاف خلف المشروع العائلي بحجة الدفاع عن الوحدة التي تم تحويلها الى صنم يعبد كما فعلتم عام 94م ؟
لقد وصل الوضع في الجنوب الى حالة يستحيل التعايش معها واذا كنتم لا تشعرون بحجم المأساة فإننا نود تذكيركم بنسف المنازل في مديرية جحاف بالدنميت هذا المشهد الذي لم يألفه المواطنون في الجنوب حتى في ظل الاحتلال البريطاني الغاشم ولم يشاهدوا له مثيل الا على شاشات التلفزة في فلسطين المحتلة وممن من قوات الاحتلال الاسرائيلة التي تقوم بنسف منازل الفلسطينيين بحجة إيواء المقاومين او إنها تتبع مقاومين نفذوا هجمات انتحارية ضد اسرائيل ؟
لقد مثل ما قاله الشيخ حميد الأحمر في الاعتصام الذي أقيم يوم الجمعة الماضية للتضامن مع شهداء وجرحى يوم 21مايو الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في محافظة عدن ( تعهد البيض للجنوبيين لأجل انفصال جنوب اليمن عن شماله ، بأنها نتيجة سياسات السلطة ) موقفا مسئولا ومنطقيا يشكر عليه .
كم كنت أتمنى على العتواني ان يصحوا من غيبوبته ويتذكر بان الثورة والجمهورية سرقت منهم بمقتل الحمدي ولا ندري كيف قبل التعايش مع المشروع العائلي منذ 17يوليو 78 وحتى اليوم هذا المشروع الذي يعد من وجهة نظري مشروع اصغر بكثير من مشروع البيض المنادي بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب فهل تغيرت المفاهيم وأصبح المشروع العائلي وحدويا وقوميا ومشروع الدولة انفصاليا ورجعيا انه لأمر غريب.
فهل ان الأوان بالتفكير وبشكل جدي بكيفية استعادة الثورة والجمهورية بدلا من الوقوف ضد نضال شعب الجنوب الذي يعيش بين مطرقة الوحدة وسندان الانفصال ويخطئ من يعتقد ان إعلان البيض فك الارتباط قناعة شخصية او مزاجا عابر .
وأخيرا نقول للعتواني دعوا الجنوبيين يستعيدوا دولتهم وانتم استعيدوا الجمهورية وحينها يكون لكل حادث حديث فلقد بلغ السيل الزباء وبلغت القلوب الحناجر .

[albsesi]

دحباشي بيدور مصلحته من علي شمه

[الصقر الجارح]

استاذناالفاضل والله انك اكثرمن رائع لقدتكلمت بلسان كل جنوب صدقي يااخي ومهندسناالعظيم لقدامتعتنابكلماتك الموزونه المعقوله فلك مني كل الحب والاحترام وعاش جنوبنا الحبيب

[أبوسعد]

تصور يااخي المهندس عبدالله الضالعي ان موقع التغيير نت استبدل عنوان مقال الاخ الصحفي احمد حرمل
من ( ماقاله البيض .. فعله عبد الناصر ) الى العنوان ( على العتواني العودة الى ناصريته !! )

[المهندس عبدالله الضالعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سعد

تصور يااخي المهندس عبدالله الضالعي ان موقع التغيير نت استبدل عنوان مقال الاخ الصحفي احمد حرمل
من ( ماقاله البيض .. فعله عبد الناصر ) الى العنوان ( على العتواني العودة الى ناصريته !! )

وقد قام بعض النشطاء بطباعة المقال بالعنوان الذي ذكرته وتم توزيعه كمطبوعة تم تداولها اليوم

[الطائر الجنوبي]

الاخ المهندس عبدالله الضالعي
هل تعتقد ان العتواني لا يعي مايقول
اقول لك ان هولاء سكتوا لاكثر من ثلاثين عام
بل منهم من اعطاء تصريحات اكثر من ماقال الطائح
اعتقد مجرى المصالح الشخصية جرت فيهم مجرى الدم
فمن تجاهل مبادئة ويصر على تجاهلها
هناك سبب لذلك
وعندنا مثل يقول :
من مانفع امة كيف باينفع خالتة
عمومأ أمل ان اكون مخطئ

تحياتي